لقداسة العلم خاصة فى مرحلته الجامعية فى الأمم المتحضرة، يطلق على نطاق الجامعة مسمى «الحرم الجامعى إشارة إلى خصوصية المكان وقاعات العلم به، وأنه يحرم التصرف داخل حدود هذا الحرم بما يخالف أعرافه وجليل أهدافه فى خدمة العلم، و«الحرم» هنا من «التحريم» أى أن ما يجرى خارج حدود وأسوار هذا المكان لا يجوز أن يجرى داخله، وكذلك كونه يحمى الحرية الفكرية والثقافية ويوفر الاستقلال وحرية البحث والفكر لهيئته من أعضاء هيئات التدريس ورواده من طلاب العلم.
حفلات سيئة ومسيئة؛ هذا هو توصيف ما نشهده نهاية كل عام فيما يطلق عليه مجازا «حفلات التخرج»، حفلات سيئة بما تحمله من خروج صارخ على القواعد الأدبية والجامعية، بل والأخلاقية أيضا. وهى مسيئة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ومضامين سلبية، لأنها تسىء إساءة بالغة للعلم، تشوه صورة التعليم الجامعى فى مصر ومخرجاته، وتشوه تاريخا طويلا ممتدا من التعليم الجامعى فى مصر يرجع إلى عام 1908 مع إنشاء وتأسيس الجامعة الأهلية المصرية التى تحولت إلى جامعة القاهرة بعد ثورة يوليو 1952. وهى ثانى أقدم الجامعات المصرية فى التاريخ الحديث بعد الأزهر الشريف الجامع والجامعة.
بل إن بعض الدراسات تقول إن أول جامعة عرفتها البشرية كانت مصرية قبل 5000 عام كاملة، وهى جامعة «أون - هليوبوليس» والمعروفة حاليا بجامعة عين شمس، التى تعد المنبع الأصلى لفكر فلاسفة اليونان وعلى رأسهم أفلاطون الذى درس بها نحو 13 عاما.
بيان جامعة الزقازيق حول واقعة طالب كلية التجارة «الراقص» فى حفل تخرجه «عذر أقبح من ذنب»، وعوضا أن تحيل الجامعة الواقعة برمتها للتحقيق، وتراجع إجراءات هذه الفعاليات، فإنها تعلن عن إحالة طالب تخرج بالفعل للتحقيق!!
خروج نطاق هذه الحفلات عن السيطرة، وتحكم ما يطلق عليه «بيزنس حفلات التخرج» الذى تقوم به مكاتب متخصصة العديد منهم فى الأغلب متعهدو حفلات وأفراح وليال ملاح. أصبح يستوجب تدخلا عاجلا من الدولة ممثلة فى المجلس الأعلى للجامعات، ووزارة التعليم العالى. لوضع ضوابط صارمة لمثل هكذا فعاليات تتم داخل أسوار الحرم الجامعى، وحتى تلك التى تقام فى قاعات خاصة خراج أسوار الجامعة طالما أنها تقام تحت اسم ورعاية الجامعات وكلياتها المختلفة. لا أفهم أن مجتمعا يعانى من وضع اقتصادى خانق وضاغط يستدعى التقشف وضبط الانفاق ينفق مئات الألوف من الجنيهات سنويا تحت مسمى «حفلات تخرج» بدلا أن يتم توجيهها لتأهيل طالب وطالبة حديثة التخرج.
فيديو طالب جامعة الزقازيق ليس الفيديو الأول، ولن يكون الأخير طالما لم تتم مواجهة هذه الظاهرة «المسيئة» بحزم وحسم، هى ظاهرة تحتاج لوعى مجتمعى مرتفع بقيمة وقيم التعليم الجامعى، وتدخل حكومى صارم. أعيدوا للجامعة المصرية وللتعليم الجامعى هيبته، وإذا كانت عوامل عديدة ساهمت فى تراجع قيمة التعليم الجامعى فى مصر ومعه هيبة الجامعة، لتكن البداية أوقفوا حفلات التخرج الراقصة المسيئة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وليد عتلم التعليم الجامعي في مصر جامعة الزقازيق التعلیم الجامعى حفلات التخرج
إقرأ أيضاً:
جامعة الأزهر تحيل الدكتورة سعاد صالح إلى التحقيق
أحالت جامعة الأزهر برئاسة الدكتور سلامة جمعة داوود، رئيس الجامعة، الدكتورة سعاد صالح، الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر، إلى التحقيق، لظهورها الإعلامي دون تصريح من جهة الإدارة.
ونوهت جامعة الأزهر في بيانها أن قرار الإحالة جاء لمخالفة قرار مجلس الجامعة رقم: (1224) لسنة 2018 م الذي ينص على أنه: «يحظر على جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الأزهر العمل أو الظهور أو التصدي للفتوى في وسائل الإعلام بمختلف أشكالها دون تصريح، ضبطًا للخطاب باسم الجامعة، وحفاظًا على مكانتها وصورتها أمام المجتمع محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا».
بيان جامعة الأزهر عن حرمة الحشيشأعلن الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، عن تحويل الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقة المقارن للتحقيق، على خلفية فتاوى بشأن الحشيش.
وكان قد أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، محذرًا من التهاون في هذا الباب أو محاولة تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور، مشيرًا إلى أن الادعاء بأنه حلال هو خطأ فادح، لا سيما إذا صدر عن شخصيات عامة أو أكاديمية، لأن في ذلك تضليلًا للرأي العام، وفتحًا لأبواب الانحراف والإدمان.
وقال وزير الأوقاف: «لن أطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعي في حُرمته، وإنما أكتفي بالإشارة إلى ما سطّره علماء الإسلام الراسخون، ومنهم الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه زهر العريش في تحريم الحشيش، وهو كتاب مطبوع مشهور ومتداول، وكذلك العلامة السيد عبد الله بن الصدِّيق في كتابه واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن، وقد طُبع مرات عديدة».
وشدّد الوزير، على أن الاستسهال في تعاطي الحشيش أو الترويج لتحليله هو جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية، وأن الإثم يتضاعف إذا كان المتعاطي ممن يقود مركبة أو وسيلة نقل عام، لما في ذلك من تعريض لحياته وحياة الناس للخطر، مضيفًا: «فإنه حينئذ لا يرتكب محرّمًا فقط، بل يعرّض أرواحًا بريئة للفناء، وإثم ذلك عند الله عظيم».
واختتم وزير الأوقاف، بالتنبيه إلى ضرورة تحصين الوعي العام، والرجوع إلى أهل العلم الثقات في فهم الأحكام، وتحمّل المسئولية الوطنية والشرعية في التصدي لكل ما من شأنه أن يُضلّل الناس أو يُشجع على الانحراف.
اقرأ أيضاً«سعاد صالح»: النشوز قد يكون في الرجل وليس المرأة فقط | فيديو
سعاد صالح: ارتداء الحجاب في الحرم ليس له علاقة بقبول الحج أو عدمه «فيديو»
سعاد صالح ترد على الجدل المثار حول مسلسل معاوية (فيديو)