بوابة الوفد:
2025-12-15@00:37:42 GMT

حفلات التخرج المسيئة

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

لقداسة العلم خاصة فى مرحلته الجامعية فى الأمم المتحضرة، يطلق على نطاق الجامعة مسمى «الحرم الجامعى إشارة إلى خصوصية المكان وقاعات العلم به، وأنه يحرم التصرف داخل حدود هذا الحرم بما يخالف أعرافه وجليل أهدافه فى خدمة العلم، و«الحرم» هنا من «التحريم» أى أن ما يجرى خارج حدود وأسوار هذا المكان لا يجوز أن يجرى داخله، وكذلك كونه يحمى الحرية الفكرية والثقافية ويوفر الاستقلال وحرية البحث والفكر لهيئته من أعضاء هيئات التدريس ورواده من طلاب العلم.

و«الحرم» فى الدين متصل بالأماكن المقدسة فهو محراب للتعبد والعبادة، والحرم فى الجامعة هو محراب للعلم والتعلم. 

حفلات سيئة ومسيئة؛ هذا هو توصيف ما نشهده نهاية كل عام فيما يطلق عليه مجازا «حفلات التخرج»، حفلات سيئة بما تحمله من خروج صارخ على القواعد الأدبية والجامعية، بل والأخلاقية أيضا. وهى مسيئة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ومضامين سلبية، لأنها تسىء إساءة بالغة للعلم، تشوه صورة التعليم الجامعى فى مصر ومخرجاته، وتشوه تاريخا طويلا ممتدا من التعليم الجامعى فى مصر يرجع إلى عام 1908 مع إنشاء وتأسيس الجامعة الأهلية المصرية التى تحولت إلى جامعة القاهرة بعد ثورة يوليو 1952. وهى ثانى أقدم الجامعات المصرية فى التاريخ الحديث بعد الأزهر الشريف الجامع والجامعة.

بل إن بعض الدراسات تقول إن أول جامعة عرفتها البشرية كانت مصرية قبل 5000 عام كاملة، وهى جامعة «أون - هليوبوليس» والمعروفة حاليا بجامعة عين شمس، التى تعد المنبع الأصلى لفكر فلاسفة اليونان وعلى رأسهم أفلاطون الذى درس بها نحو 13 عاما.

بيان جامعة الزقازيق حول واقعة طالب كلية التجارة «الراقص» فى حفل تخرجه «عذر أقبح من ذنب»، وعوضا أن تحيل الجامعة الواقعة برمتها للتحقيق، وتراجع إجراءات هذه الفعاليات، فإنها تعلن عن إحالة طالب تخرج بالفعل للتحقيق!!

خروج نطاق هذه الحفلات عن السيطرة، وتحكم ما يطلق عليه «بيزنس حفلات التخرج» الذى تقوم به مكاتب متخصصة العديد منهم فى الأغلب متعهدو حفلات وأفراح وليال ملاح. أصبح يستوجب تدخلا عاجلا من الدولة ممثلة فى المجلس الأعلى للجامعات، ووزارة التعليم العالى. لوضع ضوابط صارمة لمثل هكذا فعاليات تتم داخل أسوار الحرم الجامعى، وحتى تلك التى تقام فى قاعات خاصة خراج أسوار الجامعة طالما أنها تقام تحت اسم ورعاية الجامعات وكلياتها المختلفة. لا أفهم أن مجتمعا يعانى من وضع اقتصادى خانق وضاغط يستدعى التقشف وضبط الانفاق ينفق مئات الألوف من الجنيهات سنويا تحت مسمى «حفلات تخرج» بدلا أن يتم توجيهها لتأهيل طالب وطالبة حديثة التخرج.

فيديو طالب جامعة الزقازيق ليس الفيديو الأول، ولن يكون الأخير طالما لم تتم مواجهة هذه الظاهرة «المسيئة» بحزم وحسم، هى ظاهرة تحتاج لوعى مجتمعى مرتفع بقيمة وقيم التعليم الجامعى، وتدخل حكومى صارم. أعيدوا للجامعة المصرية وللتعليم الجامعى هيبته، وإذا كانت عوامل عديدة ساهمت فى تراجع قيمة التعليم الجامعى فى مصر ومعه هيبة الجامعة، لتكن البداية أوقفوا حفلات التخرج الراقصة المسيئة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم التعليم الجامعي في مصر جامعة الزقازيق التعلیم الجامعى حفلات التخرج

إقرأ أيضاً:

جامعة إفريقيا العالمية في مؤتمرها القادم

تزمع جامعة إفريقيا العالمية بالتعاون مع رابطة الجامعات الاسلامية عقد مؤتمر تحت عنوان (دور الجامعات في إعادة الإعمار عقب الحروب والأزمات) في العاصمة الإدارية بورتسودان في الفترة من 6 يناير إلي الثامن منه للعام 2026. ولأن رقعة انتشار طلاب الجامعة اتسعت لأكثر من تسعين دولة من دول العالم البالغ تعداده ثلاث وتسعين ومائة فقد تهاطلت علي اللجنة المنظمة للمؤتمر أوراق مهمة من صميم العنوان الدال علي الهدف الأسمى المبتغى من انعقاد المؤتمر : دور الجامعات في إعادة الإعمار عقب الحروب والأزمات. وهناك بعد آخر إضافي لأهمية المؤتمر هو أن جل الدول التي تسهم جامعة إفريقيا العالمية في خدمتها تقع داخل قارة إفريقيا التي غدت الوحيدة التي لازالت رغم السرقة والاستنزاف، تمتلك المواد الخام وبالتالي الوحيدة أيضا المستهدفة بالحروب والأزمات للأسف.

لقد عمل كاتب هذه السطور لأكثر من عقدين في الحقل الدبلوماسي في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية وفي آسيا وشمال إفريقيا وكان من ضمن اهتماماته كرسول لبلده السودان في جلب التجارب النافعة إليها ولشغفه الشخصي كمعلم قديم ، النظر إلي دور الجامعات في تلك الدول وهو دور رائد لا يُنكر، فالاختراعات والتطبيقات تبدأ في أروقة تلك الجامعات قبل أن تخرج إلي الملأ في ميادين الصناعة والطب البشري والحيوان وفي وسائل ووسائط النقل والاتصال خيراً عميماً على الإنسانية أو وبالاً عليها إن جنحت به السياسة والأطماع إلي ميادين الغطرسة والاستعلاء والاستيلاء علي حقوق الضعفاء.

وبذلك تحقق هذه الجامعات أرباحا طائلة تصل أحيانا إلي بلايين الدولارات. تلك الجامعات تعمل في بيئاتها الطبيعة وتقود قاطرة التقدم والرخاء في بلدانها. ومن خلال عملي لسنوات في جامعة إفريقيا العالمية وجدت أن ما يميزها أنها كانت وفية لبيئتها أصيلة غير مقلدة. مزرعة الجامعة كانت مفخرة للجامعة بما حوت من تقانات الزراعة. حوت المزرعة أنواعا عديدة من ثمرات النخيل والفاكهة بأنواعها وفي تربية الحيوان جل المعروف لإنتاج اللحوم والألبان ومشقاتها وحتي الطيور بما فيها طائر السمان وتمكنت بذلك من إطعام آلاف من طلابها الداخليين. وكنت أسعد وأنا داخل كل يوم علي كلية الإعلام برؤية فقراء الحي في عيادة كلية الأسنان النظيفة المنسقة وأتطلع إلي اليوم الذي تدخل فيه برامج ما يعرف بخدمة المجتمع community service كمادة رئيسة في جميع مناهج الكليات التطبيقية والنظرية معاً. وقد أحسنت الدولة يومئذ عندما منحت الجامعة ثلاثين ألف فدان شمال أمدرمان بغرض أن تغطي نفقات الجامعة بالكامل. والجامعة كانت تتطلع بثقة لأن تكون مصدر لمراقبة نمو القارة إذ كان يصر مديرها أن يكون التقرير الإحصائي السنوي من صميم عمل الجامعة لا مجموعا من غيرها.

والجامعة كانت تسعى لتطوير ميراث المجتمع حتى ينسجم مع إطارها الحضاري والثقافي في إطار معارف العصر فقد تطورت جل جامعات الغرب في كنف الميراث المسيحي فالتنافس الكاثوليكي والبروتستانتي هو الذي خلق كيمبردج وهارفارد وجورج تاون وبرينستون، ويمكنك التحقق من ذلك بجولة قصيرة في قوقل.

لقد حللت ضيفا لمدة أسبوعين في مسيد ود الفادني علي أيام شيخه الجليل حمد النيل ونجله من بعده الريح رحمهما الله فرأيت طلاب الحفظ يفزعون صباحا للبلدات لزراعة الذرة وغيرها يتقنون البذر والحصاد إلي جانب تحصيلهم من الحفظ وعلوم القرآن ووددت لو أن تطورت هذه المراكز القرآنية في مواقعها ورفدت بالعلوم العصرية وعلوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي إلى جانب معرفتها بإنتاج الغذاء، وغلب في ظني أن جامعة إفريقيا تحاول صنع ذلك. وهي الآن وتحت وطأة ما حل بالسودان من كوارث ما شهد مثلها من قبل ،تحيي الأمل فتنهض من بين الأنقاض فتبعث الأمل وتصبح قدوة للجامعات الأخري بالقول بلسان الحال قبل المقال بأن بعد العسر يسرا، فالسودان قد شهد من قبل سقوط كوش ومروي وسنار لكنه وقف علي رجليه مجددا ماردا شامخا عصيا علي الانكسار بثقته في الله وفي صلابة معدن أبنائه السمر الجعاد رماة الحدق فهنيئا للجامعة العظيمة، جامعة إفريقيا العالمية بالريادة دوماً في فعل المكرمات مع التمنيات بنجاح المؤتمر.

الدكتور الخضر هارون

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/15 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إبراهيم شقلاوي يكتب: الوعي الجمعي و صياغة معادلة السلام2025/12/15 المخابرات في الموعد2025/12/14 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (جلباب…)2025/12/14 “أن تكون مع بوتين أفضل من الحرب”2025/12/13 هجليج والمسيرية: التصفية والخطر الخارجي2025/12/12 الصحافة الصفراء2025/12/12شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات أرض تنتزع بالتصفيات … والبقارة في مرمى الصفقة الكبرى ل آل دقلو 2025/12/12

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • جامعة إفريقيا العالمية في مؤتمرها القادم
  • رئيس جامعة الأزهر يلقي محاضرة عن كتابة الرسائل العلمية لباحثي تتارستان
  • إجراءات عاجلة من التعليم بشأن مدارس النيل المصرية
  • جامعة العاصمة تحصد المركز الأول في خدمة المجتمع والبيئة بين الجامعات المصرية
  • عيد العشاق.. كاظم الساهر يشعل حماس جمهوره في قطر
  • المجلس الأعلى للجامعات يناقش الابتكار وريادة الأعمال في التعليم العالي
  • التعليم العالي قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف
  • جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف التى نظمها المجلس القومى للمرأة.. صور
  • وظائف حديثي التخرج في البنك الأهلي المصري.. قدم الآن