واحات العين منطقة زراعية وذاكرة مجتمعية لأهالي المنطقة
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
تقرير: ريم المقبالي
إقبالا كبيراً من الزوارِ شهدتْهُ واحاتُ العين خلالَ النصفِ الأول من الصيّفِ من العام الجارِي، وبلغَ عددُهمْ إلى أكثرِ من ثلاثمئةِ ألف زائرٍ، وأكدَ هذا الإقبالُ من الجمهورِ بأن الواحةَ تعدُ وجهةً مثاليةً لعشاقِ التاريخِ والطبيعةِ لما تتيحُ لهم من فرصةِ استكشافِ تراثِهَا العريقِ والتمتعِ بجمالِهَا الطبيعِي الخلابِ.
ومن جانبِهَا أكدتْ دائرةُ الثقافةِ والسياحةِ أبوظبي أن واحاتِ العين تمثلُ جزءاً من مواقع العين الثقافيةِ المُدرجةِ على لائحةِ التراثِ العالمِي لليونسكو منذُ عام ألفين وأحد عشر2011 حيثُ تقفُ الواحاتُ اليوم كأبرزِ الشواهدِ على الاستيطانِ البشرِي والممارساتِ الزراعيةِ في هذهِ المنطقةِ والذي يعودُ تاريخُهَا لبداياتِ العصرِ البرونزِي من حوالي ثلاثةِ آلاف 3000 عامٍ قبلَ الميلادِ".
كان للواحاتِ دورٌ مهمٌ في استمرارِ حضاراتٍ تمكنتْ من تحقيقِ الاستقرارِ والازدهارِ بفضلِ الإدارةِ الفعالةِ والمُبتكرةِ للمواردِ المائيةِ والتعايشِ مع البيئةِ الصحراويةِ القَاحلةِ والتي نتجَ عنها استمراريةٌ في المشهدِ الثقافِي الخاص بمدينةِ العين وما يحتوي على شواهدَ أثريةٍ متبقيةٍ من عصورِ ما قبلَ التاريخِ إلى يومِنَا هذا كما تثبتُ الأبحاثُ الأثريةُ الجاريةُ أن واحاتِ العين المعروفةَ حالياً هي استمرارٌ لأنظمةٍ طبيعيةٍ وبيئيةٍ قديمةٍ منذُ أواخر القرن السابعَ عشرَ.
ومن جانبٍ آخر يعدُ نظامُ الأفلاجِ مصدراً للمياه الرئيس الذي اعتمدتْ عليه جميعُ الواحاتِ، حيثُ كانت المياه تنقلُ من جوفِ الأرضِ إلى مسافاتٍ بعيدةٍ في الغالبِ عبر سلسلةٍ من القنواتِ الجوفيةِ والسطحيةِ وكانت المياه توزعُ بصورةٍ عادلةٍ على جميعِ أراضي النخيلِ، وذلكَ باعتمادِ ممارساتِ الإدارةِ المبنيةِ على التضامنِ المُجتمعي والصيانةِ المُستمرةِ حيثُ تعدُ مثالاً على الصلةِ بين الممارساتِ التقليديةِ وإدارةِ المناطقِ الطبيعيةِ.
وتشيرُ الدراساتُ على أن الواحةَ تحتلُ موقعاً استراتيجياً يعززُ من أهميتِهَا كمركزٍ حيويٍّ ضمنَ النسيجِ العمرانِي لمدينةِ العين، حيثُ تعدُ حوضاً منخفضاً يضمُ أشجارَ النخيلِ والفواكهِ والخضراواتِ المزروعةِ تحتَ ظلالِ النخيلِ التي تروى بمياهِ الأفلاجِ، وتمثلُ بيئةً ايكولوجيةً فريدةً ورطبةً يمتدُ تأثيرُهَا ليشملَ المناطقَ المُحيطةَ بها، مما يعززُ الأنشطةَ الزراعيةَ من حولِهَا، نظراً لوجودِ التربةِ الخصبةِ ومصادر مياه مستدامةٍ للري عن طريقِ الآبارِ التي عززَتْ الإنتاجَ الزراعِي، ولا تزالُ التمورُ والمحاصيلُ الأخرى تزرعُ حتى يومنا هذا في واحةِ العين، مثلما كانت تزرعُ منذُ قرونٍ.
أخبار ذات صلة
واحات العين منطقة زراعية وذاكرة مجتمعية لأهالي المنطقة
تقرير: ريم المقبالي#مركز_الاتحاد_للأخبار pic.twitter.com/QmOSBlgcW5
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العين
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تطلق مبادرة «صحح مفاهيمك» لتصويب 40 قضية مجتمعية ودينية
أعلنت وزارة الأوقاف عن إطلاق واحدة من أوسع مبادراتها التوعوية تحت عنوان "صحح مفاهيمك"، وهي مبادرة وطنية ضخمة تستهدف تصحيح أكثر من 40 مفهومًا وسلوكًا خاطئًا، يؤثر بشكل مباشر على تماسك المجتمع ومنظومة القيم الأخلاقية والدينية.
وتمتد المبادرة على مدار عام كامل، وفق خطة علمية منهجية محكمة، تعتمد على المعالجة الهادئة والطرح الرصين، باستخدام أساليب الإعلام الحديث واللغة البصرية الجاذبة، لتقديم رسالة وعي حقيقية تمس حياة الناس اليومية، وتخاطب عقولهم وقلوبهم بلغة الواقع والاحتياج.
محاور متعددة لمعالجة سلوكيات وقضايا مجتمعية ملحّةلا تقتصر المبادرة على التصدي للأفكار المتطرفة والتفسيرات المغلوطة للنصوص الدينية، بل تذهب أبعد من ذلك لتلامس ملفات حياتية تمس الشارع المصري، وتؤثر على استقراره القيمي والنفسي، ومن أبرز هذه الموضوعات:
الغش في الامتحانات، والتعدي على الإشارات المرورية، وتعذيب الحيوانات، وتعاطي المخدرات.
التنمر، العنف ضد الأطفال، إيذاء ذوي الهمم، والتفكك الأسري.
الإسراف في المياه، التحرش، إلقاء القمامة، وسبّ الدين.
الإدمان الإلكتروني والسلوك العدواني في الملاعب، وغيرها من السلوكيات الخاطئة.
تصحيح مفاهيم دينية مغلوطةوفي جانبها الديني، تتناول المبادرة مفاهيم كانت محلاً للبس أو الاستغلال الخاطئ من قبل تيارات الغلو والتطرف، مثل:
مفهوم الجهاد الحقيقي في الإسلام، وخطورة التنزيل الخاطئ للآيات.
الفرق بين التدين الحقيقي والحماس الزائف.
الرد على مزاعم الإلحاد والتشكيك في الوطن، وتصحيح مفهوم "الولاء والبراء".
محاربة روح التشاؤم والتثبيط التي يروجها البعض باسم الدين أو الوطنية.
مشروع وطني لزرع الثقة والأملوأكدت وزارة الأوقاف أن هذه المبادرة تمثل مشروعًا وطنيًا طموحًا لبناء وعي جديد، يربط المواطن بالقيم العليا والأخلاق النبيلة من منطلق علمي ديني ومجتمعي متكامل.
كما أوضحت أن الإعداد للمبادرة جاء بعد دراسات دقيقة للواقع، وبمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين في مجالات الدعوة، والاجتماع، والنفس، والإعلام.
ومن المقرر أن يشهد الشارع المصري خلال الفترة المقبلة انطلاقة واسعة للمبادرة عبر المساجد، ووسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، والجامعات، والمدارس، والمؤسسات الثقافية، ليصل أثرها إلى كل بيت ومواطن.