قفزة غير مسبوقة في واردات القمح: هل تتجه مصر نحو أزمة غذائية؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
أغسطس 11, 2024آخر تحديث: أغسطس 11, 2024
المستقلة/- أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر تطورًا ملحوظًا في واردات البلاد من القمح خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 2024، مما يعكس التحديات والضغوط الاقتصادية التي تواجهها الحكومة المصرية.
ووفقًا للبيانات، ارتفعت قيمة واردات القمح بشكل كبير خلال هذه الفترة لتصل إلى نحو 2.
وتبرز هذه الزيادة في واردات القمح ضمن قائمة السلع التي شهدت ارتفاعًا في وارداتها خلال شهر مايو الماضي. حيث بلغت قيمة واردات القمح وحدها نحو 658 مليون دولار في مايو 2024، مقابل 259 مليون دولار في مايو 2023، ما يمثل ارتفاعًا حادًا بنسبة 153%. يعكس هذا الارتفاع اعتماد مصر الكبير على استيراد القمح لتلبية احتياجاتها الغذائية، خاصة في ظل التغيرات العالمية في أسعار الحبوب نتيجة للصراعات الدولية والتغيرات المناخية.
لم تكن واردات القمح هي الوحيدة التي شهدت زيادة، فقد ارتفعت أيضًا واردات المنتجات البترولية بشكل ملحوظ. حيث بلغت قيمة واردات المنتجات البترولية نحو 812 مليون دولار في مايو 2024، مقابل 436 مليون دولار في نفس الشهر من العام الماضي، ما يمثل زيادة بنسبة 86%.
تثير هذه الزيادات تساؤلات حول تداعياتها على الاقتصاد المصري، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم. فارتفاع واردات السلع الأساسية مثل القمح والمنتجات البترولية قد يضع ضغوطًا إضافية على ميزانية الدولة، ويؤثر على استقرار الأسعار المحلية.
ومن المحتمل أن تعكس هذه الأرقام أيضًا الجهود المبذولة من قبل الحكومة لضمان توافر هذه السلع الأساسية في السوق المحلية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية. كما قد تعكس زيادة الواردات البترولية حاجة مصر لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، خاصة في ظل المشاريع التنموية الكبرى التي تقوم بها البلاد.
في النهاية، تشكل هذه الأرقام مؤشرًا هامًا على الوضع الاقتصادي في مصر، وتدعو إلى ضرورة تبني استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات الاقتصادية وضمان استدامة الموارد الغذائية والطاقة في البلاد.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: ملیون دولار فی واردات القمح فی واردات
إقرأ أيضاً:
اشترت حقيبة بـ2600 دولار فاكتشفت أنها مقلّدة..أزمة ثقة تهز المتاجر الفاخرة على الإنترنت
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مرّ العديد من الأشخاص بشعور الحماس عند استلام طلب عبر الإنترنت، أو دفعة الدوبامين التي تصاحب عملية شراء جديدة. لكن ماذا يحدث عندما تفتح العلبة لتكتشف أن ما بداخلها لم يكن كما توقعت؟ والأسوأ من ذلك، عندما تكتشف أنك أنفقت مبلغًا كبيرًا على منتج قد يكون مقلّدًا؟
هذا بالتحديد ما واجهته جوان كيم. وفي مقطع فيديو على منصة "تيك توك" نُشر في ديسمبر/ كانون الأول عام 2024، وتجاوز عدد مشاهداته المليون مشاهدة، شاركت صانعة المحتوى المقيمة في مدينة لوس أنجلوس إحباطها من "تعرّضها للاحتيال" من قبل سلسلة متاجر السلع الفاخرة الأمريكية "Saks Fifth Avenue".
وأردت كيم شراء هدية خلال فترة الأعياد، مشيرة إلى حقيبة جلدية بلون العاج كانت تحملها على كتفها. وكانت الحقيبة، التي يبلغ سعرها 2،600 دولار، من تصميم علامة الأزياء الفاخرة، "The Row"، المعروفة بأسلوبها البسيط والخالي من الشعارات، من تأسيس ماري-كيت وآشلي أولسن، التوأمان الممثلتان اللتان أصبحتا مصممتي أزياء.
وقالت كيم في رسالة بريد إلكتروني لـCNN: "كنت بحاجة إلى حقيبة، وأردت واحدة بسيطة". وأضافت: "بما أنني أملك حقيبة The Row متوسطة الحجم، أردت شراء الحجم الأكبر باللون الأسود".
وبينما كانت سعيدة في البداية عندما استلمت طلبها من متجر "Saks Fifth Avenue" على الإنترنت (وقد اطلعت CNN على إيصال الشراء)، سرعان ما تلاشى ذلك الفرح عندما بدأت تلاحظ الفروقات بين الحقيبة الجديدة والطراز الذي كانت تملكه.
وأوضحت كيم أن كيس الحماية الذي وصلت فيه الحقيبة كان بلون وقماش مختلفين، وكان حبل الإغلاق أكثر سُمكًا بشكل ملحوظ. كما بدا الشعار المستطيل الذي يحمل اسم العلامة التجارية مختلفًا كذلك.
وقالت: "راودني شعور بأن هناك خطأ ما"، مضيفة أنه عندما فتحت كيس الحماية، وجدت أمرا "أكثر غرابة". وعند المقارنة بين حقيبتها التي اشترتها مباشرة من متجر "The Row"، والنسخة السوداء التي وصلتها من متجر "Saks"، لاحظت اختلافات عديدة، بدءًا من نوعية بطانة الحقيبة إلى شكلها عند ارتدائها.
مقتنعة بأن حقيبتها الجديدة كانت مزيفة، شعرت كيم بخيبة أمل كبيرة، إذ أن شركة "Saks Global"، التي تمتلك "Saks Fifth Avenue" ، تعد كيانًا موضع ثقة ومعروفًا ببيع علامات تجارية فاخرة مثل "برادا" و"غوتشي".
وتواصلت كيم مع قسم خدمة العملاء لدى الشركة، الذي طلب منها إعادة المنتج عبر البريد. لكن كيم لم تكن راضية عن هذا الرد، إذ أوضحت أن قلقها كان يتمثل في عدم وجود دليل مادي يثبت ادعاءها، وبالتالي فإنها لن تسترد أموالها إن لم يتم تصديقها.
وفي نهاية المطاف، أخذت كيم الحقيبة إلى أحد متاجر "Saks Fifth Avenue" في مدينة بيفرلي هيلز، وحصلت على رد لقيمة الحقيبة على شكل بطاقة هدية، لكن التجربة تركت في نفسها أثرًا سلبيًا. وقالت لـ CNN: "بعد هذه الحادثة، لم أقم بأي عملية شراء عبر الإنترنت"، مضيفةً أنها من الآن فصاعدًا ستقوم بشراء السلع الفاخرة شخصيًا فقط.
أكدت شركة "Saks" لـ CNN أن الحادثة قد حلّت، لكنها لم تعلّق على ما إذا كانت الحقيبة المُعادة مقلّدة أو ما الذي حدث لها.
وقال متحدث باسم "Saks" في بيان عبر البريد الإلكتروني: "أصبح الاحتيال في المرتجعات مشكلة منتشرة لدى تجار التجزئة، لذلك نقوم باستمرار بمراجعة نهجنا في التعامل مع المرتجعات. وكجزء من ذلك، حددنا الحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية في عملياتنا، بما في ذلك تخصيص وقت أطول لفحص جودة المنتجات بعناية والتحقق من أصالتها، لضمان حصول العملاء على بضائع أصلية وعالية الجودة في الطلبات المستقبلية".
لكن تجربة كيم ليست غريبة كما قد تعتقد، إذ أبلغ متسوقون من جميع أنحاء العالم عن حوادث مشابهة.
وبالمثل، صُدمت تيفاني كيم، وهي اختصاصية صحة تقيم في ولاية كاليفورنيا، عندما اكتشفت أن حقيبة يد اشترتها مؤخرًا من علامة " The Row" قد تكون مقلّدة. وكانت قد اشترتها من موقع "Ssense"، وهو متجر كندي فاخر على الإنترنت يبيع علامات تجارية مثل "بوتيغا فينيتا" و"لويفي" من بين علامات أزياء راقية أخرى.
وعندما استلمت كيم الحقيبة في يناير/ كاون الثاني الماضي، ساورها الشك،نظرا لأن الجودة لم تكن على مستوى توقعاتها. وانتهى بها الأمر بشراء الطراز ذاته مباشرة من علامة "The Row". وعند مقارنة الحقيبتين، بدتا مختلفتين بشكل واضح من حيث الحجم والشكل والخامة. كما أن الحقيبة التي وصلتها من "Ssense" كانت تفتقر إلى بطاقة الضمان. وأبدت كيم دهشتها قائلة: "هذه الحقيبة ليست رخيصة؛ سعرها حوالي 1000 دولار"، وذلك في مقطع فيديو شاركته مع متابعيها البالغ عددهم 39,900 على منصة "إنستغرام".
ولم ترد كيم على طلب CNN للتعليق. وفي الفيديو الذي تزعم فيه أنها استلمت منتجًا مزيفًا، علّق متجر "Ssense" قائلاً إنه تواصل معها مباشرة على أمل حل المشكلة. وفي بيان قدمته "Ssense" إلى CNN، لم تُعلّق الشركة على ما إذا كانت الحقيبة التي تلقتها كيم مزيفة، لكنها قالت: "نحن ملتزمون بضمان أصالة جميع المنتجات المباعة. لدينا إجراءات قائمة لمنع بيع المنتجات المقلّدة". وأضاف البيان أن جميع المرتجعات تخضع لـ"فحص دقيق".
تصدّع في النظاموفي قطاع تعد فيه الثقة والمصداقية عاملين أساسيين للنجاح، من غير المرجح أن يقوم متجر متعدد الأقسام أو "بوتيك" متعدد العلامات التجارية ببيع منتج مقلّد عن قصد.
ومع ذلك، ومع تزايد ابتعاد سلاسل التوريد العالمية عن النماذج التقليدية استجابةً للضغوط التضخمية والتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، فإنها تصبح أكثر تعقيدًا، ويصبح من الصعب مراقبتها. ومن خلال هذه القنوات قد تتسلل المنتجات المقلّدة، بحسب ما حذّر منه سايمون غيل، وهو نائب الرئيس التنفيذي للمشتريات لدى شركة "Proxima" المتخصصة في سلاسل التوريد والمملوكة لشركة "Bain & Company".
وأوضح غيل لـ CNN أن إحدى الطرق التي تدخل بها المنتجات المزيفة إلى نظام البيع بالتجزئة هي من خلال عمليات الإرجاع الاحتيالية، حيث يقوم العميل بإرجاع منتجًا مختلفًا تمامًا بينما يزعم أنه المنتج الأصلي. وأضاف أن معالجة المرتجعات عملية معقّدة ومكلفة، ومن الممكن أن بعض المتاجر لا تملك البنية التحتية اللازمة لفحص المنتجات المُعادة بدقّة.
وأضاف غيل: "هذا أمر نادر، لكن تأثيره كبير"، مشيرًا إلى الخسائر المالية والأضرار التي تلحق بالسمعة.
من جهتها، تؤكد أونا سيمبسون، وهي مستشارة في سلاسل التوريد الفاخرة والمؤسِّسة المشاركة لوكالة "Uncovered"، والتي شملت قائمة عملائها علامات مثل "بربري"، أن كبار تجار التجزئة مجهّزون للتعامل مع المرتجعات، لكن المشكلة قد تكون عند المورِّدين.
وبينما كانت صناعة الرفاهية تقليديًا تعمل بنموذج البيع بالجملة، فإن عددًا متزايدًا من تجار التجزئة، قد اتجهوا إلى نماذج الامتياز الإلكتروني أو الشحن المباشر، لأنها تتيح لهم الحصول على منتجات فاخرة دون استثمار مقدّم كبير.
وتشير سيمبسون إلى أن الخطر يكمن في أن المتاجر يكون لديها إشراف أقل على مصدر المنتج، وتوضح قائلة: "بصفتك عميلا، قد تدخل إلى موقع إلكتروني —على سبيل المثال موقع Saks. وقد تشتري حقيبة من برادا معتقدًا أنها تأتي من مستودعات Saks، لكن ذلك قد لا يكون صحيحًا."
وتأمل سيمبسون أن تشكل الحوادث الأخيرة جرس إنذار للمتاجر لاتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة لحماية نزاهتها، والسعي إلى مزيد من التميّز في وقت أصبحت فيه تجارة التجزئة متجانسة بشكل متزايد. وهو قرار من شأنه أيضًا أن يعود بالفائدة على المتسوقين، الذين يواجهون الآن نفس الخيارات تقريبًا أينما ذهبوا، مع تزايد تشابه العلامات التجارية والمنتجات المعروضة في المتاجر.
نشر الأحد، 08 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.