[email protected]

في إيدنا فاس وقلم رصاص شتلة و(سمّاعة) ومسطرين

في إيدنا فاس و قلم رصاص شتلة و (سمّاعة) و مسطرين

رابطة الأطباء السودانيين في قطر تعيد تأهيل استراحة الأطباء في مستشفى بورتسودان التعليمي.

✒️ بقلم د. أمجد إبراهيم سلمان

* *البعد المهني في تقييم المشاريع يفتح البصيرة لما فيه نفع للناس بغض النظر عمن يحكم البلاد.

*

- *التجديد الدائم في قيادات منظمات المجتمع المدني هو مفتاح تفاعل العضوية مع قياداتها.*

* *توثيق عمل الخير يبعث روح الأمل في إخوتنا في السودان و في المهاجر بحتمية بزوغ فجر غد جديد واعد.*

تكمل رابطة الأطباء السودانيين في قطر عامها التاسع عشر منذ تأسيسها من قبل نخبة من أطباء السودان الفاعلين في ذلك الوقت. وبرغم العدد القليل نسبيا للأطباء السودانيين في العام 2005 في قطر و الذي كان حوالي 62 طبيبا كان الأداء ممتازاً ، حيث قام الزملاء الأفاضل ببناء الهيكل الإداري للرابطة مع تصميم شعارها الحالي و صياغة دستورها المنظم لعملها و لائحتها الداخلية.

الخط الدقيق الناظم لعمل هذه الرابطة المعطاءة طيلة هذه السنوات هو مثابرة الأعضاء على بقاء جذوة عملها المهنية مشتعلة رغماً عن كل الصعوبات التي تعترض العمل النقابي ، و في تقديري فإن أعظم التضحيات يبذلها أولئك الذين يسبحون ضد تيار اليأس و هم يحملون شعلة المسؤولية لوضوح الرؤية و الإتجاه لديهم ، و أخص في هذا المقام لجنة الدكتور أسامة عبد الحليم استشاري أول المسالك البولية الذي ترأس رابطة الأطباء مع رفاقه الأماجد لعدة سنوات ، محافظاً على مكتسباتها النقابية حتى سلمها للجنة الدكتور الفاتح الملك في العام 2019.

الأمر المهم الآخر هو أن مواظبة الرابطة و عضويتها الفاعلة في العديد من المشاريع المهمة في السودان بغض النظر عمن هم في سدة حكم البلاد أكسبها إحترام الجميع لحرفيتها العالية في التعامل مع التحديّات التي واجهت بلادنا خاصة في السنوات الأخيرة مثل ، حمى الكنكشة في كسلا ، جائحة الكورونا ، السيول و الأمطار ، وباء الكوليرا و أخيراً التفاعل الكبير من قبل الأعضاء مع تداعيات الحرب مثل دفع حوافز لموظفي المسشفيات الطرفية مالياً و التبادل المعرفي و العيادات الاسفيرية.. كما جرى تطوير الصحة العامة في منفذ أرقين مرورا بتدريب طلاب كلية الطب الموجودين في قطر بالإضافة لليوم الصحي للسودايين في الدوحة بالتعاون مع الروابط الصحية الأخرى.

*مشروع استراحة الأطباء في مستشفى بورتسودان*
وصلت إلى اللجنة التنفيذية مناشدة من سعادة وزير الصحة العامة الدكتور هيثم محمد إبراهيم للمساهمة في إعادة تأهيل استراحة الأطباء في مستشفى بورتسودان التعليمي بتاريخ 28 إبريل 2024 ، جرى تقييم الوضع بدقة و تبين أن المبنى كان مهملاً لسنوات طويلة ما جعل مهمة إصلاحات خفيفة لا يفي بالغرض ، من ناحية أخرى تبينت الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الأطباء في التنقل من و إلى المستشفى خاصة مع الصعود الفلكي لايجارات العقارات في مدينة بورتسودان بسبب النزوح الكبير للمواطنين متزامناً مع إنتقال حكومة البلاد بكل مؤسساتها للمدينة ، و بعد التقييم الدقيق طرحت اللجنة التنفيذية المشروع للتبرعات المباشرة للعضوية خاصة و إن الميزانية التي توفرها الإشتراكات الشهرية للأعضاء لا يمكنها تغطية مشروع بهذا الحجم.

لقد كانت إستجابة الأعضاء الفاعلين فورية حيث اكتملت الدفعة الأولى من المبلغ المقصود خلال حوالي الأسبوعين ، بيد أن الأمر الأكثر تعقيداً هو مباشرة تفاصيل العمل عبر مقاول محترف لأن ظروف الحرب عقدت الإجراءات الإدارية و المالية ، لذا فلقد شمّرت لجنتنا التنفيذية برئاسة الدكتورة أماني خليفة عن ساعد الجد و فوضت الدكتور أسامة النور لمتابعة هذا التكليف المعقد و الذي أبلى فيه بلاء حسناً من ناحية المتابعة و التوثيق ، و قد أثمرت شبكة العلاقات الطبية الواسعة للزملاء من التواصل مع شركة مقاولات ممتازة و هي (شركة المنياب) التي دخلت في تنفيذ المشروع برؤية وطنية حادبة على الإنجاز لذا فلم تتوقف الأعمال مطلقاً خلال الفترة من 14 مايو و حتى تسليم المشروع يوم 7 أغسطس الجاري و رغم ما جابهت المشروع من تعقيدات خاصة إرتفاع فاتورة التكلفة بعد اكتشاف تهتك جزئي في قواعد الأعمدة الخرسانية ما جعل المقاول يقوم بإعادة صب بعضها ، و لأن عمل الخير يجذب الخيرين فقد تفاعل بعض المحسنين من المدينة بعد رؤية يافطة المشروع و مصدر تمويله الخيري الطوعي بأن ساهموا بحفّاظات للمياه وبعض المعينات المفيدة في البناء.

قد يخطر للمرء خاطر ما أهمية سرد مثل هذه التفاصيل و هل هذا يدخل في باب المنّ و الأذى ، لكن أهل السودان هم أهلنا و ما مشحودين عليهم ، و لكن قصد كاتب هذه السطور هو الإشادة بمجهود القائمين على تنفيذ المشروع و الأهم من ذاك تحفيز روح العطاء لزملائنا في عضوية رابطة الأطباء في قطر الذين ما برحوا يلبون النداء كلما نادى المنادي. و يرى المرء خلال السنوات الست الماضية تصاعداً كبيرا و نوعياً في عدد المتبرعين و فئاتهم العمرية خاصة من شباب الأطباء من ناحية العطاء أو من ناحية التطوع في تولي المسؤوليات التنفيذية في الرابطة التي انتخبت ثلاثة لجان تنفيذية مختلفة بقيادات متغيرة خلال ال 5 سنوات الماضية.

وما يذكر في مسألة التغيير القيادي و فن الإدارة في تطوير العمل هي المحاضرات القيمة التي قدمها الدكتور حمد عبد الهادي إستشاري أول علم الأمراض والدكتور مصطفى عمر إستشاري طب الأسرة القادم من بريطانيا. حيث قدما محاضرات نوعية في سبموزيوم طب الاسرة في ديسمبر الماضي عن فلسفة القيادة الجماعية و طرائق إشراك فريق العمل و العضوية في إتخاذ القرارات ما يجعل الأفكار و المشاريع التي تقدمها المؤسسات المعينة متبناة بالكامل من قبل أعضائها ما يدفعهم بالتالي إلى دعمها و التفاعل الإيجابي معها لذا تكون النتائج مرضية للجميع قيادةً و أعضاءً.

هذا يذكرني بتعبير ألمعي ذكره لنا المثابر في العمل الإنساني و المدرب في مركز الوجدان الحضاري الأستاذ عمر شمس الدين حيث قال "لا تجهدوا أنفسكم كلجان تنفيذية في الإلحاح على الأطباء بالانضمام إلى رابطتكم ، دعوا أفعالكم على الأرض تكون هي الدافع للأطباء للإنضمام إلى رابطة يكون مجرّد الإنتماء إليها شرف كبير" ، و أقول ملء فمي أن الانتماء لهذه الرابطة كسكرتير سابق و كعضو حالياً شرف كبير منحتني إياه الجمعية العمومية لرابطتنا المحترمة و قياداتها المتجددة.

بقلم أمجد إبراهيم سلمان
السبت 10 أغسطس 2024

[email protected]
whatsapp 0031642427913  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رابطة الأطباء السودانیین فی من ناحیة فی قطر

إقرأ أيضاً:

هل تكشف الاستقالات الجماعية لطبيبات ووفاة أخريات عن أزمة للقطاع الصحي في مصر؟

أشعلت استقالات جماعية لطبيبات مقيمات في قسم أمراض النساء والتوليد بجامعة طنطا، مركز محافظة الغربية، جدلاً واسعاً في مصر، بعدما تحوّلت إلى قضية رأي عام سلّطت الضوء على أوضاع العمل القاسية داخل المستشفيات الجامعية، وأعادت فتح ملف نزيف الكفاءات الطبية وهجرة الأطباء.

وتُعد طنطا تاسع أكبر المدن المصرية٬ وثالث مدن الدلتا من حيث المساحة والسكان، وجدت نفسها فجأة في قلب نقاش وطني حول بيئة العمل في القطاع الصحي، بعد أن تحولت استقالات الطبيبات إلى ما يشبه بـ"صرخة إنذار" ضد نظام صحي بات يئنّ، تحت ضغط نقص الكوادر وسوء الإدارة، ناهيك عن تحذيرات من أن الأزمة قد تمثل حلقة جديدة في سلسلة هجرة العقول المصرية إلى الخارج.

منشورات تكشف المستور
بدأت القصة مع سلسلة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، كتبتها طبيبات شابات من القسم ذاته، يحكين فيها تفاصيل حياتهن اليومية التي وصفنها بأنها "غير آدمية".


الطبيبة رنين جبر، التي كانت ثامن المستقيلات من دفعة تضم 15 طبيباً مقيماً، تحدثت عن عمل متواصل يمتد إلى 72 ساعة دون نوم أو راحة، واضطرارها للنوم على الأرض أو على أسرّة المرضى، وحرمانها من أبسط الحقوق الإنسانية، بما في ذلك التقدم لدرجة الماجستير أسوة بزملائها في أقسام أخرى. 

وقالت: "قصرت في حق نفسي وأهلي وصحتي وربّي.. وفي النهاية، قالوا لنا بالحرف: وجودكم غير مرحب به، وقدّموا استقالاتكم".

أما الطبيبة هايدي هاني، التي عملت 9 أشهر قبل أن تقدم استقالتها، فوصفت التجربة بأنها "منزوعة الإنسانية والاحترام"، مؤكدة أنّ: "توقيع الجامعة على استقالتها كان: إفراجاً حقيقياً". فيما روت واقعة استدعائها في الرابعة فجراً لرعاية مريضة غير طارئة، ما يعكس، بحسب قولها، غياب المعايير المهنية في إدارة العمل.

من جانبها، أشارت الطبيبة سارة مطاوع، إلى ما وصفتها بـ"انتهاكات حقوق أساسية مثل عدم السماح بتناول الطعام أو أداء الصلاة في أوقات العمل، ووجود ما يعرف بـ"البانش" كعقاب جماعي مرهق لأي اعتراض على ظروف العمل".


تحرك إداري ونقابي
الضجة الإعلامية دفعت رئيس جامعة طنطا، محمد حسين، إلى عقد اجتماع طارئ مع وفد من الطبيبات، تعهد خلاله باتخاذ إجراءات لتحسين بيئة العمل، منها تقليل ساعات المناوبات، ونقل وحدة النساء إلى مستشفى تعليمي جديد. كما أعلنت الجامعة تشكيل لجنة عاجلة لبحث الأزمة.

في المقابل، أصدرت نقابة الأطباء المصرية، بياناً، أعربت فيه عن "قلق بالغ" من الأحداث الجارية، مؤكدة أنها قد تواصلت مع إدارة الجامعة، وطالبت بفتح تحقيق عاجل؛ مشددة في الوقت نفسه، على أنّ: "توفير بيئة تدريب إنسانية ومحترمة للأطباء هو ركيزة أساسية لإصلاح المنظومة الصحية".

وعلى الرّغم من أنّ بعض الطبيبات عدلن لاحقاً عن استقالتهن، إلا أن القضية كشفت عن نمط متكرر في مستشفيات الجامعات المصرية، خاصة في المحافظات، حيث قلة الأطباء المقيمين وزيادة الأعباء عليهم.

لكن الأزمة الأعمق وفق المراقبين هي هجرة الأطباء من مصر بوتيرة متصاعدة٬ فنتيجة لبيئة عمل الأطباء المهينة٬ اتجه الآلاف منهم إلى الهجرة للخارج٬ وتشير أرقام النقابة إلى أن 4621 طبيباً استقالوا من القطاع الحكومي في عام 2022، فيما هاجر نحو 7 آلاف طبيب شاب في عام 2024 وحده. وتقدّر النقابة أن هناك نحو 120 ألف طبيب مصري يعملون حالياً خارج البلاد.

إلى ذلك، تكشف الأرقام فجوة مقلقة٬ حيث لدى مصر 9 أطباء فقط لكل 10 آلاف مواطن، وهو أقل من نصف المعدل الذي توصي به منظمة الصحة العالمية (22 طبيباً لكل 10 آلاف).

رد الحكومة.. وتصريح مثير للجدل
في محاولة لطمأنة الرأي العام حول زيادة هجرة الأطباء، أعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق٬ خططاً لزيادة عدد خريجي كليات الطب من نحو 10 آلاف حالياً إلى 29 ألفاً سنوياً خلال ست سنوات.
 
لكن تصريحاته بشأن الهجرة أثارت جدلاً واسعاً، إذ قال: "إذا هاجر منهم 7 أو 8 آلاف طبيب سنوياً، فهذا شيء جيد.. يعود بالنفع على الدولة عبر تحويلات المصريين بالخارج".

تصريحات مدبولي، اعتبرها البعض اعترافاً ضمنياً بعجز الدولة عن توفير بيئة عمل جاذبة للأطباء، وتحويل الأزمة إلى فرصة اقتصادية قصيرة الأمد، رغم تأثيرها السلبي على جودة الرعاية الصحية.

وفقاً لنقابة الأطباء والمركز المصري للحق في الدواء، تتعدد أسباب هجرة الأطباء أو استقالتهم، أبرزها: (تدني الأجور مقارنة بتكاليف المعيشة - بيئة عمل مرهقة وغير آمنة، مع غياب الحماية من الاعتداءات المتكررة من بعض ذوي المرضى - نقص الإمكانيات الطبية، ما يضع الأطباء في مواجهة مباشرة مع غضب المرضى وأهاليهم - قلة فرص التدريب والتطوير المهني - تدهور جودة الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية).

كما أشار مركز إنسان للدراسات الإعلامية إلى أن ما يناهز 7 آلاف طبيب يهاجرون سنوياً بسبب "الإجراءات التعسفية"، بينما يستقيل نحو 10 آلاف طبيب من وظائفهم الحكومية للعمل في القطاع الخاص.


وجهات الهجرة.. وأرقام صادمة
تظل الدول الخليجية الوجهة المفضلة للأطباء المصريين، إلى جانب أوروبا وأمريكا الشمالية. حيث تشير بيانات القوى العاملة في بريطانيا إلى ارتفاع نسبة الأطباء المصريين المهاجرين إليها بأكثر من 200 في المئة بين 2017 و2021، لتصبح مصر ثالث أكبر مصدر للأطباء في الشرق الأوسط بعد الأردن والسودان.

هذا النزيف البشري يهدّد بترك المستشفيات المصرية في حالة عجز مزمن، خاصة في التخصصات الدقيقة، كما يؤثر على خطط الدولة لتطوير القطاع الصحي، مهما ارتفعت أعداد الخريجين الجدد.

ليست قضية استقالات طبيبات طنطا حادثة معزولة، بل مرآة لأزمة ممتدّة في القطاع الطبي المصري، حيث تتقاطع ظروف العمل القاسية مع ضعف الحوافز وانعدام الأمان المهني. ومع استمرار هجرة الأطباء، يتزايد الضغط على من يبقون في الخدمة، ما يهدد بتفاقم الدائرة المفرغة من الاستقالات والنزيف البشري.

مقالات مشابهة

  • رضا: لإنصاف الأطباء والممرضين اللبنانيين شبه العاطلين عن العمل
  • خروج جثمان بطل السباقات الدولي « هيثم سمير» من مشرحة بنها التعليمي
  • مجوعون منهكون.. أطباء بغزة يعيشون على محاليل لإنقاذ المصابين
  • أيادٍ بيضاء على دروب الشفاء.. الإمارات تدشن تأهيل ودعم 11 مستشفى ريفي في شبوة
  • ما هي العادات التي تسبب فقدان الذاكرة؟
  • بعد طنطا .. إيه اللي بيحصل في جامعة المنيا.. طبيب يستغيث : عايز أستقيل
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يُعيد قدرة المشي لشاب بعد معاناة 10 سنوات نتيجة تموت عظم عنق الفخذ
  • البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة الخنافس
  • نوبات العمل المتواصلة تفتك بشباب الأطباء.. ماذا بعد وفاة سلمي واستقالة رنين؟
  • هل تكشف الاستقالات الجماعية لطبيبات ووفاة أخريات عن أزمة للقطاع الصحي في مصر؟