نوبات العمل المتواصلة تفتك بشباب الأطباء.. ماذا بعد وفاة سلمي واستقالة رنين؟
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
ارتفعت حالات الوفيات بين شباب الأطباء "أطباء الامتياز" أثناء تأدية عملهم بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة تعرضهم لأزمات صحية مفاجئة ناتجة عن ضغط العمل والإرهاق وعدم الحصول على قسط وفير من الراحة بين النوبات.
وكان آخر الضحايا الدكتورة سلمى محمد أبو حبيش ابنة المحلة الكبرى التي وافتها المنية اثناء عملها نتيجة ضغط العمل الشديد.
وأعلنت أسرة الطبيبة الشابة، وفاتها بعد تعرضها لأزمة صحية أثناء عملها بمستشفى قصر العيني، وذلك نتيجة للعمل نوبتين دون الحصول على قسط من الراحة أو تناول الطعام، ما أدى لحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية دخلت على إثره العناية المركزة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
النقابة العامة للأطباء، التي نعت الطبيبة الشابة سلمى أبو حبيش ببالغ الحزن والأسى، أكدت في منشور لها على فيسبوك، أن وفاتها جاءت نتيجة تعرضها لهبوط حاد في الدورة الدموية أثناء تأدية عملها بمستشفى قصر العيني.
وفاة الطبيبة سلمى أبو حبيشمن جهتها نفت كلية طب قصر العيني، الروايات المتداولة عن وفاة الطبيبة نتيجة لضغط العمل أو الإجهاد، مؤكدة التزامها بما أعلنته جامعة القاهرة من توفير بيئة عمل آمنة للأطباء وكافة الكوادر الطبية، وفقًا للمعايير المعتمدة بمجلس الكلية والجامعة والمجلس الأعلى للجامعات.
واقعة سلمى أبو حبيش، كان قد سبقها بساعات واقعة مماثلة، حين توفى الطبيب الشاب عبد اللطيف فرج محمد، طبيب الطوارئ بمستشفى المنصورة للتأمين الصحي، أثناء تأدية عمله داخل غرفة الطوارئ، بحسب بيان صادر عن النقابة العامة للأطباء.
وقالت نقابة الأطباء في بيان: لقد كان الطبيب عبد اللطيف نموذجا مضيئا لطبيب شاب وهب عمره في سبيل رسالة الطب النبيلة، مخلصا، متفانيا، رقيقا مع مرضاه، وقويا في مواجهة صعوبات المهنة، حتى اختاره الله إلى جواره وهو على رأس عمله، شهيدا في ميدان الواجب.
وأكدت نقابة الأطباء، أن الحادث الأليم، الذي خطف روحا طيبة وطبيبا واعدا في مقتبل حياته، يعيد التأكيد على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة وكريمة للأطباء، تحفظ أرواحهم وتراعي صحتهم النفسية والجسدية، وهم الذين لم يتأخروا يوما عن أداء واجبهم، حتى في أصعب الظروف.
كما شددت النقابة العامة للأطباء على ضرورة إعادة النظر بجدية ومسؤولية في أوضاع الأطباء داخل أماكن العمل، لا سيما في أقسام الطوارئ، من حيث عدد ساعات العمل، وضغط الحالات، وتوافر الراحة والدعم النفسي.
الواقعتان سبقهما واقعة ثالثة تتعلق بظروف العمل غير الملائمة وتكشف حجم المعاناة التي يتعرض لها شباب الأطباء، حيث تقدمت 8 طبيبات باستقالاتهن من العمل بقسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا نتيجة ضغط العمل والإرهاق الشديد، وأرجعن السبب لطول فترة العمل التي قد تصل إلى 48 ساعة دون الحصول على قسط من الراحة.
وأعلنت النقابة العامة للأطباء، أنها تابعت ما تم تداوله من شكاوى واستقالات لعدد من نواب قسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا.
كانت طبيبة شابة تدعى رنين جبر، عرضت عبر حسابها منشورًا مطولًا كشفت فيه عن ظروف قاسية وصفتها بغير الآدمية داخل قسم النساء والتوليد، وأكدت أنها قدمت استقالتها مع 7 آخريات من زميلاتها بعد شعورهم بعدم التقدير وتعرضهم لضغوط نفسية ومهنية كبيرة خلال الآونة الأخيرة.
وبحسب بيان صادر عن نقابة الأطباء، تواصلت النقابة منذ علمها بالأزمة، مع إدارة كلية الطب بجامعة طنطا للوقوف على تفاصيل ما حدث، ومطالبتها بسرعة التحقيق في هذه الشكاوى، والخروج بنتائج تضمن حفظ كرامة الأطباء، وتوفير بيئة تدريب وتعليم آمنة وعادلة لهم.
وقال البيان، إنه ووفقا لآخر تواصل بين مقرر لجنة الإعلام وعضو مجلس النقابة العامة للأطباء د. أحمد مبروك الشيخ، مع عميد كلية الطب جامعة طنطا د. أحمد غنيم، أفاد الأخير بأنه تم إصدار أمر إداري بنقل وحدة قسم النساء والتوليد (أمراض النساء) إلى المستشفى التعليمي الفرنساوي بسعة 50 سريرا وغرفتي عمليات مستقلين، بالإضافة لوحدة مناظير أمراض النساء.
وأشار البيان إلى أن عميد طب طنطا، أوضح أنه تم الاتفاق على أن تكون نوبتجية 24 ساعة بدلا من 48 ساعة على أن يتم تقسيمها 12 ساعة فقط في اليوم، وذلك في حالة اكتمال عدد الأطباء المقيمين مع مراعاة استمرار العمل بصورة طبيعية لخدمة المرضى، وأيضا عمل نظام تناوب يتيح للطبيب المقيم أخذ قسطا من الراحة.
من جهته، أكد مقرر لجنة الإعلام بالنقابة العامة للأطباء وعضو مجلس النقابة د. أحمد مبروك الشيخ، أن الأزمة الأخيرة، تٌعيد تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير بيئة عمل مناسبة تضمن الحد الأدنى من الظروف الإنسانية والمهنية لشباب الأطباء.
وشدد على أن تحسين بيئة العمل لا ينفصل عن جودة التعليم والتدريب الطبي، وأن استمرار الضغط غير المبرر على الأطباء المقيمين دون مراعاة لطاقاتهم وظروفهم يمثل تهديدا مباشرا لمسارهم المهني، ويؤثر سلبا على قدرتهم في تقديم رعاية آمنة وفعّالة للمرضى.
وقالت نقابة الأطباء، إنها إذ تناشد كافة الجهات المعنية، فإنها تؤكد ضرورة مراعاة المعايير المهنية والإنسانية في تشغيل شباب الأطباء، بما يضمن لهم بيئة تدريب آمنة ومحترمة، تُعزز من قدراتهم ولا تستنزفهم.
واختتمت الأطباء البيان، بأن تمكين الطبيب الشاب من التعلّم والتدرّب تحت إشراف مناسب، ووفق ساعات عمل عادلة، هو أساس إصلاح المنظومة الصحية وبقائها قادرة على أداء دورها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طب قصر العيني جامعة القاهرة أطباء الامتياز مستشفى قصر العيني النقابة العامة للأطباء كلية طب قصر العيني نقابة الأطباء النقابة العامة للأطباء کلیة الطب جامعة طنطا قسم النساء والتولید جامعة القاهرة نقابة الأطباء قصر العینی وفاة طبیبة ضغط العمل من الراحة
إقرأ أيضاً:
القصة الكاملة لاستقالة 8 أطباء بطنطا وعميد الكلية: تفاوضنا معهم لإنجاح المنظومة الطبية
أعطى الدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا توجيهاته العاجلة إلي الدكتور أحمد غنيم عميد كلية الطب بالضرورة عقد اجتماع طاريء لفحص أزمة الاستقالات المتكررة من جهه بعض الأطباء النواب والنائبات بقسم النساء والتوليد طوال الأسابيع الماضية بشكل مفاجىء واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية حيال الواقعة.
جهود رئيس جامعة طنطاجاء ذلك تلبية لاستغاثة إحدي الطبيبات تدعي رنين جبر عبر صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي فس بوك مفاده تعرضها للاضطهاد والتنمر من جهة روءسائها والأطباء بقسم النساء والتوليد وهو ما دفعها وآخرين إلي الاستقالة وترك القسم .
في استجابة سريعة من جامعة طنطا، اجتمع الدكتور محمد حسين مع وفد من الأطباء المقيمين المتقدمين باستقالاتهم من المستشفيات الجامعية، وذلك للاستماع إلى مطالبهم وشكواهم التي دفعتهم للتقدم بالاستقالات، جاء ذلك بحضور الدكتور حاتم أمين نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتور حسن التطاوي المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، والمستشار خيري عمارة المستشار القانوني للجامعة، وخلال المناقشات حرص رئيس الجامعة إلى التأكيد على أن جامعة طنطا تحرص على الحفاظ على أبنائها من الخريجين المتميزين، مشددا على أنه أصدر تعليماته لعميد كلية الطب للاجتماع بمجلس قسم النساء والتوليد واعداد تقرير تفصيلي، وذلك فور تداول أنباء تقديم الاستقالات على المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الدكتور محمد حسين خلال اجتماعه بالطبيبات أن جامعة طنطا لن تتوانى في اتخاذ أي إجراءات تصحيحية لتوفير بيئة عمل مناسبة تكفل لهم تحقيق التميز مهنيا وأكاديميا، مشيرا إلى أن الاجراءات التصحيحية قد دخلت حيز التنفيذ بدءا من اليوم، وأنهم سيلمسون ذلك بأنفسهم خلال الفترة المقبلة، مطالبا إياهم بالعدول عن استقالاتهم حرصا على مستقبلهم المهني والأكاديمي.
وأوضح رئيس الجامعة أنه أرسل تعميما إلى عميد كلية الطب بدراسة أوضاع جميع الأطباء المقيمين والعاملين بالمستشفيات الجامعية وتذليل كافة العقبات التي تواجههم.
في المقابل صرح الدكتور أحمد غنيم عميد كلية الطب بجامعة طنطا أنه تم التنسيق مع الأطباء القيادات بقسم النساء والتوليد لعقد اجتماع طوارىء وبحث الأزمة المعلنة بشكل إيجابي وسماع كافة أقوال الأطباء والطبيبات لاحتواء مطالبهم ومساعدتهم علي استكمال رسالتهم العلمية والبحثية من داخل قيمهم خلال الفترة المقبلة .
تحرك عاجل من عميد كلية الطب
وأكد عميد كلية الطب بجامعة طنطا أنه داعم كليا لأبنائه الأطباء والطبيبات علي مستوي قسم النساء والتوليد خاصة وكافة الاقسام عامة لافتا بقوله "جميعهم بناة المستقبل العلمي في جراحات النساء والتوليد وغيرها وواجبنا دعمهم لإنجاح المنظومة الطبية والنهوض بكافة مستشفيات جامعة طنطا علي مستوي كافة أقسامها " .
الجدير بالذكر أن طبيبة شابة تدعى رنين جبر قد عرضت عبر حسابها منشورًا مطولًا كشفت فيه عن ظروف قاسية وصفتها بغير الآدمية داخل قسم النساء والتوليد، وأكدت أنها قدمت استقالتها مع 7 آخرين بعد شعورهم بعدم التقدير وتعرضهم لضغوط نفسية ومهنية كبيرة خلال الآونة الأخيرة.