كيف يريد الكرملين التأثير على الأزمة في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
تسعى روسيا إلى العودة إلى الساحة الدبلوماسية من خلال محاولة التأثير على الأزمة في منطقة الشرق الأوسط الناتجة عن حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة لأكثر من عشرة شهور.
وقالت صحيفة "لوتون" السويسرية في تقرير ترجمته عربي21"، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وصل مساء الإثنين إلى موسكو حيث كان من المنتظر أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ثم السفراء العرب.
وأضافت الصحيفة أن "هذه الزيارة لعباس كانت قيد التحضير منذ عدة أشهر لكن تم تأجيلها مرة واحدة على الأقل في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إثر هجوم حماس في إسرائيل وبداية التدخل الإسرائيلي في غزة".
واعتبرت أن عباس يرغب في "مناقشة وجهات النظر حول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والدولية" مع أصدقائه الروس، وذلك بالنظر إلى "مكانتهم البارزة في السياسة العالمية"، وذلك حسب ما صرح به لوكالة الأنباء الرسمية ريا نوفوستي.
وقالت الصحيفة "في هذه الأثناء، يقف الشرق الأوسط كله على شفا حرب مع اقتراب الانتقام واسع النطاق الذي أعلِن عنه مرات عديدة ضد إسرائيل بعد اغتيال الجيش الإسرائيلي لرئيس الأركان العسكري لحزب الله فؤاد شكر، وقائد حماس إسماعيل هنية، والرد المحتمل من إيران في ظل الهجوم الجاري في غزة".
والإثنين، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بتسريع نشر الأسطول الأمريكي لحماية "إسرائيل" من الضربات المحتملة، حيث ستنضم حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" وغواصة "يو إس إس جورجيا" التي تطلق صواريخ كروز، من المحيط الهادئ إلى أسطول ضخم قبالة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
وذكرت الصحيفة أن محمود عباس يزور موسكو لأول مرة منذ بداية الغزو الأوكراني على عكس قيادات حماس، الذين بسط لهم الروس السجادة الحمراء على الأقل أربع مرات منذ شباط/ فبراير 2022، ومن بينها مرتان بعد أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2023 مما أثار غضب السفيرة الإسرائيلية سيمونا غالبرين.
وقد بررت موسكو ذلك بوجود رهائن ذوي جنسية مزدوجة، كما ذكّرت موسكو بطموحها القديم لمحاولة التوفيق بين الفصائل الفلسطينية المختلفة من خلال تنظيم "لقاءات وندوات" أخرى بانتظام على الأراضي الروسية.
وتساءلت الصحيفة "لماذا يفضّل الكرملين حماس بهذا القدر على حساب فتح؟ معظم المراقبين الروس رأوا في ذلك استفزازا للغرب الجماعي الذي أطلق ضده فلاديمير بوتين حملة صليبية على خلفية الحرب في أوكرانيا، وهي الحرب الوحيدة التي تهم روسيا حقًا"، وذلك حسب ما قالته الخبيرة الإقليمية ماريانا بلينكايا على قناتها في تليغرام.
ربما أيضًا بسبب الحرب في أوكرانيا، يرى الكرملين أنه حان الوقت لإرسال رسالة إلى الغرب يكررها جميع الدعاة منذ تبادل الأسرى في 1 آب/ أغسطس الماضي، عندما يتعلق الأمر بالمواضيع الجيوسياسية الكبرى، مثل وقف الحرب.
وتقول موسكو إنها لن تتفاهم سوى مع القوة العظمى الوحيدة الأخرى المهمة في العالم، وهي الولايات المتحدة، وذلك خلف ظهر الأوروبيين والأوكرانيين بما في ذلك في مفاوضات السلام المستقبلية بين الطرفين المتحاربين.
إشارة قوية خفية
حسب سيرغي ميغدال، وهو مسؤول إسرائيلي كبير عمل سابقا في أجهزة الاستخبارات، فإن "محمود عباس يبقى رغم كل شيء الشخص المعني بخارطة الطريق للسلام التي اعتمدها رباعي القوى العظمى، بما في ذلك روسيا، في سنة 2003، وبفتح الأبواب له مرة أخرى، ربما يعني الكرملين أنه على استعداد للعودة إلى اللعبة الدبلوماسية الكبيرة".
وأضافت الصحيفة أن موسكو حريصة أيضا على إرسال إشارة قوية ولكن خفية إلى حليفها الرئيسي في المنطقة، إيران، التي زودتها بعدد من الطائرات المسيّرة من طراز "شاهد" منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وحتى رخصة لتصنيعها.
وطرحت الصحيفة سؤالا آخر: "هل هذا التحالف العسكري متبادل؟ بطريقة أو بأخرى، كان يجب طرح هذا السؤال على سيرغي شويغو الذي زار طهران في 5 آب/ أغسطس الماضي، في نفس الوقت تقريبًا الذي كان فيه الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا في تل أبيب – ومن المؤكد أن هذا ليس من قبيل الصدفة".
والتقى وزير الدفاع الروسي السابق، الذي أصبح أمين مجلس الأمن، بنظيره علي أكبر أحمديان، ورئيس الأركان محمد باقري، وأيضًا الرئيس المنتخب حديثًا مسعود بزشكيان. أوضح سيرغي شويغو عند عودته "ناقشنا ملف سوريا، والوضع المقلق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وكذلك الأحداث المأساوية التي وقعت مؤخرًا في طهران".
وأشار المبعوث الروسي إلى "الأحداث الدرامية" التي يعنى بها اغتيال إسماعيل هنية، الذي اعتبر أنه "موضوع لا يمكن تجاهله"، ولكن ماذا عن الباقي؟
طلب الإيرانيين
بناءً على مصادرها الخاصة داخل الجهاز الإيراني، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" شائعة بأن الجمهورية الإسلامية طلبت من موسكو أسلحة دفاع جوي حديثة (يفترض أن يكون نظام ترايمف إس 400) تحضيرًا لنزاع مباشر مع "إسرائيل".
ولم ينكر سيرغي شويغو ذلك، حاملا رسالة مهمة من رئيسه فلاديمير بوتين، الذي دعا أصدقاءه الإيرانيين إلى "الاعتدال"، وذلك وفقًا لوكالة رويترز.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم نفي هذين التسريبين من قبل الأطراف المعنية.
وأوردت الصحيفة أنه بالنسبة لسيرغي ميغدال، الذي يتحدث الروسية بطلاقة، فإن "الاعتدال" الذي دعا إليه فلاديمير بوتين يتفق بالتأكيد مع نفس الحركة التي بدأها الكرملين لمحاولة إعادة روسيا إلى "حفل الأمم"، خاصة أن الجنرال السابق يشك في أن نرى قريباً نظام إس 400 في إيران: يتطلب طاقمها أشهرا طويلة من التدريب، والروس يحتاجونها بشدة في الوقت الحالي لحماية أنفسهم من الضربات الأوكرانية.
وأخيرًا، فإن تدميرها المحتمل بواسطة القوات الجوية الإسرائيلية سيكون دعاية سيئة جدا لمبيعات هذا السلاح البارز من الصناعة العسكرية الروسية في الخارج، ومرة أخرى، الوعود تلزم فقط من يصدّقها، بحسب الصحيفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية روسيا الشرق الأوسط غزة إسرائيل إسرائيل الشرق الأوسط غزة روسيا الكريملين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فلادیمیر بوتین الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: الحوثيون كبديل لنظام الأسد في انتاج حبوب "الكبتاغون" في اليمن (ترجمة خاصة)
كشفت مجلة أمريكية عن امتداد تجارة حبوب "الكبتاغون" المخدرة من سوريا إلى اليمن، ممولةً بذلك جماعة الحوثي.
وقالت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" في تقرير تحت عنوان: "الحوثيون يقتحمون تجارة المخدرات" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أدى إلى فراغ في تجارة المخدرات الإقليمية، لكن الحوثيين هم البديل حاليا لإنتاج هذا الصنف من المخدر.
وأضافت أنها "فرصة يحرص الحوثيون في اليمن - الذين لا يترددون أبدًا في تفويت أي مشروع مربح - على استغلالها.
وتابعت "للجماعة تاريخ طويل في زراعة وبيع القات، وهو منشط شائع في اليمن. والآن، ينتقل الحوثيون المدعومون من إيران إلى تجارة الكبتاغون غير المشروعة، التي ساهمت طويلًا في دعم الديكتاتور السوري السابق".
وأشار التقرير إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ضبطت مؤخرًا 1.5 مليون حبة كبتاغون في طريقها إلى المملكة العربية السعودية من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وتتراوح أسعار الحبة في المملكة العربية السعودية بين 6 دولارات و27 دولارًا لهذا المخدر الشبيه بالأمفيتامين. استمرت عمليات الضبط طوال شهر يوليو، حيث اعترضت السلطات اليمنية عشرات الآلاف من الحبوب الأخرى في عمليات متعددة.
وقال "مع تراجع انتشار مختبرات الكبتاغون في سوريا، يُنتج الحوثيون المخدر في اليمن بأنفسهم. تُتيح حدود اليمن الطويلة والسهلة الاختراق نسبيًا مع السعودية للحوثيين الوصول إلى سوق استهلاكية كبيرة للكبتاغون وغيره من المخدرات".
ودعت المجلة الأمريكية واشنطن إلى التنبه لهذا. وقالت "يمكن للحوثيين استخدام عائدات هذه المبيعات لشراء صواريخ وذخائر أخرى لشن هجمات على إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك القواعد الأمريكية".
وزادت "من الواضح أن تجارة الكبتاغون لا تزال نشطة، ولا يزال للولايات المتحدة دورٌ في مكافحة تجارة المخدرات الإقليمية، التي امتدت إلى ما هو أبعد من منطقة الشرق الأوسط. وقد وقعت إحدى أكبر عمليات ضبط الكبتاغون المسجلة في إيطاليا، حيث ضبطت السلطات 84 مليون حبة كبتاغون بقيمة تقارب 1.1 مليار دولار في ميناء ساليرنو عام 2020".
وتابعت "لم يصل الكبتاغون بعد إلى الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة ليست بعيدة المنال. فشبكات المخدرات العالمية تربط الشرق الأوسط بالغرب. في وقت سابق من هذا الشهر، ضبطت السلطات الإماراتية 131 كيلوغرامًا من المخدرات والمؤثرات العقلية مجهولة الهوية، كانت مُهرَّبة إلى الإمارات العربية المتحدة من كندا عبر إسبانيا.
تشير الدلائل الآن -حسب التقرير- إلى أن اليمن قد يصبح مركزًا جديدًا لإنتاج الكبتاغون. وبينما لا تزال عمليات ضبط الكبتاغون في اليمن تُمثل جزءًا ضئيلًا من تلك المُسجلة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، يسعى الحوثيون إلى زيادة حصتهم السوقية.
"في عام 2023، أفادت صحيفة الشرق الأوسط أن جماعة الحوثي حصلت على مواد لمصنع لإنتاج الكبتاغون. وفي نهاية يونيو 2025، أعلن اللواء مطهر الشعيبي، مدير الأمن في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية اليمنية، أن الحوثيين أنشأوا مصنعًا لإنتاج الكبتاغون على أراضيهم. وأضاف معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، أن ذلك تم بالتنسيق مع النظام في إيران.
وكما تشير عمليات الضبط الأخيرة في اليمن، فإن تجارة الكبتاغون العالمية لم تزدهر مع بشار الأسد. يجب على واشنطن مراقبة الصعود المحتمل لمراكز إنتاج جديدة في اليمن، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا أن شبكات المخدرات في سوريا ولبنان لا تزال نشطة. يمكن لصانعي السياسات الاستمرار في محاسبة تجار المخدرات من خلال فرض عقوبات جديدة والاستفادة من الوصفات المحددة في استراتيجية إدارة بايدن بين الوكالات. وفق المجلة.
وختمت مجلة ذا ناشيونال انترست" بالقول "بدون إجراءات مُحدثة ومستمرة من واشنطن، ستستمر تجارة الكبتاغون حتى لو تغير اللاعبون الرئيسيون فيها".