عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسطينيين أرضهم
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
نابلس – في الأيام القليلة الماضية كثفت دائرة الآثار الإسرائيلية رفقة مختصين وتحت غطاء وحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها لمنطقة المسعودية الأثرية قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وقضت بكل مرة ساعات طويلة عاينت خلالها الموقع ميدانيا وأجرت مسحا هندسيا له.
ولم تكن هذه الاقتحامات هي الأولى للمسعودية، إلا أنها أثارت قلقا كبيرا لدى الفلسطينيين، فهي لم تأت ضمن انتهاكات اعتادها جنود الاحتلال والمستوطنون، بل تنسجم وقرار الكنيست الإسرائيلي مؤخرا عبر القراءة التمهيدية الذي يمنح صلاحياتٍ لسلطة الآثار الإسرائيلية في الضفة الغربية، مما يعني وجها آخر لضم الأرض.
وجاء في نص اقتراح القانون الإسرائيلي كما نشرت صحيفة هآرتس "لا جدال في أن هذه المناطق غارقة في التاريخ اليهودي، ولا يوجد حسب الادعاءات الإسرائيلية للمكتشفات والمواقع الأثرية أي علاقة تاريخية أو غيرها بالسلطة الفلسطينية. لذلك، فإن الحديث عن الوضع السياسي لمناطق الضفة الغربية ليس له أي صلة بمسؤولية إسرائيل عن الاكتشافات الأثرية التي يملكها شعبها اليهودي، ومن هنا جاء مشروع القانون هذا لتحديد الصلاحيات والمسؤولية الإسرائيلية على الآثار بالضفة".
ووفق هآرتس يأتي قرار الاحتلال بضم المواقع الأثرية بظل خطوات اتخذها المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي "كإجراءات عقابية" ضد السلطة الفلسطينية وتجريدها من صلاحياتها حول الآثار الموجودة بأراضيها بمناطق "ب"، وبالتالي السماح للإدارة المدنية التي يسيطر عليها الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش بإنفاذ القانون بتلك المواقع ومنع أي ترميم او بناء فيها بل وهدمها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بين عمق التاريخ وسحر الطبيعة.. 5 مدن ألمانية فكر في زيارتهاlist 2 of 2كل الطرق تؤدي إلى روما.. كيف تخطط لزيارة إيطاليا؟end of list إجراءات سبقت القرار وأخطار بعدهوثمة وقائع فرضها الاحتلال وسبقت إجراءاته الأخيرة الهادفة لتهويد المسعودية ووضع اليد عليها، تجلَّى أبرزها في الاقتحامات اليومية للجنود والمستوطنين بأعداد كبيرة تصل للآلاف خلال تنظيمهم للاحتفالات بمناسباتهم المختلفة.
ويقول ذياب مسعود منسق لجنة إعمار المسعودية إن مخططات الاحتلال لتهويد المسعودية ليست جديدة، بل تمتد إلى عام 1975، حين شيَّد المستوطنون بها أولى بؤرهم الاستيطانية شمال نابلس، ومكثوا أشهرا قبل أن يثور ضدهم الفلسطينيون في القرى المحيطة ويطردوهم.
لكن الاحتلال لم يسقط المسعودية من أجندة استهدافه، فواصل انتهاكاته ومنع أي ترميم للمنطقة، وهدم حمامات عامة أنشِئت لخدمة الزوار الفلسطينيين، وزوَّر الموقع الأثري بعد أن سرق حجارة من مبانيه، حسب مسعود.
وإضافة لما تقوم به دائرة الآثار يضيف مسعود أن حارس أمن مستوطنة شافي شمرون الجاثمة بالقرب من المسعودية يقوم بدوريات تفتيش يومية هناك وفي بلدة سبسطية الأثرية القريبة أيضا.
وتصنف منطقة المسعودية كموقع أثري شغل أحد محطات سكة حديد الحجاز التي أنشاها العثمانيون عام 1905، وتشيد فوق 26 دونما (الدونم ألف متر مربع)، نصفها يصنفه الاحتلال بمناطق "ب" التابعة للسلطة الفلسطينية والنصف الآخر يخضعه الاحتلال لسيطرته الأمنية والإدارية عبر تصنيفه بمناطق "سي".
وثمة أخطار عديدة تتربض بالمسعودية إذا ما نفَّذ الاحتلال قراره بالسيطرة عليها، أهمها تطويق الحي السكني الذي يقطنه نحو 80 نسمة ومنع تنقلهم، وهجمات المستوطنين على المواطنين نتيجة الاحتكاك المباشر.
إضافة لسيطرة الاحتلال على أكثر من 3 آلاف دونم من سهل المسعودية وبئر المياه الارتوازية الوحيدة التي تسقي مدينة نابلس وعددا من قراها الشمالية، فضلا عن شل الحركة السياحية للفلسطينيين بالمكان والمتعطلة أصلا منذ 3 سنوات جراء اعتداءات الاحتلال.
ويأتي كل ذلك يقول مسعود وسط "تقصير واضح من الجهات الفلسطينية الرسمية"، سواء بدعم موقع المسعودية وتنشيطه سياحيا أو حتى بالتصدي المباشر للاحتلال ومخططاته، عبر دعم المواطنين وخاصة المزارعين.
ومثل المسعودية تعيش بلدة سبسطية الأثرية شمال نابلس، يقول محمد عازم رئيس بلدية سبسطية للجزيرة نت: "ترجمة حقيقية" لقرار الكنيست الإسرائيلي بالسيطرة على الموقع الأثري وتهويده وبلع الأرض الفلسطينية بالكامل؛ فقبل أيام أصدر الاحتلال قرارا بمصادرة 1300 متر وسط المنطقة الأثرية.
وسبق ذلك اقتحامات يومية وممنهجة للمستوطنين وجيش الاحتلال واعتداءات طالت كل شيء في القرية، تزامنا، وهدمُ منشآت سكنية وسياحية وإنذار أخرى بالهدم. ويضيف عازم أن قرار الكنيست الأخير معناه "تهويد الموقع الأثري عبر حفريات وعمليات تنقيب مباشرة، وإنهاء النشاطات السياحية الفلسطينية وتدمير الحركة الاقتصادية".
السلطة الفلسطينية ردت على قرار الاحتلال عبر جهاد ياسين مدير عام المتاحف والتنقيبات بوزارة السياسة الذي اعتبر أن قرار الكنيست الأخير يندرج تحت سلسلة إجراءات وخطة ممنهجة وضعتها إسرائيل منذ احتلالها للضفة الغربية للسيطرة على التراث الفلسطيني.
وأن هذا يعد مخالفا لكل القوانين الدولية التي تلزم إسرائيل كدولة محتلة بالحفاظ على هذه المواقع حتى إعادتها لحضانتها الشرعية الفلسطينية.
وأكد ياسين في حديثه للجزيرة نت أن كل ما هو موجود على الأرض الفلسطينية هو من التراث الثقافي الفلسطيني، ولا يجوز تقسيمه حسب توجهات دينية وسياسية وفئوية، ورفضَ ادعاءات الاحتلال "بيهودية" هذه الآثار وتقصير الفلسطينيين برعايتها، وقال إن حوالي 60% من المواقع الأثرية الفلسطينية تصنف ضمن مناطق "سي" التي يسيطر عليها الاحتلال ويمنع أي ترميم أو خدمة لها.
وباستيلائها على المواقع الأثرية تسعى إسرائيل حسب ياسين وبحجة حمايتها للسيطرة على الأرض الفلسطينية، وهو ما تفعله أيضا عبر الأوامر العسكرية وقوانين وضع اليد والمحميات الطبيعية وحماية الأرض.
ولاحقا يضيف ياسين، يقيم الاحتلال مستوطناته حول هذه المواقع، مثلما حصل لموقع دير سمعان قرب سلفيت الذي طوَّقه الاحتلال بمستوطناته ويمنع الفلسطينيين وأصحاب الأرض من دخوله منذ 3 أعوام، وكذلك تل شيلون الذي ضمه الاحتلال لمستوطنة شيلو جنوب نابلس.
وتحوي الضفة الغربية وقطاع غزة أكثر من 6 آلاف موقع أثري و50 ألف مبنى تاريخي بات القرار الأخير يهددها عبر منع أي ترميم أو بناء أو توسع فيها، بل والقيام بعمليات هدم في أراضي مناطق السلطة الفلسطينية على أساس أنها آثار، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المواقع الأثریة الضفة الغربیة قرار الکنیست
إقرأ أيضاً:
اليونسكو تدرج 26 موقع تراث ثقافي وطبيعي يمني على القائمة التمهيدية للتراث العالمي
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) 26 موقع تراث ثقافي وطبيعي على القائمة التمهيدية للتراث العالمي، ليرتفع العدد من تسعة مواقع إلى خمسة وثلاثين موقعاً، مع تحديث بيانات خمسة مواقع أدرجت من قبل على القائمة التمهيدية.
وقال سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، إن البعثة الدائمة للجمهورية اليمنية قدمت في وقت سابق ملفات المواقع المدرجة إلى إدارة مركز التراث العالمي في المنظمة، لإدراجها ضمن القائمة التمهيدية.
وحسب جميح فقد تم إعداد الملفات بالتنسيق بين مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ومندوبية الجمهورية اليمنية لدى اليونسكو.
وأضاف "عمل فريق من الخبراء اليمنيين الذين تم تدريبهم على إعداد ملفات التراث العالمي في اليمن بشقيه الثقافي والطبيعي، عمل على إعداد ملفات 31 موقعاً تراثياً وطبيعياً لتقديمها لقائمة التراث العالمي التمهيدية، منها 26 موقعاً جديداً، مع تحديث بيانات خمسة مواقع مدرجة على القائمة من قبل".
وأكد جميح أنه مع إدراج المواقع الجديدة يصبح لدى اليمن 35 موقعاً للتراث الثقافي والطبيعي على القائمة التمهيدية، من ضمنها أربعة مواقع مدرجة من قبل، وخمسة مواقع تم تحديث بياناتها، بالإضافة إلى المواقع الستة وعشرين المدرجة حديثاً.
وقد نشرت المنظمة على موقعها الرسمي أسماء المواقع الثقافية والطبيعية المدرجة على القائمة التمهيدية، وهي كالتالي:
مدن ومعالم مملكة معين القديمة - الجوف
المدرسة العامرية - رداع
آثار وأنظمة إدارة المياه في مملكة حمير في ظفار
شبام كوكبان
محمية جبل إرف الطبيعية
حيد الجزيل ووادي دوعن - حضرموت
مدينة القارة - يافع
مدينة تريم - حضرموت
مدينة المكلا التاريخية - حضرموت
قصر سيئون - حضرموت
مواقع المشهد الثقافي ومعالم التراث في صنعاء
المواقع الأثرية لمملكة حضرموت في شبوة
المواقع الأثرية لمملكة قتبان في بيحان
محمية الأراضي الرطبة الطبيعية في عدن
مدينة عدن التاريخية
مدينة حبان في شبوة
مدينة الحوطة (حوطة الفقيه علي) في شبوة
محمية بلحاف/بروم الطبيعية
طرق تجارة البخور القديمة
مدينة جبلة في إب
التحصينات التاريخية في الحديدة
مدينة الحديدة القديمة
مدينة شهارة وجسرها
محمية شرما-جثمون
مواقع التنوع البيولوجي في حضرموت
معالم مدينة تعز
مدينة المخا
مدينة صعدة التاريخية
دار الحجر
موقع مدينة براقش الأثري في الجوف
المدرجات الزراعية في اليمن
مدينة ثلا التاريخية
جبل حراز
جبل برع
محمية حوف في المهرة
أكرر الشكر لمكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وللمركز العربي للتراث العالمي في البحرين، وللخبير العالمي في مجال التراث الدكتور حسام مهدي (مدرب الفريق ومشرف المشروع).
والشكر لأعضاء الفريق، وهم، حسب الترتيب الألفبائي:
حسن عيديد
حسين أبو بكر العيدروس
جميل محمد شمسان
خيران الزبيدي
رشاد المقطري
رمزي عبدالله
سامي شرف
لنا سعيد محمد عبدالله
محمد أحمد السدلة
محمد علي الحاج
مختار عبد السلام الإبراهيم
عبدالرحمن الإرياني
علي ميارك طعيمان
عقيل صالح نصاري
علي قاسم علي الحاج
عمر محمد زين بن شهاب
ناصر عبدالرزاق مقبل
هناء عبدالرحمن صالح علي
مبارك لبلادنا هذه الخطوة التي تمت على يد ثلة من خيرة أبنائها الذين قاموا بعمل رائع رغم صعوبة الظروف وشحة الإمكانيات.
والحمد لله أولاً وأخيراً