«فؤاد» تتوجه إلى العقبة للمشاركة في ورشة العمل الإقليمية للسياحة البيئية
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
تتوجه الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إلى مدينة العقبة الأردنية للمشاركة فى ورشة العمل الإقليمية للسياحة البيئية، برفقة وفد مصرى رفيع المستوى يضم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء والوفد المرافق له ووفد من وزارة البيئة وقطاع حماية الطبيعة بالوزارة وممثلين عن وزارة السياحة والآثار المصرية وهيئة التنمية السياحية بوزارة الإسكان.
يأتي ذلك في إطار تفعيل للبرنامج التنفيذي للتعاون بين مصر والمملكة الأردنية في مجال حماية البيئة لعامي (٢٠٢٥/٢٠٢٣)، الذي وقع عليه منذ أيام قليلة كل من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ونظيره الأردني الدكتور بشر الخصاونة، ضمن توقيع ١٢ بروتوكول تعاون ثنائي في عدد من المجالات، في نهاية أعمال الدورة الواحدة والثلاثين من اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة.
وأوضحت وزارة البيئة، في بيان لها اليوم، أن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أعربت عن تطلعها إلى الخروج من ورشة العمل بانطلاقة حقيقة للعمل المشترك لوضع الرؤية الاستراتيجية للمنطقة في مجال السياحة البيئية، ومناقشة واعتماد نهج إقليمي جديد للوصول الى منتج سياحى يراعى البعد البيئى ويقدم نموذجا متميزا لخدمة دول المنطقة.
وتستعرض الوزيرة، التجربة المصرية في تدشين البنية التحتية للسياحة البيئية في مصر، وقصص النجاح في إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب في تعزيز الاستثمار في المحميات الطبيعية والسياحة البيئية.
وأوضحت «فؤاد»، أن الورشة التي تقام على مدار يومين ستناقش واقع السياحة البيئية في المنطقة والتحديات التي تواجهها، وتقديم الحلول والمبادرات والمشاريع المطلوبة للنهوض بالواقع الإقليمي للسياحة البيئية، وذلك من خلال عرض نماذج ناجحة بدول المنطقة والوصول الى خارطة طريق إقليمية للقيام بالخطوات التنفيذية اللازمة نحو سياحة بيئية مستدامة على المستويين الوطني و الاقليمي.
جدير بالذكر أن وزيرة البيئة ستقوم بعقد عدد من اللقاءات الثنائية مع الجانب الأردني وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبحث آليات تطوير التعاون في تعزيز مجال السياحة البيئية، كما ستقوم بزيارة بعض مناطق المحميات الطبيعية والسياحة البيئية بالأردن لتبادل التجارب والخبرات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البيئة للسياحة البيئية السیاحة البیئیة
إقرأ أيضاً:
المرأة الأردنية والتحديث الاقتصادي … الاستثمار في التعليم لا يكتمل إلا بالإدماج في سوق العمل
صراحة نيوز- د.زهور غرايبة تكتب
مع مرور ثلاث سنوات على بدء مراحل رؤية التحديث الاقتصادي الأردنية وانطلاق المرحلة الثانية التي تُعد مشروعًا وطنيًا شاملًا لتوسيع قاعدة النمو وخلق فرص عمل مستدامة، تتجه الأنظار نحو مدى قدرة الاقتصاد على استثمار الطاقات البشرية المؤهلة، وفي مقدمتها المرأة الأردنية، فالمرأة اليوم لا تطالب فقط بالتمكين، إنما تثبته بالأرقام والإنجازات، لا سيما في المجال التعليمي، الذي باتت تتصدره بامتياز.
تشير بيانات عام 2024 إلى أن النساء يشكلن ما يقارب 60% من خريجي التعليم الجامعي، ويواصلن هذا التميز في الدراسات العليا؛ إذ بلغت نسبتهن في الماجستير 60.4% وفي الدكتوراه 57.1%. هذا التقدم يعكس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا بأهمية تعليم المرأة، ويعزز من جاهزيتها للمشاركة في القطاعات الحيوية التي ترتكز عليها رؤية التحديث، كالاقتصاد المعرفي والريادة والابتكار.
ورغم هذا الحضور اللافت في التعليم، لا تزال مشاركة المرأة في سوق العمل محدودة، إذ بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للنساء 14.9% فقط، مقارنة بـ53.4% للرجال، ما يعكس فجوة واسعة تُقدَّر بـ38.5 نقطة مئوية، كما أن معدل البطالة بين النساء وصل في عام 2024 إلى 32.9%، وهو أكثر من ضعف المعدل العام، هذه الأرقام لا تنتقص من كفاءة النساء، لكنها تكشف عن حاجة ملحة لتطوير السياسات والبيئات المؤسسية والتشريعية لتكون أكثر دعمًا للنساء الباحثات عن دور فاعل ومنتج في الاقتصاد.
وتتعمق الصورة حين ننظر إلى صافي فرص العمل المستحدثة خلال العام ذاته؛ فقد بلغت فرص الإناث قرابة 30 ألفًا، مقابل أكثر من 65 ألفًا للذكور، ورغم أن الأرقام تعكس توجهًا إيجابيًا في توفير فرص للاناث، إلا أنها تؤكد في الوقت ذاته أن الطريق لا يزال طويلًا أمام تحقيق توازن حقيقي في سوق العمل، خاصة في القطاعات التي تُعد الأكثر إنتاجًا واستدامة.
وتكتسب هذه المعطيات بعدًا آخر عندما نعلم أن واحدة من كل خمس أسر أردنية ترأسها امرأة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة النساء المعيلات للأسر (اللواتي يرأسن أسرهن) تبلغ 20.8% من مجموع الأسر في المملكة، أي ما يزيد عن نصف مليون أسرة، أغلبهن من الأرامل بنسبة 76.3%، هذا الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تؤديه النساء المعيلات لا يمكن تجاهله، ويستدعي توفير شبكات حماية متكاملة، ومبادرات تمكين حقيقية، تضمن لهن فرص الاستقرار والعمل والإنتاج.
رؤية التحديث الاقتصادي، من جهتها، وضعت هدفًا استراتيجيًا يتمثل في رفع نسبة مشاركة المرأة الاقتصادية إلى 28% ومضاعفة وجود النساء في سوق العمل الأردني بحلول عام 2033، وهذا الهدف لا يبدو بعيد المنال في ظل توفر الإرادة السياسية العليا، والبرامج المتنوعة التي بدأت ترى النور، خاصة في المحافظات والمجتمعات التي تحتاج إلى تحفيز إضافي، ومن أبرز ما ورد في الرؤية: “إن تمكين المرأة هو شرط أساسي لتحقيق النمو الشامل والمستدام… وتلتزم الدولة بتهيئة بيئة عمل آمنة ومنصفة تراعي التوازن بين المسؤوليات الأسرية والطموحات المهنية.”
تحقيق هذا الطموح يتطلب استكمال جهود بناء بيئة عمل عادلة، تحفز القطاع الخاص على التوسع في توظيف النساء، وتدعم ريادة الأعمال النسائية، وتؤمن خدمات مساندة كالحضانات والنقل الآمن، وتكافؤ الأجور، كما يتطلب الأمر العمل على تفكيك الصور النمطية التي ما زالت تقيد مشاركة النساء في بعض القطاعات أو في المواقع القيادية.
إن المرأة الأردنية أثبتت جاهزيتها، لا فقط من خلال تحصيلها العلمي، بل عبر أدوارها المتعددة في الأسرة والمجتمع وسوق العمل، إضافة إلى الاستثمار في قدراتها الذي يعد ركيزة وضرورة وطنية، تصب في مصلحة الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي على حد سواء، فالرؤية الأردنية الطموحة في التحديث لا تكتمل إلا بمشاركة الجميع، والمرأة شريكة أصيلة في صناعة الحاضر وبناء المستقبل.