كابوس جديد يُرهق العالم.. جدري القردة حقيقة أم مؤامرة؟
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
قلق وترقّب من حجر صحّي جديد، ومن إجراءات طارئة قد تُسيطر على أجواء عدد من الدّول، فيما ذهب عدد من الأشخاص، عبر العالم في تذكّر مجريات الأحداث سابقا، حيث ظهر فيروس "كورونا"؛ وذلك مُباشرة عقب إعلان منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، أن "جدري القردة، بات يُعدّ: حالة طوارئ صحية عامة عالميا"، وهو أعلى مستوى تأهّب بالمنظمة.
قرار الصحة العالمية، أتى مباشرة عقب امتداد تفشّي "المرض" من جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث أودى بحياة 548 شخصا، منذ مطلع العام، إلى عدد من الدول المجاورة.
وكان وزير الصحة السويدي، سامويل روجيه كامبا، قد أعلن الخميس، عن "رصد أول إصابة به خارج إفريقيا في السويد". فيما رفع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الجمعة، درجة التأهب من "جدري القردة".
وقالت مديرة هيئة الصحة العامة في الاتحاد الأوروبي، إن "أوروبا وف تشهد مزيدا من الإصابات الوافدة بالسلالة الجديدة من جدري القردة، خلال الأسابيع المقبلة، إلاّ أن خطر استمرار انتقال المرض يظل منخفضا". وقالت الصين، الجمعة، إنها تعتزم مراقبة تفشي جدري القردة بين الأشخاص، والبضائع الذين يدخلون البلاد خلال الأشهر الستة المقبلة.
ما هو "جدري القردة"؟
من أجل التعرّف أكثر عن ماهية المرض، وطرق انتقاله، ناهيك عن طرق الوقاية منه، تحدّثت "عربي21" مع الطيب حمضي، وهو طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، الذي قال: "الفيروس موجود منذ زمن بعيد، على مستوى بعض دول وسط غرب إفريقيا وبعض المناطق الغابوية، وكان يصيب الناس الذين يكون لهم تعامل مباشر مع الحيوانات ويعيشون معها ويأكلون لحومها".
وأوضح، حمضي في حديثه لـ"عربي21" أن: "مستوى انتشاره كان محدودا على المستوى العالمي، وبالضبط على مستوى جمهورية الكونغو الديمقراطية وبعض الدول القريبة منها في الغابات والمناطق الريفية البعيدة"، مضيفا: "عام 2022 انتشر هذا الفيروس أكثر بين الناس، وخاصة بين فئة المثليين، لكن وبالرغم من ذلك تم التحكم في انتشار هذا الوباء".
"الآن أصبح منتشرا على مستوى 15 دولة إفريقية منها دول لم يسبق لها أن انتشر بها هذا الفيروس" تابع الباحث في السياسات والنظم الصحية، مردفا: "سرعة انتشار الفيروس الجديد، هو ما يزيد من حجم الخوف، بالإضافة إلى تحوّره ومعدل الإماتة المرتفع، أي ما يناهز حوالي 3 في المائة، فضلا عن غياب لقاحات خاصة به وأدوية لمحاربته".
أما بخصوص طرق انتقاله، أوضح حمضي، بأن "جدري القردة على مستوى جلد الإنسان هي أقل من أعراض مرض الجدري البشري، الذي تم القضاء عليه منذ سنين، غير أنّها أقوى من أعراض مرض جدري الماء أو ما يسمّى في المغرب مثلا بـ:بوشويكة".
وأكّد أن: "أعراض المرض تبدأ بآلام في الرأس وارتفاع في درجة الحرارة، وألم في المفاصل وانتفاخ على مستوى الغدد، فضلا عن الإرهاق والحمى، بالإضافة إلى طفح جلدي ينتشر في كامل جسد الإنسان ويمكن أن يصيب حتى العينين".
خطورته في انتشاره
"له عدّة مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان وقد يؤدي إلى الوفاة؛ حيث إنه بحسب التقديرات الحالية، 3 في المصابين يمكن أن ينتهي بهم الأمر بالوفاة" استرسل حمضي في حديثه لـ"عربي21" مبرزا أن: "رقم 3 في المائة يظلّ تقديرا أوليا، والتقدير الأولي يكون دائما أكبر، على أن يتم تأكيد الرقم الحقيقي عمّا قريب".
إلى ذلك، قال حمضي: إن "طرق انتشار "جدري القردة" لا زالت لم تعرف كلّها بعد، وهو ما يتيح له فرصة الانتشار أكثر فأكثر، وكلما انتشر أكثر كانت خطورته أكبر"، في إشارة إلى أنه ليس حديث الظهور، إذ تم اكتشافه سنة 1958 في أحد المختبرات بدولة الدانمارك، بعدما تم إجراء تجارب على قردة تم جلبها من بعض الدول الإفريقية.
وأشار حمضي، بأن "أول إنسان أصيب بهذا الفيروس هو مواطن كونغولي، خلال عام 1970، وبقي المرض منحصرا في دول وسط وغرب القارة الإفريقية حتّى عام 2022، قبل أن ينتشر في بعض الدول الأخرى خاصة في صفوف المثليين من الرجال؛ كما تنتشر أيضا بين الأطفال بالرغم من عدم وجود علاقات جنسية بينهم؛ إذ أنه ينتشر داخل المدارس وداخل الأسر، وينتشر كذلك حتى عن طريق التماس أو الاحتكاك بين الناس وكذلك السوائل، أو حتى بعض المواد الملوثة".
أي تلقيح؟
أبرز الباحث في السياسات والنظم الصحية، في حديثه لـ"عربي21" أن "اللقاحات التي تستعمل حاليا لمواجهة هذا النوع من الفيروسات، هي نفسها التي كانت تستعمل لمحاربة مرض الجدري البشري، الذي تم القضاء عليه سنة 1980، قبل أن يودي بحياة الملايين عبر العالم".
"تم استعمال بعض هذه اللقاحات خلال عام 2022، فقط على مستوى بعض الدول الغنيّة، وكانت نسبة نجاحها حوالي 85 في المائة ضد فيروس جدري القردة، أما الدول الإفريقية والدول الفقيرة فإنها لم تصلها هذه اللقاحات، وهو ما جعل الفيروس ينتشر فيها أكثر".
وفي هذا السياق، كانت سانيا نيشتار، وهي الرئيسة التنفيذية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي"، قد أعلنت أن "التّحالف يتوفّر على ما يصل إلى 500 مليون دولار لينفقها على توفير لقاحات لدول تشهد بؤر جدري القردة في أفريقيا".
وأوضحت نيشتار، أن "الأموال المتاحة للقاحات جاهزة للتصرف فيها؛ لكن هناك عقبات تتعلّق بقبول الطلبات الرسمية للحصول على اللقاحات من الدول المتضررة إضافة إلى إقرار اللقاحات من منظمة الصحة العالمية".
وبحسب وزارة الصحة الأميركية، عبر بيان لها، الأربعاء الماضي، فإن: "اللقاح سيكون عنصرا أساسيا للحد من انتشار الوباء". فيما تبرّعت الولايات المتحدة بخمسين ألف جرعة من لقاح جينيوس المعتمد من هيئة الغذاء والدواء (FDA) لجمهورية الكونغو الديموقراطية.
كذلك، كان مختبر الأدوية الدنماركي "بافاريان نورديك"، قد أعلن عن استعداده لإنتاج ما يصل إلى 10 ملايين جرعة من اللقاح بحلول عام 2025.
حقيقة أم مؤامرة؟
وفي الوقت الذي بات القلق يُساور عدد من العلماء والأطبّاء، حول العالم، بخصوص انتشار سلالة جديدة من "جدري القردة"، بحثا عن حلول ناجعة للتخلّص منه، ذهب عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بالقول إنّ "الأمر لا يتعدّى أكثر من كونه مؤامرة، من أجل إحداث أسواق جديدة للقاح"، فيما قال البعض إنه "فيروس مُحدث بتقنيات الذكاء الاصطناعي".
ورصدت "عربي21" عدد من التغريدات، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" يقول ناشريها إنّ الفيروس الجديد ما هو إلّا رغبة في تحقيق ما يسمّونه بـ"المليار الذهبي" أو أنّه "مؤامرة جديدة تغزو العالم".
#جدري_القرود
( هذا الرأي اآخذه على محمل الجد واهلا ب انكار جدري القردة )من تنطلي عليه هذه المرة هم نفسه من انطلت عليهم فكرة كورونا .فليحفظ الله المؤمنين .. pic.twitter.com/1YTdRgAEOD — Aisha???????? (@ayoosh20020) August 16, 2024 خدعوك فقالوا وباء #جدري_القردة ..
الجائحة القادمة إجراءاتها أشد من
وهدفهم ( المليار الذهبي) !!
#جدري_القرده#كورونا pic.twitter.com/Qze0fC6alb — عبدالله العنزي (@ab_ad949) August 16, 2024
سبعة عوائل تتحكم في الكره الارضيه تخطط وتنفذ وتقرر امراض وكوارث .. من اجل مصالحها الشخصيه
كذبة #منظمة_الصحة_العالمية يختصرها هذا المقطع pic.twitter.com/1B8jGufvUB — سعود الخيوطي ⚖️ (@ALharbi_soud68) August 14, 2024 د. عبدالعزيز الخبيزي :
بخصوص اعلان منظمة الصحة العالمية بأن جدري القردة "حالة طارئة صحية عالمية" هل يعني أنه سيصبح نفس سيناريو جائحة الكورونا ؟
لاتحاتون ..المخاوف مبالغ فيها ..مو سهلة ان سيناريو الكورونا راح يتكرر معاه (نسبة ضئيلة جداً).. معدل انتشاره ابطأ وايد، طريقة العدوى… pic.twitter.com/rqe3kiqhdq — السفير ???????? (@Safir120) August 15, 2024
تجدر الإشارة إلى أن جدري القردة (Mpox)، المعروف كذلك باسم monkeypox، تم اكتشافه لأول مرّة، خلال عام 1958، عندما حدثت حالات تفشي لمرض "شبيه بالجدري" بين القرود، وإلى وقت قريب رصدت معظم الحالات البشرية لدى أشخاص في وسط وغرب إفريقيا، حيث كانوا على اتصال وثيق بعدد من الحيوانات المصابة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الصحة العالمية جدري القردة الفيروس الجديد الصحة العالمية جدري القردة فيروس جديد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منظمة الصحة العالمیة جدری القردة على مستوى بعض الدول pic twitter com عدد من
إقرأ أيضاً:
البركاني: العالم اليوم مضطربا ومختلا وما يجري في فلسطين واليمن نماذج لإستباحة الحقوق
أكد رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم الأربعاء، أن العالم اليوم مضطربا ومختلا حيث يتم احتكار القوة والثروة واستباحة حقوق الإنسان من قبل دول كبرى تصنع الأزمات وتتحكم فيها، مشيرا إلى أن ما يجري في فلسطين واليمن تعد نماذج لإستباحة الحقوق وكرامة الإنسان.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس مجلس النواب، في أعمال المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات، والذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة تحت شعار (عالم مضطرب: التعاون البرلماني والتعددية من أجل السلام والعدالة والازدهار للجميع) والمنعقد خلال الفترة من29 إلى 31 يوليو الجاري، بمشاركة رؤساء البرلمانات والمجالس النيابية من مختلف دول العالم.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه أعضاء الوفد أعضاء مجلس النواب، عبد الرحمن معزب، أحمد باحويرث، وخالد الردفاني، القى رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني كلمة، قال خلالها إن عنوان هذا المؤتمر "عالم مضطرب"، فكل شيء فيه مختل، "العلاقات الدولية، قواعد العدالة، معايير التعامل مع النزاعات الدولية، احتكار القوة والثروة، وحقوق الإنسان.. كل شيء مضطرب ومعتل.. كل هذا ليس بسبب انعدام أو ضعف التشريعات، بل لانعدام وضعف الضمائر القائمة على رعاية وتنفيذ هذه التشريعات".
وتساءل البركاني: "ما قيمة النظام الدولي إذا لم يكن قائمًا على العدالة؟ وما جدوى المبادئ الأممية إذا كانت تفرغ من محتواها عند أول اختبار سياسي؟، ثم يجيب.. كل هذا لأن الدول التي بيدها القرار هي التي تصنع النزاعات وفق هواها ومصالحها، ثم إذا قضت منها حاجة، عادت للوساطة وفرض الحلول كما تراها".
وأضاف: "فلسطين نموذجًا... فالدول الاستعمارية هي التي أنشأت إسرائيل، وهي التي تقدم لها الرعاية والحماية ووسائل الدمار، وهي نفسها التي تتحدث عن السلام وترسل مبعوثيها للتوسط في الحلول المرضية للمحتل والمؤكدة على الاحتلال".
وأردف: "لقد أصبح العبث بالمواثيق الدولية أمرًا مألوفًا، وكأن القانون الدولي وجد فقط ليفرض على الضعفاء، ويعطل أمام الأقوياء... ترفع شعارات "حقوق الإنسان" و"سيادة الدول" عندما يكون الخصم دولة لا تسبح في فلك الغرب، وتداس تلك الحقوق عندما يذبح شعب بأكمله في غزة، أو تقصف مخيمات اللاجئين، أو تمحى أحياء كاملة من الوجود".
وأوضح أن ما يجري في غزة، "يباد شعب بأكمله تحت أنظار العالم، وترتكب جرائم حرب موثقة بالصوت والصورة، ثم تواجه بتصريحات "حق الدفاع عن النفس"، بينما يمنع الضحية حتى من إيصال صوته".
وعن الأوضاع في اليمن، قال البركاني: "يحاصر بلد بأكمله، ويجوع الأطفال، وتنهك البنية التحتية، وتفرض عليه هوية غريبة تجرده من هويته القومية والدينية والتاريخية، وتتحكم في مقدراته عصابة مارقة ما دون الدولة، ترعاها للأسف إيران، وتمارس عربدتها في الإقليم، وتعتدي على البحار، وتعطل المصالح الدولية، وتتسبب في أعباء على الإنسانية في كل مكان... بل تمتد مغامراتها خارج الحدود لتستدعي عدوانًا على ما تبقى من البنى الأساسية المتواضعة أصلًا".
ولفت إلى أن "آخر ما اوصلته إيران او ما اهدته لتلك العصابة، سفينة فيها 750 طن قبض عليها في الساحل الغربي فيها من الطائرات المسيرة والصواريخ والاسلحة التي لا تبقي ولا تذر، كلها موثقة بالصوت والصورة".
وتابع: "حين تغلق الممرات في البحر الأحمر، لا يسأل: لماذا أغلقت؟ ولا يعاقب من أغلقها؟ بل تذهب بعض الدول إلى صفقات مع المعتدي تؤمن سفنها وتبيح ما عداها من السفن المارة في البحر".
وتطرق إلى ما سماه بـ "جوهر النفاق الدولي"، وذلك حين تمس المصالح الغربية، يصبح الأمر "تهديدًا عالميًا"، أما حين تكون الضحية الدول الضعيفة ويقتل عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين، ويتحمل الضعفاء نتائج عدوان العصابات المغامرة، يصبح الأمر "معقدًا" و"يحتاج إلى دراسة" حد قوله.
ودعا البرلمانات الحرة في العالم لأن تتحرك لـ "وقف هذا الانحدار الأخلاقي، وأن تدفع نحو بناء نظام عالمي أكثر توازنًا، تنتصر فيه المبادئ لا المصالح، ويسود فيه القانون لا منطق القوة".