توسيع رقعة التعلم.. قرارات التربية والتعليم تُدخل الطلبة في ضوء الجدل
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
ذوقان عبيدات: زيادة أيام العام الدراسي لن تسفر عن تحسين تعلم الطلبة عبيدات: أن المنهاج الدراسي يجب أن يرتبط بحاجات الطالب وحياته وواقعه ليتفاعل معه
تزاحمت تعليقات الطلبة وتباينت ردود الفعل في الأوساط التعليمية تجاه التوجه بتوسيع رقعة التعلم لجميع الصفوف في المدارس الحكومية، ما بين مستاءة وبين مستذكرة تجارب سابقة ببرنامج علاج الفاقد التعليمي.
اقرأ أيضاً : إجراءات جديدة من التربية والتعليم لطلبة المدارس الحكومية
في ظل تخوف أهالي الطلبة من تكرار مشاكل سابقة في آلية تنفيذ برنامج علاج الفاقد التعليمي، طرحت وزارة التربية والتعليم حلولاً مستحدثة، لمحاولة تجنب "المشاكل" في تطبيق البرنامج.
أكد مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم محمد كنانة لـ"رؤيا" قرار الوزارة بتخصيص حصتين دراسيتين أسبوعيًا لعلاج الفاقد التعليمي في مادة اللغة العربية، وتخصيص أول 10 دقائق من حصص الرياضيات، للصف الرابع لغاية التاسع، وذلك على طول الفصل الدراسي بالمدارس الحكومية، حتى 2025/2024.
حصة الفاقد التعليمي لقياس أوزان الطلبةتستذكر الطفلة تسنيم من الصف الثامن بإحدى المدارس الحكومية في عمان، شاءت عدم ذكر اسمها، يومًا من أيام العام الدراسي الماضي ضمن برنامج الفاقد التعليمي. في ذلك اليوم، تحول إلى حصة "مربية صف" حيث يتم قياس أوزان الطلبة وفحص نظرهم في الشعبة التي تضم حوالي 50 طالبة، بدلا من اعطائهم الحصص الدراسية.
تفاجأت الطالبة تسنيم "باهمال المعلمات بإعطاء الدروس" المقررة أول أسبوعين من بدء الدوام المدرسي: "بالفاقد التعليمي ما كانوا يعطونا اشي ولا يفتحوا الكتاب"، تقول تسنيم.
وتؤكد والدة تسنيم عدم خضوع الطلبة لامتحانات تقيس تطورهم بحضور حصص برنامج تعويض الفاقد التعليمي: "ماكان في امتحانات نهائي"، مشيرة إلى عدم تلقي الطلبة دروسهم المقررة خلال مدة البرنامج الممتدة اسبوعين من الفصل الدراسي.
"لاحظت على بناتي الإحباط ببداية السنة الدراسية بسبب عدم اهتمام المدرسة بالمواد"، تقول والدة تسنيم إنها تفرغت من العمل لمتابعة دروس بناتها في المنزل، إذ تشير إلى أنها تلعب الدور الملقى على المدرسة.
عدم تقييم أداء الطلبةتشتكي رانيا لصوي، أم لبنتين، في حديثها لـ"رؤيا" أن ابنتها الكبرى "كرمل" (ترفيع صف تاسع) في مدرسة الصويفية الشاملة للبنات الحكومية لم تتلقى حصص الفاقد التعليمي خلال الأسبوعين الأولين من بدء دوام الفصل الدراسي السابق، مشتكية أنه "ما بكون في استعداد".
"ما بينعطى مواد نهائيا(..) لمدة شهر ونص" تشدد لصوي على حاجة ابنتها للانخراط بحصص تقوية، مشيرة إلى تأخر المدرسة بإعطاء المواد الأساسية بسبب عدم توفر معلمات في المدرسة لمدة شهر ونصف من بدء الفصل الدراسي، وأبلغتها إدارة المدرسة أن السبب وراء التأخير هو "عدم توفر شاغر معلمة حتى الآن".
قال الخبير التربوي ذوقان عبيدات إن زيادة أيام العام الدراسي لن تسفر عن تحسين تعلم الطلبة: "اللي ماتابع التعليم الحقيقي بده يتابع التعليم اسبوعين".
"مادة وهمية"وتضيف رانيا انه من "غير المعقول اختزال منهاج سنة دراسية بها فاقد تعليمي بملزمة وهمية، لاسبوعين"، وتطالب البدء باعطاء المنهاج الدراسي، ودمج المفاهيم الخاصة بـ الفاقد التعليمي ضمن المنهاج الصف الحالي.
ويرى عبيدات أن المنهاج الدراسي يجب أن يرتبط بحاجات الطالب وحياته وواقعه ليتفاعل معه، مشددا على أهمية تحديث المناهج الدراسية.
وأشار إلى أن الفاقد التعليمي ينبغي أن يُعالج الفارق بين مستوى الطالب الأكاديمي الحالي والمستوى المقرر له، والذي يتمثل في عدم تحقيق الأهداف المطلوبة، مضيفا أن الأردن يعاني منذ ما يقرب 15 عامًا من فجوات التعليم ومشكلات الفقر التعليمي، بحسب عبيدات.
وفي عام 2021، أشار البنك الدولي إلى أن 52% من الأطفال في الأردن يعانون من فقر التعلم، وأن الأطفال ممن هم في سن العاشرة لا يستطيعون فهم نصوص مناسب لأعمارهم وفهمها.
ولاحظت لصوي أن ابنتها كرمل شهدت تراجعًا بمادتي اللغة الانجليزية والرياضيات على مدى الأربع سنوات الماضية بعد انتقالها من مدرسة خاصة بسبب الإرهاق المالي، مشيرة إلى أنها ستقتطع من راتب العائلة الشهري الذي لا يتجاوز 800 دينار لتسجيل ابنتها بمراكز تقوية، بميزانية لا تتجاوز 50 دينار شهريًا.
وتشعر لصوي بالقلق من تكرار حالة "عدم انتظام تقديم الدروس الصفية" في الفصل الدراسي الجديد، مبدية استياءها من استمرار زيادة العبء المادي والجهد الإضافي على ابنتها كرمل من حصص غير منتظمة "دون استفادة حقيقية".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الالتحاق في المدارس التربیة والتعلیم الفصل الدراسی إلى أن
إقرأ أيضاً:
7 نصائح لقضاء العطلة الصيفية للأطفال ذوي صعوبات التعلم
يعد الصيف وقتا للراحة والاسترخاء والتحرر من ضغوطات العام الدراسي والأنشطة التعليمية، ومع ذلك قد يعاني بعض الأطفال من تراجع مستواهم التعليمي بسبب الابتعاد عن المدرسة فترة طويلة.
تعرف هذه الظاهرة بـ"الانحدار الصيفي"، وهو فقدان مهارات القراءة والرياضيات خلال أشهر الصيف، ووفقا لمعهد تشايلد مايند، فإن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم بما فيها اضطرابات الانتباه معرضون لهذا التحدي خصوصا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أخطاء شائعة في التعامل مع نوبات غضب الأطفالlist 2 of 2أوريغامي.. حين يتحول الورق إلى معلم للصبر والتركيزend of listويستخدم مصطلح صعوبات التعلم عادة في البيئات المدرسية لوصف الأطفال والمراهقين الذين لديهم مهارات أكاديمية أقل بكثير مما هو متوقع بالنسبة لأعمارهم، وعادة ما يعانون من صعوبات في اكتساب مهارات الاستماع والتحدث والتفكير والقراءة والتهجئة والكتابة والرياضيات والاحتفاظ بها وتنظيمها واستخدامها، ولا تتعلق هذه التحديات بمستوى الذكاء، بل بكيفية معالجة أدمغتهم للمعلومات.
ووفق ما نشره موقع (كراون كونسلينغ)، فإن أكثر من 15% من الطلاب في العالم يعانون من صعوبات التعلم، بما يعني أن واحدا من كل 7 طلاب يواجه شكلا من صعوبات التعلم، وتشير الجمعية الأميركية لصعوبات التعلم إلى أن نحو 80% من المصابين يعانون تحديدا من عسر القراءة التي تعد أكثر صعوبات التعلم انتشارا وتؤثر على الذكور والإناث معا.
مع التحديات التي تشكلها صعوبات التعلم، توجد العديد من الإستراتيجيات التي يمكن تضمينها في الحياة اليومية خلال العطلة الصيفية لدعم نمو طفلك، لا سيما في مجالات مثل اللغة والقراءة والمهارات الحركية والتفاعل الاجتماعي، والتي غالبا ما تتأثر بصعوبات التعلم:
الحفاظ على التعلم كجزء من الروتين اليوميشجعي طفلك على ممارسة القراءة والرياضيات يوميا طول العطلة الصيفية، ولا يعني ذلك أن يجلس الطفل على مكتبه مع كتاب التمارين طوال الوقت، بل يكفي من 15 إلى 20 دقيقة للأطفال الصغار، بينما يمكن للأطفال الأكبر سنا العمل مدة 30 دقيقة، ويكون ذلك عن طريق إدراج القراءة في الأنشطة اليومية، كأن يقرأ الطفل التعليمات ويتبعها عند المشاركة في طهي وصفته المفضلة ويستخدم مهاراته الحسابية لقياس المكونات، أو قراءة اللافتات أثناء المشي أو إعداد قائمة التسوق للمستلزمات وغيرها من الأنشطة.
إعلانوإذا كان طفلكِ يحب أشياء معينة، مثل الديناصورات أو النظام الشمسي أو السيارات، فابحثي عن كتب أطفال تتناول هذه الموضوعات وادمجيها في أنشطة التعلم لتحسين قدرته على القراءة وتنشيط خياله وإبداعه، ويمكن كذلك استخدام البطاقات التعليمية أو ألعاب الكمبيوتر لتعلم الحقائق الرياضية وتحسين القراءة والمفردات، مع الأخذ في الاعتبار أن الإفراط في استخدام الشاشة قد يزيد من تشتت الانتباه ويقلل من وقت التواصل الهادف.
إعطاء الأولوية للعب في الهواء الطلقممارسة الأنشطة اللامنهجية في الهواء الطلق تعزز تركيز الطفل وتنظم انفعالاته وتحسن مهاراته الحركية والمعرفية، وكذلك تنمي مهارة الوعي المكاني، ومن الأنشطة التي يمكن ممارستها في الهواء الطلق، المشي مسافات أو ركوب الدراجات أو الاستمتاع بسباقات التتابع ومسارات الحواجز التي تتيح التدريب على اتباع التعليمات، وكذلك لعبة البحث عن الكنز باستخدام الخرائط، وتحفيز الأطفال على اتباع الأدلة وحل المشكلات لمساعدتهم في العثور على العناصر المخفية.
وإذا كان طفلك لا يزال يفضل الأنشطة الداخلية، توصي المختصة النفسية الدكتورة ماندي سيلفرمان بتجربة ما يسمى بإستراتيجية (إذا- إذن)، كأن تقولي لطفلك "إذا خرجت ولعبت مع أخيك أو مع أصدقائك ساعة، فيمكنك الدخول ولعب ألعاب الفيديو حتى وقت العشاء".
هناك العديد من المعسكرات والمخيمات الصيفية المتخصصة في مساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم، يقدم معظمها مزيجا من أنشطة المعسكرات التقليدية إضافة إلى دروس في مجالات محددة، مثل عسر القراءة أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتعمل معسكرات أخرى على تعزيز المهارات الاجتماعية، وخلال استمتاع طفلك بقضاء وقته في المعسكر، يمكنك تشجيعه على كتابة يومياته في جملتين أو 3 جمل فقط.
الرحلات الميدانية التعليميةيعد الصيف وقتا مثاليا لزيارة بيئات التعلم التفاعلية، مثل حدائق الحيوان والمتاحف وأحواض الأسماك والقباب الفلكية وغيرها من المرافق التي تعتمد على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات وتساعد على نمو طفلك واتساع مداركه.
الأعمال التطوعيةتعتبر الأعمال التطوعية وخدمة الآخرين في المجتمع وسيلة رائعة لاكتساب الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم العديد من المهارات الاجتماعية وتعليمهم التعاطف والرحمة تجاه الآخرين، كما أنها وسيلة لمنحهم هدفا ووسيلة للمساعدة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقدير ذواتهم، ويمكنهم التطوع مع منظمة محلية أو في المستشفيات ودور المسنين أو المشاركة في أعمال الحدائق وحملات تنظيف الشواطئ وغيرها.
يمكن تخصيص ليلة أسبوعية للعب ألعاب الطاولة مع جميع أفراد العائلة، ولا سيما أن مثل هذه الألعاب تُعزز مهارات الرياضيات.
توفير ألعاب متعددة الحواستعمل هذه الأنشطة على تحفيز حواس الطفل وتعزيز تواصله البصري واللمسي وتحسين مهاراته واستكشاف العالم من حوله، ومن أمثلة الأنشطة الحسية، ملء صندوق بالرمل أو الأزرار أو الفاصوليا وإضافة بعض الألعاب الصغيرة والمجارف للغرف والسكب والفرز، وقد تكون هذه طريقة رائعة لممارسة العد وفهم الكسور وتعلم وظائف الأشياء، ويمكن أن يستخدم الأطفال عجينة اللعب لرسم أو بناء حروف أو كلمات مختلفة، مما يجعل التعلم أكثر جاذبية وفعالية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
إعلان إنشاء جدول صيفي والالتزام بهقد يصعب الالتزام بجدول زمني خلال العطلة الصيفية، ومع ذلك ينبغي المحاولة، لأن الروتين يعد جزءا أساسيا من النجاح الأكاديمي للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وقد يؤدي تغيير الروتين إلى الارتباك والتوتر، أما التنظيم والقابلية للتنبؤ يمنحان طفلك الشعور بالأمان مما يُسهل عملية التعلم.
وأظهرت دراسة نشرتها المجلة الدولية للإعاقات التنموية عام 2024 أن إنشاء جدول ممتع وذي طابع بصري لتصوير تسلسل الأحداث خلال اليوم، باستخدام أقلام أو صور من المجلات، يساعد الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (إحدى الإعاقات التعليمية الشائعة) على التركيز على مهامهم وتقليل السلوكيات الصعبة.