وداعاً عبوسي.. ابرز محطات الراحل الفنان حمودي الحارثي الذي أسعد الملايين
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
بغداد اليوم- بغداد
نعت أوساط وشخصيات فنية وثقافية وسياسية، اليوم السبت (17 آب 2024)، رحيل الفنان العراقي الكبير حمودي الحارثي عن عمر ناهز الـ88 عاماً أثر مرض عضال، وفيما يلي ابرز محطات الراحل.
ولد الحارثي عام 1936 في واحدة من اشهر مناطق جانب الكرخ شهر، باب السيف، وهي منطقة بغدادية عريقة ، وتقع على نهر دجلة مباشرة، تقابلها من جهة الرصافة بناية المدرسة المستنصرية.
للفنان حمودي الحارثي مفاجآته التي قد لا يعرفها الكثيرون، فمهنة النجارة التي تعلمها مبكرا من حياته علمته فن النحت، وهذا ما قاده لدراسة الفنون التشكيلية في معهد الفنون الجميلة مع الفنانين التشكيليين الكبار: جواد سليم و فائق حسن، ثم ترك قسم النحت والرسم وتفرغ للتمثيل والإخراج منذ عام 1958 ولغاية عام 1961 لدراسة الاخراج السينمائي لمدة عامين في فرنسا (1964-1965) وبعدها درس الفن والتمثيل السينمائي في القاهرة بين عامي (1974-1981).
على مدى عقود طويلة لعب الفنان حمودي الحارثي شخصية كوميدية مع الفنان الكبير الراحل سليم البصري، في المسلسل الكوميدي "تحت موس الحلاق"، التي كان يكتبها البصري، وهو مسلسل اجتماعي عن مقالب الحارثي(عبوسي) باعتباره صبي الحلاق البصري(حجي راضي)، وبمشاركة ممثلين كبار.
مسلسل (تحت موس الحلاق) وشخصيتي حجي راضي وعبوسي اسعدت ملايين العراقيين الذين كانوا حريصين على متابعته، حتى لو تكرر عرضه على شاشة تلفزيون بغداد منذ كان بالأبيض والاسود.. حتى ان الجمهور نسي اسمه الاصلي وصار يناديه اينما كان بـ (عبوسي)، وعلق قائلا على ذلك: "اعرف ان هذا الاسم هو المحبب عند الجمهور واشعر بالفرح ولا ازعل، ولكن المثقفين كانوا يتعاملون معي باسمي الاصلي حمودي الحارثي، البسطاء يحبون عبوسي ويفضلونه على حمودي الحارثي وتلك هي المعادلة".
لكن الفن التشكيلي بقي يجري في دمه، حيث كنت التقيه ببغداد، في المعارض التشكيلية ويحرص على متابعة الانجاز التشكيلي، بالإضافة الى لقاءاتنا في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون العراقية، كما التقيته بعد سنوات طويلة، عام 1995 في العاصمة الاردنية عمان مع نجوم الادب والفن وفي مقدمتهم الشاعر عبد الوهاب البياتي.. حيث بقي في الاردن ما يقرب من عام قبل ان يهاجر الى هولندا ويستقر هناك مع عائلته، زوجته منتهى عبد الرحيم المختصة بإخراج مسرحيات الطفل واولاده.، وقد توفيت زوجته في هولندا عام 2015 بسبب اصابتها بالسرطان.. ولحرصه على التواصل مع فن النحت الذي عشقه، اقام في هولندا أكثر من (15) معرضا للنحت مع (15) لقاء جماهيريا للعراقيين والعرب هناك، وكذلك في السويد والدنمارك وألمانيا.
اضافة الى دوره الشهير(عبوسي) مع سليم البصري الذي يعتبره بمثابة الاب الروحي ومعلمه، شارك الفنان حمودي الحارثي في العديد من الأعمال المسرحية والمسلسلات والتمثيليات وأهمها حياة العظماء، مع الخالدين، كاريكاتير، إلى من يهمه الأمر وشارك في أكثر من (500) عمل اذاعي وتلفزيوني واخرج الكثير من البرامج التلفازية منها العلم للجميع للأستاذ كامل الدباغ والرياضة في اسبوع للأستاذ مؤيد البدري.
عند عودته من القاهرة عام 1981 ارسل إليه وزير الاعلام آنذاك طالباً منه ان تعاد كتابة مسلسل "تحت موس الحلاق" في جزء ثاني وان يشارك هو في العمل، لكن حمودي الحارثي اقترح ان يخرجه بنفسه دون المشاركة بالتمثيل، وبالفعل أعاد مع الفنان البصري كتابة النص والسيناريو، ونجح العمل فنيا ولكن الجمهور لم يتقبله لعدم وجود شخصية (عبوسي) فيه، وقدم هذا العمل مسرحيا في أميركا في خمس ولايات أميركية عام 1978 مع الفنانة غزوة الخالدي والفنان طالب القره غولي.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حمودی الحارثی مع الفنان
إقرأ أيضاً:
وداعاً أديب قدورة… صوت فلسطيني أضاء سماء الدراما السورية لعقود
أعلنت نقابة الفنانين السوريين، مساء الأربعاء، وفاة الفنان السوري من أصول فلسطينية أديب قدورة عن عمر ناهز 76 عاماً، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، تنقّل خلالها بين السينما والمسرح والتلفزيون، وترك خلالها بصمة بارزة في الذاكرة الفنية السورية والعربية.
وقالت النقابة في بيان عبر صفحتها الرسمية إن قدورة توفي بعد معاناة صحية ألزمته منزله في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الراحل يُعد من أبرز الوجوه السينمائية في سوريا، واشتهر بأدواره الجريئة، وعلى رأسها تجسيده شخصية “أبو علي شاهين” في فيلم “الفهد”، الذي يُعد من أبرز أفلام السينما السورية.
ولد أديب قدورة في مدينة حلب عام 1948 لعائلة فلسطينية استقرت في سوريا، وبدأ حياته المهنية مدرساً للفن التشكيلي، لاحقاً، انتقل للعمل في مجال تصميم الديكور والإضاءة والماكياج المسرحي، قبل أن يكتشفه المخرج نبيل المالح ويقدمه للجمهور في أوائل السبعينيات.
شارك الراحل في عدد كبير من الأعمال السينمائية التي تُعد من علامات الإنتاج الفني في سوريا والعالم العربي، ومن أبرزها: “الفهد”، “بقايا صور”، “رحلة عذاب”، “الحسناء وقاهر الفضاء”، “وجه آخر للحب”، “غوار جيمس بوند”، “العالم سنة 2000″، “عشاق على الطريق”, “امرأة من نار”، “بنات للحب”، “ليل الرجال”، إضافة إلى الفيلم الإيطالي “الطريق إلى دمشق”.
وفي التلفزيون، قدم قدورة مجموعة من الأعمال الدرامية من أبرزها: “عز الدين القسام”، “حصاد السنين”، “الحب والشتاء”، “سفر”، “امرأة لا تعرف اليأس”.
أما على خشبة المسرح، فقد شارك في عدة مسرحيات بارزة، من بينها: “مأساة جيفارا”، “هبط الملاك في بابل”، “السيد بونتيلا وتابعه ماتي”، إلى جانب أعمال أخرى مقتبسة عن الأدب الروسي والعالمي.
ترك أديب قدورة خلفه إرثاً فنياً متنوعاً، جمع فيه بين التعبير الإنساني والالتزام الفني، وكان حاضراً في أعمال اجتماعية وسياسية وثقافية رسّخت حضوره كممثل متمكن وصاحب رؤية.
وتلقى الوسط الفني السوري والعربي نبأ رحيله بكثير من الحزن، مستذكرين فناناً تميز بقدرته على تقمص الشخصيات وتقديم أدوار مركبة، وصاحب تاريخ مهني غني ظل وفياً فيه لفنه حتى اللحظة الأخيرة.