«عُمالك الطيابة» بالعلمين الجديدة.. المهندسون والفنيون جنود مجهولون لتحويل الصحراء إلى جنة
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
بسواعد أبناء مصر وإرادة رئيسها، أبهرت العلمين الجديدة العالم أجمع، فحينما قرّر الرئيس عبدالفتاح السيسى إنشاء المدينة فى عام 2018، التف مهندسو وعمال وفنيو مصر حول المشروع القومى لإنجازه، لتضاهى المدينة الجديدة كبرى عواصم العالم، وتتحول إلى قبلة السياحة المصرية، بعد أن كانت حقلاً للألغام منذ أكثر من 60 عاماً.
المهندس محمد عبدالناصر كان واحداً من مهندسى مصر الذين عملوا على مدار 4 أعوام فى تشييد البنى التحتية لمدينة العلمين الجديدة، عبّر عن فخره بالعمل فى المشروع القومى الذى تحول من صحراء جرداء إلى مدينة عالمية بسواعد مصر: «مين فينا كان يصدق إنه خلال سنوات بسيطة هيكون عندنا مدينة عالمية على الأراضى المصرية؟ الرئيس السيسى حينما أعطى إشارة البدء تحول المكان إلى خلية نحل، الجميع يعمل بحب من أجل تشييد المدينة التى ستضاهى كبرى مدن العالم، كنا شغالين وحاسين إننا بنبنى بيوتنا، مش مجرد مدينة جديدة».
4 سنوات قضاها «عبدالناصر» داخل مدينة العلمين، إذ فضّل المشاركة فى بناء المشروع القومى على السفر إلى الخارج، ترك أسرته فى بنى سويف، وسهر ليالى كثيرة فى العلمين بصحبة زملائه من المهندسين المدنيين لتشييد الأبراج فى مدينة العلمين الجديدة: «رفضت فرصة السفر إلى إحدى الدول العربية، وفضّلت البقاء فى بلدى للمشاركة فى هذا المشروع العظيم، تركت أسرتى أياماً طويلة حتى أشارك فى إنجاز الأبراج المختلفة، سواء أبراج العلمين أو الداون تاون بالمدينة الساحرة، وفخور بأننى جزء منها، سأحكى لأطفالى عن ذلك الحلم الذى تحول إلى حقيقة، عن تلك المدينة التى كانت مسرحاً للألغام، وأصبحت مكاناً مثالياً لتحقيق الأحلام».
محمود عبدالله، فنى بناء، يبلغ من العمر 28 عاماً، شارك فى بناء المدينة منذ البداية، أكد لـ«الوطن»، أنه فخور بكونه جزءاً من هذا المشروع القومى: «شاركت فى بناء الأبراج الترفيهية، والحى اللاتينى ومنطقة الداون تاون، والإسكان المتميز، وكل المشروعات دى فخور إنى جزء منها، وشاهد عليها من أول لحظة، وبعد ما تم تشييد العلمين الجديدة، أقدر أقول إنها مدينة مصرية بمواصفات عالمية».
الشاب العشرينى، الذى شارك فى بناء الكثير من الأبراج منذ عام 2018 وحتى الآن، كان شاهداً على مراحل تطور المدينة التى جذبت السياح من نحو 104 دول لزيارتها: «كنت شايفها صحرا، وبقت مدينة تصميمها يضاهى كبرى المدن العالمية، وأبراجها تنافس أبراج دبى، ووحداتها السكنية تناسب كل الفئات، بجانب التصميم المستوحى من الحضارة المصرية، وبعد نجاحها أقدر أقول إنى فخور إنى كنت جزء منها، رفضت ترك المدينة لأنها وفرت لى حياة كريمة بعد توفير فرصة عمل، وناوى أكمل فى المساهمة فى إنشاء الباقى من العلمين الجديدة».
عبدالله زكريا، فنى كهرباء، انتقل للعمل فى العلمين الجديدة منذ 2018، اكتسب مهارات جديدة، وأصبحت المدينة جزءاً لا يتجزّأ من حياته: «جيت هنا من وقت ما كانت المدينة لسه فكرة، بدأنا فيها من الصفر وكنا شاهدين على مراحل تطورها، كأنك شاهد على ولادة طفل جديد، وبتربيه على إيدك بكل حب، تعلمت مهارات جديدة متطورة، لو كنت قعدت سنين كتيرة ماكنتش اتعلمتها».
يحظى «عبدالله» وزملاؤه بتأمين طبى، فضلاً عن تقاضى مرتبات تُلبى احتياجاتهم، وهو ما جعله يتمسّك باستكمال العمل فى مدينة العلمين الجديدة، المشروع القومى الاستثنائى: «كل حاجة هنا على أعلى مستوى من الكفاءة، شعارنا الدقة والسرعة والإخلاص».
محمود مناع، مهندس كهرباء فى العلمين الجديدة، كان واحداً ممن شهدوا مراحل البناء والعمار منذ أن كانت المنطقة عبارة عن صحراء، أكد اكتسابه الكثير من المهارات: «لما جينا كانت صحرا، وابتدينا بعمل الخوازيق علشان طبيعة التربة، وأنشأنا البحيرة الصناعية على مساحة 14 كيلومتراً وكذلك الشاطئ المفتوح المجانى للأسر والعائلات، أخدنا وقت كبير علشان نقدر نحول العلمين، من منطقة صحراء إلى مدينة مليونية تجذب السياح والاستثمارات، وتسهم فى تحسين الاقتصاد القومى».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين الجديدة مدينة الأحلام العلمین الجدیدة المشروع القومى مدینة العلمین فى بناء
إقرأ أيضاً:
نصف النهائي يا «الأبيض».. منتخبنا يسعى لترويض «محاربو الصحراء» في كأس العرب
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةيخوض منتخبنا الوطني مواجهة مفصلية أمام نظيره الجزائري في ربع نهائي كأس العرب، عند التاسعة والنصف مساء اليوم بتوقيت الإمارات، على استاد البيت بالدوحة، في مباراة تجمع طموح «الأبيض» في مواصلة سكة الانتصارات واستعادة الهيبة في المشاركات الخارجية، ورغبة «محاربو الصحراء» في مواصلة العروض القوية التي قدموها في دور المجموعات، حيث تأهل منتخب الجزائر في صدارة مجموعة قوية متفوقاً على المنتخب العراقي أحد المرشحين للقب.
ويشكل اللقاء المرتقب مساء اليوم، اختباراً حقيقياً لكتيبة كوزمين، ليس فقط على مستوى النتيجة، بل على مستوى «الشخصية الفنية»، التي ظهر بها المنتخب في مواجهتي الكويت ومصر، والتي منحت اللاعبين قدراً كبيراً من الثقة بعد تحسن الأداء والانتشار والفاعلية الهجومية والعودة للتسجيل، فضلاً عن علاج السلبيات الدفاعية لأداء الأبيض.
وبالتالي يسعى منتخبنا لترويض «محاربو الصحراء»، المرشح بقوة لبلوغ النهائي وحامل اللقب، حيث أعاد الفوز الأخير أمام الأزرق الكويتي، الثقة للاعبين في توقيت حاسم، ما رفع طموحات المنتخب، وأعاد الثقة سريعاً للجماهير التي زحفت خلف المنتخب إلى الدوحة.
ويدخل الأبيض لقاء اليوم مدفوعاً بروح الانتصار الأخير على الكويت بثلاثية مستحقة، تميّز فيها منتخبنا بالسرعة والتحول الإيجابي نحو الهجوم، مسدداً 9 كرات، منها 4 على المرمى، مع صناعة 84 هجمة، وهو ما يعكس تحسناً واضحاً في الشق الهجومي.
وفي المقابل، يواجه منتخباً يُعد الأكثر ثباتاً في البطولة، دفاعياً وهجومياً، حيث استقبل هدفاً واحداً فقط في دور المجموعات، وقدّم مستويات عالية بمتوسط استحواذ بلغ 67% في آخر مباراتين، مع 25 تسديدة، وفاعلية استثنائية في التحول السريع، ما يجعله من المنتخبات التي تمتلك «دفاعاً حديدياً»، وعناصر متمرسة في التحولات الهجومية السريعة.
وأخضع الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني مباريات المنتخب الجزائري للتحليل بصورة دقيقة، حيث يعتمد منتخب «الخضر» في الدفاع على صلابة المحور المزدوج الذي يضم لكحل وبنزية، وعلى تماسك الخط الخلفي بقيادة الثلاثي عبادة وبدران وبعوش، وهو خط يتميز بالقوة في الالتحامات والتمركز.
وتشير المصادر إلى أن كوزمين سيعتمد على اللعب بين الخطوط لاختراق التمركز الدفاعي الصلب للمنتخب الجزائري عبر الثلاثي، خيمنيز والغساني وكايو، وينضم معهم علي صالح بالتبادل مع لوان بيريرا، خصوصاً أن منتخب الجزائر يترك مساحة خلف المحور عند الضغط العالي، مع ضرورة استغلال الأطراف، حيث تعد الجبهة اليمنى للجزائر بقيادة يوسف عطال أكثر ميلاً للتقدم نحو الأمام، وهنا يظهر دور علي صالح في استغلال المساحات، كما يحتاج الأبيض لاستغلال عامل التسديد من خارج المنطقة، كما فعل خيمينيز أمام الكويت، وهو سلاح مهم أمام تكتل الجزائر الدفاعي المتوقع، أما في الهجمات المرتدة المنظمة، فيتقدم منتخب الجزائر بأربعة لاعبين في البناء، ما يجعل التحول السريع على دفاعات «محاربو الصحراء» فرصة ثمينة لمنتخبنا.