تتواصل التصريحات بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، من الجانب الأمريكي، في مقابل إضافة الاحتلال كل يوم شروطا جديدة، تؤدي إلى تفجيرها، ووسط تأكيد من حركة حماس، أنها غير مستعدة لمفاوضات جديدة بل لخطة تنفيذية لقرار مجلس الأمن ومبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 2 أيار/ مايو الماضي.

وعلى مدار نحو 10 أشهر، خاضت المقاومة الفلسطينية، والاحتلال مفاوضات شاقة، حدثت فيها هدنة أولى، أفرج بموجبها عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل عشرات أسرى الاحتلال، لكن الاحتلال خرقها وواصل عدوانه بصورة وحشية على قطاع غزة.



ووصلت المفاوضات إلى حالة أشبه بطريق مسدودة، بفعل رفض رئيس حكومة الاحتلال وقف العدوان على غزة، وتصريحه بوضوح برغبته في صفقة جزئية يستعيد بها أسرى ويواصل إبادته لسكان القطاع.

ونستعرض في التقرير التالي، أبرز المحطات التي مرت بها المفاوضات، التي يلعب فيها الأمريكان والقطريون والمصريون دور الوسيط:

المفاوضات الأولى:

خلال الأيام الأولى على العدوان، عقب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت الاتصالات الدولية، من أجل إجراء مفاوضات، لتبادل أسرى، بعد أن أعلنت كتائب القسام، أنها تريد إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال بعملية تبادل لكن لن تكون تحت النار.

لكن الاحتلال واصل عدوانه، وبعد نحو 46 يوما على بدء العدوان، وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، أبرم اتفاق على هدنة لمدة 4 أيام، مددت لاحقا إلى يومين إضافيين، وقام الاحتلال بخرقها في اليوم السابع واستئناف العدوان على خانيونس.

مقترح باريس:

اجتمع الوسطاء في العاصمة الفرنسية باريس، مع ممثل الموساد ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية، وجرى طرح مقترح، لإبرام اتفاق من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى بشكل متبادل، في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي.

ورغم أن حركة حماس، أعلنت دراسة المقترح، إلا أن نتنياهو، أطلق تصريحات قال فيها إن الفجوات كبيرة وغير قابلة للجسر.

مسود اتفاق القاهرة:

خلال اجتماع بين الوسطاء في شباط/ فبراير الماضي، خرجوا بمقترح لإعلان وقف إطلاق نار لمدة 6 أسابيع، قام نتنياهو مجددا برفضها، ووصف مطالب الحركة بأنها خيالية، وأعلن رفضه إطلاق سراح العديد من الأسرى من أصحاب المؤبدات.

باريس 2:

عقب اجتماع القاهرة، تباحث الوسطاء مجددا في باريس بتاريخ 23 شباط/ فبراير، وأعلن نتنياهو مجددا أن ما تريده حماس، بعيد عن ما يمكن لإسرائيل قبوله.

لقاء الدوحة:

في 18 آذار/ مارس، تقدمت حركة حماس، بمقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وبعد 4 أيام من التباحث فيه عاد نتنياهو لرفض ما جرى نقاشه، وسط تصريحات من اتئلافه المتطرف، برفض أي أفكار لوقف إطلاق النار والتهديد بالإطاحة بالحكومة في حال الموافقة عليها.

خطة الـ3 مراحل:

طرح الجانب المصري، في بداية أيار/ مايو، مقترحا يقوم على خطة من ثلاث مراحل، لوقف إطلاق النار، وعودة النازحين وتبادل الأسرى، والانسحاب من غزة، وجرى تقسيم المراحل على مدة زمنية تصل إلى 40 يوما لكل منها.

ووسط تصريحات سلبية من نتنياهو وائتلافه، والإيحاء بأن حماس ترفض المقترح، ويحملونها المسؤولية عن ذلك، فاجأت حركة حماس الاحتلال والأمريكان بالموافقة عليه بشكل كامل، لكن نتنياهو رد بالرفض على الفور للمقترح الذي كشف المصريون أنه وافق عليه مسبقا، وقام في اليوم التالي باجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

خطة بايدن:

خرج الرئيس الأمريكي بشكل مفاجئ في خطاب بتاريخ 31 أيار/ مايو، بمبادرة تقوم على خطة من 3 مراحل، تبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة 60 أسابيع، والانسحاب من المناطق السكنية المأهولة بغزة، وتبادل أسرى "إنساني" للنساء والمجندات والمرضى.

أما المرحلة الثانية فتقوم على انسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، يتم بالتزامن مع إطلاق سراح كافة الأسرى الأحياء والوقف الدائم لما أسماه "الأعمال العدائية".

وفي المرحلة الثالثة من المقترح، يتم الشروع في خطة لإعادة إعمار قطاع غزة، بعد الدمار الواسع الذي خلفه الاحتلال، وعلى الفور وبعد ساعات من الخطاب، أعلنت حركة حماس ترحيبها بالمبادرة، واستعدادها للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التباحث فيها.

وأعلن نتنياهو بعد أيام إصراره على ما يصفها بتحقيق أهداف الحرب، وأطلق رفضا مبطنا للمبادرة، وواصل عمليات التوغل في رفح وارتكاب المجازر الواسعة فيها.

قرار مجلس الأمن 2735:

في 10 حزيران/ يونيو عقد مجلس الأمن جلسة، لبحث مقترح بايدن، وبعد إلقاء الكلمات، أجرى المجلس تصويتا عليه وتم اعتماده بموافقة أغلب الأعضاء، وامتناع روسيا عن التصويت.

وبناء على قرار مجلس الأمن، فقد أجريت محادثات في العاصمة الإيطالية روما، وخرج نتنياهو بشروط جديدة، لنسف المبادرة وأصر على الحصول على تعهد أمريكي بمواصلة العدوان على غزة، وإجراء عمليات تفتيش للعائدين إلى شمال القطاع، والسيطرة على محور فيلادلفيا مع مصر.

لا مفاوضات

مع طرح جولة جديدة من المفاوضات بناء على مبادرة بايدن، والورقة الأخيرة التي قدمها الاحتلال، أعلنت حركة حماس، أنها لن تشارك في مفاوضات جديدة، وتطالب بخطة تنفيذية لما تم عرضه ووافقت عليه في 2 تموز/ يوليو الماضي من قرار مجلس الأمن ومبادرة بايدن، وضرورة قيام الوسطاء بإلزام الاحتلال بذلك.


وعقدت جلسة مفاوضات في الدوحة قبل أيام، لم تشارك فيها حركة حماس، وأرسل نتنياهو كافة رؤساء أجهزته الاستخبارية الموساد والشاباك وممثل الجيش في المفاوضات.

وتقدمت الولايات المتحدة في المقابل، بما أسمته مقترحا لجسر الفجوات، كشفت حركة حماس أنه يتناقض مع ما اقترحه الأمريكان في مبادرة بايدن وقرار مجلس الأمن، ويتماهى مع الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جملة ما ظهر في المقترح الأمريكي، أنه لا يدعو لنهاية العدوان على غزة، ولا يناقش مسألة محوري نيتساريم وفيلادلفيا ويخضع قضية إعمار غزة للتفاوض، ولا يربط بين مراحل تطبيق الاتفاق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية مفاوضات الاحتلال غزة امريكا غزة مفاوضات الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لوقف إطلاق النار العدوان على مجلس الأمن حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ماكرون يطالب نتنياهو باحترام وقف إطلاق النار مع إيران والتوصل لهدنة في غزة

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إنه أجرى اتصالاً برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شدد خلاله على ضرورة التزام كل من الاحتلال وإيران باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي.

وأوضح ماكرون، في تصريحات عقب قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، أنه أعاد التأكيد لنتنياهو على الموقف الفرنسي الثابت الرافض لامتلاك إيران أسلحة نووية، لكنه في الوقت ذاته شدد على أهمية اعتماد المسار الدبلوماسي لمعالجة الملف النووي الإيراني. 

وأضاف: "أحد أبرز المخاطر التي تواجه المنطقة والمجتمع الدولي حالياً هو احتمال أن تقوم طهران بتخصيب اليورانيوم سراً، ما يجعل الوضع غير قابل للاستمرار".

وكشف الرئيس الفرنسي عن أن بلاده ستجري خلال الأيام المقبلة تقييماً فنياً مستقلاً للأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جرّاء الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، على أن تتم مقارنة هذا التقييم بنتائج التحقيقات التي توصل إليها حلفاء باريس. 

وأشار إلى أنه سيلتقي لاحقاً المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في باريس، لبحث آخر المستجدات والتقارير المتعلقة بتلك المنشآت.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق أن الضربات الأمريكية ضد إيران ألحقت "أضراراً جسيمة" بالمواقع النووية، واصفاً نتائجها بـ"التدمير"، لكنه أقر في الوقت نفسه بعدم حسم تقييمات الاستخبارات الأمريكية بشكل كامل حتى الآن.


وتُعد فرنسا من الدول الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، إلى جانب بريطانيا وألمانيا، والذي انسحب منه ترامب في في فترة ولايته الأولى٬ وقد سعت قبل اندلاع المواجهة العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران للعب دور الوسيط بهدف إيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية. 

إلا أن التصعيد العسكري الأخير حد كثيرا من نفوذ القوى الأوروبية وأدخل المسار التفاوضي في حالة من الجمود.

ورغم هذا التراجع، تبقى فرنسا والدول الأوروبية مطالبة باتخاذ قرار حاسم بشأن إمكانية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وذلك قبل حلول تشرين الأول/أكتوبر المقبل، الموعد النهائي لانتهاء مفعول قرار مجلس الأمن الداعم للاتفاق النووي.

وقال ماكرون في هذا السياق: "لدينا جدول زمني ملزم، ويجب اتخاذ قرارات حاسمة بحلول الصيف".
وتأتي هذه التصريحات بعد وقف إطلاق النار، إذ شن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، في 13 حزيران/ يونيو الجاري، عدواناً واسعاً على إيران استمر 12 يوماً، واستهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، إضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. 

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن سقوط 606 قتلى و5 آلاف و332 جريحاً، وفق وزارة الصحة الإيرانية.

وردت طهران بهجوم صاروخي غير مسبوق استهدف مقرات عسكرية واستخبارية في عمق الأراضي المحتلة، ما أسفر عن مقتل 28 إسرائيلياً وإصابة أكثر من 3 آلاف و200 آخرين، بحسب مصادر إسرائيلية رسمية.

وعلى خلفية ذلك، نفذت الولايات المتحدة ضربات على منشآت نووية إيرانية، فيما ردت طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، قبل أن تعلن واشنطن، يوم الثلاثاء الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران.

مقالات مشابهة

  • صحيفة تكشف آخر تطوّرات وجهود مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • ماكرون يطالب نتنياهو باحترام وقف إطلاق النار مع إيران والتوصل لهدنة في غزة
  • مقتل 7 جنود إسرائيليين في غزة يزيد الضغط على نتنياهو
  • خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
  • ‏إسرائيل هيوم عن مصدر إسرائيلي: ننتظر تراجع حماس عن "موقفها المتشدد" بشأن مفاوضات تبادل الرهائن
  • حماس: محادثات وقف إطلاق النار في غزة تكثفت خلال الساعات الأخيرة
  • جهود مصرية قطرية لإحياء مفاوضات غزة.. وحماس تبدي استعدادًا أوليًا
  • ‏زعيم المعارضة في إسرائيل يدعو إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • وزير مالية الاحتلال: سنكمل المهمة في غزة لتدمير حماس وإعادة محتجزينا
  • تفاؤل بتقدم - صحيفة تكشف آخر مستجدات مفاوضات غزة