شهيد الغُربة.. موكب جنائزي مهيب لتششيع جثمان شاب من بني سويف توفي في أثناء عمله بالسعودية
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
في موكب جنائزي مهيب، شيع أهالي مركز إهناسيا المدينة بمحافظة بني سويف، جثمان الشاب "حسين رياض محمد حسن" والذي توفي منذ إسبوع إثر تعرضه حادث اثناء عمله "عامل دليفري" بالمملكة العربية السعودية.
وكان الجثمان قد وصل لمحل إقامة أسرة الشاب المتوفى بمدينة إهناسيا، وأدى المئات من الأهالي وأسرته وأقاربه واصدقائه، صلاة الجنازة على الجثمان، عقب ادائهم صلاة الجمعة بمسجد العمدة بمدينة إهناسيا، وسط حالة من الحزن ألمت بجموع المشيعين.
وكان الشيخ جابر سعيد، إمام وخطيب مسجد العمدة، قد تناول في الجزء الثاني من خطبة الجمعة، مكانة المتوفى "المغترب" خارج البلاد، مؤكدًا أن من مات في غربة بعيدًا عن أهله وذويه، فهو في منزلة الشهداء، وله أجر الشهيد.
ووجه خطيب المسجد، رسالة لأسرة المتوفى، مناشدهم الثبات والتحلي بالصبر على مصابهم الجلل، ومبشرهم أن فقيدهم في منزل الشهداء، مؤكدًا أن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة، وفقيدنا توفاه الله خارج البلاد اثناء قيامه بعمله، ونحتسبه عند الله من الشهداء.
وعقب أن أنتهى خطيب المسجد من خطبة وصلاة الجمعة، قام إمامة المصلين واداء صلاة الجنازة على جثمان الشاب الفقيد، وحمل شباب عائلته واصدقائه الجثمان، وسط جموع المشيعين إلى مثواه الأخير، ودفنه بمقابر أسرته بمنطقة مقابر إهناسيا.
وفي سياق متصل، تحولت حسابات صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لدفتر عزاء لنعي شهيد الغُربة، داعين الله عز وجل أن يغفر له وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر على فراقه، وأن يتقبله المولى عز وجل في منزلة شهداء الغربة، ممن تركوا بيوتهم وبلادهم بحثًا عن لقمة العيش.
وأكد العشرات من اصدقائه، على حساباتهم الشخصية، أن "حسين" ترك والدته زوجته وطفلتيه، وغادر البلاد بحثًا عن لقمة العيش الحلال، ولكن القدر لم يمهله ليعود لهم جثة هامدة، إثر تعرضه لحادث سير اثناء عمله كـ "عامل دليفري" بالسعودية.
وتصدرت الآية الكريمة "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" تصدرت صفحات وحسابات أصدقائه وأقاربه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حيث رثاه الأقارب والأصدقاء بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه توفي أثناء عمله ومن مات وهو يعمل فهو بمنزلة الشهداء ولقبو "حسين" بـ "شهيد الغُربة".
حسين رياض ـ شهيد الغربة حسين رياض ـ شهيد الغربة حسين رياض ـ شهيد الغربة
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بني سويف محافظة بني سويف محافظ بني سويف جامعة بني سويف حسین ریاض
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ابدأ بنفسك دعوة للإصلاح في زمن الغربة على نهج رسول الله ﷺ
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه عندما جاء سيدنا رسول الله ﷺ كان وحده يدعو إلى ربه، ولا أحد معه، فبدأ بدعوته حتى أصبح أكثر الأنبياء تبعًا إلى يوم القيامة، بل أكثر البشر تبعًا؛ فلم يعرف التاريخ –قديمه وحديثه- رجلا أتباعه الأقوام بهذه الكثرة، وعلى مر العصور، مثل نبينا ﷺ.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الرجال تُعرف بالحق، ولا يُعرف الحق بالكثرة، ولا بالرجال، فإن النبي ﷺ يقول: «عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل، والرجلين، والنبي وليس معه أحد» [موطأ مالك ، وابن حبان] يعني: ولا يضره ذلك، لأنه كان على الحق.
وأشار الى أنه لابد من التغيير، قال ﷺ: «ابدأ بنفسك، ثم بمن يليك» [مسلم ، وبهذا اللفظ أخرجه العجلوني في كشف الخفاء].
والإسلام كما بدأ غريبًا مستضعفًا معتدًى عليه، يعود كذلك، كما أخبرنا بذلك النبي ﷺ: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء» [رواه مسلم والترمذي]. وفي رواية الطبراني زيادة: «قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلِحون إذا فسد الناس».
فوَطِّن نفسَك -أيها المؤمن- أن تكون من الغرباء المُصلحين، ولا تكن إمَّعة، فقد نهانا رسول الله ﷺ عن ذلك، فقال: (لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم؛ إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا) [الترمذي].
وأمامنا فرصة أن نكون من أحباب رسول الله ﷺ ، وأعظم درجة ممن سبقونا، وإن كانوا هم في المنزلة الأعلى، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «متى ألقى أحبابي؟ فقال بعض الصحابة: أوليس نحن أحباؤك؟ قال: «أنتم أصحابي، ولكن أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بي، أنا إليهم بالأشواق» [أبو الشيخ في الثواب]
وفي مسند الفردوس للديلمي زيادة: «أنا إليهم بالأشواق».
وعن رجاء بن حيوة رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله ﷺ ومعنا معاذ بن جبل، عاشر عشرة، فقلنا : يا رسول الله، من قوم أعظم منا أجرا؟ آمنا بك واتبعناك!
قال : ما يمنعكم من ذلك، ورسول الله بين أظهركم، يأتيكم الوحي من السماء ؟!
بلى، قوم يأتون من بعدكم، يأتيهم كتاب بين لوحين، فيؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا ،أولئك أعظم عند الله أجرا» [الطبراني].
فهلا دخلنا في دائرة الحب لسيدنا رسول الله ﷺ، وجعلناه أسوتنا واتبعناه حقا، ففي زمن الغربة الأول، بدأ رسول الله ﷺ بمنهج البداية بالنفس، فقال ﷺ: «ابدأ بنفسك، ثم بمن تعول» [رواه مسلم وابن حبان].
ففي هذا الزمان، يكون إصلاح النفس وتربيتها أولى من الانغماس في أمر العامة، ثم بعد هذه المرحلة، يمكن أن يتدرج المؤمن للانغماس في أمر العامة لإصلاحهم، يقول النبي ﷺ: «إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أياما، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم».
قال عبد الله بن المبارك: «قيل: يا رسول الله، أجر خمسين منا أو منهم؟قال: بل أجر خمسين منكم» [رواه الترمذي].إذن، علينا أن نبدأ بأنفسنا، ثم بمن نعول، وأن نتحمل المسؤولية عن أفعالنا، وألّا نُبرِّرَ أخطاءنا.