عربي21:
2025-06-23@05:47:34 GMT

أيها الوزراء انتباه: ممنوع ممارسة السياسة

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

قام الرئيس قيس سعيد بتحوير وزاري واسع فاجأ الكثيرين، بحكم أن الانتخابات الرئاسية لم يعد يفصلها عن التونسيين سوى أسابيع قليلة لا تجاوز الخمسة. وجرت العادة أن يفعل ذلك الرؤساء عموما بعد تجاوز الامتحان الانتخابي، فيتجهون بعد انتصارهم إلى اختيار وجوه جديدة توحي بدخول مرحلة مغايرة في الحكم. لكن يبدو أن سعيد واثق من أنه باق في السلطة، وأن ما سيقع يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر لن يغير من الأمر شيئا!

اللافت للنظر في هذا السياق هو التبرير الذي اعتمده الرئيس المنتهية ولايته لتفسير الخطوة التي أقدم عليها، فهو أهم من تفاصيل التحوير وحجمه؛ اعتبر سعيد أن الوضع الراهن يتسم بـ"صراع مفتوح بين الشعب التونسي المصر على التحرر وعلى تحقيق العدالة والحرية، وعلى مقاومة الفساد وجهات مرتمية في أحضان دوائر خارجية تمني نفسها بالعودة الى الوراء.

.

وهذا التأكيد ليس بالجديد في الخطاب الرئاسي، لكن المعطى الهام الذي أضافه هذه المرة قوله إن اختيار عدد من المسؤولين، جهويّا ومحلّيا ومركزيّا، كان بناء على تعهدهم على تحقيق أهداف الشعب التونسي ومطالبه المشروعة، لكن لم تمر سوى أيّام بعد تكليفهم إلا وانطلقت المنظومة من وراء الستار لتنجح في احتواء عدد غير قليل منهم، اختيار عدد من المسؤولين، جهويّا ومحلّيا ومركزيّا، كان بناء على تعهدهم على تحقيق أهداف الشعب التونسي ومطالبه المشروعة، لكن لم تمر سوى أيّام بعد تكليفهم إلا وانطلقت المنظومة من وراء الستار لتنجح في احتواء عدد غير قليل منهم، والالتفاف عليهم عليهم، مما حوّل الوضع منذ مدة إلى صراع بين نظام دستوري جديد ومنظومة فاسدة ما زال الفاعلون فيها يُمنون أنفسهم بالعودة الى الوراء، مؤكدا بالخصوص على أنه "تشكلت داخل أجهزة الدولة مراكز وهو أمر يقتضي الواجب وضع حدّ فوري له". وأضاف أن الدستور الحالي ينص على أن "الوظيفة التنفيذية يمارسها رئيس الجمهورية وتساعده حكومة"، مبرزا أنّ "الوزير للمساعدة ولا يمكن أن تكون له خيارات خارج الخيارات التي يضبطها رئيس الجمهورية".

هكذا أصبح الأمر أكثر وضوحا مقارنة بأي وقت مضى. في البداية كان هناك اعتقاد رسمي بأن مصدر "التآمر" على رئيس الدولة ينحصر في المعارضين له من سياسيين ونشطاء، وفي عدد من "الفاسدين"، لكن "الخطر" الذي يهدد الأمن القومي تجاوز هذا النطاق الضيق واتسعت دائرته لتشمل أطرافا داخل الدولة؛ بمن في ذلك مسؤولين قام هو شخصيا باختيارهم وتعيينهم، لكن سرعان ما يتم احتواؤهم ليصبحوا بدورهم أدوات تُستعمل ضد الدولة ورئيسها، وبالتالي تحولت "المعركة" إلى صراع مفتوح ضد "مراكز قوى" قادرة على توظيف أجهزة الدولة واستخدامها لتنفيذ سياسات "مشبوهة".

بناء على ما تقدم، يتضح أن عقلية المؤامرة اتسعت دائرتها لتحتل مكانة مركزية في الرؤية السياسية السائدة حاليا في تونس. وهذا المنهج التآمري من شأنه يخلق حالة من الخوف والشك تؤدي بالضرورة إلى توسيع دائرة الضحايا، والاعتماد أكثر فأكثر على سياسة أمنية تعمل على تحجيم المعارضة والمجتمع المدني.

ليس مسموحا لأي مسؤول مهما علت رتبته ومكانته أن يناقش رئيس الدولة، أو يخالفه في قول أو فعل، فإذا تجرأ وفعل تتم إقالته مباشرة، ويتسرب الشك في ولائه، وقد يصل الأمر الى توجيه تهمة التآمر إليه
وبما أن الدستور الحالي ينص على أن الوظيفة التنفيذية يمارسها رئيس الجمهورية وتساعده حكومة، فهذا يعني أن الوحيد الذي من حقه ممارسة السياسة سواء بمعناها الواسع أو الضيق هو الرئيس سعيد، الذي قام بتوضيح هذه المسألة بشكل حاسم. فالوزير دوره ينحصر فقط في تقديم المساعدة لا غير، "ولا يمكن أن تكون له خيارات خارج الخيارات التي يضبطها رئيس الجمهورية". لهذا لم يتردد قيس سعيد لحظة واحدة في إعفاء وزير الفلاحة رغم رتبته العسكرية، لمجرد تأكيد هذا الأخير على أن أزمة المياه في تونس تعود الى انحباس الأمطار وتغير المناخ في العالم، رافضا بذلك ضمنيا التفسير الذي اعتمده الرئيس سعيد حين اعتبر أن انقطاع الماء في مختلف المحافظات ليس ظاهرة طبيعية، وإنما تقف وراءه لوبيات تعمل على إرباك الأوضاع بمناسبة موعد تنظيم الانتخابات الرئاسية.

وفق هذه الرؤية ليس مسموحا لأي مسؤول مهما علت رتبته ومكانته أن يناقش رئيس الدولة، أو يخالفه في قول أو فعل، فإذا تجرأ وفعل تتم إقالته مباشرة، ويتسرب الشك في ولائه، وقد يصل الأمر الى توجيه تهمة التآمر إليه في حال لم ينزو ويلزم الصمت. فالذي يقبل الوزارة يقبلها بهذه الشروط، أو عليه البقاء بعيدا عن الأضواء حتى لا يحترق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه قيس سعيد التونسيين تونس وزراء قيس سعيد مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة صحافة سياسة مقالات تكنولوجيا سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الجمهوریة على أن

إقرأ أيضاً:

كامل الوزير: النقل والصناعة قاطرتا التنمية والعمران في الجمهورية الجديدة

كتب- محمد عبد الناصر:

تصوير- نادر نبيل:

أكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، أن مصر تشهد حاليًا نهضة عمرانية وتنموية غير مسبوقة، تقودها رؤية شاملة للقيادة السياسية تهدف إلى بناء دولة حديثة في إطار الجمهورية الجديدة.

وقال الوزير، خلال كلمته في فعاليات مؤتمر "بُناة مصر"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يواصل التحذير من التحديات الإقليمية التي تواجه الدولة، ويضع على رأس أولوياته تحقيق التنمية الشاملة في مختلف القطاعات، وليس فقط في مجالات الإسكان والبناء.

وشدد الوزير على أن قطاعي النقل والصناعة يمثلان حجر الأساس لأي عملية تنموية أو عمرانية، مشيرًا إلى أن التكامل بين البنية التحتية الحديثة والنشاط الصناعي يُعد ركيزة أساسية لتحقيق أهداف الدولة في التوسع العمراني وجذب الاستثمارات.

اقرأ أيضًا:

نشاط للرياح واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

الإيجار القديم.. تعرف على معايير تحديد القيمة الإيجارية وفقا للتعديلات الأخيرة

اليوم.. افتتاح معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية بالجيزة

اليوم.. مجلس الشيوخ يناقش دور الحكومة في مواجهة التحرش والتنمر

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

كامل الوزير مجلس الوزراء الجمهورية الجديدة مؤتمر بُناة مصر عبد الفتاح السيسي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة المراجعة الخامسة لصندوق النقد.. توجيهات رئاسية بشأن الاقتصاد المصري أخبار السيسي لنظيره الإيراني: مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي.. وتدعو لوقف فوري لإطلاق أخبار متحدث الوزراء يكشف سيناريوهات تعامل الحكومة مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية أخبار

مقالات مشابهة

  • متحدث الوزراء: السياسة النقدية نجحت في القضاء على السوق الموازية
  • من هو سعيد إيزادي الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في طهران؟
  • كامل الوزير: النقل والصناعة قاطرتا التنمية والعمران في الجمهورية الجديدة
  • رئيس الوزراء: الدولة ملتزمة بسداد مستحقات الشركاء الأجانب وتشجيعهم لزيادة الإنتاج
  • رئيس الوزراء: مع بداية يوليو سيكون لدينا ثلاث سفن تغييز تضخ الغاز في الشبكة القومية
  • عاجل- رئيس الوزراء يتفقد سفينة تغييز الغاز "Energos Eskimo" بميناء العين السخنة
  • لتأمين احتياجات الدولة .. رئيس الوزراء يتفقد سفينة التغييز بمنطقة السخنة
  • إتفاقية جوبا لسلام السودان .. تقويم ممارسة الحكم وتأسيس وبناء الدولة
  • وزير الرياضة يحتفل بعقد قران ابنته بحضور رئيس الوزراء وكبار رجال الدولة (صور)
  • عُهدة رئيس الوزراء