عربي21:
2025-07-04@11:43:30 GMT

الصمت

تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT

يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين عاما ليتعلم الصمت، فالصمت فن من فنون الحياة وهو ليس فقط بمعناه التقليدي بانه الاحتفاظ بما يجول في خواطرنا، وما تنطق به أفكارنا في داخلنا او لمنع الاذى او حتى عدم الكلام عن فعل الخير او حتى عدم كثرة الكلام بل هو اعظم بكثير، وليس الجميع يُحسن فعله، فالبعض يصعب عليهم ترجمته والبعض الاخر اصبح جزءا من تكوينة فكرهم.


فمن يُتقن الصمت يداوم على السعى خلفه ويجعله من عادات حياته الأساسية ويجعله بداية طريقه نحو تطوير الذات، فقد يكون الصمت في حقيقة الأمر أحد وجوه التطور في حياة الإنسان، وهو يمس جميع نواحي الحياة وله الاثر الكبير فيها حتى سياسياً حيث يعتبر الصمت الاداة الفاعلة فالصمت السياسي شكلاً من أشكال الفاعلية السياسية، لانه يشكِّل موقفاً من المواقف المتَّخذة للتعبير عن الآراء، ولكن بطريقة مختلفة عن الكلام، وهي الطريقة الأكثر مرونة والأشد حساسية، فبعض الدول تأخذ من الصمت أداة فاعلة للحفاظ على تأثيرها، ولكن ليس جميع الدول استطاعت استخدام هذه الاداة بفاعلية، كصمت الدول العظمى عما يجري في غزة.
ففي العديد من الاحيان يكون الصمت اداة للتعبير عن الحزن او الغضب كما نحن فيه اليوم صامتون بقلوب تعتصر ولا ندري ماذا بقي لفعله لايقاف الابادة المستمرة.
صمت دول الغرب عن غزة هو الاداة التي يستخدمونها للتنصُّل من أيِّ تصريحات قد تؤدي إلى تداعيات عديدة غير محسوبة ولا يريدونها واصبح من الواضح لنا جميعاً بأن صمتها هو الموافقة الضمنية خاصة تلك التي تتخذها الولايات المتحدة الأميركية والتي تعمل لصالح سير الخطة الاسرائيلية وسلامتها وهذا تناقض آخر نراه للدول الغربية في منطقتنا، لان الدول الغربية كانت اول من اطلق مسمى الاغلبية الصامتة في دولها لانها تتعامل مع الصمت السياسي كأنه نوع من انواع الخوف المبطن المصحوب بالخطر فتراها لا تتوقف عن كتف أحد حتى يدلي تصريحا او بياناً، فعلى سبيل المثال موعد الضربة الايرانية الذي اختفى كما ظهر حيث لم تتوقف الصحف الامريكية عن الحديث عن الموضوع حتى ظهور البيان او الخطاب الايراني بهذا الصدد، او ما يجري بين المرشحين للرئاسة الامريكية، نراهم كالذي ينتظر الاخر على كلمة ليسرد سيلا من الجمل، فبقدر ما يجري في غزة كبير الا انه كشف العديد من التناقضات التي لم نكن لنراها.
حمى الله أمتنا

(الدستور الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة امريكا غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة تكنولوجيا اقتصاد سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

العميد بن عامر يحذر.. ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر الصمت

وشدد بن عامر على أن ما يجري في غزة يُعيد إلى الأذهان فصولًا مظلمة من التاريخ الاستعماري، خاصة في الأمريكيتين وإفريقيا، حيث نُفذت عمليات إبادة ضد السكان الأصليين، تحت غطاء ديني وثقافي، بررت بمفاهيم "التطهير" و"الاختيار الإلهي".

وأضاف أننا اليوم أمام "نسخة محدثة من ذات العقلية تُمارس الإبادة تحت غطاء صهيوني غربي، وبدعم مباشر من القوى الكبرى."

وأشار بن عامر إلى الارتباط الوثيق بين ممارسات الكيان الصهيوني اليوم وممارسات المستعمرين الأوروبيين قبل قرون، حيث جرى تبرير جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعوب الأصلية بالعودة إلى نصوص العهد القديم، التي وُظفت دينيًا وثقافيًا لشرعنة الاحتلال والقتل.

وأكد أن "الثقافة اليهودية-المسيحية" التي تمثل أساس العقيدة السياسية الغربية، لا تزال تحكم علاقة الغرب بالكيان الصهيوني.

وبيّن أن الخطاب السياسي الصهيوني يُقدّم الكيان دائمًا ككيان وظيفي يخدم مصالح الغرب في المنطقة، وهو ما يتوافق مع وصف بعض الساسة الأمريكيين له منذ خمسينيات القرن الماضي بأنه "قاعدة عسكرية متقدمة لأمريكا في المنطقة".

كما أوضح أن الدعم الغربي، وتحديدًا الأمريكي، للكيان الصهيوني لا يقتصر على المصالح الاقتصادية أو الجيوسياسية، بل يقوم على اعتبارات دينية وثقافية عميقة.

واستشهد بلقاءات الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان مع الجماعات اليهودية قبل إعلان قيام الكيان، والتي أظهرت انحيازًا صريحًا قائمًا على قناعة دينية بأن فلسطين هي "أرض الميعاد" حسب زعمهم.

ولفت إلى أن السجالات داخل الإدارة الأمريكية في تلك الفترة كشفت عن تباين، حيث رأت وزارة الخارجية أن مصلحة واشنطن تكمن في التوازن مع العرب، لكن القرار النهائي كان منحازًا للكيان، بناءً على قناعة بأن "العرب يحتاجون إلى المال ولن يقطعوا النفط، بينما الكيان الصهيوني يخدم مصلحة استراتيجية طويلة المدى."

وتحدث عن البعد الأخلاقي لما يجري، قائلًا إن استمرار الإبادة بحق المدنيين في غزة، في ظل تطور وسائل الإعلام وقدرتها على نقل الوقائع لحظة بلحظة، يفضح نفاق المنظومة الغربية، ويكشف في الوقت نفسه حالة الصمت العربي المخزي.

وشدد العميد بن عامر على أن الكيان الصهيوني ليس مشروعًا قوميًا أو ذاتيًا، بل هو تجلٍ وظيفي لمنظومة استعمارية حديثة، وُجد لخدمة أهداف استعمارية كبرى، تتقاطع فيها المصالح الاستراتيجية الغربية مع النزعة الدينية العنصرية. هذا ما يجعل معركة غزة محطة كاشفة لما هو أعمق من صراع حدود؛ إنها معركة حضارية بين مشروع مقاوم وأدوات استعمار حديثة تلبس عباءة الشرعية الدولية والحرية والديمقراطية.

كما أشار إلى أن صمت الأنظمة العربية والإسلامية تجاه الإبادة الجماعية في غزة، رغم وضوح الصورة وتوفر وسائل الإعلام الحديثة، يكشف حجم الاختراق الثقافي والتبعية السياسية التي تعاني منها هذه الأنظمة. وبيّن أن هذا الصمت يُراهن عليه الكيان الصهيوني، باعتباره خطوة ضمن مخطط "التطبيع الذهني" مع جرائم الاحتلال، بحيث تصبح مشاهد القتل والدمار مشاهد "اعتيادية" لا تستفز الضمير الجمعي للأمة.

وأشاد بموقف قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي_ يحفظه الله _مؤكدًا أن التذكير الأسبوعي بالقضية الفلسطينية يُعيد تموضعها في الوعي الشعبي ويُعيد الاعتبار للمعركة الأخلاقية والحضارية التي تخوضها الشعوب الحرة.

 ودعا بن عامر الشعوب الحرة إلى قراءة الصراع من زاوية استراتيجية حضارية، لا كمجرد نزاع سياسي، محذرًا من أن ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر الصمت وغابت المواجهة الشاملة التي تنهض بها الأمة وتُعيد الاعتبار لخيار المقاومة.

 

* المسيرة

مقالات مشابهة

  • العميد بن عامر يحذر.. ما يحدث في غزة اليوم قد يتكرر في أماكن أخرى إذا استمر الصمت
  • عاجل.. بوتين يجري محادثة هاتفية مع ترامب مساء اليوم
  • نصائح هامة لـ سرعة نطق الأطفال وتعلم الكلام «فيديو»
  • نصيحة مهمة للأمهات لسرعة نطق الأطفال وتعلم الكلام.. فيديو
  • تعرف على الدول التي يتعين على النساء فيها أداء الخدمة العسكرية
  • وزير الخارجية يجري اتصالًا هاتفيًا بنظيره الأمريكي
  • في ذكرى ميلاده.. وحيد حامد صوت الحقيقة في زمن الصمت (تقرير)
  • ديف تشابيل ينتقد صمت دي جي خالد حول حرب غزة في عرض كوميدي بأبوظبي
  • بعد تألق بونو أمام السيتي.. هالاند يكسر الصمت
  • الفتنة الطائفية صناعة صهيونية .. صورة تختصر الكثير من الكلام