بعد جاكسون هول.. هل تلاشى الشعور بالتشاؤم الاقتصادي عالمياً؟
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
على مدار ثلاثة أيام، اجتمع عمالقة الاقتصاد العالمي، في ندوة جاكسون هول، التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سنويا، في كانساس سيتي بولاية وايومنغ، وقد بدا أن كبار قادة المصارف المركزية حول العالم، يشعرون إلى حد كبير أنهم اقتربوا من التغلب على فترة طويلة من تقلبات الاقتصاد العالمي، وأن التوقعات تشير إلى عودة النمو المستقر والتضخم المنخفض.
بعد تجربة أسوأ صدمة تضخمية في أربعة عقود، كان الحاضرون في المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأميركي، والذي انتهى يوم السبت، يأملون بأنهم سيحققون ما كان يعتبره البعض قبل عامين مستحيلا.. وهو تحقيق "الهبوط الناعم" للاقتصاد العالمي.
قبل عامين، كانت التكهنات قاتمة، والتوقعات متشائمة.. فقد كان من المتوقع أن يؤدي رفع أسعار الفائدة بقوة للقضاء على أسوأ نوبة تضخم في الاقتصادات المتقدمة منذ الثمانينات إلى تباطؤ مؤلم من شأنه أن يكلف الملايين من الناس حول العالم وظائفهم.
وبحسب ما كتبه، نيل إروين، كبير المراسلين الاقتصاديين في موقع أكسيوس، فإن خلاصة مؤتمر "جاكسون هول"، هذا العام أن "العالم لم يعد مشتعلا"، وأن "الشعور بالتشاؤم عالميا يتراجع".
يقول الكاتب نيل إروين، في مقاله، إن "هذا لا يعني أن مشاكل الاقتصاد العالمي قد تم القضاء عليها بالطبع، ولكن الشعور بالتنقل من أزمة إلى أخرى، الذي كان يهيمن على الندوة خلال السنوات القليلة الماضية، قد اختفى".
خلال ندوة جاكسون هول، أعطى جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إشارة واضحة بأن المركزي الأميركي على وشك خفض الفائدة، قائلا إنه قد حان الوقت لتعديل السياسة النقدية، معبرا عن ثقته بأن التضخم في مساره النزولي، وهو ما زاد التكهنات بأن اجتماع الفيدرالي في سبتمبر سيقدم خفضا للفائدة تنتظره الأسواق.
ومنذ مارس 2022 رفع الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة من مستوى 0.25 بالمئة لتصل إلى ما بين 5.25 و5.50 بالمئة حاليا، وهو أعلى مستوى منذ 23 عاما.
وبشكل عام، فقد انخفض التضخم بشكل حاد خلال النصف الثاني من عام 2023، مبتعدا بشكل جيد عن ذروته في عام 2022، ويبدو الآن في طريقه لتحقيق أهداف البنوك المركزية الكبرى البالغة 2 في المئة. وفي بعض الحالات، مثل المملكة المتحدة، فقد فعل ذلك بالفعل.
يذكر الكاتب نيل إروين في مقاله، أن الاجتماعات السابقة لقادة المصارف المركزية الكبرى وخبراء الاقتصاد في جاكسون هول، كانت تسودها بعض التوقعات المتشائمة، ففي عام 2020 (عندما كانت الندوة عن بعد) هددت جائحة كورنا بكساد عالمي. وفي عام 2021 (أيضا عن بعد)، كان التضخم في تصاعد والجروح التي خفلتها كورونا لا تزال عميقة.
وفي عام 2022، وعودة المسؤولين للاجتماع شخصيا، وصل التضخم إلى مستويات تمثل أزمة للاقتصادات حول العالم، كما خلقت الحرب الروسية الأوكرانية شعوراً بأن التقلبات الشديدة أصبحت الوضع الطبيعي الجديد.
أما في عام 2023، فقد رفعت البنوك المركزية أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، وكان لديها ثقة محدودة في إمكانية الانتصار في الحرب على التضخم دون معاناة اقتصادية كبيرة.
الآن، من المقرر أن ينضم الاحتياطي الفيدرالي إلى نظرائه حول العالم في خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.. التضخم قريب من مستوى 2 بالمئة الذي تسعى البنوك المركزية لتحقيقه في معظم أنحاء العالم"، بحسب ما يقوله الكاتب نيل إروين.
وفي الوقت الحالي يضع الاقتصاديون الذين اجتمعوا في وايومنغ احتمالات منخفضة لحدوث ركود في أي وقت قريب.
آلان بليندر، نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق الذي حضر تجمع جاكسون هول لأربعة عقود، قال لأكسيوس: "لقد مررت بأوقات كنت فيها هنا وكان اقتصادنا والاقتصادات الأخرى حول العالم في حالة سيئة وكان الجو كئيبا".
"لكن في الوقت الحالي، بشكل عام، اقتصادات العالم تعمل بشكل جيد والاقتصاد الأميركي يعمل بشكل جيد جدا"، بحسب ما قاله بليندر.
الخلاصة: "إذا نظرت إلى الأسس الأساسية للاقتصاد الأميركي، فإنها تبدو صلبة للغاية"، قالت كارين دينان من جامعة هارفارد لصحيفة أكسيوس على هامش مؤتمر جاكسون هول.
وذكر مقال نيل إروين، إنه "مع ذلك، هناك دائماً مخاطر خارج سيطرة صانعي السياسات الاقتصادية، مثل الحروب أو الأوبئة أو السياسات الاقتصادية المزعجة من قبل المسؤولين المنتخبين. وتبدو هذه الأنواع من المخاطر أكثر احتمالاً للتسبب في الركود القادم من فشل البنوك المركزية في إدارة الطلب الكلي والاختلالات المالية".
وأضاف: "كمجموعة، يميل المصرفيون المركزيون إلى القلق، مدركين أن هناك دائمًا مخاطر قادمة. أحد هذه المخاطر هو أنهم الآن متأخرون في تعديل السياسة لتتماشى مع الواقع الاقتصادي".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أسعار الفائدة جاكسون هول اقتصاد عالمي أميركا أسعار الفائدة جاكسون هول اقتصاد الاحتیاطی الفیدرالی أسعار الفائدة حول العالم جاکسون هول
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان يعلن بدء ضخ الغاز الطبيعي في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية
أعلن المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بدء ضخ الغاز الطبيعي بالشبكة الأرضية لمنطقة الأبراج بـ منطقة الأعمال المركزية (CBD) بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ونوه وزير الإسكان عن أن هذا التطور يأتي في إطار الاستعداد لتشغيل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتقديم خدمات متكاملة، وفقاً لأعلى المعايير العالمية، تماشياً مع رؤية الدولة نحو بناء مدن ذكية ومستدامة.
وأوضح المهندس محمد عادل، رئيس جهاز العاصمة الإدارية الجديدة، أن عملية ضخ الغاز تمت عقب الحصول على شهادة اختبار صلاحية الشبكة الأرضية، لافتاً إلى أن أعمال تنفيذ الطبقة النهائية للأسفلت بالمنطقة ما زالت مستمرة، ضمن خطة استكمال أعمال البنية التحتية والتشطيبات النهائية.
وكلَّف رئيس الجهاز اللجنة المختصة بأعمال منطقة الأبراج بضرورة المرور الدوري لمتابعة تنفيذ التوجيهات وضمان سير العمل طبقاً للجدول الزمني المحدد.
وأشار المهندس محمد عادل إلى أن منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة تضم البرج الأيقوني، الذي يُعد أطول برج في قارة أفريقيا بارتفاع يقارب 400 متر، ويجمع بين الاستخدامات الفندقية والتجارية والإدارية، ويحتوي البرج على أحد الفنادق العالمية التي تدخل السوق المصرية والأفريقية للمرة الأولى، بالإضافة إلى 40 طابقاً للمكاتب الإدارية متعددة الاستخدامات، و 10 طوابق للوحدات الفندقية (بإجمالي 52 شقة)، و30 طابقاً فندقياً (بإجمالي 183 غرفة) بمسطحات إجمالية تبلغ 266 ألف متر مربع.
وأضاف: تضم منطقة الأعمال المركزية كذلك مجموعة من الأبراج متعددة الاستخدامات، تشمل 10 أبراج بأنشطة إدارية ومكتبية وتجارية وخدمية، بمساحات إجمالية تصل إلى 806 آلاف م²، وبارتفاعات تتراوح بين 80 و175 متراً، و5 أبراج سكنية تحتوي على 1700 وحدة سكنية كاملة التشطيب، بمساحات إجمالية تبلغ 102 ألف م²، وبارتفاعات من 152 إلى 200 متر، والأبراج الهلالية، المكونة من 4 أبراج متصلة، بأنشطة فندقية وسكنية وخدمية وترفيهية، ويصل ارتفاعها إلى 64 متراً.
اقرأ أيضاًوزير الإسكان يتابع موقف مشروعات المرافق وتوطين الصناعة
وزير الإسكان يتابع مشروعات المرافق الجاري تنفيذها بالعبور الجديدة
وزير الإسكان: نحرص على مواصلة زيادة مجالات التعاون بين مصر والسعودية