البيت الأبيض (وكالات)

في خطوة وُصفت بأنها الأكثر قسوة منذ سنوات، رفضت السلطات الأميركية عشرات طلبات الهجرة ولمّ الشمل لمواطنين يمنيين، حتى أولئك الذين تربطهم صلة قرابة مباشرة بمواطنين أميركيين، ما أثار غضبًا واسعًا وصدمة داخل الجالية اليمنية في الخارج.

وأفادت مصادر مطلعة في سفارة الولايات المتحدة بجيبوتي بأن الرفض شمل أزواجًا وأبناءً وآباءً لمواطنين يحملون الجنسية الأميركية، دون منح أي استثناءات، رغم أن هذه الفئات عادة ما تُصنّف ضمن "الاستثناءات الإنسانية" في ملفات الهجرة.

اقرأ أيضاً ريال "الشرعية" ينهار بشكل مرعب.. فجوة صادمة في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء 13 يونيو، 2025 الكشف عن الهدف الحقيقي خلف الضربات الإسرائيلية: إسقاط نظام إيران؟ 13 يونيو، 2025

وبحسب وثائق رسمية حصلت عليها منصة Yemenis of America، فإن قرارات الرفض استندت إلى المادة 212(f) من قانون الهجرة الأميركي، إلى جانب البيان الرئاسي الجديد الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب مطلع هذا الشهر، والذي يفرض حظرًا شاملاً على دخول مواطني 12 دولة، بينها اليمن.

 

الرسائل الموجهة للمرفوضين كانت واضحة:

"هذا القرار نهائي وغير قابل للاستئناف، ولا يمكن منحه استثناء تحت بند المصلحة الوطنية (NIE)."

وتأتي هذه التطورات رغم تصريحات رسمية سابقة تحدثت عن استثناء أقارب المواطنين الأميركيين من الحظر، ما اعتُبر خرقًا صريحًا للمبادئ الإنسانية والمعايير القانونية المتبعة في سياسة الهجرة الأميركية.

الرئيس ترامب برر القرار بأنه يأتي لـ"حماية الأمن القومي"، مشيرًا إلى أن بعض الدول – ومنها اليمن – "لا تتعاون بالشكل الكافي أمنيًا" ولا تمتلك "آليات تحقق موثوقة".

 

تداعيات كارثية على الأسر اليمنية:

يدخل القرار حيز التنفيذ بينما لا تزال آلاف العائلات اليمنية تنتظر لمّ شملها، ما ينذر بـموجة جديدة من التشتت الأسري، وحرمان أطفال من لقاء آبائهم وأمهاتهم رغم حملهم الجنسية الأميركية.

المصدر: مساحة نت

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: من يقف وراء سياسة ترامب الخارجية المعادية لأوروبا؟

قالت صحيفة واشنطن بوست إن إستراتيجية الأمن القومي الأميركية، التي كشف عنها الأسبوع الماضي، تزعم أن الهجرة إلى أوروبا ستؤدي إلى "محو حضاري"، وتساءلت: كيف يمكن صياغة بيان للسياسة الخارجية لرئيس أميركي يقود بحدسه أكثر مما يقود بالمؤسسات؟

وتناولت الصحيفة -في مقال تحليلي بقلم الكاتب أندرو روث- الخلفيات الفكرية والسياسية لإستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، التي أثارت صدمة واسعة لدى الحلفاء الأوروبيين بسبب لغتها الحادة ومضامينها غير المسبوقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"العودة إلى الأرض".. حي سكني للبيض فقط في أركنساس بأميركاlist 2 of 2وول ستريت جورنال: الجيش الأميركي يغير أدواته وتكتيكاته استعدادا لحرب المحيط الهاديend of list

ورأى الكاتب أن الوثيقة، التي صيغت إلى حد كبير على يد مايكل أنتون، أحد أبرز منظّري تيار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" (ماغا)، تصور الهجرة إلى أوروبا باعتبارها تهديدا وجوديا يؤدي إلى "محو حضاري"، وتعيد تعريف أولويات السياسة الخارجية الأميركية بعيدا عن الشراكة التقليدية مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب (غيتي)

وكتب كريستوفر لانداو، نائب وزير الخارجية الذي يقود جهود الترويج لأهداف الإدارة في مجال الهجرة، بعد وقت قصير من صدور الوثيقة: "إما أن تكون الدول الأوروبية الكبرى شركاء لنا في حماية الحضارة الغربية التي ورثناها عنها، أو لا تكون. لكن لا يمكننا التظاهر بالشراكة بينما تسمح تلك الدول لبيروقراطية بروكسل غير المنتخبة وغير الديمقراطية وغير التمثيلية بانتهاج سياسات انتحار حضاري".

طلاق سياسي

ونبه المقال إلى أن الإستراتيجية الجديدة تمثل قطيعة مع عقود من الإجماع الأميركي الذي اعتبر أوروبا شريكا أساسيا في مواجهة القوى الكبرى مثل روسيا والصين، وهي تحول التركيز من المنافسة الجيوسياسية إلى اعتبار الهجرة الخطر الأكبر على الغرب، مع استعداد واشنطن للتقارب مع قوى أوروبية غير ليبرالية.

إعلان

وقد دفع هذا التحول قادة أوروبيين إلى اعتبار التشكيك الأميركي في أوروبا عقيدة رسمية، مما أثار شعورا بأن العلاقة عبر الأطلسي تدخل مرحلة "طلاق سياسي". وقال ماكس بيرغمان، مدير برنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "إن الأمر يشبه الطلاق. هم لا يريدون أن ينتهي الزواج. يبحثون عن إشارات تدل على أن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة بهم، وهذه الوثيقة تأكيد بأن الأمر انتهى".

مضمون الإستراتيجية يعكس بوضوح حدس ترامب السياسي وخطابه الرافض للتعددية الثقافية (…) وهي تبدو أقرب إلى بيان أيديولوجي صاغه مستشاروه لمنح إطار فكري لغرائز الرئيس، أكثر من كونها خطة تنفيذية دقيقة

ويشير الكاتب إلى أن مضمون الإستراتيجية يعكس بوضوح حدس ترامب السياسي وخطابه الرافض للتعددية الثقافية، وهو ما أكده في تصريحات لاحقة هاجم فيها سياسات الهجرة الأوروبية، وبهذا المعنى تبدو الوثيقة أقرب إلى بيان أيديولوجي صاغه مستشاروه لمنح إطار فكري لغرائز الرئيس، أكثر من كونها خطة تنفيذية دقيقة.

ورغم التشكيك في قدرة هذه الإستراتيجية على توجيه السياسات الفعلية -كما يقول الكاتب- تظهر مؤشرات على ترجمة أفكارها عمليا، من خلال توجيه السفارات الأميركية لجمع بيانات عن جرائم المهاجرين، وتشديد الخطاب الرسمي ضد الاتحاد الأوروبي، وإعادة صياغة تقارير حقوق الإنسان بما ينسجم مع رؤية الإدارة.

وخلص الكاتب إلى أن أهمية هذه الإستراتيجية لا تكمن فقط في تأثيرها الفوري، بل في كونها مسودة فكرية لسياسة خارجية محتملة طويلة الأمد لحركة ماغا، قد يتبناها قادة مستقبليون مقربون من ترامب، وهي تعكس تحولا عميقا في النظرة الأميركية إلى أوروبا والعالم، وتكشف عن صراع أوسع حول هوية الولايات المتحدة ودورها الدولي في مرحلة ما بعد الليبرالية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية اليمنية: عيدروس الزبيدي لا يمكنه إعلان الإنفصال وما حدث شرق اليمن كان مفاجئًا
  • ترحيل آلاف الإثيوبيين بعد إنهاء حمايتهم المؤقتة بأميركا
  • قبل حظر النشر .. من يخاف العلن ؟ الشموسة… حين اغلق نواب الشعب وصوتهم الأبواب أمام الحقيقة
  • واشنطن بوست: إلغاء مراسم منح الجنسية الأميركية عقاب جماعي يضر بسمعة البلاد
  • قوانين الهجرة الأميركية.. تاريخ من الانفتاح والتشديد
  • واشنطن بوست: من يقف وراء سياسة ترامب الخارجية المعادية لأوروبا؟
  • خطة ترامب للسلام.. سحب البساط
  • كاتب بريطاني: على أوروبا فتح الأبواب أمام المهاجرين
  • صدمة في عدن: العثور على رضيعة ملقاة يثير غضب المواطنين
  • فيضانات عارمة تتسبب في إجلاء الآلاف بولاية واشنطن الأميركية