#تقنيات #التخفي في #الطائرات و #المسيرات الحديثة: #سباق #العلم و #التكنولوجيا

الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

في ظل التقدم المتسارع في تقنيات الرصد والاستشعار، أصبح التخفي الجوي خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه للدول الكبرى في سعيها لتحقيق التفوق العسكري والتكنولوجي. وقد أدى هذا الواقع إلى سباق عالمي نحو تطوير تقنيات التخفي في الطائرات الحربية والمسيّرات، باعتبارها إحدى الأدوات الحاسمة في ميدان القتال الحديث، حيث تتيح تنفيذ المهام بدقة وفاعلية مع تقليل فرص الاكتشاف إلى أدنى حد ممكن.

تعتمد تقنيات التخفي على تقليص البصمات الرادارية والحرارية والبصرية والصوتية للطائرات والمسيّرات، وذلك من خلال الدمج بين التصميم الهندسي الذكي، واستخدام مواد متقدمة، وتطبيق أنظمة إلكترونية متطورة، بما يعزز من قدرة هذه الوسائل الجوية على تفادي الكشف والتعقب من قبل منظومات الدفاع الجوي المعادية.

مقالات ذات صلة سندويتشات الجمعة!! 2025/06/13

أبرز تقنيات التخفي:

1. التصميم الهندسي (الشبحية):

تتبنى الطائرات الشبحية مثل F-35 وB-2 Spirit تصاميم بزوايا حادة وسطوح مائلة تقلل من انعكاس موجات الرادار إلى مصدرها، مما يضعف قدرتها على الظهور على شاشات الرادار.

2. الطلاء الماص للموجات (RAM):

يتم استخدام مواد طلاء تحتوي على جزيئات تمتص الطاقة الكهرومغناطيسية، مما يقلل من الإشارات المرتدة ويعزز قدرة الطائرة على التخفي عن أجهزة الاستشعار.

3. تقليل البصمة الحرارية:

تعتمد هذه التقنية على تبريد عوادم الطائرات والتحكم في درجات حرارة المحركات، أو اعتماد تصاميم تقلل من انبعاث الحرارة، الأمر الذي يعقّد عمل الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء وأجهزة التتبع الحراري.

4. تقليل البصمة الصوتية:

تصمم المحركات وأنظمة الدفع لتقليل الضجيج الناتج عنها، مما يمنح الطائرة أو المسيّرة القدرة على التحليق بهدوء داخل الأجواء المعادية دون إثارة الانتباه.

5. أنظمة الإعاقة الإلكترونية والتشويش:

تُزوّد بعض المسيّرات والطائرات بأنظمة إلكترونية قادرة على إرسال إشارات زائفة أو تشويش على الرادارات المعادية، الأمر الذي يصعّب من عملية تتبعها أو تحديد موقعها بدقة.

وإذا ما ربطنا الذكاء الاصطناعي وتقنيات التخفي فقد دخل الذكاء الاصطناعي بقوة في عالم التخفي، خاصة في المسيّرات، حيث أصبحت قادرة على اتخاذ قرارات ذاتية وتعديل مسارها تلقائيًا لتفادي أنظمة الدفاع، ما يزيد من فاعليتها في تنفيذ المهام المعقدة.

وباستشراف آفاق المستقبل تتجه الأبحاث نحو تطوير ما يعرف بالـ”ميتامواد”، وهي مواد هندسية مصممة لامتصاص أو تشتيت الإشارات الرادارية والبصرية بشكل أكثر فعالية. كما يجري العمل على تقنيات التخفي البصري أو “العباءة غير المرئية”، والتي لا تزال في مراحلها التجريبية. وتسهم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بدورها في بناء هياكل طائرات أخف وزنًا وأكثر كفاءة في أداء المهام الشبحية.

وفي الختام فلم تعد تقنيات التخفي ترفًا تكنولوجيًا، بل أصبحت ضرورة حتمية في عصر تتسارع فيه قدرات الاستطلاع والاستهداف. ومن يمتلك ناصية هذا التطور، يملك الأفضلية في سماء المعارك القادمة. وبينما تتسابق الدول لتطوير تقنيات الكشف، يظل الابتكار في مجال التخفي هو الحصن الأول للطائرات والمسيّرات الحديثة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: التخفي الطائرات المسيرات سباق العلم التكنولوجيا والمسی رات

إقرأ أيضاً:

مشكلات الأداء التنفيذي لدى المصابين بفرط الحركة والتوحد.. كيف نتعامل معها؟

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً للصحفية كريستينا كارون، سلطت فيه الضوء على الصعوبات التي يواجهها الأفراد المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو التوحد، أو الاكتئاب، في ما يُعرف بـ"الأداء التنفيذي"، أي القدرة على بدء المهام وإكمالها، في ظل ظروف عقلية أو حياتية قد تجعل من هذا الأمر تحدياً شبه مستحيل. لكن، وبحسب مختصين، فإن ثمة استراتيجيات قابلة للتطبيق تساعد في التغلب على هذه التحديات.

السيدة دينيس داسكال، التي تبلغ من العمر ثلاثة وستين عاما، تعيش في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأمريكية، شُخصت قبل سنوات قليلة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. 

وجربت داسكال عدة أدوات لتحسين ما يُعرف بـ"الأداء التنفيذي"، من بينها تقنية "بومودورو" (التي تعتمد على فترات تركيز قصيرة يعقبها استراحة)، واستخدام وضعيات القوة، ورسم المخططات الزمنية.

ورغم اجتهادها في القراءة، وحضور الدورات، والبحث عبر تطبيق "تيك توك"، فإنها شعرت بالإنهاك جراء الكم الهائل من النصائح التي، وإن كانت مفيدة نسبياً، إلا أنها لم تُحقق لها نتائج مستدامة.

قالت داسكال: "أشعر بإرهاق شديد حين أكون مُجهدة وأواجه عدداً كبيراً من المهام دفعة واحدة".


ما هو "الأداء التنفيذي"؟
وبحسب الدكتور آري توكمان، أخصائي علم النفس في بنسلفانيا ومؤلف كتاب دليل الإنتاجية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن "الوظائف التنفيذية" تشير إلى المهارات الذهنية التي تمكن الإنسان من إدارة وقته وتحقيق أهدافه، وتحويل النوايا إلى أفعال ملموسة. وهي تشمل التخطيط، واتخاذ القرارات، وضبط الانفعالات، والانتباه، والبدء في المهام وتنظيمها.

ويشير الخبراء إلى أن هذه القدرات قد تتأثر سلباً لدى المصابين باضطرابات عقلية مثل الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، وفرط الحركة، وكذلك في مراحل بيولوجية مثل انقطاع الطمث، أو نتيجة ضغوط الحياة اليومية كقلة النوم، أو مسؤوليات الأبوة، أو حتى تفويت وجبة طعام.

حين يُصبح التحفيز عبئاً
وتعاني آمي دورن، وهي أم لثلاثة أطفال من كولورادو٬ من اضطراب فرط الحركة، تقول إنها تفقد هدوءها سريعاً عندما تتعرض لتحفيز زائد، مثل ازدحام الأحداث والمهام في وقت واحد. وأشارت إلى أن مستوى التوتر قد يرتفع لديها فجأة، مما يجعلها تصرخ أحياناً دون وعي.

لكن وعيها بهذه الاستجابات يُساعدها على السيطرة على ذاتها، وطلب الصفح من أطفالها. وأوضحت أن عائلتها تعاونت على تهيئة بيئة أكثر هدوءاً لها، إذ غير زوجها أوقات عمله ليصل إلى المنزل أبكر، وتم تحديد نشاط واحد فقط لكل طفل في الموسم، لتقليل الأعباء.

ما بعد النصائح: فهم الذات أولاً
ويؤكد الخبراء أن تحسين الأداء التنفيذي لا يتطلب فقط تطبيق نصائح عشوائية، بل يبدأ بتحليل ذاتي صادق.

تقول الدكتورة تامارا روزير، وهي مؤسسة مركز مختص باضطراب فرط الحركة في ميشيغان، إن أكثر المشكلات شيوعاً بين المصابين هي "صعوبة البدء بالمهام". قائمة المهام قد تبدو مرهقة إلى حد الشلل، مما يسبب القلق والتجنب.

وتروي داسكال أنها شعرت مؤخراً بعجز كامل حيال فكرة تنظيف المرآب، إلى حد أنها خرجت وتبنت كلباً جديداً بدلاً من ذلك. 

وقالت: "تدريب جرو على استخدام الحمام بدا أسهل من مواجهة القرارات الصغيرة التي تتطلبها إعادة تنظيم مساحتي المعيشية".


استراتيجيات قابلة للتطبيق
من بين التقنيات المقترحة:

السؤال الذاتي: لماذا يصعب عليّ البدء؟ هل السبب هو الكمال؟ الخوف؟ غموض الخطوات؟

تفكيك المهمة: يمكن كتابة قائمة بالعوامل المُرهِقة، ثم تبسيط الخطوات إلى الحد الأدنى.

مضاعفة الجهد: أي العمل بجوار شخص آخر، سواء افتراضياً أو فعلياً، لخلق نوع من الالتزام. مثال ذلك مبادرات "ساعة الإنتاجية" الجماعية عبر الإنترنت.

دمج المهام بالمتعة: مثل سماع الموسيقى أو بودكاست أثناء أداء المهام المملة.

إخراج الأفكار من الرأس: سواء عبر التحدث مع صديق، أو تسجيل الملاحظات، أو حتى تسجيل صوتي على جهاز ذكي.

آمي دورن، على سبيل المثال، تستخدم جهاز تسجيل على معصمها لتذكر قائمة مهامها، وتُعيد تشغيلها لاحقاً.

بيئة داعمة وتوقعات واقعية
وترى داسكال أن الاستراتيجيات الفردية لن تنجح دون بيئة مناسبة. فالمهام التي تتطلب تركيزاً عالياً قد تُجهضها الانقطاعات المتكررة برسائل إلكترونية أو اجتماعات مفاجئة. 

ولهذا قررت تغيير مسارها المهني من إدارة صالون تجميل إلى إطلاق علامة تجارية خاصة بطلاء الأظافر، وهي تدير الآن مسؤولياتها بوعي أكبر، مستعينة بأشخاص لإنجاز بعض المهام.

قالت: "أُحدد ما أنوي القيام به يومياً، وأحدد الوقت المناسب له... خطوة بخطوة، مهمة واحدة في كل مرة".

ويشدد الدكتور توكمان على أهمية "ضبط التوقعات" مع الآخرين. فإذا كنت تتأخر عن المواعيد مثلاً، يمكن ببساطة إخبار أصدقائك: "لا تغادروا حتى أرسل لكم رسالة".


لا تقسُ على نفسك
يشير الدكتور توكمان إلى أن من يعانون من صعوبات في الأداء التنفيذي غالباً ما يُحمّلون أنفسهم فوق طاقتهم، خصوصاً عندما يشعرون أن الآخرين يراقبونهم ويحكمون عليهم.

ويقول: "أنت لست شخصاً فاشلاً أو غير مسؤول. بل لديك دماغ يُعالج الأمور بطريقة مختلفة، وهذا يستلزم وسائل خاصة للتكيّف". ويضيف أن البيئة المحيطة ينبغي أن تكون داعمة، لا ناقدة بشدة.

ويختم بالقول: "إذا كان الأشخاص ذوو التوقعات القاسية لا يفهمونك أو يدعمونك، فربما ليسوا هم الأنسب ليكونوا في قلب حياتك".

مقالات مشابهة

  • هجوم مركّب بالصواريخ والمسيّرات من إيران واليمن يضرب اسرائيل
  • شرطة أبوظبي تخرّج دورة حفظ الأمن العام
  • استمرار انشطة نادي العلوم بمطروح لدعم الشباب في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة
  • تل أبيب تحت النار.. الصواريخ والمسيّرات الايرانية تشكف هشاشة الردع الإسرائيلي
  • طائرات «آرش» المسيّرة التابعة للجيش الإيراني تصيب أهدافًا في عمق إسرائيل
  • وكالة فارس: إيران لم تنفذ أي هجوم بالطائرات المسيّرة ضد إسرائيل
  • شلل تشتت الانتباه يُقيدك دون أن تدري؟ 8 أساليب للتخلّص منه
  • سماء لبنان محاصرة... المسيّرات الإسرائيلية تُبقي البلاد تحت ضغط نفسي دائم
  • مشكلات الأداء التنفيذي لدى المصابين بفرط الحركة والتوحد.. كيف نتعامل معها؟