مشاهد من محاكمة «عصام صاصا».. دموع ومصحف وزوجته تودعه إلى السجن
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
20 ليلة عصيبة عاشها مغني المهرجانات «عصام صاصا» بين أحضان السجن لدهسه مواطنا أعلى الدائري بالجيزة، علاوة على القيادة تحت تأثير المخدر والمعاقب عليها بالحبس 6 أشهر، حتى أدين مجددًا وشقيقه «محمد» بالحبس عامًا مع الشغل في واقعة اتهامهما بتزوير توكيل رسمي. ورصدت «الأسبوع» عدة مشاهد خلال محاكمة عصام صاصا اليوم.
داخل قفص الاتهام ظهر مغني المهرجانات الشعبية الشهير«عصام صاصا» مع شقيقه «محمد» وهما يتحدثان سويا في أول لقاء لهما منذ 3 أشهر مضت، عقب تفرقهما بأن ألقت الأجهزة الأمنية القبض على «محمد» في قضية التزوير، وخروج «صاصا» إلى دبي في عمل غنائي، رغم دهسه مواطنا أعلى الدائري وذلك بعد إخلاء سبيله على ذمة القضية وقبل إدراج اسمه ضمن المنوعين من السفر.
في الواحدة ظهرًا عقدت المحكمة جلستها علنًا أمام الجميع، وأمر القاضي إخراج عصام وشقيقه محمد لاستجوابهما بشأن ما أسند إليهما من اتهام بواقعة تزوير توكيل، وهذا هو الظهور الأول للشقيقان أمام محكمة الجنايات، حيث ظهر عصام صاصا بزي نزيل وفي يده مصحفا صغيرا بينما شقيقه الأكبر ظهر مرتديا زيه الأسود وفي يده «سبحة»
المشهد الثالث.. عصام صاصا ينفي اتهامه وشقيقه بالتزويراستجوبت المحكمة عصام صاصا وشقيقه بتهمه التزوير واللذان أنكرا أنهما على علم بذلك قائلين «يا فندم عملت توكيل على بوابة مصر الرقمية ووقتها أنا كنت في الإمارات، وقلت لأخويا يروح يستلم التوكيل، وأنا بعت له صورة البطاقة وإسم والدتي، وهو راح وبصم ومضى على التوكيل، لكن هو ميعرفش إن التوكيل مزور.. لحد ما عرفنا إنه في قضية تاني اتعمل ليا أنا وأخويا.. وهو اتقبض عليه وأنا في دبي قبل ما ارجع عشان القضية بتاعتي».
هيئة المحكمة التى ترأسها المستشار مدني انتهت من مرافعة الدفاع مناقشة المتهمين أمام المنصة، بعدما استمعت لأقوال المتهمان وطلبات الدفاع ومرافعتهم، ليكون الفصل الأخير في القضية داخل غرفة المداولة «الحكم بعد المداولة.. رفعت الجلسة»، حينها ودعت «جهاد» زوجها مغني المهرجاناتعصام صاصاقبل أن يعيده حرس القاعة إلى محبسه رفقة شقيقه محمد لانتظار قرار المحكمة.
المشهد الخامس المحكمة تصدر حكمها ضد عصام صاصا وشقيقه:بعد 4 ساعات ترقب، أصدرت محكمة الجنايات حكمها بمعاقبة مطرب المهرجانات عصام صاصا وشقيقه بالحبس عام مع الشغل، فيما عاقبت موظف وطالب في القضية ذاتها بالسجن المُشدد 10 سنوات، عى خلفية، اتهامهما بواقعة التزوير.
اقرأ أيضاًبعد حبسه سنة.. ننشر منطوق الحكم على «عصام صاصا» في قضية التزوير
عاجل | حبس عصام صاصا وشقيقه سنة مع الشغل في قضية التزوير
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: النيابة العامة مطرب المهرجانات التزوير عصام صاصا صاصا عصام صاصا وشقیقه ا وشقیقه فی قضیة
إقرأ أيضاً:
دموع وورد على خد رام الله
لم تقدر الصحافة الثقافية على خطف روح القاص الفلسطيني حسن عبد الله الإبداعية، حتى في عز مقالاته وتحقيقاته الصحفية التي تتطلب جفاف أرقام وملامح مباشرة، كانت لغة القاص المبدع تظهر من بين السطور فتعطي مقالاته بهاء لغويا خاصا يجمع بين لغة التقريرالصحفي ولغة النص الأدبي، هكذا تعودنا على كتابات حسن عبد الله المناضل الذي أمضى سنوات طويلة في سجن الاحتلال، وحين خرج ملأ رام الله نصوصا محبة وأغرقها بالحنين والذكريات. قبل أن يذهب الى الصحافة الفلسطينية الثقافية ليضيف الى أقلامها قلما نشطا وصادقا وحساسا، من ينسى منا نحن جيل التسعينيات مجموعته القصصية المهمة (عروسان في الثلج) التي أحدثت ضجة جميلة في أوساط الجيل الشاب بلغتها المرتعشة النقية وأجوائها الجديدة؟
في كتابه (دمعة ووردة على خد رام الله،) الصادر في ذروة وباء الكورونا عام 2020 عن منتدى الكلية العصرية الإبداعي بقطع متوسط من الصفحات، عددها 150 صفحة، ينفلت القاص من عباءة الصحفي فيما يشبه استراحة وجدانية يطلق فيها سراح الشاعر والقاص فيه، الكتاب ساحر وجذاب لغة ومضامين، فهو أقرب للتأملات في التجربة الأدبية والحياة الثقافية، والنصوص المفتوحة الأزرار، الكتاب (دمعة ووردة على خد رام الله) شكلا لا يقف عند حدود او مواصفات، وهو مزيج من أدب الرحلات والتأملات والقص واليوميات والمذكرات، مكتوبة كلها بشاعرية عالية وعمق لافت، وإنسانية بالغة الحساسية تجاه الأمكنة والأصدقاء الذين يغيبون فجأة بعد طول امتلاء وإقامة وأصوات.
فيما يشبه المقدمة يكتب حسن: ولطالما عدت الى نفسي أتصفح صفحات منسية، في تجربتي وأتعجب من جمال صفحات لم أتذكرها، منذ سنوات طوال، وأتساءل: هل كانت فعلا بكل هذا الجمال كما تجربتي حين كنت أقبع في الاعتقال في الانتفاضة الأولى، أم أن سجن كورونا أخرج الجمال من اللاجمال، في كل ما فعلته في الخارج؟
ثمة شخص يتكرر في النصوص ويأتي بصوته الحميم وهيئته هو الكاتب والمثقف جهاد صالح، أحد ألمع مؤرخي وموثقي تاريخنا النهضوي الفلسطيني، كان جهاد صديقا حميما لحسن، طالما رأيتهما في شوارع رام الله تحديدا شارع ركب وهما يقومان بجولاتهما المسائية، غارقين في نقاش أو متأملين الناس والأمكنة.
كما يطغى وصف المكان وتداعيات المرور أو الإقامة فيه، على نصوص هذا الكتاب، يبدأ حسن عبد الله برام الله التي يصفها بالتي لا وقت أو مكان يشبهها، (كدت أن أتعمق في تأملاتي الزمكانية، وكيف يرى المكان نفسه من خلال عقرب الساعة، لولا أن جاءني صوته على الهاتف وفي التوقيت ذاته حين كان يهاتفني في مساءات ما قبل الكورونا لنبدأ انطلاقاتنا إلى محطتنا الأولى مقهى رام الله ومن ثم استكمال بقية طقوسنا).
وتتوالى عناوين النصوص متفرقة في الأحداث والسياقات لكن يجمع بينها الزمن الكوروني وجهاد: بستان سامر يغتسل بعبق الجوري، وفي القدس المكان يمسح بمنديل دمعك ولا تتركوا هديل حمامكم ينزف، ودوار الساعة والمنارة يقيسان نبض رام الله، وأنا أتحسس بقلبي، وبيت لحم تلملم مفردات لغتي وقلب معطر بالياسمين، وفي وجدة المغربية يقول لك المكان تاريخا وشعرا، وكورونا يحجر زمنه في سجنه وأم كلثوم تفتح فضاءات الأزمنة.
حسن عبد الله
كاتب وإعلامي فلسطيني وباحث في الشؤون الثقافية، خصص جزءا من وقته لتوثيق وتحليل التجربة الاعتقالية الفلسطينية.
رئيس منتدى العصرية الإبداعي،- الكلية العصرية الجامعية.
تدرج في الصحافة المكتوبة من مراسل إلى محرر إلى رئيس تحرير.
أعد وقدّم عددا من البرامج الثقافية، أهمها: عاشق من فلسطين.
صدر له عشرون كتابا بين نصوص أدبية وأعمال بحثية، حاز على عدد من الجوائز والشهادت التقديرية.