النصر.. «الانطلاقة النارية» بـ «القوة التاسعة»!

 
عمرو عبيد (القاهرة)

جاءت البداية قوية جداً من جانب «العميد»، لتمنحه صدارة جدول الترتيب، منذ البداية في «دوري أدنوك للمحترفين»، وظهر «العملاق الأزرق» بصورة فنية تختلف تماماً عما كان عليه في المواسم الأخيرة، وصحيح أنه يتساوى مع 3 فرق أخرى في حصد «العلامة الكاملة»، بعد مرور جولتين، إلا أن الأهداف التسعة التي سجلها عبر «خُماسية» و«رُباعية» على التوالي، أهدته التفوق المُبكر بفضل الهجوم الأقوى حالياً في النُسخة الجديدة من «أدنوك للمحترفين».

حافظ «العميد» منذ البداية على نسق تكتيكي ثابت، يعتمد على الاستحواذ الكامل والسيطرة المُطلقة على مجريات الأمور داخل الميدان، وبمتوسط نسبة امتلاك للكرة بلغ 60%، جاء النصر في المرتبة الثالثة بين فرق «دورينا»، مع الوضع في الاعتبار تحويله ذلك الاستحواذ إلى «صورة إيجابية» بالفوز مرتين، مقابل فوز وتعادل للعين والوصل اللذين يسبقانه بفارق ضئيل، وبمقارنة حصاد «العميد» الحالي بالموسمين السابقين، يظهر التزام الفريق بطريقة ألفريد شرودر وتطبيقه الصارم لتكتيك الاستحواذ الإيجابي، حيث بلغ متوسط نسبة امتلاك الكرة 55% في نهاية الموسم الماضي، وكذلك كان الرقم نفسه في نُسخة 2022-2023.

أهداف «الحركة» فرضت نفسها بقوة على حصاد «العملاق الأزرق» حتى الآن، إذ سجّل الفريق 8 أهداف من أصل 9 عبر الهجمات المُتحركة، بنسبة 88.8%، وتنوعت فنياً بطريقة لافتة للنظر، حيث أحرز 4 أهداف من الهجمات المنظمة هادئة الإيقاع، مقابل هدفين للهجوم المنظم السريع، كما سجّل هدفاً من هجمة مُرتدة وأخرى بواسطة الضغط العالي على دفاعات المنافسين، وهو ما يختلف تماماً عن معدلاته في الموسم الماضي، إذ أحرز وقتها 66.6% من أهدافه عبر «الحركة»، مقابل 33.4% لـ «الركلات الثابتة»، بينما تبلغ نسبة الأخيرة حالياً 11.2%.

أخبار ذات صلة خورفكان.. «أزمة الخامس» «معتز ياس» يكسب «تحدي البريدرز» للخيول العربية في فرنسا

«رقم مُخيف» يعكس مدة انسجام اللاعبين وتفاهمهم وتطبيق تكتيك شرودر بصورة «غير عادية»، إذ بلغت نسبة الجماعية 100% بين نجوم «العميد»، لأنه سجّل أهدافه التسعة عبر 9 تمريرات حاسمة بين اللاعبين، في حالة فنية تستحق الاهتمام والمتابعة في المباريات المُقبلة، بل إن عدد النجوم الذين شاركوا في تسجيل وصناعة تلك الأهداف، بلغ 9 لاعبين أيضاً، وهو ما يكاد يزيد على رُبع عدد اللاعبين المقيدين في قائمة الفريق، بينهم 6 لاعبين، نجح كلٌ منهم في تسجيل وصناعة هدف واحد على الأقل خلال المباراتين السابقتين.

وهناك «ظاهرة فنية لافتة» أخرى، تتعلق بتسجيل الأهداف عبر جميع الجبهات الهجومية بـ «توازن فريد»، إذ سجّل «العميد» 3 أهداف عبر الجبهة اليُمنى، ومثلها من الطرف الأيسر، بجانب «ثُلاثية» العمق الهجومي، بمعدل 33.3% لكل جبهة بتطابق غريب، يعكس فاعلية الهجوم وتنوع مصادره الفنية وتحكّم شرودر في أدواته بصورة ناجحة جداً، مقارنة بالموسم الماضي، حيث استخدم العمق الهجومي في تسجيل 48.7% من الأهداف، مقابل 30.7% للطرف الأيمن و20.6% من اليسار، كما قفزت معدلات التسجيل من خارج منطقة الجزاء بنسبة 3 أمثال، من 10.2% في الموسم الماضي إلى 33.3% حالياً أيضاً.
على النسق نفسه، تنوعت طرق تسجيل أهداف «العميد»، حيث استخدم التمريرات البينية في هز الشباك 4 مرات، بنسبة 44.4%، مقابل هدفين من التمريرات العرضية، بنسبة 22.2%، كما سجّل هدفاً من تمريرة طويلة واحدة، بجانب هدف من توغل عميق وتمريرة جانبية، بالإضافة إلى هدف واحد من تهيئة وتمريرة قصيرة، وهو ما يختلف عن «التركيبة الفنية» التي أنتجت أهدافه بالموسم الماضي، إذ أحرز أغلبها عبر «العرضيات» بنسبة 33.3%، مقابل 18% للتمريرات البينية والألعاب الثنائية، و15.4% لأهداف التمريرات الطولية، مقابل 10% لأهداف التمريرات الرأسية المُباشرة في عمق دفاع المنافسين.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد