بقلم : د. عمر بادي
عمود : محور اللقيا
في الأول من فبراير 2024 كتبت مقالة في وسائل التواصل الإجتماعي بعنوان(البرهان، أين خطاباتك الجماهيرية؟) ذكرت فيها أنه بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة السودانية يقوم الفريق أول عبد الفتاح البرهان بجولات متتالية للحاميات العسكرية في مدن السودان المختلفة، ويلتقي فيها بالعسكريين ويخطب فيهم عن مجريات الحرب الدائرة في البلاد، وتنقل وسائل الإعلام خطبه هذه كأخبار عن سياسات الدولة وما يراد التصريح عنه.
ثم أضفت: أما في حالة أن يكون البرهان لا زال رئيساً لمجلس السيادة الذي قام بحله بعد إنقلابه في 25 أكتوبر 2021 وحله لمجلس الوزراء ثم إعادته للعسكريين وممثلي الحركات المسلحة في مجلسي السيادة و الوزراء وإعتبار نفسه رئيساً لمجلس رئاسة الدولة كما كان، هنا بدر تساؤلي الذي أوردته أعلاه: لماذا لا يقابل البرهان عامة الشعب في لقاءات جماهيرية يشرح فيها سياساته ويتلقى فيها تساؤلات ومطالب الجماهير؟ خاصة مع إنعدام المجلس التشريعي وفاعلية الوزراء المكلفين الذين لا أعرف لهم مجلساً!
بالأمس كانت زيارة الفريق أول البرهان للولاية الشمالية ليتفقد آثار السيول والأمطار الكارثية علي المواطنين ويلتقي بهم ويستمع إليهم بصفته رئيساً لمجلس السيادة، وكان في ذلك ما كنت أدعو إليه في تساؤلي أعلاه، فهذا حقا هو دور رئيس مجلس رئاسة الدولة والذي يحدث فيه التواصل المباشر بينه وبين الجماهير، لأنه رئيس كل الشعب وليس رئيس فئة معينة فقط. لقاء البرهان في الولاية الشمالية هذا قد تم نشره في القنوات الفضائية وفي وسائل التواصل الإجتماعي و شوهدت النساء اللاتي توجهن نحو البرهان وهن ينحن من سؤ حالهن ويرجون منه أن يوقف الحرب وينادين بلا للحرب! لم يرد في الأنباء أن البرهان قد طيب بخاطرهن وأجابهن قائلا: لبيكم، لبيكم!
كنا نتمنى من الفريق أول البرهان أن يعيد للتاريخ مجده ويحذو حذو الخليفة العباسي المعتصم بالله حين نادت إمرأة في أقصى حدود الدولة العباسية الغربية عند غزو الروم عليهم وأسرهن قائلة: وا إسلاماه ، وامعتصماه! لقد خلدت روايات البطولات هذه الحادثة كما خلدتها الروايات الأدبية في قصيدة الشاعر أبي تمام: السيف أصدق أنباء من الكتب .. في حده الحد بين الجد و اللعب. كان أن هجم الروم البيزنطيون علي حدود الدولة العباسية الغربية في هضبة الأناضول وقتلوا الرجال وأسروا النساء وأساؤا معاملاتهن وصرخت إمرأة منهن مستنجدة بالخليفة العباسي المعتصم بالله و وصل الخبر إلي الخليفة المعتصم بالله و هو في قصره في بغداد فنادى: لبيك، لبيك. ثم أعد جيشاً عظيماً هجم به علي أكثرمدن الروم مناعة وهي عمورية وحاصرها وإنتصر علي الروم في عام 838 وهزمهم شر هزيمة.
كما ذكرت في مقالة سابقة فالجيش جراء الحرب قد صار في وضع لا يُحسد عليه، ومع إطالة أمد الحرب تتقاصر حدود سيطرته، ولو أنه قبل بوقف الحرب منذ محادثات جدة الأولى في 11 مايو 2023 لكان مكسبه أكثر وكان حال المواطنين غير حالهم حالياً. كيف مع كل ذلك يصر البرهان علي الحرب حتى لو إستمرت مئة عام ؟ من الجلي أن قادة الجيش لا يملكون قرارهم وأن الطرف الثالث من الكيزان والفلول يملون عليهم مخططاتهم، فهل من مدكر.
badayomar@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
زيادة عدد!!
أطياف
صباح محمد الحسن
زيادة عدد!!
طيف أول:
ليلٌ يماطل الأمعاء الجائعة
لعلمه بالرغبة التمني التي ظلت أطرافها مبتورة، تبحث عن ضوء دون ارتباك!!
والغريب في الأمر أن حكومة بورتسودان وفلولها وإعلامها احتفت بمطالبة رئيس الوزراء كامل إدريس لمنظمة الصحة العالمية بتوفير الأدوات ودعم القدرات، والمساعدة العاجلة وتطوير الخطة الوطنية لمكافحة الكوليرا في السودان)
ووصفت الفلول كامل بأنه يوظف علاقاته المتينة بالمجتمع الدولي توظيفا جيدا لصالح وطنه هذا بعد إدانته للعقوبات على السودان!!
والغريب أن ما قام به ادريس هو أمر “عادي” ولا يعد مقياسا لعمق علاقات ادريس بالمجتمع الدولي، حتى أن الخطوة لا تصلح لتكون خبرا صحفيا، فهذه جهود يمكن أن يقوم بها وزير الصحة بالسودان
ومنظمة الصحة العالمية منظمة مهمتها الأساسية تقديم المساعدات للدول بغية اتخاذ إجراءات للحد من الوفيات الناجمة عن الأمراض والجوع وغيرها من الكوارث، لذلك فإن المنظمة تفتح أبوابها أمام كل الناس لتقديم الشكاوى وعكس ما يجري في بلدانهم.
والمطالبة بتدخل (WHO) لإنقاذ حياة الناس في بلد غير قادر على مجابهة الأمراض ومواجهتها يمكن أن تقوم به مجموعة من شباب السودان، يناشدوا المنظمة وتستجيب لهم دون تردد، وهنا لا يأتي التقليل من النداء الذي اطلقه إدريس لأن الضمير الإنساني يحتم على كل انسان طبيعي ان يقدم كل ما بوسعه لإنقاذ حياة الناس، ولكن يبقى الاحتفاء الفائض بهذه الخطوة هو نوع من انواع الانفصام السياسي فما يقوم به ادريس الآن قام به وزير الصحة أكرم احمد التوم عندما طالب المنظمات بالتدخل العاجل لمكافحة جائحة كورونا، ولكن نظمت الفلول ضده حملة التخوين والعمالة مثلما لاحقت بها دكتور حمدوك الذي سبق ادريس في خطوته بعشرات المطالبات للمنظمات الدولية ولكن فقط لأن ادريس هو رئيس الوزراء “المُفصّل” على مقاسهم.
ولماذا تنتظر الفلول من ادريس أن يلعب دورا مهما في تحسين صورتهم مع المجتمع الدولي!! فقبل ان ينتظروا جهود الرجل فلابد ان يجدوا إجابة شافية عما هي الأسباب التي جعلت الصورة سيئة بغيضة ومرفوضة!! فالحرب وقبلها الانقلاب، جريمتان للبرهان ارتضى ادريس أن يأتي على نتائجهما المميتة والمدمرة فكيف يكون المنقذ في وجودهما!!
ولكي تنتظر الفلول من ادريس أن ينتشلهم من هاوية الضياع بيد المجتمع الدولي التي وعدوا “بقطعها” إن تدخلت، فلابد من الوقوف على حجم المقدرة لإدريس لتحديد امكانياته وتأثيره الدولي فهل الرجل في البداية قادر على أن يمنح الشرعية المفقودة لسلطة البرهان ويستطيع تطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي الذي لا يعترف بحكومة بورتسودان التي اتت به رئيسا للوزراء!!
ثانيا: هل رئيس الوزراء يستطيع أن يعطل قرار العقوبات الدولية المرتقبة على السودان في ايام قادمات بتهمة الكيماوي ام انه سيكتفي بالشجب والإدانة!!
احتجاج “الحبر على الورق” مثلما فعل الإعيسر الوزير المحلي الذي لا يملك علاقات دولية، مثلما يملك ادريس!!
فالدكتور عبد الله حمدوك مثلا اثبت فعليا أن له باع طويل في هذا المجال وقام في فترة رئاسته برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، القرار الذي وصفه وقتها بالانعتاق عندما قال: “أُعلن اليوم انعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحَمنا فيه سلوك النظام المخلوع”!!
ثالثا: هل كامل ادريس قادر على إعادة ثقة البنك الدولي المعدومة في حكومة بورتسودان!!
وفي آخر لقاء لوزير المالية جبريل ابراهيم مع ادارة البنك قال: (إننا اجتمعنا مع ممثلين للبنك الدولي وقدمنا لهم احتجاجنا له، ولكن وجدنا أن البنك الدولي له رأي في الإجراءات التصحيحية الٱخيرة). أي أن البنك يرفض التعامل مع سلطة الانقلاب ويعطي الأموال لوكالات تتبع للأمم المتحدة وهي تقوم بإدخالها للسودان)
فهل كامل ادريس قادر على اعادة هذه الثقة المفقودة بين البنك الدولي وحكومة البرهان!!
رابع المهمات والتي أعيت الدبلوماسية السودانية منذ بداية الحرب وحتى تاريخه و”جف حلق” الحارث ادريس ومن معه في المنابر الدولية بها وهي المطالبة بتصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية فهل يستطيع كامل ادريس صاحب العلاقات (المُبهرة) التي تتغزل فيها الفلول ان يغير واحدة من هذه القضايا لصالح السلطة الانقلابية فهذه الأسئلة لكامل ادريس وللفريق البرهان فإن كانت الإجابة “لا”
فهذا يعني أن تعيين كامل ادريس سيكون “زيادة عدد” وسيشكل عبئا ثقيلا على البرهان وذلك لإضافة كذبة جديدة على المجتمع الدولي قد تزيد الخناق على البرهان الذي يكون سكب حليبا على الأرض عندما ضرب الكوب بالبندقية وجاء اليوم يبكي عليه حيث لا يفيد البكاء على الحكم المدني المسكوب!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
نقابة أطباء السودان: الكوليرا تحصد المئات وسط غياب الاستجابة الفاعلة من السلطات!!
الوسومالبنك الدولي الدعم السريع السودان الفريق البرهان الفلول الكيزان المجتمع الدولي جبريل إبراهيم حكومة بورتسودان حمدوك صباح محمد الحسن كامل إدريس