محمد فضل علي .. كندا


ذكرى حركة الخامس والعشرين من مايو 1969 وتحالف الشيوعيين وبعض القوميين العرب ومجموعة من العسكريين اليساريين


الأول أي جعفر نميري فرضت عليه ارادة وضغوط دولية وتحالف الولايات المتحدة ونظام السادات في مصر استيعاب جماعة الاخوان في الحكم والتصالح معها في عام 1977 بينما اتي البرهان طائعا ومحمولا علي اجنحة قوي الثورة السودانية التي غدر بها لينفذ اجندة جماعة الاخوان وبينما نميري يملك مقومات الزعامة والقدرة علي اتخاذ القرار والبرهان لايملك مقومات الشخصية القيادية ولم يتخذ اي قرار وانما ظل يقوم بتنفيذ قرارات جاهزة تملي عليه من قيادة الحركة الاسلامية مثل الانقلاب علي الحكومة الانتقالية وتعطيل الاتفاق الاطاري واشعال الحرب الراهنة مع قوات الدعم السريع التي انقلب عليها الإسلاميين بعد ان اصبحت تشكل خطرا علي اجندة وطموحات الحركة الاسلامية التي اتخذت قرار بتنصيب البرهان بديلا للرئيس المعزول عمر البشير ليواصل حكم الانقاذ بواجهات واساليب جديدة من حيث العناوين الرئيسية مع الاحتفاظ بجوهر المؤسسات الانقاذية خاصة جهاز الامن والمخابرات الذي تقودة شخصيات اخوانية معروفة من عضوية الحركة الاسلامية العقائدية


لا امل في انقاذ واستقرار السودان الا بصيغة قومية للحكم تحمل ملامح نظام نميري تحت قيادة زعيم له شخصية قوية والقدرة علي اتخاذ القرار ومحو اثار الاخوان المسلمين وحظرهم من الممارسة السياسية وحظر النشاط القبلي والعنصري بالقانون


لماذا لم يستقر السودان ولو ليوم واحد بعد اطاحة نظام نميري في السادس من ابريل 1985 وحتي هذه اللحظة


ولماذا تفككت دعائم الدولة القومية تدريجيا وتدهورت الاوضاع الامنية والاقتصادية وانهارت العملة الوطنية في اسواق النقد العالمية وتحولت انتفاضة ابريل الي مكسب كبير لجماعة الاخوان الارهابية بعد اغبي قرار في تاريخ الدولة السودانية بحل جهاز امن الدولة المايوي الذي ضم خبرات وكفاءات عالية من الضباط المهنيين من العسكريين والتكنوقراط المدني الذي هاجروا بخبراتهم الي دول الخليج وقدموا خلاصة خبراتهم لدعم الامن والاستقرار في دول الخليج العربي واستغلت الجبهة القومية الاسلامية الظروف الاقتصادية لبعض ضباط نميري الذين اصبحوا بلاعمل واستفادات من حبراتهم في مرحلة التخطيط لانقلاب الانقاذ وبعد ذلك التاريخ

 .

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عودة لـ «الاتفاق الإطاري»

عودة لـ «الاتفاق الإطاري»

فيصل محمد صالح

من السرديات المتداولة بشدة في بعض الأوساط السياسية والإعلامية السودانية أن «الاتفاق الإطاري» هو سبب الحرب، ولولاه لما نشبت. ولمصلحة غير المتابعين للشأن السوداني بدقة، فالاتفاق الإطاري هو عبارة عن اتفاق سياسي وقّعته المجموعة العسكرية الحاكمة، بقيادة الفريق البرهان وحميدتي، في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022 مع مجموعة من القوى السياسية والمهنية والمدنية بقيادة قوى «الحرية والتغيير» التي كانت تقود الفترة الانتقالية.

ليس في السياسة السودانية ما يدهش؛ فالبرهان وحميدتي نفذا انقلاباً ضد المدنيين في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وتفردا بالسلطة بمساعدة ودعم حركات سياسية محدودة، وتم بذل جهود محلية وإقليمية لمحاولة إيجاد ظهير سياسي مدني للانقلاب، لكن باءت المحاولات بالفشل، بل إن الحليفين، البرهان وحميدتي، فشلا في تكوين حكومة، وتم تكليف وكلاء الوزارات بتصريف الأمور، وهي الحكومة التي لا تزال موجودة حتى الآن، ثم توترت العلاقات بين الشريكين، البرهان وحميدتي، لدرجة كادت تصل للصدام العسكري، وتدخّل وسطاء كثر من داخل وخارج السودان، وبذلت بعثة الأمم المتحدة بالسودان (يونيتامس) جهوداً كبيرة، كما تدخّلت بعض دول الإقليم التي كان بعضها داعماً للانقلاب العسكري، لكنها توصلت إلى قناعة بعدم إمكانية استمرار الأوضاع كما هي. وأفلحت الجهود في إقناع البرهان، ومن بعده حميدتي، بضرورة الحوار مع القوى المدنية، وفي مقدمتها قوى «الحرية والتغيير» التي كانت تمثل الشريك المدني قبل الانقلاب.

بعد جهود كبيرة توصل الطرفان المدني والعسكري لصيغة اتفاق، تم عرضه على بقية القوى السياسية، ما عدا «الحركة الإسلامية» وحزبها «المؤتمر الوطني». رفضت الكتلة الديمقراطية التي تقودها حركات دارفور المسلحة الاتفاق، كما رفضه الحزب الشيوعي، وعارضه الإسلاميون بشدة.

ماذا حمل الاتفاق الإطاري في طياته وجعل له مؤيدين وأيضاً معارضين بشدة؟

نصَّ الاتفاق على مدنية الدولة والحكومة (السودان دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية برلمانية – المادة 3)، وإبعاد المكون العسكري من مجلسَي «السيادة» والوزراء، وتكوين مجلس سيادة ومجلس وزراء ومجلس تشريعي قومي بعد مشاورات مكثفة بين القوى المدنية، دون أن يكون هناك تمثيل للمكون العسكري. لكن أهم وأخطر ما حمله الاتفاق الإطاري كان حل «الدعم السريع» ودمجها في الجيش، وكذلك بقية الحركات المسلحة، وتكوين جيش قومي موحد (التأكيد على جيش مهني قومي واحد ملتزم بالعقيدة العسكرية الموحدة وقائم بواجباته في حماية حدود الوطن والدفاع عن الحكم المدني الديمقراطي – المادة 10). جاء حل «الدعم السريع» في المادة «6 ج» (دمج «قوات الدعم السريع» في القوات المسلحة وفق الجداول الزمنية، وقوات حركات الكفاح المسلح).

وقّع الفريق عبد الفتاح البرهان، والفريق محمد حمدان دقلو، والقوى السياسية المدنية، وممثلون للمجتمع المدني والنقابات، على الاتفاق في القصر الجمهوري بالخرطوم وسط حضور إقليمي ودولي، وتم الاتفاق على عقد ورش عمل لمناقشة تفاصيل بعض القضايا التي تحتاج لحوار معمق، وهي العدالة الانتقالية، والإصلاح الأمني والعسكري، واتفاق جوبا للسلام، وأوضاع شرق السودان، وتفكيك نظام «المؤتمر الوطني».

يبدو الاتفاق وكأنه سيحل كل مشاكل السودان العالقة في تلك الفترة؛ يثبت مدنية الدولة، ويبعد العسكريين للثكنات، ويحل «الدعم السريع»، فلماذا لم ينجح الاتفاق؟ ولماذا عارضه البعض؟

عارض الإسلاميون الاتفاق؛ لأنه يعيدهم لهامش الحياة السياسية بعد أن كان الانقلاب العسكري أعطاهم أملاً كبيراً وأعاد تموضعهم في مفاصل الدولة. ولقيادات الإسلاميين تسجيلات معروفة ومتداولة قالوا فيها إن الاتفاق لن يمر إلا فوق جثثهم، وإنهم سيشعلون السودان من كل أطرافه في حال المضي فيه. وعارضته المجموعة التي أيّدت الانقلاب وتمتعت بالانفراد بمشاركة العسكريين في الحكم؛ لأنها إما ستستبعد أو سيقل نصيبها من المقاعد. وعارضته مجموعات من العسكريين لم ترغب في الابتعاد عن السلطة، وشكّلت «لوبي» قوياً تحالف مع كل المجموعات الرافضة للاتفاق وعمل على التحريض ضده، كما عملت ضده بعض دول الإقليم التي ليست على وفاق مع قوى «الحرية والتغيير» التي ستعود للحكم.

المدهش كان هو معارضة بعض قوى الثورة، والتي كان دافعها الخلاف مع قوى «الحرية والتغيير»، ثم كانت شرارة التفجير في الورشة الأخيرة التي ناقشت الإصلاح الأمني والعسكري؛ إذ أوصى الخبراء بمدة تتراوح بين عامين وأربعة أعوام لإكمال عملية الدمج والبدء بتوحيد القيادة، في حين أصر ممثلو الجيش على أشهر قليلة، وهنا انفتح باب المزايدة، فطالب ممثلو «الدعم السريع» بعشر سنوات، وانهارت الورشة وبدأت نذر الحرب التي اشتعلت بعد أيام قليلة. فهل كان الاتفاق الإطاري سبباً في الحرب، أو أنه ربما كان مانعاً للحرب؟.

* نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسوماتفاق جوبا الاتفاق الإطاري الجيش الحركات المسلحة الحرية والتغيير الدعم السريع السودان الشرق الأوسط عبد الفتاح البرهان فيصل محمد صالح محمد حمدان دقلو (حميدتي)

مقالات مشابهة

  • برلماني: ما أنجزه الرئيس السيسي في 10 سنوات لم يتحقق خلال 100 عام
  • «الشؤون الاسلامية»: 50 ألف درهم غرامة الحج بدون تصريح
  • بالكيماوي يا برهان – آخر هتافات الحركة الإسلامية
  • كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
  • من الفرق الإنجليزية التي تأهلت لدوري أبطال أوروبا بعد ختام البريميرليغ؟
  • 25 مايو 1969م : شكراً جعفر نميري
  • سيصل الجيش إلى الفولة والضعين ونيالا وبقية مدن دارفور، ومعه سيصل الأمن والنظام والاستقرار
  • الآن، كيف يمكن أن يفهم شخصا مثل البرهان هذه التضحيات؟
  • عودة لـ «الاتفاق الإطاري»