كرامة جيش حمدان ولعنة مليشيا برهان
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
لا تعبير يناسب العمليات الإرهابية من ذبح وقتل على الهوية التي ارتكبتها مليشيا البرهان، والتي لازمت انسحاب قوات الدعم السريع من الجزيرة، إلّا شيء واحد، هو أن وجود هذه القوات بالمدن كان بمثابة كرامة للمواطنين، بعكس الحال الذي أعقب انسحابها، والناس شهود على التحول الدموي الذي جرى بعد مغادرة جيش حمدان لأمدرمان، واندلاع حريق الموت جراء التلوث والتسمم الكيميائي، والذي يسميه وزير صحة مليشيا (الكاهن) بالكوليرا، هذه ليست كوليرا وإنّما لعنة دخول ملوك المليشيا، الذين كعادتهم يفسدون أي قرية دخلوها، ويجعلون أعزة أهلها أذلة، لقد قلت للأصدقاء المحبطين بسبب انسحاب الأشاوس من المدن، بأن لا يحسبوا ذلك شر بل هو خير كثير، ولو استمر الحال بهذه المنهاجية لدواعش الحركة الإسلامية، في تخزينهم للسلاح المميت بالمستشفيات والجامعات، فبدون أدنى شك ستسمعون صرخات النساء يستنصرن بالمعتصم (محمد حمدان)، وجنوده البواسل الذين تركوا بصمة فارقة وسط سكان المدن التي خرجوا منها، إنّ هذه الحرب غطتها سحب ركامية من أكاذيب عصابة بورتسودان، لكن الحقيقة تظهرها الوقائع التي لا غشاوة تحجبها، مثل صدمة العسكري التابع لمليشيا البرهان، الذي عاد إلى منزله فلم يجد المنزل ولا المنازل المجاورة، أي أن تعليمات المليشيا البرهانية العنصرية قد أحالت الحي إلى تراب، تماشياً مع تنفيذ استراتيجية كنس الوجوه الغريبة.
إنّ كلفة نزع الملك من جماعة الهوس الديني عظيمة، كما أخبرنا بذلك العالم والصوفي المتبتل محمود محمد طه، ومثلما أخبر كثير من أقطاب الأرض، ويحضرنا وصف أحدهم لنهاية الخرطوم بإحدى اثنتين، إما الحرق أو الغرق، وما شاهدناه من موت بأمدرمان اليوم لا مشهد يجسده غير علامات الساعة، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لقد أحال دعاة الهوس والفجور والفساد العظيم حياة السودانيين إلى جحيم، امتدت ألسنة لهبه خارج الحدود، إنّ هذه العصابة المجرمة التي لا تعرف لله إلاّ ولا ذمة، لاحقت مواطنيها في بلدان المهجر ودول المغترب، فحصدت الجبايات من الضعفاء الذين فروا من بطشها وتضييقها لعيشهم، لتفرض عليهم رسوم جواز سفر تفوق كلفة استخراج جواز السفر الألماني بأضعاف، أكلاً ونهباً ونهشاً للحم وعظم هذا الكائن الفقير المعدم، المستجير من الرمضاء بالنار، ما يحدث لهؤلاء السفاحين هو أمر رباني، لأن الله لا يدع عباده يقتلون لمدى زمني تجاوز نصف القرن، إنّ هذه الحرب تطهير لدنس المرتكبين للخطيئة الكبرى باسم الدين، وهكذا هي سيرورة التاريخ الآدمي مليئة بالعبر والعظات، وما شهدناه اليوم لا يخرج عن هذه الرسائل الكونية البليغة، أن يجازي الرب الكاذبين والمدلسين الواقفين مع الباطل، بالخزي والعار نتاج سوء أعمالهم، ومثلهم كمثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، الذين لن يجد منهم غير الازدراء.
في قصص القرآن نرى نفس الرافضين للحق والسلم ووقف سيل الدماء، تجسدهم أفعال مليشيا برهان، أولئك الذين حذرهم الرب وضرب لهم الأمثال ثم مدهم في طغيانهم، حتى قالوا لقومية الفور نحن آلهتكم الواجب عليكم عبادتها، ثم جاء الحسم، فالآن لا يوجد أحد منهم آمن داخل أو خارج السودان، لقد توعدوا الناس بالموت والسموم، فوصلتهم الرسائل في المدينة التي ظنوها آمنة، حشدوا الجيوش ليبيدوا مجتمعات الفتى البدوي، لكن الوباء والكوارث حطت بمعاقلهم، فلم يسلم أحد طالما أن النوايا هي ذات نوايا فرعون وهامان والنمرود بن كنعان. يحضرني مقال أنزله أحد الناشطين بمنبر سودانيز اون لاين قبل اندلاع ثورة ديسمبر، وهو في الواقع نبوءة، كتب ذلك الزميل المنبري فقال: (ستشتعل الحرب وتعم الفوضى ولكن سيحزمها ويحسمها الفتى البدوي ممثلاً في قواته الصادقة الأمينة والرادعة)، أو كما قال. إنّ التمدد الكبير لألسنة اللهب داخل عش دبور مليشيا الحركة الإسلامية، له دلالة واحدة، ألا وهي مجيء نصرة دعاة وقف الحرب ورافعي أعلام السلام البيضاء، بقدوم الطوفان الشامل، وحالنا ليس بأبعد من حال زائير حينما طوى قراها ومدنها لوران كابيلا طياً، حتى خلّص الناس من بطش موبوتو سيسيسيكو، ولسنا بعيدين عن سيناريو اكتساح بول كاقامي ورفاقه الميامين لرواندا من أقصاها إلى أقصاها، حين غسلها بالماء والصابون والديتول من الدماء التي أهدرها أشباه البرهان وخاسر العصا وشيخهما الأكرت.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وكيل لجنة الإسكان: القيادة السياسية تضع كرامة المواطن في مقدمة أولوياتها
أشاد النائب الدكتور أحمد عبد المجيد وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، بالتدخل الحاسم من الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ملف استعادة المواطنين المصريين المحتجزين في ليبيا، مؤكدًا أن هذا التحرك يعكس التزام القيادة السياسية بحماية أبنائها في الداخل والخارج، وأن كرامة المواطن المصري وأمنه يمثلان أولوية لا تقبل التهاون.
إعادة المصريين من ليبياوقال عبد المجيد، في تصريح له، إن توجيهات الرئيس السيسي واضحة وثابتة فيما يتعلق بالحفاظ على أمن وسلامة المصريين، وهو ما يظهر جليًا في سرعة تحرك أجهزة الدولة المعنية لإعادة 71 مواطنًا كانوا محتجزين في ليبيا، مشيرًا إلى أن هذا التحرك ليس الأول من نوعه، بل يأتي امتدادًا لنهج الدولة الراسخ في التعامل مع الأزمات الخارجية بكل حزم وفاعلية.
وأكد وكيل إسكان البرلمان. أن الرئيس السيسي يضع كرامة المواطن المصري في مقدمة أولويات سياسات الدولة الخارجية، ويعتبر أمن المصريين خارج الحدود خطًا أحمر لا يُسمح بتجاوزه، وهو ما يبرهن على ثقل الدولة المصرية في محيطها الإقليمي، وقدرتها على التأثير في الملفات الشائكة والمعقدة، مثل الملف الليبي.
جهود دبلوماسية كبيرةوأوضح احمد عبد المجيد. أن الجهود الأمنية والدبلوماسية التي بذلتها الدولة في هذا الملف تعكس جاهزية المؤسسات المصرية وحرصها على تنفيذ توجهات القيادة السياسية بشكل فوري، مؤكدًا أن هذه الواقعة تمثل نموذجًا جديدًا لقدرة الدولة على حماية أبنائها أينما وُجدوا.
وأشار نائب الاسكندرية. إلى أن مصر، بقيادة الرئيس السيسي، لا تكتفي فقط بحماية مواطنيها، بل تسعى كذلك إلى دعم استقرار الدول المجاورة، وفي مقدمتها ليبيا، من خلال دفع المسار السياسي، وتشجيع الحلول الليبية – الليبية التي تحفظ وحدة الدولة الليبية وتمنع الانزلاق نحو الفوضى.
واختتم الدكتور احمد عبد المجيد حديثه بالتأكيد على أن الشعب المصري يشعر بالفخر والانتماء لوطنه، في ظل هذه القيادة الواعية التي لا تتردد في اتخاذ المواقف الحاسمة لحماية أبناء الوطن في أي مكان حول العالم.