روسيا تتوغل في الشرق الأوكراني وتسيطر على المزيد من مناطق دونيتسك
تاريخ النشر: 31st, August 2024 GMT
موسكو.كييف"وكالات": قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها سيطرت على تجمع كيروفه السكني في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، والذي يعرف في أوكرانيا باسم فايرازامسكه.
ودونيتسك واحدة من أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها ضمتها، مع أنها لا تسيطر عليها بشكل كامل. وترفض كييف والغرب هذا الضم باعتباره غير قانوني وتعهدت كييف بإلغائه بالقوة.
وتحقق روسيا مكاسب تدريجية في دونيتسك في وقت تسعى فيه القوات الأوكرانية إلى التقدم في منطقة كورسك الروسية بعد اجتياح مباغت عبر الحدود في السادس من أغسطس الجاري.
كما قالت وزارة الدفاع الروسية بشكل منفصل في نشرة حول المستجدات في كورسك إن قواتها صدت هجمات أوكرانية هناك، منها ما استهدف بلدتي كورينيفه ومالايا لوكنيا.
وقال مسؤولون روس إن هجوم كييف على منطقة كورسك لن ينجح في إثناء القوات الروسية عن أهدافها في شرق أوكرانيا حيث لا تزال تحرز تقدما.
ويقول المسؤولون أيضا إن توغل أوكرانيا في الأراضي الروسية من شأنه أن يجر الآلاف من جنودها إلى جبهة جديدة ليس لها أهمية استراتيجية أو تكتيكية تذكر.
وقُتل سبعة أشخاص على الأقل الجمعة في غارات روسية على خاركيف في أوكرانيا وخمسة آخرون في قصف أوكراني على بيلغورود في روسيا، وفقا للسلطات المحلية التي أفادت أيضا بسقوط عشرات الجرحى.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقالة قائد القوات الجوية بعد أيام على تحطم مقاتلة من طراز إف-16 وهي من المعدات العسكرية التي سلمها حلفاء كييف الغربيون مؤخرا إلى كييف بعد انتظار دام نحو عامين.
ميدانيا، قالت السلطات الأوكرانية إن خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية وتقع في الشمال الشرقي على بعد نحو أربعين كيلومترا من الحدود الروسية، استُهدفت الجمعة بقنبلة روسية موجهة، وهي سلاح مدمر.
ووفقا لإيغور تيريخوف، رئيس بلدية المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة قبل الحرب، فقد أصيب مبنى مكون من 11 طبقة وقُتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة تبلغ 14 عاما.
كما أسفر الهجوم عن إصابة 59 شخصا على الأقل بجروح، بينهم تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عاما، وفقا للحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف.
ونشر حاكم المنطقة مقطع فيديو يُظهر سيارات وشققا سكنية تشتعل فيها النيران ويتصاعد منها دخان أسود كثيف.
وشدد زيلينسكي على أن "هذه الضربة لم تكن لتحدث" لو سمح الغرب لبلاده باستهداف روسيا في العمق بالصواريخ البعيدة المدى التي زُوّدت بها.وقد رفض معظم الدول الغربية حتى الآن ذلك خوفا من التصعيد مع موسكو.
وقال زيلينسكي "نحن في حاجة إلى قرارات قوية من شركائنا لوضع حد لهذا الإرهاب"، مضيفا "لا سبب منطقيا للحد من دفاع أوكرانيا".
في الجانب الروسي، قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب 37 آخرون الجمعة في قصف أوكراني على منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، وفق ما أفاد الحاكم، متهما كييف باستخدام قنابل عنقودية.
وقال فياتشيسلاف غلادكوف إن هذا الهجوم "شنته القوات المسلحة الأوكرانية بواسطة قنابل عنقودية أطلقت من راجمات صواريخ طراز +إم إل آر إس فامباير+ على مدينة بيلغورود ومنطقة بيلغورود".
وأضاف عبر تطبيق تلغرام أن بين المصابين ستة أطفال ثلاثة منهم "في حال خطرة". ولحقت أضرار بثلاثة مبان سكنية وبمبانٍ أخرى.
وتُعتبر الذخائر العنقودية التي تسلمت أوكرانيا عددا منها خصوصا من الولايات المتحدة، مثيرة للجدل لأنها تنثر عبوات ناسفة صغيرة تشكل خطورة على المدنيين. ويحظر عدد كبير من الدول، خصوصا الأوروبية، استعمال هذه الذخائر.
ووسط هذه التطورات أعلن زيلينسكي الجمعة إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك غداة إعلان تحطم مقاتلة إف-16 أميركية الصنع سبق أن تسلمتها كييف.
وكتب زيلينسكي على تلغرام "قررت استبدال قائد سلاح الجو في القوات المسلحة الأوكرانية"، بعد نشر مرسوم في هذا الصدد على موقع الرئاسة.
ولم يوضح زيلينسكي أسباب هذا القرار الذي يأتي غداة إعلان تحطم مقاتلة من طراز اف-16، تسلمتها كييف أخيرا من الدول الغربية بعدما طالبت بها تكرارا طوال عامين.
وأورد الجيش الأوكراني أن حادث التحطم الذي أودى بالطيار أوليكسي ميس الذي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة، وقع خلال هجوم روسي كبير بالصواريخ والمسيرات الاثنين.
ولم تدل السلطات الأوكرانية سوى بمعلومات ضئيلة عن الحادث.
من جهتها، قالت النائب الأوكرانية ماريانا بيزوغلا العضو في لجنة الدفاع في البرلمان إن المقاتلة الأميركية أسقطتها من طريق الخطأ إحدى منظومات باتريوت للدفاع الجوي "بسبب تنسيق سيئ بين الوحدات".
وفي رسالة على تلغرام، انتقدت بيزوغلا الخميس "ثقافة الكذب" داخل القيادة العسكرية الأوكرانية و"عدم محاسبة أي من الجنرالات" و"بقاء الجنرال أوليشتشوك في منصبه".
وأضافت الجمعة أنها "ثالث مرة على الأقل" تسقط طائرة أوكرانية من طريق الخطأ بواسطة الدفاعات الجوية الأوكرانية، موضحة أن "الحادثين السابقين نسبا رسميا إلى الروس".
وقبل إقالته، وعد قائد سلاح الجو عبر فيسبوك الجمعة بـ"تبيان أسباب الكارثة الجوية" التي تعرضت لها المقاتلة، مؤكدا أنه "لن يخفي شيئا".
واتهم بيزوغلا بأنها تريد "تشويه سمعة المسؤولين العسكريين الكبار" والولايات المتحدة، الدولة المصنعة لمقاتلات إف-16 ومنظومة باتريوت للدفاع الجوي.
وأعلنت أوكرانيا بداية أغسطس أنها تلقت دفعة أولى من طائرات اف-16.
من جهة أخرى أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن تأييده الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، متحدثا في مقابلة مع صحيفة دي فيلت الألمانية عن حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.
وقال ستولتنبرغ "الجنود والدبابات والقواعد العسكرية الروسية أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي".
واعتبر أن حق أوكرانيا التي غزتها روسيا منذ أكثر من 900 يوم، في الدفاع عن النفس "لا يتوقف عند الحدود".
وهذا الهجوم الأوكراني المضاد الذي أطلِق في أغسطس في شكل مفاجئ "لم يتم التخطيط له مع الناتو، والحلف لم يؤدِّ أي دور"، وفق ستولتنبرغ.
لكن الحلف سيواصل دعم أوكرانيا عبر شحنات أسلحة ومعدات تعتبر "حيوية" للتصدي للهجمات الروسية.
ورحب ستولتنبرغ أيضا بـ"التزام ألمانيا الواضح بأن تظل أكبر مانح عسكري لأوكرانيا في أوروبا وثاني أكبر مانح عسكري على الصعيد العالمي".
وكانت الحكومة الألمانية تعرضت الأسبوع الماضي لانتقادات شديدة في ما يتعلق بمساعداتها العسكرية لأوكرانيا التي سيجري خفضها عام 2025. لكنّ المستشار أولاف شولتس أكد لكييف أنها ستستمر في تلقي المعدات العسكرية التي يحتاجها جيشها.
وعلى الرغم من هذا الهجوم في منطقة كورسك، تواصل موسكو تحقيق تقدم مطرد في دونيتسك الأوكرانية التي لا تزال مركز القتال.
والجمعة أعلن الجيش الروسي سيطرته على ثلاث قرى إضافية هي نوفوجيلاني وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك، وسينكيفكا في منطقة خاركيف.
وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء بأن جيشه يواجه وضعا "شديد الصعوبة" قرب بوكروفسك، وهي مركز لوجستي رئيسي يبعد عنه الجنود الروس الآن أقل من عشرة كيلومترات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منطقة کورسک على الأقل فی منطقة
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات الروسية: الأمريكيون والبريطانيون يبحثون مع يرماك وبودانوف وزالوجني آفاق استبدال زيلينسكي
أفاد مصدر في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، بأن ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا نظموا مؤخرا اجتماعا في جبال الألب بمشاركة مجموعة من المسؤولين الأوكرانيين.
وأشار المصدر إلى أنه خلال الاجتماع الذي تم قبل فترة وجيزة، في إحدى مدن المنتجعات الجبلية، نظم ممثلون عن الولايات المتحدة وبريطانيا اجتماعا سريا بمشاركة أندريه يرماك رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، ورئيس إدارة الاستخبارات العامة بوزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف، والقائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية سفير أوكرانيا في لندن فاليري زالوجني، وخلاله تمت مناقشة آفاق استبدال فلاديمير زيلينسكي.
ووفقا للاستخبارات الروسية، أعلن الأمريكيون والبريطانيون قرارهم بترشيح زالوجني لمنصب رئيس أوكرانيا، وأعلن يرماك وبودانوف عن تأييدهما لهذا القرار.
وبحسب معلومات الاستخبارات الروسي، اتفق المشاركون في الاجتماع السري المذكور على أن هذه القضية طال انتظارها. وأصبح استبدال زيلينسكي، في جوهره، شرطا أساسيا لإعادة ضبط وترتيب علاقات نظام كييف مع الشركاء الغربيين، وفي مقدمتهم واشنطن، ومواصلة الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهتها مع روسيا.
وبعد الاتفاق على ترشيح زالوجني لمنصب رئيس أوكرانيا، حصل يرماك وبودانوف على وعد من الأنجلوساكسون بالاحتفاظ بالمناصب التي يشغلانها حاليا ومراعاة كل مصالحهم عند البت في قضايا أخرى تتعلق بالكوادر في هرم السلطة في كييف.
ويأتي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جبال الألب، على خلفية محاولة زيلينسكي المثيرة للجدل مؤخرا للحد من صلاحيات هيئات مكافحة الفساد المحلية.
ويرى المراقبون أن يرماك في محاولة “لتطهير” الفضاء السياسي أمام زالوجني، قام بخداع زيلينسكي وأقنعه بأن مثل هذه الخطوة لن تفسد علاقات كييف مع الشركاء الغربيين، ولكنها في الواقع خلقت ذريعة للغرب لبدء حملة لإزالة “منتهية الصلاحية” من السلطة باعتبارها “تعديا على الديمقراطية”.
وفي المحصلة قال المصدر: “الاجتماع الذي عُقد ونتائجه يُعطياننا مبررا لمخاطبة مواطني أوكرانيا. لقد جرت عملية انتخاب واختيار رئيس بلدكم الجديد في منتجع جبال الألب. هل بهذا الشكل المخزي تخيلتم انتصار الديمقراطية والاستقلال والاكتفاء الذاتي الأوكراني الذي حلمتم به طويلا؟”.
روسيا اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب