الجزيرة:
2025-11-04@07:10:41 GMT

رسائل من خط النار (1) | دولة الحب

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

رسائل من خط النار (1) | دولة الحب

(1)

عزيزي..

لا يحتاج الأمر إلى مقدمات، سأحاول الدخول في الموضوع مباشرة، لكن في الحقيقة لا أستطيع تجاوز أول لقاء في حياتنا، الذي أعقبه لقاءات ولقاءات، بعد أن أعلنا في بياننا المشترك الأول عن حبنا المشترك، حينها لم نكن لنتخيل أننا سنواجه ما واجهنا من تحديات، تلك التي وجدنا في هزيمتها -ورغم قسوتها- لذة بالغة، وعندما أتممنا بناء عش الزوجية لم نضيع وقتًا، فقد هرعنا إلى التخطيط بدقة لما هو قادم من الأيام وما تحمله لنا من ذرية، لم يمر من الزمن كثير قبل أن نُصدر بياننا المشترك التالي والأخير، الذي فاجأ الجميع، ونحن نعلن فيه عزمنا على الانفصال.

سأفعل مثلكَ الآن، كما كنتَ تفعل دائما، سأخلط السياسة بأمرنا، وأسألكَ: هل كنا لنفترق لو كانت الحالة السياسية مختلفة، فلا ثورة مضادة، تجهض أحلامنا، وتدفعنا إلى غربة نضيع فيها؟

(2)

عندما قررنا الزواج قلتَ لي: إن الأبدية شرط من شروط صحته، أي أن تكون لكل منَّا النية بينه وبين ربه، وبصورة قاطعة، في أن يبقى في هذه العلاقة حتى الرمق الأخير من أنفاسه، فإذا وقع ما لم يكن في الحسبان، يحل الطلاق.

وهذا يعني أن كلاًّ منا قد فكّر كثيرا جدا قبل أن يتخذ هذه الخطوة بالارتباط الأبدي، وأنك وأنا ندرك تمامًا أن الأمر ليس رحلة مدرسية، ولا مشروعًا مؤقتًا، ولا تجربة محددة زمنية، لقد قررننا البقاء معًا متلاصقين إلى أن نغادر الحياة الدنيا.

وهذا يعني بالضرورة أن كلينا كان في غاية التأكد من أن الطرف الآخر هو الشخصية التي تناسبه، هو بعينه، بعيوبه قبل مميزاته، بإحباطاته قبل إنجازاته، نحن لسنا تافهين ولا مراهقين، لقد قلَّب كلٌّ منا الأمور من كل ناحية، وتوصَّل إلى أن هذا الخيار، أي أنا لكَ وأنتَ لي، هو ما يلائمه، وأن روحينا قد تلاقتا قبل أن تتلاقى الأجساد.

(3)

أيام خطوبتنا كانت فترة جميلة للغاية، حرص فيها كل منا على أن يبدو في أحسن صورة وهيئة وسلوك، إنها زمن الاكتشاف، كل منا يكتشف الآخر، يكتشف عالمه، الأقرباء والأصدقاء، ما يحب وما يكره، تلك كانت أيام المرح والبهجة، تمر علينا خفيفة حلوة رومانسية، لا مسؤوليات، ولا التزامات.

كنت أحب مشاكستك، مشاغبتك، وأرغب في إرضائك في الوقت ذاته، أجلس كأني تلميذة وأنت معلمي، أتناسى كل ما قرأت، وكل تجاربي التي مررت بها، وأُنصت لك، فقط أُنصت لك، فأنت العالم كله.

تحدثني عن الحب، تقول: إنه شرط لازم لإنجاح الزواج، تنظر إلى السماء، تأخذ نفسا عميقا ثم تستطرد، لكن الزواج أكبر من الحب، الزواج مشروع ضخم، مؤسسة لها قوانينها، التزامات لا حد لها، مسؤوليات على كلٍّ منا أن يتحملها ويقوم بها، راضيًا سعيدًا، وإننا سوف نتزوج ليس فقط لأننا نحب بعضنا بعضًا، وإنما سعيًا إلى تأسيس هذا التنظيم العلني المسمى الزواج.

(4)

سأفعل مثلكَ الآن، كما كنتَ تفعل دائما، سأخلط السياسة بأمرنا، وأسألكَ: هل كنا لنفترق لو كانت الحالة السياسية مختلفة، فلا ثورة مضادة، تجهض أحلامنا، وتدفعنا إلى غربة نضيع فيها؟

أتعرف… إنني أحسد جيل آبائنا وأمهاتنا؛ فقد كانت لهم مرجعية يعودون إليها عند كل اختلاف، لكننا جيل ضائع، لا مرجعية له، بل عليه أن يتخذ قراراته وهو في أشد حالات القلق والخوف، كيف تكون بربك قرارتنا صائبة والحال هكذا؟!

المثير للسخرية أننا كنا نشتكي آباءنا وأمهاتنا ونطلب منهم أن يدعونا نخوض تجاربنا الخاصة بنا، والآن ونحن في عرض البحر، نخوض أصعب تجاربنا، نبحث عنهم، نبحث عمَّن يرشدنا، أو قُل: يُضيء لنا بعض العلامات في الطريق، حتى الأخلاق الجمعية بمحاذيرها ومحظوراتها نفتقدها.

(5)

كلانا يكره الروتين، لكنكَ لم تكن لتمل أن تعود متعبًا فتقول: هيا بنا نشاهد مسرحية "المتزوجون"، كنا نغرق ضحكًا على "صرصار" شيرين، وعلى "ملوخية" سمير غانم، وعلى "زرّات" جورج سيدهم.

كنا نضحك كما لو أننا لم نضحك من قبل، وفي نهاية الأمسية تُصدر بيان شجب لما ارتكبه الحكام بشأننا حتى بتنا رغم الإنسانية التي تجمعنا طبقات، تستعبد بعضها بعضًا.

(6)

عزيزي…

الشعب يريد إسقاط النظام.

لا بأس، لكن على الشعب أن يكون مستعدًّا لدفع الثمن.

حدثتني عن ضرورة أن يتغير المرء، فإذا ما تغيرتُ أنا اعترضتَ أنتَ، واعتبرتَ الأمر واحدًا من أسباب الخلاف.

نعم أنا تغيرت.. أعترف وأقر.

لكن بربك هل تغيرتُ أنا بينما أنتَ في مكانك ثابت، أم أنك تغيرت أيضًا؟

ثم مَن منا لا يتغير؟!

لكن ثمة أمرًا لا يجب أن نغيره فينا، وهو تشبثنا بما نؤمن.

لطالما كنتَ تحدثني عن المناضلين، هؤلاء الذين يناضلون لأجل مبادئهم، ولا ينتظرون أجرًا ولا نفعًا، إذن لماذا لا تكون في حالتنا هذه واحدًا منهم؟ لماذا لا تناضل من أجلنا، من أجل حبنا الذي قمنا بإعلانه بكامل إرادتنا، وأقمنا دولته، بل واجهنا الضغوط الخارجية بشجاعة واتخذنا قرارنا بإرادتنا الحرة أن "نكون"، فلماذا الآن وبضغوط داخلية تتنازل عن أن "نكون"؟

(7)

عزيزي…

الانتقال من "الأبدية" إلى "الانفصال" ليس سهلاً، ثمة مراحل وشروط طويلة ومعقدة عليك الإيفاء بها أولاً.

مشكلة جيلنا -يا صاحبي- ليست في الطلاق بحد ذاته، ولكن في سرعة اللجوء إليه.

لا يلجأ الطبيب إلى بتر العضو المريض إلا بعد استنفاد كل وسائل العلاج، ونحن لم نفعل، أُدرك أن الطلاق أمر طبيعي، وهو ليس دليلا على سوء أخلاق أحدنا، لكن أُدرك أيضًا أنه آخر الحلول وليس أولها، وأنه أبغض الحلال عند الله.

يا ناس.. الطلاق أبغض الحلال.

هذا والسلام!

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

هل غياب العقل شرط للحب؟

(1)

أعترف بأن أول رسالة حب لي في حياتي كانت إلى كلب!

لم أكن قد بلغت الخامسة من عمري بعد، وكانت العائلة حينها تسكن بورسعيد، وهذا الكلب، لا يرقد طوال اليوم إلا أمام ورشة لإصلاح السيارات أسفل بيتنا، وهي الحكاية التي كان أولادي لا يملون من تكرار طلب سماعها من أختي الكبرى -يرحمها الله- كلما زارتنا أو زرناها.

لكن -والله- استقمت بعد ذلك، وكنت زبونا دائما لدي برنامج إذاعي في بلدي خصص فقرة لهواة المراسلة، وكانت تأتيني رسائل أسبوعية عديدة من أنحاء متفرقة من العالم العربي، حتى إن ساعي البريد ظن أن لي نفوذا خارج مصر، فطلب مني أن أتوسط له، للحصول على عقد عمل خارج البلاد، رغم أنني كنت وقتها ما زلت طالبا في المرحلة الثانوية.

لكن ألطف الرسائل -إن كان يصح أن أسميها كذلك- تلك التي كنت أكتبها لعائلتي وأنا في السجن، على ورق المناديل، بخط صغير ليتسنى أن تتحمل الرسالة ما لذ وطاب من الكلام، ثم أتفنن في تهريبها، وكذلك كانت تفعل أسرتي، تهرب لي الرسائل في أصابع المحشي، أيام زمن السجن الجميل، قبل أن يلاقي الناس الأهوال كما هو جارٍ الآن.

(2)

استدعيت الماضي، فاستدعى بدوره ألف سؤال.

بالأساس لماذا نكتب الرسائل العاطفية، هل نلجأ للكلمات المكتوبة لنبوح بما لا نستطيع أن نعبّر عنه بكلام منطوق، أم أن الحياء يمنعنا أن نخرج ما في داخلنا فنستتر وراء الكتابة؟ ثم هل التعبير عن الحب في رسالة يحتاج إلى بلاغة؟ وهل تتسع الرسائل العاطفية للأفكار، أم أنها محض عواطف هوجاء حارة تتدفق كالبركان؟ فالحب لا يعرف العقل، أحقا هو كذلك؟

(3)

ربما نكتب الرسائل العاطفية، لأننا نخاف أن تضيع منا الكلمات عند المواجهة، فتمنحنا تلك الرسائل وقتا لنفكر فيما يجب أن نقول، فنختار الكلمة المناسبة لنضعها في الجملة المناسبة، لتصبح الرسالة مكانا مريحا لاعتراف القلب.

إعلان

في المراسلات الشهيرة بين جبران خليل جبران ومي زيادة، اللذين لم يلتقيا وجها لوجه، وبقيت علاقتهما قائمة على المكاتبات سنوات طويلة، نقرأ شوقا صريحا، لكننا نقرأ معه أسئلة عن الفن واللغة والروح، وكيف ينعكس كل ذلك على العمل والكتابة.

الأمر نفسه مع غسّان كنفاني وغادة السمان، فقد خرجت رسائلهما إلى العلن بعد اغتيال كنفاني بسنوات، وأثارت نقاشا أخلاقيا حول الخصوصية، لكنها كشفت أيضا جانبا إنسانيا وفكريا مهما، فالرسائل تخلط بين الاعتراف العاطفي والتأمل السياسي والسؤال الأدبي.

أما هِلواز وأبيلار، فكانا يتبادلان رسائل حبّ ملتهبة، لكنك تجد فيها نقاشا لاهوتيا وأخلاقيا حول الطاعة والزواج والرهبنة ومعنى الاختيار، وبالمناسبة فإن بيير أبيلار هو فيلسوف ولاهوتي فرنسي يعد من أبرز مفكري العصور الوسطى، أما هلواز دو أرجنتوي فكانت تلميذته، ثم زوجته السرية، ثم باتت راهبة.

هذه المراسلات الكلاسيكية بينهما تُقرأ اليوم على أنها نصوص حبّ وفكر معا، أي أن الرسالة تسع حرارة القلب وحجّة العقل في آن واحد.

إذن، هناك مكان ما للعقل في الحب!

أم هو في الرسائل تحديدا، حيث يعمل القلب كمحرّك، ويأتي العقل ليُنقّي اللغة، ويصوغ الفكرة، ويضع للحب معنى يعيش بعد لحظة الانفعال، فالرسائل العاطفية ليست اعترافات وجدانية فحسب، بل تتحوّل أيضا إلى مكان لإنتاج أفكار أخلاقية وفلسفية وجمالية تحت حرارة العاطفة، ولكن هل يعني ذلك أن العقل لا يغيب في الحب، كما روجوا لذلك، وكأنهم يحذروننا من مغبة فقدان العقل إن وقعنا في الحب.

(4)

حين احترت قلت فلأرى ماذا يعتقد الحكماء السابقون، فوجدت أن أفلاطون قال إن الحب الناتج عن الخطاب العقليّ واستكشاف الأفكار يُعدّ أعلى منزلة من الشهوة الجسديّة، يقصد ربما أن العقل يلعب دورا في توجيه الحب نحو "ما هو أعلى" وليس فقط ما هو مادّيّ أو شهوانيّ.

أما إيريك فروم، فيرى أنّ الحب "فن" وليس فقط شعورا أو انفعالا، ويحتاج إلى وعي وعقل وممارسة لكي يُنجَز، في حين فريدريك نيتشه يعترف بأن الحب يحوي جنونا، لكنّه جنون فيه شيء من العقل أيضا.

وإذا تركنا هؤلاء الخواجات فإنّ أبا الطيب المتنبي يقول:

فإنّ قليل الحُب بالعقل صالحٌ.. وإِن كثير الحبّ بالجهلِ فاسِدُ

أي أن الحب الذي يُوجّهه العقل يكون صالحا، بينما الحب المرتبط بالجهل، أي دون وعي أو تأمّل، يكون فاسدا.

أي أن العقل في الحب ليس عدوا، بل ضابطا.

الحب والعقل ليسا في صدام دائم أو مطلق، بل العلاقة بينهما مركّبة، الحب قد ينطلق من انفعال أو حدس، لكن العقل يُمكّنه من التوجيه، والفهم، والاستدامة.

الحب يا سادة لا يُذهب العقل، بل يعيد توجيهه نحو هدف جديد.

يتعب العقل أحيانا بعد أن ترهقه الحياة، يحتاج إلى وقود ليستعيد عافيته، فيأتي الحب ليس ليطيح به وإنما ليعيد إليه الحياة.

العقل العاشق ليس عقلا معطلا، بل عقلا يعمل بطريقة مختلفة، وهو بالمناسبة ليس عقلا محايدا، بل عقلا مُحفَّزا بالعاطفة ومُوجَّها بها، بل إن العقل والحب شريكان، وليسا خصمين، والعاشق لا يفقد عقله، بل يستخدمه بكل طاقته لخدمة قلبه، وتحت تأثير الحب، يبحث العقل عن أجمل الكلمات، أدق التعبيرات، أعمق المعاني.

إعلان

الحب يا سادة لا يَفقد العقل، بل يستدعيه، وربما كل ما يفعله الحب بالعقل أنه يغير سرعته وطريقة حضور.

(5)

أفكّر أحيانا أن كل رسالة حبّ كُتبت في هذا العالم، من أول سطر على ورقة صفراء إلى آخر رسالة في بريد إلكتروني، إنما كانت محاولة لإنقاذ العقل من الغرق في العاطفة، لا للفرار منها، فنحن نكتب حين لا تسعنا الكلمة المنطوقة، نكتب لأننا نريد أن نمنح المشاعر شكلا يمكن أن يُلمس، وصوتا يمكن أن يُسمَع بعد أن يهدأ القلب.

الرسالة ليست ورقة تُرسل، بل نافذة يطلّ منها القلب وفي يده مصباح العقل، يحاول أن يرى نفسه وسط العتمة الجميلة التي يصنعها الحبّ.

الحبّ لا يُفقدنا عقولنا، كما يُقال، بل يوقظ فيها لغة جديدة، منطقا أرقّ، وذكاء يُشبه الحلم، ولذلك فإن العاشق لا يفقد وعيه، بل يتعلم نوعا آخر من الوعي، يرى به العالم أكثر نقاء، ويرى نفسه أقلّ يقينا وأكثر إنسانية، ولهذا كانت رسائل الحبّ في كل زمان بمثابة حوار بين جناحين: جناح يحترق بالعاطفة، وجناح يحاول أن يُبقي على توازنه في الهواء، وبين الحريق والتوازن، يولد أجمل ما في الإنسان، وهو قدرته على أن يُفكّر بقلبه، ويُحبّ بعقله.

العاشق الحقيقي لا يفقد ذكاءه، بل يوظفه كله في خدمة عاطفته، يحفظ ما تحب وما تكره، يلتقط إشارات لا يراها غيره، يقرأ ما بين السطور، يخطط للمفاجآت، يختار الكلمات بدقة متناهية، يحسب خطواته، بل وحتى يبتكر طرقا لتهريب الرسائل في أصابع المحشي!

مقالات مشابهة

  • آنا صوفيا روب تكشف الدرس الأكبر الذي تعلمته من زواجها
  • سعد الدين الهلالي: الدولة المصرية القديمة كانت دولة موحدة
  • هل عمل الزوجة يوجب عليها المشاركة في نفقات البيت؟.. الأزهر للفتوى يوضح
  • الأردن: ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وإطلاق مسار سياسي لإقامة دولة فلسطينية
  • ٤ نوفمبر
  • تحليل مشاهد الزواج.. نقد الرأسمالية
  • حكم الزواج من حفيدة الزوجة المتوفاة المدخول بها.. الإفتاء توضح
  • أحمد الجنايني يحتفل بعيد ميلاد ابنته على إنستجرام
  • هل غياب العقل شرط للحب؟
  • د. هبة عيد تكتب: من الحب إلى التلاشي.. العلاقات السامة في ثوب الزواج