ماذا يعني انضمام سوريا للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة؟
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
دمشق- أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور واشنطن في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ليلتقي الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وستكون هذه أول زيارة لرئيس سوري إلى المقر الرئاسي الأميركي على الإطلاق، حيث سيوقّع الشرع اتفاقية الانضمام الرسمي لسوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فيما وصف براك الزيارة بـ"الرئيسية" لإعادة بناء العلاقات الثنائية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
                
      
				
كما ستمهد الزيارة لجولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة أميركية، بهدف اتفاق أمني حدودي في نهاية العام.
وكانت آخر زيارة لمسؤول سوري رفيع إلى البيت الأبيض عام 1999، عندما التقى وزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع بالرئيس الأميركي بيل كلينتون.
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، أكد مؤسس منظمة "سوريا طريق الحرية"، هشام نشواتي، أن انضمام الحكومة السورية الجديدة إلى التحالف يحمل أهمية سياسية وإنسانية كبيرة، مع ترجيح الكفة لصالح دمشق في المكاسب السياسية.
وأوضح نشواتي أن الخطوة تمنح الحكومة الجديدة شرعية دولية واعترافا رسميا أكبر من مكاسب التحالف، وتعكس التزاما بالاستقرار ومشاركة في مواجهة عدو مشترك هو تنظيم الدولة، مما يحفظ سوريا ويساعد التحالف، مشيرا إلى أنها رسالة من التحالف بتوفير الاستقرار، والإسهام في وحدة البلاد.
وأكد أن سوريا تقدم معلومات استخباراتية محلية لضرب تنظيم الدولة بدقة، مما يقلل الهجمات ويحمي المدنيين.
وشدد نشواتي أن الاتفاق يضعف قسد بلا شك، إذ يظهر حليفا أقوى يقوم بدورها أفضل، لكنه يدعوها إلى شراكة وطنية مع الحكومة الجديدة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال في مؤتمر صحفي "الرئيس السوري قد يأتي للبيت الأبيض وهو يعمل بجد. رفعنا العقوبات عن سوريا من أجل منحها فرصة، وسمعت أن رئيسها يقوم بعمل جيد للغاية".
إضعاف "قسد"
بدوره، أكد عضو التحالف السوري الأميركي، الدكتور سامر الصفدي، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، أن الخطوة تعبّر عن تحول جذري في الموقف السوري، من المعسكر الشرقي إلى التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة، ما يجعل سوريا شريكا أساسيا متعدد الأبعاد: أمنية وعسكرية ودولية، لافتا إلى أنه ومنذ سقوط النظام السابق يوجد تعاون غير رسمي يركز على الاستخبارات.
إعلانويتوقع الصفدي، مع الانضمام الرسمي، توسعا يشمل تدريب وتجهيز الجيش السوري، ومكافحة تمويل الإرهاب، ورفع سوريا من قوائم الدول الراعية له، ما يفتح أبوابا اقتصادية وإنسانية، نافيا تعزيز الوجود العسكري الأميركي، ومتوقّعا تقليصه بنقل المهمة إلى وزارة الدفاع السورية مع رقابة محدودة، وتفكيك قواعد ونقل معدات.
وأشار إلى أن نقل ملف مكافحة تنظيم الدولة إلى دمشق يضعف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لكنه يفتح باب الاندماج تحت وزارة الدفاع السورية أو التهميش، خاصة مع دعم تركيا لمحور دمشق واشنطن، كاشفا عن اختلافات داخل الإدارة الأميركية، حيث يدعم البنتاغون قسد، بينما يُفضل البيت الأبيض الحكومة السورية.
وختم الصفدي "سوريا تصبح لأول مرة في تاريخها حليفا لأميركا، والاعتماد سيكون على الحكومة المركزية في دمشق، بدلا من التعامل المفصل مع قوات متعددة".
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أمس الأحد، خلال منتدى حوار المنامة، أن ملف إعادة إعمار سوريا سيكون ضمن محادثات الرئيس الشرع خلال زيارته لواشنطن.
ويضيف أن هناك الكثير من المواضيع التي يتم الحديث عنها، بداية من رفع العقوبات وفتح صفحة جديدة بين الولايات المتحدة وسوريا، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تريد شراكة قوية جدا مع واشنطن.
شركاء حقيقيونمن جهته، قال الباحث المتخصص في الشؤون التركية والإقليمية، محمود علوش للجزيرة نت، إن انضمام دمشق إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة سيجعل سوريا شريكا إقليميا رئيسيا لواشنطن والغرب في مكافحة الإرهاب.
وأوضح أن هذا الأمر يعني بالضرورة أنه سيكون على حساب دور "قسد" في الإستراتيجية الأميركية في سوريا، وسيكون عاملا أساسيا في إعادة صياغة العلاقة معها.
وأشار علوش إلى أن هذه نتيجة متوقعة في تحول التفضيلات الأميركية، عندما تجد الولايات المتحدة شركاء جددا يمثلون دولا وليسوا جماعات، في مكافحة الإرهاب، وهم أعلى قيمة وفعالية بطبيعة الحال.
وتوقع أن يؤدي هذا الانضمام إلى زيادة الضغط على أهمية "قسد" في الإستراتيجية الأميركية، ولن يكون دورها فيها كما كان بعد انضمام سوريا إلى التحالف الدولي.
ولفت الباحث علوش إلى أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، لأن مسار انضمام سوريا إلى التحالف الدولي مرتبط باتجاه أميركي لمعالجة ملف "قسد" معالجة كاملة، وبالتالي، فهو مؤشر على وجود منعطف مهم سيكون في هذا الملف.
وأكد أن الموقف التركي واضح فيما يتعلق بهذه المسألة، حيث تتمثل أولوياته بتفكيك "قسد" وإنهاء إدارتها الذاتية ودمجها في الجيش السوري، وفق اتفاق العاشر من مارس/آذار 2025.
وأوضح أن تركيا تفضل تحقيق هذا الهدف عبر التسوية السياسية، لكن في حال فشلت تلك المساعي السياسية، فإن الخيار العسكري سيكون مطروحا على الطاولة.
وختم علوش بأن التعاون العسكري المتزايد بين تركيا وسوريا في الآونة الأخيرة يعطي مؤشرا على أن خيار استخدام القوة ضد "قسد" يبقى مطروحا بطبيعة الحال على الطاولة، "ولا يمكن أن نتصور كيف سيكون عليه".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات إلى التحالف الدولی تنظیم الدولة إلى أن
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية جديدة تتشكل في دمشق.. الشيباني: سوريا تستهدف شراكة قوية مع الولايات المتحدة
البلاد (دمشق)
 في مشهد يعكس التحولات المتسارعة في السياسة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن بلاده تسعى إلى بناء”شراكة قوية جداً مع الولايات المتحدة”، في وقت تكثّف فيه واشنطن جهودها لإعادة دمج دمشق في منظومة الاستقرار الإقليمي.
 وقال خلال كلمته في منتدى حوار المنامة بالبحرين أمس (الأحد): إن دمشق لا ترغب في الدخول ضمن محاور أو استقطابات دولية، بل تسعى إلى انتهاج سياسة متوازنة تقوم على مبدأ التعاون والانفتاح مع الجميع، مضيفاً أن الحكومة”تمد يدها إلى الحلفاء والأصدقاء في المنطقة بما يخدم المصالح المشتركة”.
 وأشار الوزير إلى أن سوريا واجهت خلال الأشهر الماضية تحديات سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة، لكنها ماضية في مسار”السلم الأهلي وإرساء العدالة”، مؤكداً أن استمرار العقوبات الدولية”يفتقد لأي مبرر حقيقي” بعد التغييرات الجذرية التي شهدتها البلاد. كما شدّد على أن ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات “يُقوّض التجربة السورية الجديدة الفريدة”، لكنه لفت إلى أن بلاده تتعامل مع هذه الاستفزازات “بدبلوماسية ومسؤولية”.
 وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع إلى ترميم الاقتصاد المنهك بفعل أربعة عشر عاماً من الحرب والعقوبات، وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار، وسط دعم سياسي واقتصادي متزايد من دول عربية وغربية على حد سواء.
 من جهة أخرى، كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم برّاك أن الرئيس الشرع سيزور واشنطن قريباً، في زيارة يُنتظر أن تمهّد لـ”اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا قبل نهاية العام”، بحسب ما نقلته صحيفة أكسيوس. وأعرب برّاك عن أمله بانضمام دمشق إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عام 2014.
 وتزامنت هذه التحركات مع مساعٍ أميركية داخل الكونغرس لإلغاء ما تبقى من عقوبات “قانون قيصر”، بعد أن أصدر الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق أمراً تنفيذياً رفع بموجبه معظم القيود المفروضة على دمشق. وذكرت الخارجية الأمريكية أن واشنطن” ترحب بأي استثمار أو مشاركة في سوريا تسهم في بناء دولة يسودها السلام والازدهار”.
 ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة تمهّد لمرحلة جديدة في العلاقات السورية – الأمريكية، قائمة على المصالح المشتركة ومواجهة الإرهاب، فيما تبقى ملفات الأمن الإقليمي والتطبيع الاقتصادي وإعادة اللاجئين أبرز التحديات أمام “سوريا الجديدة” وهي تعيد رسم موقعها في الخريطة السياسية للمنطقة.