محمد وداعة: مبارك الفاضل .. ورافعة قوز هندى
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
محمد وداعة
مبارك الفاضل .. ورافعة قوز هندى
الامارات هى الراعى الرسمى للمليشيا و تمتلك ( 100% ) من اوراق الحل
القوات المسلحة السودانية لم تعلن انها وقعت على اتفاق المنامة ، و الحقيقة انها لم توقع
مصفوفة الدمج فى الاتفاق الاطارى تؤدى الى جيش اغلبيته من ( قوات الدعم السريع ) فى غضون (10) سنوات ،
اجراءات الاتفاق الاطارى تتقاسم فيها المليشيا مع الجيش هيئة الاركان و قيادات الفرق و الاسلحة و الشركات و الاصول،
اى اتفاق عن الدمج دون مصفوفة لا يعنى شيئا،
قال مبارك الفاضل ان(حديث نساء قوز هندي للبرهان مثل ضمير الامة الصامت المطالب بنهاية للحرب التي أفقرت الشعب وشردته وقتلت أبناءه ، صرخن النسوة بعفوية يا برهان أوقف الحرب يا برهان نحن تيتمنا يا برهان نحن نايمين في الشارع يا برهان الحرب فاتت السنة يا جيشنا الفانا ، وصاحب ذلك البكاء الحار، ما صدحن به نسوة قوز هندي يعبر عن راي الاغلبية الصامت في السودان الذي عبر عنه بوضوح بيان مكتبنا السياسي في حزب الامة ونصح فيه البرهان علي المشاركة في مفاوضات جنيف للاتفاق علي انفاذ مخرجات اعلان جدة ، لقد اعدت قراءة اتفاقات السلام الثلاثة الموقعة بين وفد القوات المسلحة السودانية ووفد قوات الدعم السريع في جدة والمنامة ، واشهد بان كل نصوصها تحقق الحفاظ علي الدولة السودانية ووحدة ومهنية الجيش السودانى وتنقذ الشعب السوداني من التشرد والفقر والاهانة ) ، الى ان يقول ( عدم مشاركة وفد الجيش السوداني في منبر جنيف والتصريح باستمرار الحرب لسنوات خطا كبير فيه مخاطرة بزوال الدولة السودانية ويتهدد وحدة القوات المسلحة السودانية في حد ذاتها كما يعبر عن استهتار بالماساة التي يعيشها الشعب السوداني ) ، و يقول (التناقض في الموقف من مشاركة دولة الامارات في الوساطة لانهاء الحرب وتنفيذ اعلان جدة لحماية الشعب السوداني وانقاذه من التشرد لن يخدم مصلحة السودان لان الامارات بما لديها من نفوذ علي الدعم السريع تمثل 50% من الحل ) ،
بداية ، فان السيد مبارك يعلم ان الاتفاق الاطارى ، اورد نصوصآ حول وحدة ومهنية الجيش ، ويعلم كذلك الاجراءات التى تضمنها حول مدة و كيفية الوصول لهذا الجيش المهنى ( المزعوم ) و كان عليه مراجعة تلك الاجراءات و التأكد من انها لن تؤدى الى جيش اغلبيته من ( قوات الدعم السريع ) فى غضون (10) سنوات ، هذه الاجراءات التى تتقاسم فيها المليشيا مع الجيش هيئة الاركان و قيادات الفرق و الاسلحة و الشركات و الاصول ، و يعلم مبارك ، علم اليقين خطط مليشيا الدعم السريع للانقضاض على السلطة منذ عام 2022م ، و يدرك تواطؤ قيادات سياسية و اهلية و مشاركتها فى ذلك ، و قد تحدث بها فى مقابلات متلفزة ،
القوات المسلحة السودانية لم تعلن انها وقعت على اتفاق المنامة ، و الحقيقة انها لم توقع ، و الا لطالبتها جهات عديدة بتنفيذ اتفاق ( المنامة ) ، مثلما تتمسك القوات المسلحة باتفاق جدة و تطالب بتنفيذه قبل الانضمام لمفاوضات جنيف ، و كان عليه ان يطالب بتنفيذ اتفاق جدة ، او على الاقل مطالبة المليشيا اعلانها الالتزام بتنفيذه ، بجانب التزام و ضمان وسطاء جنيف ،
نختلف مع السيد مبارك فى ان الامارات لديها ( 50% ) من الحل ، فالسيد مبارك نفسه قال مرارآ ان على الحكومة التفاوض مباشرة مع الامارات لانها تمتلك ( 00%) من الحل ، و هذا رأى الخبراء و الساسة فى مشارق الارض و مغاربها بالاضافة الى انه اصبح قناعة كل السودانيين ، فالامارات هى الراعى الرسمى للمليشيا ، تمدها بكافة انواع الاسلحة و الاموال ، و تقوم بتجنيد المرتزقة من دول الجوار ، و صنعت لها ظهيرآ سياسيآ يدافع عن جرائمها ،
السيد مبارك اوجد لنفسه دورآ منذ ان ظهرت جنيف ، و يلاحظ ان كل تغريداته موجه لقادة القوات المسلحة ، تارة فى شكل نصائح ، و تارة تحذيرات ، مركزآ على ضرورة الانضمام لمفاوضات جنيف ، وربما اشتمالها على انتقادات ، مثل قوله ( ان عدم الذهاب الى جنيف يمثل خطآ و استهتارآ بالمأساة التى يعيشها الشعب السودانى )، و لا يلام على ذلك الا فى اطار مجانبة الحصافة السياسية ، لان هذه النصائح و التحذيرات ،كانت ستجد صدا لها لو قالها مباشرة لمن بيده القرار ، ربما الاعلان عنها بهذه الطريقة يضمن وصول بريدها الى جهات أخرى ، و يظن مبارك اصطياده عصفورين بحجر واحد، ومما لا شك فيه انه اخطأ احد العصفورين ،
مبارك ، افتقد المنطق السياسى و التحليل السليم ، فلم يجد الا فى نساء قوز هندى رافعآ لحجته ،
محمد وداعة
إنضم لقناة النيلين على واتساب.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة السودانیة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
يوم للعزة والكرامة ومنعة عُمان وصلابتها
في تاريخ الأمم والشعوب هناك أيام خالدة لا يمكن تجاوزها دون التفكير في دلالتها العميقة وما أضفته من رمزية على حركة النضال الشعبي والتضحيات الكبيرة من أجل وحدة التراب وصون مقدسات الوطن واستقلاله. وينظر العمانيون إلى يوم الحادي عشر من ديسمبر، وهو يوم القوات المسلحة، بأنه يوم خالد من أيام عُمان الذي تتجلى فيه خلاصة تاريخ طويل من التضحيات التي خاضها الجندي العماني ـ وكل العمانيين جنود من أجل الوطن ـ عبر التاريخ ليبقى هذا الوطن شامخا وحرا يعيش أهله في أمن وكرامة.
وهذا اليوم -وإن ارتبط بداية بعام 1975- فإنه امتداد في الحقيقة لسلسلة طويلة من المواقف التي أثبت فيها العمانيون أن الدفاع عن الأرض شيء متأصل في وجدانهم منذ مالك بن فهم حتى الأئمة والسلاطين الذين حفظوا هذا الكيان السياسي والجغرافي من الأطماع المتشابكة والمعقدة إلى هذه اللحظة التي يمر فيها الإقليم بحالة من الارتباك والتحول وإعادة التشكل من جديد. وبذلك يغدو يوم القوات المسلحة يوما يرمز إلى القوة العمانية والمنعة في وجه كل من تسوّل له نفسه التفكير في النيل من أمن أو استقرار عُمان. وهذا الذي يحول هذا اليوم إلى ذكرى وطنية يحتفي بها العمانيون جميعا.
وتحضر قوات السلطان المسلحة باعتبارها المنظم لكل الذاكرة العسكرية والأمنية العمانية، وهي مؤسسات تجاوزت وظيفتها القتالية والأمنية لتصبح مؤسسات حديثة عالية التنظيم تستطيع إسناد الدولة في السلم كما في الحرب، من تأمين الحدود وحراسة الممرات البحرية وخطوط الطاقة، إلى الحضور في الأنواء المناخية والكوارث الطبيعية، وعمليات الإغاثة والإخلاء الطبي، وتمتد أدوار القوات المسلحة إلى تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع العُماني في المدن والجبال والقرى البعيدة.
ومن المهم القول إن دور هذه المؤسسات مرتبط بكل مفاصل الحياة، فلا تنمية بلا أمن ولا تنويع اقتصادي بلا بيئة مستقرة تحمي الاستثمار وتؤمّن حركة التجارة واللوجستيات. في هذا المعنى، تبدو المعسكرات والثكنات، والبرامج التدريبية المتقدمة، وأنظمة التسليح الحديثة، جزءا من البنية الأساسية غير المرئية للاقتصاد الوطني. الجندي الذي يحرس الحدود، والطيار الذي يؤمّن سماء عُمان، والبحّار الذي يراقب الممرات البحرية، جميعهم شركاء في حماية فرص العمل الجديدة، والمناطق الاقتصادية، والموانئ التي تتطلع لأن تكون عقدة وصل بين آسيا وأفريقيا والخليج.
ولا بد أن تعرف أجيال عُمان الجديدة أن الاستقرار والهدوء الذي يعيشون في ظله اليوم لم يأتِ صدفة، ولكنه صُنع عبر مسار طويل من الصبر والشجاعة والانضباط، وأن صورة الجندي في الوعي العام ليست صورة القوة المجردة، بل صورة الانضباط الأخلاقي، واحترام المدنيين، والالتزام بقيم الدولة التي يحميها.
وفي هذا اليوم الذي يرمز أيضا إلى عزة العمانيين وكرامتهم ومنعتهم، لا بد من تذكر الشهداء الذين ارتقوا في كل جبهة من جبهات التاريخ العُماني من أجل أن يصان حمى الوطن وأن يبقى شامخا كشموخ الجبال. وهذا يفرض علينا تذكر وشكر من يواصلون اليوم، في البر والبحر والجو، مهمة صون تراب هذا الوطن الغالي، وأن نجدد العهد خلف القائد الأعلى، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، بأن نبقى جميعا درعا للوطن وجسرا بين ماضٍ مليء بالتجارب الوطنية المجيدة ومستقبل تُبنى فيه القوة لخدمة السلم والتنمية وكرامة الإنسان العُماني حيثما كان.