الموقع بوست:
2025-06-16@13:48:06 GMT

عودة الأمهات في اليمن للجامعة.. قصص نجاح وتحديات

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

عودة الأمهات في اليمن للجامعة.. قصص نجاح وتحديات

من سن الطفولة إلى مرحلة الصّبا، عادةً ما نُسأل ماذا ستصبحين في المستقبل؟ تتنوع الإجابات وقتها بين طبيبة، ومهندسة، ومعلمة، والكثير من الأمنيات التي وضعتها الفتيات في درج النسيان، لأن الواقع كانت له حسابات أخرى، إلّا أنّ هذه الأمنيات استمرت بمطاردة بعضهن، فغلبت واقعهن دافعةً إياهن نحو تحقيقها.

 

"هدى السيد، وهيفاء بن عبدالحق، وأم محمد، وفاطمة الحنيشي، وحنان باصليلة، وأم جُمانة"، أمهات قرّرن العودة لمقاعد الجامعة عبر نظام الدراسة عن بعد، ومشاركة قصصهن كدافع للأمهات الحالمات، حيث لا مستحيل في تحقيق أحلامهن مهما كانت الظروف.

 

العادات والتقاليد

 

تقول هيفاء بن عبدالحق (29 عامًا) "تجربتي للعودة إلى الدراسة لم تكن سهلة أبدًا، مررت بصعوبات كثيرة وحرب، تارةً بيني وبين نفسي، وتارةً بين العادات والتقاليد التي نعاني منها في مجتمعنا و بيئتنا البدوية".

 

في حديثها لـ "الموقع بوست" تضيف هيفاء "انقطعت عن دراستي بسبب زواجي، الأمر الذي كان مؤلمًا بالنسبة لي لكوني محبة للعلم، وأصبحت الدراسة حلم وأمنية بخاطري لم أستطع الوصول إليها، فقد انقطعت عنها مدة ثمان سنوات - مرت ما بين إنجابي طفلتين وتربيتهن وعدة مشاكل انتهت بالانفصال- وجدت نفسي وحيدة مكسورة فكرت كثيرا واتخذت أصعب قرار وهو العودة لإكمال تعليمي".

 

التحقت هيفاء بجامعة حضرموت وتخصصت في القانون العام، معلقةً بأن الجامعة هي المرحلة الأصعب في مسيرتها التعليمية لأنها تتنافى مع عادات وتقاليد بيئتها، إلا أنها نجحت في التغلب على هذا التحدي وتابعت تعليمها الجامعي.

 

وفي ذات السياق تقول فاطمة الحنيشي "تعاملت بالتجاهل مع العادات والتقاليد، فقد كان حُلم إكمال تعليمي أقوى من أن يوقفه".

 

هدى السيد، هي الأخرى، قالت لـ "الموقع بوست": "عاداتنا وتقاليدنا كانت تحتم على الفتاة الزواج بعد إنهاء الثانوية العامة، كنت رافضة الزواج، لأن رغبتي تواقةً للتعليم، ولكن والدي أقنعني بأنني أستطيع إكمال تعليمي إذا تزوجت".

 

وتؤكد أم محمد (38 عاماً) قائلة "العادات والتقاليد أعتبرها إحدى الصعوبات التي واجهتها؛ لأنني زوجة وأم فمن الضروري أن أقوم بدوري وواجباتي نحو هذه العادات والتقاليد التي يمارسها الأهل والأقارب وأن أشاركهم فيها بقدر المستطاع".

 

تشجيع الأهل والشريك

 

"جهد وإصرار وعزم وصبر ودعم زوجي".. هكذا أجابت أم محمد، عن الدعم الذي تلقته من شريك حياتها لمواصلة تعليمها الجامعي الذي اختارته في تخصص إدارة الأعمال.

 

تتحدث أم محمد، لـ"الموقع بوست" عن العودة قائلة "قراري للعودة لمقاعد الدراسة الذي غاب أكثر من 15 عامًا، ليس بالأمر السهل وأنا في هذه الظروف ومسؤولياتي كزوجة وأم وموظفة، ولكن حبي وشغفي للدراسة كانا يلازمنني، حاولت بكل ثقة، إصرار، صبر وتوكل بالله في البدء من جديد وأحقق حلمي وطموحي وهدفي الذي احلم به".

 

حيث تعمل أم محمد في وظيفة إدارية بمدرسة حكومية إلى جانب دراستها الجامعية ناهيك عن الالتزامات الزوجية والمنزلية وواجبات الأمومة. بينما ترى أم جُمانة 28 عامًا، أنها لم تتلقَّ الدعم الكافي من شريك حياتها كالذي تلقته من والدها ووالدتها المشجعين لها بشدة وتفاني.

 

أما طالبة القانون العام، فاطمة الحنيشي، ترى أن والديها كانا الداعمان لها في مسيرتها التعليمية، الحنيشي أمـًا منفصلة تدرس وتعمل وترعى أطفالها الثلاثة.

 

فيما تركت هدى السيد رسالة تقول فيها: "أنا حققت شيء أنتِ تحبيه يا أمي"، متابعة "وفاة أمي مشجعتي وملهمتي ومعلمتي أثر بي كثيرًا، وكل ما أشعر بتقاعس اتذكر والدتي وأهدي إليها تعبي وشغفي ودرجاتي ونجاحي لأمي التي آمنت بي".

 

"زوجي يجلب الطعام من المطعم كي أركز في امتحاناتي ولا اتشتت في تحضير الوجبات"، الغيض من الفيض التي تحدثت به حنان باصليلة عن دعم شريكها لها.

 

جهة العمل الداعمة

 

"أنا امرأة عاملة والوقت لم يكن في صفي مع واجبات الأمومة والعمل المنزلي، فالأمر كليًا متعب ومرهق بشدة فالتعليم يتطلب التزام وجدية، حيث فكرت مليًا في أوقات بإيقاف قيد الدراسة من شدة المسؤولية وقوة الإنهاك".

 

كما وصفت حنان باصليلة وهي أم لأربعة أطفال وتعمل في مصنع المكلا لتعليب الأسماك "الغويزي" وتتحدث حول محيطها قائلة "كان داعمًا خاصة جهة العمل التي أعمل معها، حيث يسمح لي مشرفي العمل بمغادرة الدوام اثناء انعقاد اللقاءات التعليمية في الجامعة لحضور المحاضرات، ناهيك عن إعطائي إجازة غير مستقطعة من الراتب والحافز في فترة الامتحانات، إضافة إلى دفع مبلغ مالي كمعاونة من قبل الإدارة على تسديد الرسوم الدراسية الجامعية المكلفة جزاهم الله خير".

 

وبينت باصليلة (34 عامًا) أن دافعها وحافزها في العودة للتعليم الجامعي هو الحصول على المكانة المهنية في العمل وللتحسين من أجرها في العمل، وليفتخر بها أولادها بأن والدتهن قانونية أو محامية في المستقبل القريب "شيء يرفع من رأس عيالي"، حد تعبيرها.

 

العمر مجرد رقم

 

 تتحدث هدى السيد عن العمر قائلة "لديّ بنتين وثلاثة أولاد، حيث أن بنتي الكبرى تدرس في الجامعة بالوقت الجاري، أبلغ من العمر 39 عامًا، وأرى أن العمر مجرد رقم فقط، أما المهم فهو الروح، الإحساس والعطاء".

 

هدى فضلت تسمية قصتها "نضال امرأة" وعبرت عن شعورها قائلة "أشعر بأني مجاهدة في سبيل الله، فقد توليت زمام المسؤولية في ريعان شبابي كزوجة كأم في العائلة ونجحت في جميع مسؤولياتي مثلما نجحت بالالتحاق في الجامعة لاحقًا، وتخصصت في القانون العام لأن واحدة من أحلامي هي العمل في السلك الدبلوماسي مستقبلاً وأصبح الدبلوماسية هدى السيد".

 

سنة التخرج

 

إن كلاً من أم جُمانة، هدى، حنان، فاطمة وهيفاء في المستوى الرابع والأخير من مراحل الدراسة الجامعية حيث تصف فاطمة ذات 27 عامًا، مشاعرها قائلة "مجرد التخيل أنني على أعتاب التخرج، وسأقف على منصة التخرج بعد جميع الضغوطات والصعاب التي واجهتها أكاد أن أجزم أني سأبكي، لأنني حاربت كثيرًا حتى أصل إلى هذه المرحلة فأنا أول فتاة تصل إلى الجامعة في الأسرة وهذا بحد ذاته كان ضمن التحديات التي واجهتها".

 

تشهد أم جُمانة سنتها الأخيرة في تخصص رياض الأطفال وهي حامل في طفلها الثالث وتعمل كمعلمة في المدرسة وتحدثت عن التحديات التي تواجه الأمهات العاملات مع الدراسة الجامعية، خنقتها العَبرَة وهي تروي تفاصيل الرحلة الشاقة وصولاً  لحديثها عن سنة التخرج فابتسمت، وشددت على اختيار الأصدقاء الإيجابيين بعناية لما لهم من شأن في دعم الرحلة.

 

وجهت هيفاء رسالة للفتيات أجمَع بالقول "لا يوجد نجاح يأتي بالسهل أبدًا، فقط تحتاج الفتاة إلى اتخاذ قرار وإكمال المشوار".

 

تقول القاضي أنهار محمد عبدالخالق، رئيس الشعبة الشخصية بمحكمة استئناف حضرموت "إن العودة لمقاعد الدراسة الجامعية بعد غياب نتيجة أسباب وظروف شخصية أو أسرية خطوة مهمة جدًا لتمكين المرأة من الحصول على مصدر دخل خاص بها، فالاستقلال المالي يقلل من اعتمادهن على أطراف أخرى لتلبية احتياجاتهن واحتياجات أطفالهن، علاوةً على أنها تصبح أنموذجًا يحتذى به لأبنائها.

 

*تم إنتاج القصة الصحفية ضمن مشروع غرفة أخبار الجندر اليمنية الذي تنفذه مؤسسة ميديا ساك للإعلام والتنمية


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن حضرموت أمهات التعليم العالي حقوق العادات والتقالید أم محمد

إقرأ أيضاً:

محاولة اغتيال إسرائيلية لرئيس أركان الحوثيين في اليمن.. من هو محمد الغماري؟

رام الله - دنيا الوطن
أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، مساء السبت، أن إسرائيل نفذت محاولة اغتيال استهدفت اللواء محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة في جماعة الحوثي، وذلك في غارة جوية شنتها على العاصمة اليمنية صنعاء.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن الهجوم، الذي وُصف بـ"العملية المهمة"، استهدف الغماري بشكل مباشر، مشيراً إلى أن نجاح العملية سيُعد تطوراً كبيراً في المواجهة المتصاعدة بين إسرائيل والمحور الإيراني.

بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن "العملية كانت دقيقة وخُطط لها بعناية، وتأتي ضمن تحركات أوسع تستهدف قيادات عسكرية تمثل تهديداً مباشراً لإسرائيل".

وأكدت مصادر يمنية أن الغارة استهدفت اجتماعاً للمجلس العسكري الأعلى للحوثيين في صنعاء، مشيرة إلى أن الغماري كان الهدف الأساسي، دون أن يتم معرفة نتيجة الهجوم حتى الآن.


من هو محمد الغماري؟
اللواء محمد عبد الكريم الغماري يُعد من أبرز القيادات العسكرية الحوثية. يشغل حالياً منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجماعة، ويُشرف على العمليات الهجومية الكبرى.وتصفه تقارير أميركية بأنه قائد عقائدي تلقى تدريبه في معسكرات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية في 2021 على قائمة العقوبات بتهمة "الضلوع في أنشطة إرهابية تهدد مصالح الولايات المتحدة".

كما أدرجته السعودية ضمن قائمة المطلوبين عام 2017، ورصدت مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد موقعه.

وتشير المعلومات إلى أن الغماري أسس معسكرات تدريب لعناصر الجماعة، وشارك في إدارة ملف التصنيع العسكري، وتنسيق تهريب الأسلحة والخبراء من إيران ولبنان.

مقالات مشابهة

  • الزراعة: تعزيز العمل الإفريقي المشترك لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة
  • باراك يعلّق على إنجازات وتحديات الحرب مع إيران ويدعو لعزل نتنياهو
  • أبرزهم بن شرقي.. أبرز الأسماء المحلية المرشحة للانضمام للزمالك
  • رئيس محكمة استئناف محافظة الحديدة لـ”الثورة ” : نجاح العمل يتطلب التكامل في العملية الإشرافية بين الجميع لتحقيق العدالة 
  • بدء إجراءات عودة أولى رحلات الحجاج الإيرانيين
  • محاولة اغتيال إسرائيلية لرئيس أركان الحوثيين في اليمن.. من هو محمد الغماري؟
  • أولويات العدالة الانتقالية في اليمن... قراءة تحليلية لدراسة حديثة
  • نجاح 7 عمليات دقيقة لعلاج الانسداد المزمن بالشرايين التاجية بمجمع الأقصر الطبي باستخدام تقنية القسطرة التداخلية (CTO)
  • نجاح فريق طبي متخصص بقصر العيني في عملية جراحية نادرة للقلب
  • قصة نجاح الكرة المغربية تنال الإعجاب والإشادة في مؤتمر مجلة Olé لكرة القدم بميامي