السفير حسام زكي: الجامعة العربية تساهم في إعطاء الموقف الفلسطيني زخما وعمقاً في المحافل الدولية
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
أكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن الجامعة تولى الملف الفلسطيني أولوية في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وتتبنى الموقف الفلسطيني باعتباره موقفاً موحداً لـ 22 دولة، الأمر الذي يعطي زخماً وعمقاً ودعماً للموقف الفلسطيني الذي يخاطب العالم والمجتمع الدولي مستنداً لهذا الموقف الجماعي العربي.
جاء ذلك اليوم الثلاثاء في لقاء نظمته لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين مع السفير حسام زكي تحت عنوان "الجامعة العربية وتحديات المنطقة.. رؤى وسيناريوهات مستقبلية".
وقال السفير حسام زكي إن الوضع العربي الراهن ليس جيداً، في ظل تفشي بؤر الصدام والحرب، فهناك الحرب القائمة على قطاع غزة، وهي حرب إجرامية احتلالية فيها من البشاعات ما لا يوصف، كما أن هناك حربا في السودان قائمة منذ عام ونصف أو أكثر، وهي حرب مثيرة للحزن نتيجة تطورات الوضع في هذا البلد العربي الهام.
ولفت إلى أن هناك تصعيدا آخر مرتبطا بالحرب على قطاع غزة يتمثل في المواجهات العسكرية ما بين حزب الله والحوثيين ضد إسرائيل، مما يؤدي لرفع مستوى التوتر ويثير احتمالات تصعيد الصدام في المنطقة، وهذا أمر يعد في منتهى الخطورة.
وأشار إلى تدهور الأوضاع في ليبيا، مما يؤشر على هشاشة العملية السياسية القائمة هناك، مؤكداً ضرورة الحاجة إلى العمل مع القوى الفاعلة في ليبيا حتى لا ينتهي الأمر بتدهور الوضع.
وجدد التأكيد على أن الوضع العام فيما يتعلق بالمنطقة العربية في ظل الحروب والصدامات العسكرية وشبه العسكرية، قد يؤشر على أن الأمور ربما تصل إلى حافة الصراع، وهذه الأمور تؤثر تأثيراً كبيراً على قدرات الدول وإمكانياتها وفرصها في الاستقرار السياسي، لافتاً إلى أن بؤر الصدام والتوتر في المنطقة العربية تكون عائقا أمام عملية التنمية في الدول المستقرة وشبه المستقرة.
واستطرد السفير حسام زكي أنه رغم ذلك فإن هناك نقاطا مضيئة في الوطن العربي، تستحق الإشادة بها، وهناك دول تحقق قدراً من التقدم برغم كل التحديات الراهنة.
وذكر الأمين العام المساعد أن جامعة الدول العربية هي السقف لكل العرب،وهي تمثل الحد الأدنى من الوحدة العربية، منوها إلى أن المناقشات التي تجري تحت قبة الجامعة العربية تثمر عن مواقف سياسية لدعم القضايا الراهنة.
وتابع السفير حسام زكي أن الوضع الخاص بفلسطين، مؤسف للغاية نتيجة العدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة والضفة الغربية، مشددا على أن الموقف السياسي الذي تعكسه الجامعة العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يعد موقفا قويا وأساسا داعما لتلك القضية في المحافل الدولية، حيث تتبنى على سبيل المثال منظمة التعاون الإسلامي موقف الجامعة العربية ثم ينتقل للأمم المتحدة.
وحول تطورات الوضع في السودان، قال زكي إن السودان يشهد حرباً حزينة لأنها حرب تقوم بين طرفين سودانيين في الأصل، مشيرا إلى أن الجامعة العربية حاولت مع أطراف أخرى أن تعمل على تهدئة الحرب القائمة ونزع فتيل الأزمة التي تؤثر بشكل مباشر على دول الجوار كما أن لها تداعيات على منطقة القرن الإفريقي وشمال إفريفيا.
وشدد على أن الوضع في السودان يتطلب عملاً أكبر وأكثر كثافة، مشيرا إلى أنه في 12 يونيو الماضي استضافت الجامعة العربية اجتماعاً مهماً لتنسيق جهود المتداخلين لتسوية الأزمة السودانية، مجدداً التأكيد على أن الأمر يحتاج إلى تنسيق كبير فيما يتعلق بالجهد الذي يبذله البعض لنزع فتيل الصراع وإيقاف الحرب.
وتطرق إلى الحديث عن اجتماعات جنيف الأخيرة بشأن السودان، وقال إن الجامعة العربية لم يتم دعوتها إلى تلك الاجتماعات رغم جهودها في تنسيق مختلف الجهود المعنية بحل أزمة السودان، ولذا أصدرت بياناً ينم عن الامتعاض، وجرى حديث مع الجانب الأمريكي المنظم لاجتماع جنيف، وقال: "أبلغناهم أن الجامعة العربية هي المنطمة الإقليمية الأم للمنطقة وأن إبعادها عن جهود التسوية في السودان أمر مرفوض تماما".
وأشار إلى أن الجامعة العربية تعتبر الاتحاد الإفريقي منظمة شقيقة، ولكن غير مقبول أن تتم دعوته للاجتماع دون دعوة الجامعة".
وبشأن الوضع في ليبيا، أكد السفير حسام زكي أن هذا الوضع يتسم بالهشاشة، ويمكن أن ينقلب إلى تطورات غير حميدة، مضيفا: "لكن نثق في حكمة عدد من القاداة الليبيين المخضرمين الذين لديهم القدرة على وقف هذا التدهور".
وأضاف أن ليبيا بلد عربي مهم للإقليم العربي وكذلك لإفريقيا وأوروبا والاقتصاد العالمي بسبب تصدير النفط، مشددا على أن الجامعة العربية حاولت في هذا الملف كثيراً، حيث استضافت في مارس الماضي قيادات المجالس الثلاثة في ليبيا (مجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي)، مشيرا إلى أن الجامعة لم تتراجع عن فكرة جمعهم مرة أخرى، وقد يتم توسيع الاجتماع ليشمل شخصيات مؤثرة في المسرح الليبي، بهدف مساعدة ليبيا في صياغة دستور جديد وإقرار قواعد الانتخابات ونظام الانتخابات في البلاد.
ونوه إلى أن هناك ملاحظات إيجابية في عدد من الملفات المرتبطة بالدول العربية، حيث هناك تطورات إيجابية حدثت في العلاقات بين تركيا ومعظم الدول العربية، بما استدعى إلغاء اللجنة المعنية بالتدخلات التركية في الشئون العربية.
وقال إنه فيما يتعلق بالعلاقات العربية الإيرانية، فإن العلاقات لم تصل حتى الآن إلى ما وصلت إليه العلاقات التركية العربية، لكن يمكننا أن نقول إن الوضع الإيراني مع الدول العربية فيه قدر كبير من التحسن، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد ملاحظات فيما يتعلق بسلوك إيران في المنطقة"، مشيرا إلى أنه جرى كذلك الاستغناء عن اللجنة المعنية بالتدخلات الإيرانية في الشأن العربي التابعة لمجلس الجامعة العربية وهي التي تشكلت عام 2016.
وأعرب عن الترحيب بدور الصين في المنطقة الذي بدأ يتصاعد مؤخراً، مشيرا إلى أن الدول العربية ترتبط بعلاقات قوية مع الصين، وهي شريك استراتيجي للدول العربية.
وأضاف "ونرحب بدخول بكين في ملفات المنطقة ليس فقط لأنها تتفهم قضايانا بشكل جيد ولكن أيضاً لأنها دولة مهمة يجب أن تأخذ مواقفها بعين الاعتبار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السفير حسام زكي الجامعة العربية الوفد بوابة الوفد أن الجامعة العربیة السفیر حسام زکی الدول العربیة مشیرا إلى أن فی السودان فیما یتعلق فی المنطقة الوضع فی فی لیبیا أن الوضع على أن
إقرأ أيضاً:
دعم الدول الكبرى لسيادة المغرب الترابية يتعاظم يوماً بعد يوم تحت قيادة جلالة الملك
زنقة 20. الرباط
يعزز الموقف الجديد الذي عبرت عنه المملكة المتحدة، العضو الدائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب بشأن الصحراء، الدينامية الدولية غير المسبوقة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدعم سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.
وأعلن وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، خلال زيارة قام بها الأحد الماضي إلى الرباط، عن دعم المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب سنة 2007، مؤكدا أن هذه المبادرة تشكل “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” لتسوية النزاع حول قضية الصحراء.
وجدد رئيس الدبلوماسية البريطانية التأكيد على هذا الموقف بعد يومين بلندن، في تصريح أدلى به أمس الثلاثاء أمام مجلس العموم، الغرفة السفلى للبرلمان البريطاني.
ويأتي هذا الموقف، الذي تم التعبير عنه أيضا في البيان المشترك الذي صدر عقب المباحثات التي أجراها السيد لامي مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ليعزز الدعم القوي والواضح الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي المغربية من قبل عدد من القوى العالمية الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
كما يشكل أيضا تجسيدا إضافيا للدعم الدولي الواسع للدينامية الإيجابية والبناءة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
وراء هذا التطور، كما أكدت ذلك العديد من الشخصيات الأجنبية، لاسيما البريطانية منها، تبرز الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك، المبنية على الشرعية التاريخية، والحق غير القابل للمساومة، والاستقرار الإقليمي.
وقد مكنت هذه الدبلوماسية الملكية، التي تجمع بين الحزم في المبدأ والانفتاح في الرؤية والطموح في العمل، إلى تحقيق نجاحات مهمة، لا سيما من خلال الدعم المتزايد للمخطط المغربي للحكم الذاتي، الذي يعتبر اليوم الحل الوحيد ذي المصداقية والجدي والواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ويجسد الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة، كذلك، نجاعة الدبلوماسية الملكية. هذا القرار البريطاني، الذي يعكس إجماعا دوليا واسعا، يؤكد بشكل لا لبس فيه على توسيع التحالف الدولي الداعم لتسوية قضية الصحراء المغربية في إطار احترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة المغربية.
ومن خلال هذا الدعم، تعترف المملكة المتحدة بالدور المركزي الذي يضطلع به المغرب كقوة للاستقرار والتقدم في جميع أنحاء منطقة شمال وغرب إفريقيا وخارجها.
وبالملموس، أكدت لندن، في البيان المشترك، أن الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات قد تنظر في دعم مشاريع في الصحراء”، وذلك في إطار التزامها بتعبئة التمويلات اللازمة لدعم مشاريع اقتصادية جديدة في جميع أنحاء المملكة.
وبانضمامها إلى الدينامية الإيجابية الرامية إلى إيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء، تؤكد لندن اعترافها بالدور الريادي للمغرب كـ”بوابة رئيسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لإفريقيا”، كما تجدد التأكيد على التزامها “بتعميق تعاونها مع المغرب باعتباره شريكا للنمو في شتى أرجاء القارة”.
هذا الموقف البريطاني الجديد ليس قرارا ظرفيا، بل ثمرة لمسار طويل ومدروس بعناية مع المغرب، البلد الذي تربطه بالمملكة المتحدة علاقات تعود لأزيد من 800 سنة، مما يجعلها من أعرق العلاقات الدبلوماسية في العالم.
ومنذ سنة 2019، يرتبط البلدان باتفاقية شراكة تغطي كامل التراب الوطني للمغرب، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية. وهي اتفاقية ت كر س بشكل دائم الشراكة المغربية-البريطانية المنسقة، التي يحدوها طموح مشترك، للارتقاء بالعلاقات العريقة التي تجمع بين المملكتين.
وتمثل زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى الرباط تدشين عهد جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة والأصيلة بين البلدين.
وبالنسبة للرباط ولندن، فإن الأمر يتعلق بوضع شراكتهما المعززة على مسار يرتكز على أسس متينة للاستدامة في كافة المجالات.