المحكمة الجنائية الدولية.. لا خبر
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
مرّ أكثر من ١٠٠ يوم منذ أن أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في ٢٠ من مايو الماضي، أنه قدم طلبات إلى المحكمة (الدائرة التمهيدية) لاستصدار أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يواف جالانت، وثلاثة من قادة حماس (مجاملة سياسية من قبل المحكمة للعواصم الكبرى)، بتهم ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية.
ويتضح من تردد قضاة الدائرة المختصة بالمحكمة، في الاستجابة لطلب المدعي العام، العادل والواضح، والمعضد بمئات الأدلة على جرائم الكيان الصهيوني ومجازره بحق أهالي غزة، والتي بلغت حتى الآن أكثر من ٤٠ ألف شهيد و٩٥ ألف جريح، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض، وتدمير البنية الأساسية بالكامل، تقريبًا، وتهجير أكثر من مليونين من سكان غزة، وانتقالهم إلى مواقع في العراء، تفتقر إلى الأمان وأبسط مستلزمات الحياة، إن المحكمة تتعرض لضغوط وتهديدات واضحة من قبل الكثير من العواصم الكبرى في العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الذي هدد المشرعون فيها، بمعاقبة المحكمة، في حالة إصدارها لمذكرات الاعتقال هذه، الأمر الذي يضع قضاة المحكمة بين المطرقة والسندان، متمثلا في إحقاق العدالة أو الحفاظ على حياتهم ومستقبلهم المهني. والمحزن في هذا الأمر، أن هناك صمتا مريبا من معظم دول العالم تجاه هذا الأمر، بالرغم من كل الحراك الشعبي وحراك المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني في العواصم الكبرى، الذين لم تقبل إنسانيتهم ما تقوم به حكوماتهم ودوائر صنع القرار فيها، من أفعالٍ، تجعلهم يخجلون من هذا الاصطفاف غير المسبوق مع الكيان الصهيوني، في مشهدٍ، يؤكد بصريح النص، أن الصهيونية العالمية أصبحت تسيطر، بشكلٍ لامجال للّبس فيه، على إرادات حكومات هذه الدول وبرلماناتها، منتهكة بذلك كل قواعد القانون والأخلاق، ساعيةً، لهدم أحد أكبر إنجازات البشرية في مجال العدالة الدولية، و المتمثل بالمحكمة الجنائية الدولية (التي أنشئت في روما، بعد صراع طويل ومرير، في ١٨ يوليو ١٩٩٨م، ودخلت حيز النفاذ في ١ يوليو ٢٠٠٢م، والذي يبلغ عدد أعضائها الآن ١٢٤ دولة، ليس بينها بالطبع (الولايات المتحدة وإسرائيل) من أجل إقامة العدل، وعدم إفلات مرتكبي أخطر الجرائم في العالم من العقاب، مهما كانت جنسياتهم ومناصبهم.
خالد بن عمر المرهون، متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی أکثر من
إقرأ أيضاً:
شرطة الشارقة تطلق أول دبلوم لخبراء البصمات الجنائية
الشارقة: «الخليج»
أطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة، أمس، الدبلوم المهني في إعداد خبراء البصمات الجنائية وتأهيلهم، كأول برنامج تدريبي لتطوير المهارات التخصصية في المجال الجنائي، وذلك بالتعاون مع جامعة الشارقة.
وشهد إطلاق برنامج الدبلوم، اللواء عبدالله مبارك بن عامر، القائد العام، والدكتور عصام الدين عجمي، مدير جامعة الشارقة، والعميد د.محمد خميس العثمني، مدير أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، والعميد د. ناجي محمد الحمادي، مدير إدارة الأدلة والمختبرات الجنائية، والدكتورة أسماء نصيري، مدير مركز التعليم المستمر والتطوير المهني بالجامعة.
ويعد البرنامج نقلة نوعية لإدارة الأدلة الجنائية في تعزيز مستوى جودة التحقيقات الأمنية، عبر خبراء من كوادر وطنية ذات مستوى عالٍ من الاحترافية والمهارة، بتنظيم برامج تدريبية تجمع بين الطابع النظري والتطبيقي في تحليل البصمات، باستخدام أحدث الممارسات والتقنيات المستحدثة.
وأكد اللواء عبدالله مبارك بن عامر، أهمية البرامج المهنية المتنوعة ذات الطابع الأكاديمي التطبيقي في تطوير الكفاءات الشرطية، وذلك لدورها المهم في الربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء، وتحقيق أعلى مستوى من الاحترافية في العمل الشرطي.
من جانبه أشاد د.عصام الدين عجمي بالتعاون مع شرطة الشارقة الذي يعد نموذجاً رائداً للتكامل بين المؤسسات الأكاديمية والأمنية، والذي يسهم في توجيه البحث العلمي نحو قضايا واقعية تخدم أولويات العمل الشرطي، وتدعم صنع القرار القائم على الأدلة، مضيفاً أن الجامعة تتبنى نهجاً متكاملاً في تطوير الكوادر البشرية يرتكز على مواءمة التعليم مع احتياجات القطاعات الحيوية في الدولة.