هل ينجح باسيل بلعب دور بيضة القبان؟
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
منذ ما بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة قرر رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل التمايز الحقيقي عن حليفه التاريخي "حزب الله" ويعلم باسيل بأن هذا القرار ستكون له تداعيات جدية عليه وعلى تياره، بعضها سلبي والآخر إيجابي، لكنه بالرغم من ذلك جنح بإتجاه خطاب جريء منتقد للحزب، ونجح إلى حدّ كبير في تكريس صورة الخلاف مع حارة حريك، اذ ذهب في بعض الملفات أبعد من خصوم الحزب التقليديين.
بات باسيل من دون تحالفات فعلية، غير انه، ومنذ البداية قرر أن يأخذ دور "بيضة القبان" في ظل توازن سلبي داخل المجلس النيابي وامتلاكه كتلة نيابية وازنة.
فتح باسيل بازار التفاوض مع "حزب الله" بشأن رئاسة الجمهورية، على قاعدة أن الحزب لا يستطيع ايصال مرشحه إلى قصر بعبدا من دون موافقة باسيل نظراً لعدم إمتلاكه لأي أكثرية نيابية، مطلقة او نسبية، وعليه يجب التفاهم مع كتلة باسيل وهذا ما سيؤدي الى ايصال رئيس جديد للجمهورية يرضى عنه باسيل والحزب معاً، لكن حارة حريك لم تكن في وارد التخلي عن فرنجية خصوصاً بعد طريقة الإبتزاز العلنية التي مارسها باسيل، وعليه فشل مشروع باسيل مع الحزب لينتقل إلى قوى المعارضة الذي تقاطع معها على اسم الوزير السابق جهاد ازعور، لكن كتلة باسيل لم تستطع حسم المعركة لصالح الرجل وعليه فإن خاصيّة "بيضة القبان" تعرضت للضربة الأولى لانها لم تتمكن من ترجيح كفة على أخرى.
لعبة باسيل لم تنته، اذ حاول تشكيل كتلة نيابية تضم "لبنان القوي" وكتلة الحزب "التقدمي الاشتراكي" وهذا ما لم يتجاوب معه النائب السابق وليد جنبلاط اذ لدى الرجل حسابات اخرى معقدة تفوق حسابات باسيل المحصورة بالإستحقاق الرئاسي، وهذا ما وضع باسيل في مكان صعب، خصوصاً أن الرجل لم يعد بإستطاعته العودة الى التحالف المتين السابق مع الحزب ولا اقناع المعارضة بالتحالف معه ضمن شروطه الرئاسية، وعليه يبحث باسيل عن حلول اخرى تمكنه من حصد المكاسب السياسية، علماً أن معظم الاطراف السياسية باتت اليوم لا تتواصل مع باسيل الا شكلياً ولا تدخل معه في اي بازار سياسي او انتخابي نظراً للتجارب السيئة معه.
الضربة القاضية التي تلقها باسيل كانت في تناقص عدد كتلته النيابية حيث انسحب منها، طرداً او استقالة، اربعة نواب وربما يرتفع العدد .لم تعد كتلة باسيل قادرة، مهما كانت التحالفات النيابية، على تغيير مسار اي استحقاق وتحديداً الإنتخابات الرئاسية، وعليه سيبحث باسيل عن إعادة تمتين علاقته مع حليقه السابق وهذا ما فشل به خلال الاسابيع الاخيرة ليعود الى التصعيد الإعلامي ضده، وهذا يعني حتماً ان باسيل يعود تدريجياً الى اللعبة السياسية التقليدية حيث يعمل على اعادة التموضع ضمن فريقي الإنقسام كي يكون له حصة ودور في اي تسوية سياسية مقبلة مع نهاية الحرب الحاصلة حاليا.
ازمة باسيل المتنوعة باتت تهديداً حقيقياً لتياره السياسي الذي يخسر كوادر اساسية وقدرات شعبية وعدد نواب بشكل متسارع، لا بل ان قدرته على عقد التحالفات باتت ضعيفة جداً، وهذا يعني أن الخسارة بالنسبة للرجل ستكون عبارة عن دائرة لا نهاية لها في ظل رفضه لاي عملية نقد فعلية وجذرية لادائه السياسي والحزبي. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وهذا ما
إقرأ أيضاً:
هل ينجح الدينار العراقي في الحفاظ على قوته أمام الدولار؟
مايو 11, 2025آخر تحديث: مايو 11, 2025
المستقلة/- في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات بين الأوساط الاقتصادية في العراق، سجل الدينار العراقي مؤخراً أداءً قوياً أمام الدولار الأمريكي، وذلك بعد تنفيذ البنك المركزي سلسلة من الإجراءات النقدية التي يبدو أنها بدأت تؤتي ثمارها. هذه الإجراءات، التي قوبلت بترحيب من بعض الأوساط، جاءت في وقت تشهد فيه السوق الموازية تحولاً ملحوظاً، حيث تراجع الطلب على الدولار، مما عزز من ثقة المتعاملين بالقنوات الرسمية.
ومع أن هذا التحسن يلقى إشادة واسعة، إلا أن البعض يعتبره خطوة غير كافية لضمان استدامة الاستقرار المالي في العراق. فالبعض يرى أن الإجراءات النقدية التي اتخذها البنك المركزي، مثل تخصيص تمويلات تجارية عبر القنوات الرسمية، لا تلبي بشكل كامل احتياجات السوق المحلية، التي ما زالت تعاني من اضطراب في توفر العملة الأجنبية.
نائب محافظ البنك المركزي، الدكتور عمار حمد، أكد في تصريح لـ”الصباح” أن هذا الارتفاع في قيمة الدينار يعكس نجاح السياسة النقدية للبنك المركزي في تقليص الاعتماد على السوق الموازية وتوفير مصادر تمويل آمنة وشفافة للتجارة الخارجية. ومع ذلك، تبقى التساؤلات حول مدى قدرة هذه الإجراءات على التأثير بشكل طويل الأمد على استقرار سعر الصرف، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الداخلية التي يواجهها العراق.
يضيف بعض الاقتصاديين أن هذه السياسة قد تؤدي إلى تعزيز دور البنك المركزي في التحكم في الأسواق المالية، ولكن مع ذلك، لا تزال هناك العديد من المخاوف حول قدرة البنك على الحفاظ على هذه السياسة وسط تقلبات أسعار النفط والصراعات الاقتصادية في المنطقة. فهل ستستمر هذه القوة التي أظهرها الدينار العراقي أمام الدولار في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة؟
من جانب آخر، يشير آخرون إلى أن ترصين الجهاز المصرفي المحلي ورفع كفاءته التشغيلية قد يكون حجر الزاوية في استدامة التحسن الذي يشهده الدينار. ولكن يبقى السؤال: هل يعكس هذا التحسن الفعلي على الحياة اليومية للمواطنين؟ أم أن القوة الزائفة للدينار العراقي قد تتراجع مع أول هزة اقتصادية جديدة؟