اتفق خبراء على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيق التوصل إلى اتفاق، ويسعى لإطالة الحرب في غزة، وأنه لا يرغب حقيقة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ووفق الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، فإن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب والبقاء بالقطاع، وهو ما يمكن قراءته بوضوح في مؤتمريه الصحفيين الأخيرين اللذين أكد فيهما تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا، مما يعني أنه لا يريد صفقة ولا وقفاً للقتال في غزة.

وأشار مصطفى إلى أن نتنياهو أعاد في المؤتمرين الحديث عن مفهوم الصراع الحضاري، ووصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها تنظيم الدولة الإسلامية في محاولة للتأثير على المجتمع الإسرائيلي، وذلك في محاولة "للتغطية على سعيه لتعطيل التوصل إلى صفقة للمفاوضات، ورغبته بإطالة أمد الحرب".

واتفق مؤسس مجموعة فوكس للاستشارات السياسية كريس لابيتينا مع الخبير السياسي في رأيه، مستشهداً بحديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عندما أكد أن "محور فيلادلفيا ليس مهماً للأمن الإسرائيلي، ويجب ألا يكون عائقاً أمام الوصول إلى اتفاق".

مساعدة ترامب

وذهب مؤسس مجموعة فوكس للقول إن نتنياهو يحاول "ذر الرماد في العيون" ويختلق حجة جديدة تعيق التوصل لاتفاق سلام، و"هو ما درج عليه بحثاً عن فائدة سياسية وبقائه بالسلطة وحماية نفسه من المحاسبة القانونية" ولفت إلى أنه يسعى لمساعدة ترامب للفوز بالانتخابات بمنع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من تحقيق "نصر يُحسب لها" بتحقيق السلام.

وحول محاولات نتنياهو تكذيب واشنطن، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية إن نتنياهو يتبع هذا الأسلوب باستمرار وحتى مع وفده المفاوض، حيث إنه ينقض ما يتفقون عليه أمام الوسطاء باستمرار، مما يحدث إرباكاً ويوصل وفد التفاوض نفسه إلى حالة من الإحباط.

واتهم مصطفى الإدارة الأميركية بأنها لا تزال تتعامل مع نتنياهو "بقفازات من حرير" ولا تحمله المسؤولية بشكل مباشر، مشيراً إلى أنها تقترح عليه بنوداً جديدة بدلاً من أن تلزمه بالموافقة على ما سبق الاتفاق عليه.

ومن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد الأخرس أن موقف حماس السياسي الذي أعلنه عضو المكتب السياسي خليل الحية أصبح واضحاً للجميع، وقال إن هناك صفقة جرى التوافق عليها أمام الوسطاء في يوليو/تموز، وإن الحديث عن مقترح آخر يعني العودة إلى النقطة صفر، مما يستنزف الشارع الفلسطيني ومواقف المقاومة السياسية.

وحول موقف حماس بأنها لن تعترف باتفاق يشرعن وجود إسرائيل، أوضح الكاتب أن موقف الحركة سياسي متقدم ويعبر عن إدراك طبيعة المشهد السياسي الكلي في بعديه الإقليمي والدولي.

الفرصة الأخيرة

ولفت المحلل السياسي إلى وجود حالة "انسداد كلي" في المشهد، ترافقها قناعة لدى جميع الأطراف بأن محاولات نتنياهو لفرض واقع جديد بالقوة العسكرية في القطاع غير ممكنة، موضحاً أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة أمام نتنياهو لتحقيق "إنجاز" في الحرب بتحقيق الاتفاق بدلاً من تأزيم الوضع بالتمسك بمحور فيلادلفيا.

وعاد لابيتينا ليشير إلى أن نتنياهو اختلق حالة من الفرقة والانقسام داخل إدارة بايدن التي كانت تقف خلفه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بسبب إدارته للحرب التي تسببت في الكثير من المعاناة للمدنيين، مما أحدث انقساماً لدى واشنطن التي تريد دعمه ولكنها منزعجة من تصرفاته.

وعبر مؤسس مجموعة فوكس للاستشارات السياسية عن أمله أن تتحقق الصفقة لأنها ستنهي آلام المواطنين في غزة كما أنها ستعيد الأسرى إلى أهاليهم، محذراً في الوقت نفسه من أن أميركا لن تكون مستعدة للدخول في وساطة جديدة على المدى القريب في حال الفشل في التوصل لاتفاق يوقف الحرب في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

التنفيذ خلال 6 ساعات .. ترامب: التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال سلسلة من التصريحات عبر منصته "تروث سوشيال" عن التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد اثني عشر يوماً من التصعيد العسكري غير المسبوق بين الجانبين. ترامب، الذي لعب دور الوسيط من خارج موقعه الرسمي

 وقال ترامب إن الاتفاق سيسري تنفيذه بشكل تدريجي يبدأ خلال ست ساعات من لحظة الإعلان، ويشمل وقفاً مشروطاً لإطلاق النار من قبل إيران أولاً، يليها التزام إسرائيلي بعد مرور اثنتي عشرة ساعة، ليُعلن بعد أربع وعشرين ساعة عن "النهاية الرسمية للحرب".

ووصف ترامب هذا التطور بأنه "إنجاز كبير" من شأنه أن يمنع حرباً طويلة كانت ستدمر الشرق الأوسط بالكامل، حسب تعبيره. 

إيران تنذر سكان منطقة "رمات غان" في تل أبيب بإسرائيل بالإخلاء فورامسئول أمني إسرائيلي سابق: إيران ربما نقلت اليورانيوم المخصب قبل الهجوم

وأضاف: "لقد تم تجنّب كارثة كبرى. ما كنا أمامه هو احتمال لحرب كانت ستستمر سنوات وتأتي على استقرار الشرق الأوسط". لم ينس ترامب أن يختتم رسائله بنبرة دينية وشعبوية، قائلاً: "بارك الله إسرائيل، وبارك الله إيران، وبارك الله الشرق الأوسط"، في محاولة واضحة لإبراز دوره كبطل سلام خارجي بعد أن ظل بعيداً عن المشهد الرسمي.

رغم هذه التصريحات المتفائلة، لم تصدر حكومتا طهران وتل أبيب تأكيدات رسمية بشأن تفاصيل الاتفاق، مما أثار تساؤلات لدى المراقبين الدوليين بشأن جدية التنفيذ والتزام الأطراف. 

وذكرت مصادر إعلامية أمريكية مثل وكالة "أسوشيتد برس" و"رويترز" أن الاتفاق جاء في أعقاب ضغوط كبيرة تعرض لها الطرفان، خاصة بعد تبادل ضربات عنيفة شملت منشآت نووية وعسكرية، آخرها الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر، وردود الفعل الأمريكية.

وكان ترامب قد أشار أيضاً إلى "التعاون المبدئي" من إيران، التي أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بالضربة الصاروخية، الأمر الذي ساهم في تقليل الخسائر البشرية، وهو ما اعتبره ترامب مؤشراً على أن طهران كانت مستعدة للعودة إلى الطاولة السياسية. هذا التعاون جاء في سياق أكثر تعقيداً مما يبدو، حيث لم يتم تحديد إن كانت الولايات المتحدة جزءاً رسمياً من الوساطة أو إن كان لترامب دور شخصي فقط في تحريك القنوات الخلفية.

وفي ظل ترقّب دولي واسع، تبقى الساعات القادمة هي المحك الحقيقي لهذا الاتفاق. فالتزام الطرفين بمراحل وقف إطلاق النار سيفتح نافذة جديدة نحو التهدئة وربما مفاوضات أوسع، بينما فشل ذلك يعني العودة إلى مربع المواجهة المفتوحة. حتى الآن، يظل إعلان ترامب حدثاً سياسياً فريداً من نوعه، يجمع بين مفاجأة التوقيت وغموض المسارات، لكنه بلا شك أعاد تحريك المياه الراكدة في ملف ظلّ لسنوات من أعقد النزاعات الإقليمية.

طباعة شارك دونالد ترامب الرئيس الأمريكي اتفاق شامل وقف إطلاق النار إيران وإسرائيل

مقالات مشابهة

  • مهندس صفقة شاليط: نتنياهو يستغل الحرب على غزة للحفاظ على ائتلافه السياسي
  • خبراء لـ "الفجر": السودان بين جحيم الحرب وبوادر التحول السياسي
  • وسيط ترامب: صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكنة “خلال أيام”
  • لواء إسرائيلي متقاعد: الحل السياسي فقط سيمنع تطوير إيران قنبلة نووية
  • توكل كرمان: إيران خرجت منتصرة في الحرب مع إسرائيل كما خرج الحوثي منتصراً في الحرب مع أمريكا
  • منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإعلان التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة
  • استمرت 12 يوماً… ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بين إسرائيل وإيران
  • المملكة ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار
  • المملكة ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة
  • التنفيذ خلال 6 ساعات .. ترامب: التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل