تصاعد الأزمة الأوكرانية الروسية.. تهديدات نووية ومفاوضات متعثرة
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
تشهد الأزمة الأوكرانية-الروسية تصعيدًا متزايدًا، حيث تتشابك التحركات العسكرية مع المواقف الدبلوماسية المتوترة. وسط التهديدات الروسية بتغيير عقيدتها الدفاعية واستخدام الأسلحة النووية، تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، بينما تواجه روسيا ضغوطًا اقتصادية متزايدة تفتح الباب لاحتمالات جديدة للمفاوضات.
حيث قال المتخصص في الشأن الدولي، هاني الجمل، إن التحذير الروسي الأخير بشأن تغيير العقيدة الدفاعية واستخدام الأسلحة النووية يمثل تهديدًا ليس فقط لأوكرانيا، ولكن أيضًا لحلفائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ويأتي هذا التصعيد في ظل تعزيز روسيا لمواقعها في شرق أوكرانيا، حيث سيطرت على عدة مدن ودمرت مصنعًا للطائرات المسيّرة، إلى جانب تحييد عدد من المرتزقة الذين انضموا لدعم كييف.
وأضاف الجمل في تصريحاته لـ "الفجر"، أن روسيا تحاول تغيير قواعد اللعبة من خلال الضغط العسكري والمواقف التصعيدية، بينما تواصل الولايات المتحدة رفضها لدعم أوكرانيا بأسلحة تستهدف الأراضي الروسية بشكل مباشر. في المقابل، يعمل الاتحاد الأوروبي على تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها موسكو، حيث أعلنت كل من كندا وألمانيا تقديم دعم عسكري يشمل صواريخ أرض-أرض وأرض-جو وطائرات ومدفعيات لدعم الدفاع الأوكراني.
وأشار المتخصص في الشأن الدولي إلى أن روسيا تسعى لتعزيز تحالفاتها مع دول كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي السابق، مثل الشيشان. وفي الوقت نفسه، فإن هدف الغرب الأساسي هو استنزاف روسيا من خلال حرب طويلة الأمد تضع ضغوطًا على الاقتصاد والقرارات العسكرية الروسية، دون السعي المباشر لإسقاطها.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور إيفان يواس، مستشار مركز السياسة الخارجية الأوكراني، أن بوتين في فبراير 2022 لم يكن يفكر في المفاوضات، حيث كان يتوقع السيطرة على كييف في غضون أيام قليلة. لكن مع حلول مارس 2022، وبعدما بات واضحًا أن هذا الهدف غير قابل للتحقيق، لجأ بوتين إلى المفاوضات، إلا أن أوكرانيا رفضت أي استسلام، ما أدى إلى تعثّر المحادثات.
وأضاف يواس في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن النجاحات العسكرية الأوكرانية، لا سيما في منطقة كورسك، قلبت موازين القوى وجعلت تجميد الوضع العسكري غير ممكن لروسيا، حيث يعني ذلك خسارة أراضٍ لصالح أوكرانيا.
وتابع أن بوتين كان يتوقع طرد القوات الأوكرانية من كورسك خلال أيام، لكن بعد مرور شهر كامل وازدياد سيطرة أوكرانيا على 1300 كيلومتر مربع، أصبحت العودة إلى المفاوضات أمرًا محتملًا.
واختتم المحلل السياسي الأوكراني حديثه بالإشارة إلى أن بوتين يواجه ضغوطًا متزايدة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في روسيا، إذ تحتاج موسكو إلى رفع العقوبات الدولية لحل مشكلاتها الاقتصادية، وهو ما يتطلب بدء مفاوضات جديدة، لكن هذه المرة لن تكون بشروط بوتين، بل بشروط تفرضها الأوضاع الميدانية والاقتصادية المتغيرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا روسيا و اوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية بوتين آخر الأخبار
إقرأ أيضاً:
وسط ضغوط دولية لحل الأزمة.. موسكو تنفذ هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا
البلاد – موسكو
في ظل تزايد الضغوط السياسية والعسكرية على الجانبين لإحلال السلام، ومواصلة الدعم الغربي لكييف، وسعي موسكو لفرض معادلات جديدة ميدانيًا على الأرض، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس (الجمعة)، تنفيذ هجوم صاروخي وجوي واسع النطاق على أهداف داخل الأراضي الأوكرانية، في تصعيد لافت للصراع المستمر منذ أكثر من عامين، وجاء ذلك بعد أيام من ضربات أوكرانية طالت أهدافًا عسكرية ومدنية داخل روسيا.
وقالت الوزارة في بيان رسمي: “ردًا على الأعمال الإرهابية التي نفذها نظام كييف مؤخرًا، شنت القوات المسلحة الروسية هجومًا شاملًا باستخدام أسلحة دقيقة بعيدة المدى أُطلقت من البر والبحر والجو، بالإضافة إلى طائرات مسيرة هجومية استهدفت مواقع عسكرية أوكرانية”.
تزامن الهجوم مع انفجارات عنيفة دوّت في عدة مناطق أوكرانية، من الشمال إلى الجنوب، شملت العاصمة كييف، وتشيرنيغوف، وتيرنوبول، ولفوف، ولوتسك، وخميلنيتسكي. وأسفرت الضربات عن انقطاع شامل للكهرباء في عدد من المدن، إضافة إلى تعطل حركة القطارات ومترو الأنفاق، لا سيما في العاصمة.
وأعلنت شركة “أوكرزاليزنيتسا” الأوكرانية للسكك الحديدية عن اضطرابات كبيرة في حركة القطارات، فيما تعرضت مواقع صناعية في غرب البلاد، لا سيما في تيرنوبول ولفوف، لقصف مباشر أدى إلى أضرار بالغة وانقطاعات في الكهرباء.
وفي تشيرنيغوف، شمال العاصمة، أشارت تقارير محلية إلى تعرض البنية التحتية الحيوية لأضرار جسيمة، بينما تم توثيق سلسلة من الانفجارات في مناطق أخرى، وانتشرت مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر حجم الدمار والانفجارات في مواقع متعددة.
يأتي هذا الهجوم الروسي الواسع بعد سلسلة من الضربات الأوكرانية الأخيرة التي استهدفت قطارات شحن وركاب داخل روسيا، إلى جانب هجمات بطائرات مسيرة طالت مطارات عسكرية في مقاطعات مختلفة، بينها مورمانسك، إيركوتسك، إيفانوفو، وريازان، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وقالت موسكو إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة نُفذت باستخدام طائرات مسيرة مدعومة بتقنيات الواقع الافتراضي، مشيرة إلى وقوع حرائق في عدد من الطائرات، لكنها أكدت إخمادها وعدم وقوع إصابات في صفوف العسكريين أو المدنيين.
في سياق متصل، أكدت موسكو أن الرد الروسي يأتي في إطار حق الدفاع عن النفس، وقالت إنها لن تترك مثل هذه الهجمات من دون رد، في حين أفادت تقارير بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترمب بأن روسيا تحتفظ بحق الرد الكامل في الزمان والمكان الذي تراه مناسبًا.
ويشير مراقبون إلى أن وتيرة الضربات المتبادلة بين موسكو وكييف تشهد تصاعدًا حادًا مع دخول الحرب مراحلها المعقدة، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وجيوسياسية أوسع في حال استمرار التصعيد بهذا النطاق الواسع.