«إيكونوميست»: أزمة ثقة تضرب الاقتصاد الصيني وخطط طموحة للتغلب عليها
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
أكد تقرير نشرته مجلة «إيكونوميست»، أن لدى قادة الصين خططًا طموحة لاقتصاد البلاد، تمتد إلى عام وخمسة أعوام وحتى خمسة عشر عاماً من أجل التغلب على أزمة الثقة التي يعاني منها الاقتصاد.وتقول المجلة إنه من أجل تحقيق أهدافهم، فإن القادة الصينيين يدركون أنهم سيضطرون إلى حشد كميات هائلة من القوى العاملة والمواد والتكنولوجيا، ولكن هناك مدخلا حيويا واحدا كافح قادة الصين مؤخراً للحصول عليه وهو الثقة.
في غضون ذلك، تعيد الشركات متعددة الجنسيات، مثل سلاسل «ستاربكس» و«ماريوت»، تقييم استراتيجياتها في الصين، بسبب تفاقم الأوضاع الاقتصادية هناك، حيث دفعتها هذه الظروف إلى خفض توقعاتها المتفائلة السابقة.
لطالما كانت الصين تُعتَبَر محركاً أساسياً للنمو العالمي، بفضل توسع الطبقة المتوسطة وازدهار التحضر السريع. لكن وفقاً لتقرير نشره موقع «بارونز»، يواجه الاقتصاد الصيني الآن واقعاً مختلفاً.
قبل جائحة كوفيد-19، كانت الصين تعد وجهة استثمارية واعدة بفضل تزايد الاستهلاك والتحضر السريع ونمو قطاع الخدمات، ومع ذلك، فقد أدت الجائحة إلى تعطيل العلاقات الاقتصادية بين الصين وبقية العالم.
وساهمت السياسات الاقتصادية المتشددة والتوترات بين الولايات المتحدة والصين في تفاقم هذه التحديات، بعد عقود من النمو السريع، تواجه الصين الآن تباطؤاً اقتصادياً كبيراً، مما يزيد حالة عدم اليقين بالنسبة للشركات والمستثمرين.
أزمة ثقة متصاعدةيعاني الاقتصاد الصيني من أزمة ثقة متصاعدة تهدد الأسواق وهو ما دفع صانعي السياسات الاقتصادية إلى وضع خطط اقتصادية طموحة من أجل إعادة بناء الثقة والتغلب على المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ووفقاً للمكتب الوطني للإحصاء، فقد انهارت ثقة المستهلك في أبريل 2022 عندما تم إغلاق شنغهاي وغيرها من المدن الكبرى لمكافحة جائحة كورونا، ولم يتعاف الاقتصاد الصيني بعد من ذلك الانهيار، حيث انخفضت الثقة مرة أخرى في يوليو الماضي.
تشاؤم في الصينويشير تقرير «إيكونوميست»، إلى إن التشاؤم في الصين لا يقتصر على المستهلكين، وإنما يمتد إلى الشركات الأجنبية التي لطالما اشتكت من صنع السياسات غير العادل أو غير المتوقع.
وأعلن البعض أن الصين “غير قابلة للاستثمار” نتيجة لذلك، والآن أصبحت أموالهم تجري مع أفواههم.
ويشير التقرير إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد هبط إلى سالب 14.8 مليار دولار في الربع الثاني من هذا العام، وهو أسوأ رقم مسجل على الإطلاق. وقد تفوق المستثمرون الأجانب الذين يبيعون حصصهم، أو يجمعون أقساط القروض أو يعيدون الأرباح، على أي دولارات يتم استثمارها، كما انخفض رقم منفصل تحسبه وزارة التجارة بنحو 30% باليوان في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ولم ينخفض الاستثمار الأجنبي المباشر بنفس الحدة إلا أثناء الأزمة المالية العالمية في الفترة 2007-2009.
تفاعل مع الاتجاهاتوأضاف أن الشركات الصينية تتفاعل مع الاتجاهات خارج البلاد وكذلك داخلها، وعلى سبيل المثال، ثبطت أمريكا الاستثمار في صناعة أشباه الموصلات في الصين، كما اجتذبت أسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة الأموال التي كان من الممكن أن تبقى في البلاد، وهذا أثر على الاقتصاد الصيني.
ولكن الشركات الصينية نفسها ليست أكثر تفاؤلاً في نظرتها المستقبلية، ففي كل شهر، يقوم خبراء الإحصاء الحكوميون باستطلاع آراء الآلاف من “مديري المشتريات” حول إنتاجهم، ودفاتر الطلبات، والتوظيف، والتوقعات المستقبلية.
وبحسب أحدث مسح، هبطت توقعات الأعمال في أغسطس إلى أدنى مستوى لها منذ جائحة كورونا. وفي أغسطس 2023، أي قبل عام من الآن، قال كريستوفر بيدور وتوماس جاتلي من شركة جافيكال دراجونوميكس الاستشارية: لا تزال ثقة الشركات مجرد وظيفة لدفاتر الطلبات لديها.
وخلص كل منهما إلى أن أفضل طريقة لتحسين التوقعات وسلوك الاستثمار هي ببساطة تحسين الظروف الاقتصادية الحالية من خلال المزيد من التحفيز.
تدهور المشاعرلكن ما حدث هو أن المشاعر تدهورت على مدار العام الماضي بشكل أسرع من الطلبات الجديدة، والتوقعات الآن أسوأ مما قد تتوقعه بالنظر إلى مؤشرات أخرى للنشاط.
ويعتقد بعض المحللين أن كآبة الصين تعكس مشاكل أعمق، تتجاوز الظروف الاقتصادية الحالية، حيث زعم آدم بوسن من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهو مركز أبحاث، أن الثقة في صنع السياسات في الصين تحطمت بسبب عمليات الإغلاق خلال فترة وباء كورونا، فضلاً عن الإجراءات التنظيمية المفاجئة ضد بعض الشركات الصينية الأكثر شهرة.
اقرأ أيضاًوزارة السياحة: 88 بازارا في خان الخليلي وشارع المعز بلا تراخيص
جولدمان ساكس يُعدل توقعاته لإنتاج «تحالف أوبك+»
وزير الاستثمار يستعرض الفرص الاستثمارية خلال لقاءه السفير الفرنسي
«آي صاغة»: استقرار أسعار الذهب.. وعيار 21 يسجل هذا الرقم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التكنولوجيا الصين الاستثمار الأجنبي الشركات الصينية شركات التكنولوجيا أسعار الفائدة الأمريكية الاستثمار الأجنبي المباشر رفع الفائدة الاقتصاد الصيني الظروف الاقتصادية اقتصاد الصين أزمة ثقة المشاكل الاقتصادية اقتصاد البلاد الاقتصاد الصینی فی الصین
إقرأ أيضاً:
سوريا تعود إلى الاقتصاد العالمي بعد 14 عاما من العزلة
فايننشال تايمز البريطانية
قال محافظ البنك المركزي السوري الجديد إن سوريا ستعيد ارتباطها بالكامل بنظام المدفوعات الدولي “سويفت” في غضون أسابيع، ما يعيد ربط البلاد بالاقتصاد العالمي بعد 14 عامًا من الحرب والعقوبات التي حولتها إلى دولة منبوذة.
وتمثل عودة “سويفت” أول إنجاز كبير في إطار إصلاحات الحكومة الجديدة التي تهدف إلى تحرير الاقتصاد السوري، وتشير إلى أن السلطات الجديدة تتحرك بسرعة لجذب التجارة والاستثمار الدوليين بعد أن رفعت الولايات المتحدة العقوبات الشهر الماضي.
وشرح عبد القادر حسريه، محافظ البنك المركزي، في مقابلة بدمشق،خارطة طريق لإعادة هيكلة النظام المالي والسياسة النقدية في البلاد لإعادة بناء الاقتصاد المنهار، وأعرب عن أمله في استعادة الاستثمارات الأجنبية، وإزالة الحواجز التجارية، وتطبيع العملة، وإصلاح القطاع المصرفي.
وقال حسريه لصحيفة “فايننشال تايمز”: “نهدف إلى تعزيز صورة البلاد كمركز مالي بالنظر إلى الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتوقعة في مجالي الإعمار والبنية التحتية — وهذا أمر حاسم”، وأضاف: “رغم إحراز تقدم كبير، لا يزال هناك الكثير من العمل في المستقبل”.
وعمل حسريه مستشارًا تقنيًا لفترة طويلة وشارك في صياغة عدد من قوانين التمويل في عهد الأسد، ويعمل حاليًا مع وزارة المالية على “خطة استقرار لمدة 6 إلى 12 شهرًا”، تتضمن إصلاح قوانين البنوك والبنك المركزي، وإعادة هيكلة نظام الضمان الاجتماعي وتمويل الإسكان، بهدف تشجيع السوريين في الشتات على الاستثمار في البلاد، إلى جانب مبادرات أخرى.
وكانت سوريا معزولة عن الأسواق العالمية منذ عام 2011، عندما قمع الرئيس آنذاك بشار الأسد انتفاضة شعبية بعنف، ما أدى إلى اندلاع حرب أهلية شاملة، وعندما أُطيح بالأسد على يد أحمد الشرع وتحالفه من المتمردين في ديسمبر الماضي، كان الاقتصاد في حالة انهيار وخزائن الدولة فارغة.
وقد شكك كثير من الخبراء فيما إذا كان يمكن لفصيل مسلح يفتقر إلى الخبرة في إدارة الدولة أن ينقذها، لكن خلال أسابيع من تولي السلطة، أعلن القادة الجدد عن إصلاحات سوقية حرة في الاقتصاد الخاضع لسيطرة مشددة في عهد الأسد، وطرحوا خطابًا يتسم بالشفافية والانفتاح، ما ساعد على جذب مستثمرين أجانب كانوا في البداية مترددين في التعامل مع متمردين إسلاميين.
وبنى الرئيس المؤقت أحمد الشرع على هذا الزخم، إذ حصل على دعم واسع لحكومته الناشئة من قوى عالمية حريصة على تحقيق الاستقرار في البلاد — رغم أعمال العنف المتفرقة التي شوهت عملية الانتقال، وقد حصل على دفعة قوية الشهر الماضي عندما رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات بشكل غير متوقع.
وقال حسريه، الذي بدأ عمله في أبريل: “رغم أن هذه كانت خطوة مرحّب بها، إلا أن هناك حاجة إلى تغيير شامل في السياسة”، وأضاف: “حتى الآن، رأينا فقط إصدار التراخيص ورفعًا انتقائيًا لبعض العقوبات. يجب أن تكون عملية التنفيذ شاملة، لا عشوائية”.
ويعد القطاع المصرفي عنصرًا أساسيًا في إعادة الإعمار، إذ انهار إلى حد كبير بسبب الحرب وأزمة مالية في لبنان المجاور عام 2019، بالإضافة إلى السياسات العقابية في عهد الأسد، ويريد حسريه إنهاء إرث تدخل النظام السابق، وإعادة قدرات الإقراض، والشفافية، والثقة.
وقال: “كان البنك المركزي سابقًا يدير النظام المالي بشكل دقيق، وينظم الإقراض بشكل مفرط، ويقيّد سحب الودائع”.
وأضاف: “نهدف إلى إصلاح القطاع من خلال إعادة الرسملة، وتخفيف القيود، وإعادة دور البنوك كوسيط مالي بين الأسر والشركات”.
وأوضح أن عودة “سويفت” ستساعد في تشجيع التجارة الخارجية، وخفض تكاليف الاستيراد، وتسهيل التصدير. كما ستُدخل عملات أجنبية تمسّ الحاجة إليها، وتقوّي جهود مكافحة غسيل الأموال، وتقلّل الاعتماد على الشبكات المالية غير الرسمية في التجارة العابرة للحدود.
وأضاف: “الخطة هي أن تُمرّر جميع المعاملات التجارية الخارجية عبر القطاع المصرفي الرسمي”، مما يلغي دور الصرّافين الذين كانوا يأخذون 40 سنتًا من كل دولار يدخل سوريا.
واعلن عن تخصيص رموز سويفت للبنوك والبنك المركزي والخطوة المتبقية هي أن تستأنف البنوك المراسلة معالجة التحويلات.
وسيتم دعم الاستثمارات الأجنبية أيضًا من خلال تقديم ضمانات، حسبما أفاد، وبينما تدعم الحكومة بالكامل القطاع المصرفي العام، يسعى حسريه إلى إنشاء مؤسسة حكومية تضمن ودائع البنوك الخاصة.
وفقدت الليرة السورية نحو 90٪ من قيمتها مقابل الدولار قبل الإطاحة بالأسد، وقد استعادت جزءًا من قيمتها منذ ذلك الحين لكنها لا تزال متقلبة، ولا يزال هناك تفاوت بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء.
وقال حسريه إنه يهدف إلى توحيد هذه الأسعار، وإنهم “ينتقلون نحو تعويم مُدار” للعملة.
ومع دمار معظم البلاد وتكاليف إعادة الإعمار التي تُقدّر بمئات المليارات من الدولارات، تُعدّ إعادة إنعاش الاقتصاد أكبر تحدٍّ يواجه الشرع.
وبدأت سوريا محادثات مع صندوق النقد الدولي، الذي أرسل وفدًا إلى البلاد الأسبوع الماضي، والبنك الدولي، وتسعى للحصول على دعم من دول المنطقة.
وقامت السعودية وقطر الشهر الماضي بسداد ديون سوريا المستحقة للبنك الدولي البالغة 15.5 مليون دولار، والتزمتا بدفع رواتب موظفي القطاع العام لثلاثة أشهر على الأقل.
كما وقّعت سوريا اتفاقيات مبدئية مع شركات إماراتية وسعودية وقطرية لتنفيذ مشاريع كبرى في مجالي البنية التحتية والطاقة.
وقال حسريه إن قادة البلاد قرروا عدم اللجوء إلى القروض، إلا أن البنك ووزارة المالية يبحثان ما إذا كان بإمكان سوريا للمرة الأولى إصدار صكوك، وهي شهادة مالية إسلامية شبيهة بالسندات لكنها متوافقة مع الشريعة التي تحظر الفائدة.
كما قبلت البلاد منحًا، منها 146 مليون دولار من البنك الدولي لقطاع الطاقة، و80 مليون دولار من السويد لإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودوليأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...