قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الحرب  المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا في السودان، قتلت ما يزيد على 20 ألف شخص، وهي حصيلة هائلة وسط صراع دمر الدولة الشاسعة.

وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس هذه الحصيلة خلال مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، وهي مقر للحكومة المعترف بها دوليا، المدعومة من الجيش.

وقال تيدروس إن العدد الفعلي القتلى قد يكون "أكبر بكثير".

وأضاف، في ختام زيارته التي استمرت يومين: "السودان يعاني من أزمة عاصفة. حجم الدمار صادم، والإجراءات المتخذة للحد من الصراع غير كافية".

وسبق أن شكك الطبيب والإعلامي، هيثم مكاوي، في الأرقام التي تعلنها الأمم المتحدة عن ضحايا الحرب في السودان، مشيرا إلى أن الأرقام تبدو أقلّ بكثير من حجم الكارثة.

وقال مكاوي لموقع الحرة، إن "الأمم المتحدة نفسها أعلنت مقتل حوالي 15 ألف شخص في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. وبالتالي ليس من المنطقي أن يكون العدد الكلي للقتلى 20 ألف شخص.

وأشار إلى أن ما جرى في الجنينة تكرر بصورة من الصور في مدن سودانية كثيرة، مما يدلل على أن الإحصائيات ليست دقيقة.

وكان تقرير للأمم المتحدة، أشار في يناير الماضي، إلى مقتل ما بين 12 ألف إلى 15 ألف شخص بمدينة الجنينة، في الفترة بين أبريل ويونيو 2023، وفق رويترز.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن هناك عوائق وعقبات تمنع وصول الفرق الطبية والطوعية إلى مناطق النزاع، مما يجعل كثيرا من الضحايا خارج الحصر.

وفي 19 مايو الماضي، أعلنت نقابة أطباء السودان، مقتل أكثر من 30 ألف شخص، وإصابة أكثر من 70 ألف آخرين، وتوقعت أن يكون الرقم الحقيقي للضحايا أكبر بكثير.

وفي 25 يونيو، أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية تقريرا عن الأوضاع في السودان، مشيرة إلى أن "تقديرات ضحايا الحرب تصل إلى 150 ألف شخص".

وأشارت اللجنة، وهي منظمة غير حكومية مقرها في نيويورك، إلى أن 25 مليون شخص من سكان السودان البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.

وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، لفت إلى أن التقديرات تشير إلى مقتل 150 ألف شخص خلال الحرب في السودان، وفق رويترز.

تباين بالآلاف.. إحصائيات "محيّرة" تحوّل أزمة السودان إلى"كارثة منسية" مع اقتراب الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من إكمالها شهرها السادس عشر، لا يزال الجدل مستمرا عن حجم الكارثة وما خلفته الحرب من دمار، بينما تتناقض الإحصائيات الخاصة بالقتلى الصادرة عن جهات محلية ودولية.

وانزلق السودان إلى الفوضى في أبريل 2023 عندما انفجرت التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ودخل الجانبان في حرب مفتوحة بجميع أنحاء البلاد.

وحول الصراع العاصمة الخرطوم وغيرها من المناطق الحضرية إلى ساحات معارك، مما أدى لتدمير بنى تحتية مدنية ونظام الرعاية الصحية المتهالك أصلا.

كما أغلقت العديد من المستشفيات والمرافق الطبية أبوابها.

وخلق الصراع في السودان ما يصفها خبراء بأنها "أكبر أزمة نزوح في العالم".

وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 13 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم منذ بدء الصراع، كان بينهم أكثر من 2.3 مليون فروا إلى دول مجاورة وأصبحوا لاجئين.

وقالت الأمم المتحدة، ومنظمات حقوقية دولية، إن القتال شهد ارتكاب الجانبين لفظائع تضمنت حالات اغتصاب جماعي وقتل بدوافع عرقية ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وطالب محققون مدعومون من الأمم المتحدة، الجمعة بتشكيل "قوة مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين، واتهموا كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب من بينها القتل والتشويه والتعذيب.

وأدت الفيضانات الموسمية المدمرة في الأسابيع الماضية إلى تفاقم الأزمة، إذ قتل عشرات الأشخاص، وجرفت بنى تحتية حيوية في 12 من محافظات السودان الـ 18.

كما صار تفشي وباء الكوليرا أحدث كارثة في السودان.

وقالت وزارة الصحة السودانية، الجمعة، إن الوباء قتل 165 شخصا على الأقل، وأصاب حوالي 4200 آخرين في الأسابيع الماضية.

وقال تيدروس "ندعو دول العالم للاستيقاظ ومساعدة السودان على الخروج من الكابوس الذي يعيشه. وقف إطلاق النار الفوري صار مطلوبا بشكل عاجل. أفضل حل للأزمة هو السلام".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی السودان أکثر من ألف شخص إلى أن

إقرأ أيضاً:

انتشال أكثر من 150 جثمانا من شوارع غزة عقب بدء سريان وقف إطلاق النار (حصيلة)

قالت وزارة الصحة في بيان لها، إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت 151 شهيدًا ( منهم 116 انتشال)، و 72 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. مشيرة إلى أن لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

وأفادت بأن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 67,682 شهيدًا و 170,033 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأكدت أنه تم اضافة عدد 320 شهيد للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين، مشيرة إلى أنها سجّلت نتيجة المجاعة وسوء التغذية، 463 شهيدًا، من بينهم 157 طفلًا.



بدوره، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الجمعة، عن انتشال جثامين 63 فلسطينياً منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن عشرات آخرين ما زالوا تحت الأنقاض وفي الشوارع، في وقت يصعب فيه على الطواقم الوصول إلى بعض المناطق بسبب وجود القوات الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في بيان رسمي: "منذ لحظات دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، تم انتشال 63 شهيداً من شوارع المدينة"، مشيراً إلى استمرار صعوبة الوصول إلى مناطق معينة.


وسجلت الحالات في مناطق متفرقة من القطاع، حيث استشهد 16 مواطناً جراء قصف منزل عائلة غبون جنوب مدينة غزة، وشهيد واحد في حي الشيخ رضوان شمال المدينة، ومواطنان في غارة جنوب خان يونس. ووصلت الجثامين إلى مستشفيات عدة، بينها مستشفى الشفاء في غزة (43 شهيداً)، ومستشفى الأهلي العربي (60 شهيداً)، ومستشفى العودة في النصيرات (4 شهداء)، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (16 شهيداً)، ومستشفى ناصر في خان يونس (32 شهيداً).

ووفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهراً بتوقيت القدس، بالتزامن مع انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي داخل القطاع، إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر". وشمل الانسحاب شمال غزة باستثناء حي الشجاعية، ومناطق غرب ووسط خان يونس جنوب القطاع، بينما مُنع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، ومعبر رفح، ومحور فيلادلفيا، والمناطق الشرقية لساحل خان يونس.

كما ينص الاتفاق على السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية، استناداً إلى اتفاق سابق دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي٬ والذي كان يتيح إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة.


وجاء هذا الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبرعاية أمريكية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 أيلول/سبتمبر الماضي٬ خطة من 20 بنداً تضمنت الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

وتستمر الكارثة الإنسانية في غزة رغم وقف إطلاق النار، حيث دمر الاحتلال معظم البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات ومرافق الدفاع المدني، فيما تعاني فرق الإنقاذ من نقص حاد في المعدات والوقود، ما يجعل الوصول إلى الجثامين وإنقاذ العالقين عملية صعبة تمتد لأيام.

وبدعم أمريكي، تتعرض غزة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لعمليات وصفها العديد من المراقبين بـ"الإبادة الجماعية"، خلفت 67 ألفاً و194 شهيدا٬ و169 ألفاً و890 جريحاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تفشي المجاعة التي أزهقت حياة نحو 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.

مقالات مشابهة

  • غرف الطوارئ السودانية شبكة شبابية رُشحت مرتين لجائزة نوبل للسلام
  • أمريكا تدين قصف مستشفى ومسجد في الفاشر وتدعو لوقف الحرب
  • بينهم أطفال ونساء.. ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم الفاشر إلى 60 قتيلًا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم الدعم االسريع الأخير في الفاشر
  • انتشال أكثر من 150 جثمانا من شوارع غزة عقب بدء سريان وقف إطلاق النار (حصيلة)
  • مدير منظمة الصحة العالمية يدعو حماية المرافق الصحية في الفاشر
  • 30 قتيل في هجوم بمُسيّرة بالفاشر السودانية
  • حكومة «تأسيس» ترحب بخطة «الرباعية» و تعلن إستعدادها لإنهاء الحرب في السودان
  • ضبط عنصر جنائى حاول غسيل 50 مليون جنيه حصيلة بيع مخدرات بقنا
  • ضبط عنصر جنائي غسل 50 مليون جنيه من حصيلة الإتجار بالمخدرات في قنا