ماذا حدث للحاجة زبيدة صاحبة الـ88 عاما بعد محو الأمية؟.. أزمة صحية هددت مشوارها
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
لم يكن والد السيدة زبيدة عبدالعال، التي اقربت من عمر الـ90 عامًا، يؤمن بأهمية تعليم الإناث، إذ رفض قديمًا التحاق طفلته الصغيرة ابنة محافظة المنوفية، بالمدرسة كباقي الأطفال، إلا أن الحلم ظل يراودها حتى بعد إتمامها الـ87 عامًا، لتجد نفسها تبحث عن حلم قديم رغم وفاة زوجها وإنجابها لـ 8 أبناء، بل أصبحت جدة لـ13 حفيدا وحفيدة، لتقرر محو أميتها والحصول على الشهادة الابتدائية بعد الالتحاق بفصل «محو الأمية».
وبين ليلية وضحاها أصبحت الحاجة زبيدة، السيدة الثمانينية، حديث وسائل مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي، خاصة بعد انتشار لقطاتها وهي تؤدي الامتحان، حتى إن الفنانة العالمية إنجلينا جولي، أشارت لقصتها حينها، بأنه «لا يأس مع الحياة».
واليوم، يحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمية، فكانت «زبيدة» رمزًا من رموز الحلم والأمل، الإرادة التي تغلبت على حرمانها من التعليم، لتظل أثرا من ثماني عقود تبحث عن وسيلة لتحقيقه، بحسبما ذكرت لـ«الوطن»: «كان نفسي أبقى بعرف اقرأ واكتب، حتى أعرف أقرأ روشتات الدواء، اتجوزت وأنا عندي 18 سنة، وخلفت 4 ولاد و4 بنات، وانشغلت لحد ما اتعلموا واتجوزوا».
وتابعت: «لما جوزي مات لاقيتني مش عارفة حتى أقرأ ليه قرآن من المصحف، فقررت أروح فصول محو الأمية وأتعلم وأحقق حلمي».
عام مر على قصة السيدة المُلهمة، الحاجة زبيدة، ولكن ماذا حدث لها؟، هل استكملت مشوارها التعليمي، أم كان للقدر كلمة أخرى.
وفي هذا الصدد، أوضحت الأستاذة سوزي صبحي، مدير عام تنممية المجتعات المحلية بتضامن المنوفية، ومنسق مبادرة لا أمية مع تكافل بمحافظة المنوفية، والمسؤولة عن تدريب السيدة زبيدة، إنها حتى يومنا هذا تقوم بدعوة جيرانها للالتحاق بفصول محو الأمية.
وأكدت سوزي صبحي، لـ «الوطن» إن وعكة صحية شديدة أثرت عليها، لكنها تنوي الالتحاق بالصف الأول الإعدادي، حال إتمام الشفاء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اليوم العالمي لمحو الأمية محو الأمية مسنة محو الأمیة
إقرأ أيضاً:
الوحدة اليمنية.. الحلم المتجدد
كل شيء قابل للنسيان والتجاوز، وان كانت أحداثاً تاريخية عابرة مثل الحروب والنزاعات والصراعات الأهلية، لكن حدث بحجم ومكانة الوحدة اليمنية فهذا هو الحدث الذي سيظل الحاضر دوما حتى في ظل الصراعات والأزمات الداخلية، فالوحدة اليمنية ليست مجرد حدث عابر في مسارنا الحضاري، بل كانت ولا تزل الحلم الأكثر قداسة في الوعي والوجدان والذاكرة الجمعية الوطنية.. نعم رغم كل ما حل في هذا البلد من أزمات متتالية بفعل المكايدات السياسية والحسابات الخاطئة للفعاليات الوطنية المتنافسة فيما بينها على المصالح والنفوذ، فأن الوحدة اليمنية تبقى هي الإنجاز الأعظم والأكثر قداسة في الوجدان الجمعي الوطني بمعزل عن حسابات النخب المتصارعة على جني خيراتها وخيرات الوطن..
35 عاما مرت من عمر الوحدة اليمنية، أعوام واجه خلالها الوطن والشعب أحداثا وعواصف وأزمات مركبة لكن كل ذلك لم ينل من عظمة الحدث _الوحدوي _والإنجاز الحضاري الأعظم الذي شهده الوطن والأمة في العقد الأخير من القرن العشرين في لحظة كانت خارطة العالم تعيد تقسيم ذاتها فغابت خلالها إمبراطوريات ودول وصعدت أخرى، فيما تميزت اليمن بإنجازها الحضاري الاستثنائي وكأن الشعب اليمني كان يرسل رسائله لكل العالم أن له قوانين خاصة وان منجزاته الحضارية تولد من رحم الأزمات أيا كانت مخاطر وأخطار تلك الأزمات..
نختلف اليوم على كل شيء على السلطة والحكم والثروة، نتصارع ونخوض مواجهات دامية فيما بيننا على مصالحنا لكن أحدا منا لا ينكر حقيقة الوحدة اليمنية بما في ذلك أولئك الذين رفعوا شعار (الانفصال) ولكن ليس رغبة بالانفصال بل رغبة بضمان مصالح يرى البعض أن الوحدة أفقدته إياها..؟!
إن مشكلتنا الحقيقية ليست بالوحدة كإنجاز حضاري وتاريخي وحدث أعادنا إلى وضعنا الطبيعي لم نبتدعه ولم نخترعه، فالوحدة اليمنية ليست مجرد وحدة جغرافية متلاصقة ببعضها، بل هي قيم وتراث حضاري وعادات وتقاليد وترابط اجتماعي واسري ودماء تجري بالعروق وتمازج أنساب ووحدة جينات ومشاعر وثقافة وتاريخ مكتوب بدماء أبناء الوطن الواحد، فأول شهداء أكتوبر (عبود الشرعبي) وأول طلقة أطلقها الشهيد غالب بن راجح لبوزة لم تكن في جبال ردفان، بل كانت في محور.
كم شهيدا من أبناء جنوب الوطن سقط دفاعا عن ثورة سبتمبر وصنعاء؟ وكم شهيدا من أبناء شمال الوطن سقطوا دفاعا عن استقلال شطرنا الجنوبي؟
نعم هناك اليوم من ربط قدسية الوحدة بمصالحه وهذا سلوك بشري جائز حدوثه حين يغلب البعض مصالحهم الشخصية عن مصلحة الوطن، وحين يربط البعض من النافذين مصالحهم وقرارهم بقوى خارجية يستمدون منها شرعية وجودهم على المشهد الوطني ويتناسون لأن الشرعية الحقيقية تأتي من الشعب وليس من أي قوى أخرى خارجية مهما كانت عظمتها بدليل إننا نخوض في معترك الخصومة منذ بزغ فجر الوحدة ولم نفكر لحظة لن شرعيتنا تأتي من شعبنا وان المفترض أن نعود لشعبنا وان نتعصب لهويتنا الوطنية وليس لهويتنا الطائفية أو المذهبية أو الحزبية أو المناطقية، وان نفكر بعقول وطنية وليس بعقول ذاتية توغل في تجزئه الوطن والهوية والقدرات..
الوحدة اليمنية ستظل هي الحقيقة الوحيدة الراسخة في مسارنا الحضاري وكل ما يجري سيذهب حين تعود العقول إل رشدها وحين يدرك أصحاب المشاريع الصغيرة أن مشاريعهم وبال عليهم ولعنة وان المشروع الوطني هو المنتصر في النهاية.
تحية إجلال وتقدير لكل المناضلين الذين ناضلوا من أجل الوحدة أحياء كانوا أو أموات، والرحمة والخلود لكل من سقطوا على طريق تحقيقها والانتصار لقيمها.. واثقين أن كل ما يجري على خارطة الوطن لن ينتقص من عظمة هذا الحدث الوطني وان حاول البعض التعامل معه بصورة عابرة أو الانتقاص منه على خلفية شعوره أن هناك من انتقص من مصالحه ومكانته..!
وستبقى وحدتنا اليمنية هي حلمنا المتجدد الراسخ في وجداننا والذاكرة.