روسيا تعلن تقدمها بدونيتسك وكييف تصف المعارك بالضارية
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
أعلنت موسكو الأحد تقدما جديدا لقواتها في دونيتسك بشرق أوكرانيا، في حين وصفت كيف المعارك حول مدينة إستراتيجية في المنطقة بالضارية.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة نوفوهروديفكا في مقاطعة دونيتسك.
وتبعد البلدة 12 كيلومترا عن مدينة بوكروفسك الإستراتيجية التي تهاجمها القوات الروسية منذ أسابيع، وتعد المدينة مركزا لوجستيا مهما للجيش الأوكراني.
وقبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، كان عدد سكان بلدة نوفوهروديفكا 14 ألفا.
ونشر يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري مشهور من مواليد أوكرانيا لكنه من المؤيدين لروسيا، خرائط تظهر القوات الروسية تهاجم مواقع بعد نوفوهروديفكا في محورين على الأقل على بعد أقل من 7 كيلومترات من بوكروفسك.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اقتراب قواتها من بوكروفسك والسيطرة على عدة بلدات وقرى في مقاطعة دونيتسك التي يسيطر الجيش الروسي على أجزاء كبيرة منها.
وواصلت القوات الروسية التقدم في المنطقة على الرغم من توغل الجيش الأوكراني في مقاطعة كورسك بغرب روسيا في السادس من الشهر الماضي في محاولة لتشتيت الهجمات الروسية في دونيتسك (شرق) وخاركيف (شمال شرق).
من جهتها، وصفت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني الوضع في أنحاء بوكروفسك بالمتوتر، وقالت إن معارك ضارية اندلعت في محيط عدة بلدات منها نوفوهروديفكا.
وأضافت في تقرير أصدرته مساء الأحد أن القوات الروسية التقرير نفذت 23 هجوما على المواقع الأوكرانية، مشيرة إلى معارك تجري في 6 مواقع بهذا المحور.
كما تحدث الجيش الأوكراني في إفادته اليومية عن الوضع على الخطوط الأمامية عن وقوع 100 اشتباك في دونيتسك خلال 24 ساعة.
وفي تطورات ميدانية خرى، قال الحاكم الأوكراني لدونيتسك إن 3 نساء قتلن الأحد في قصف روسيا.
كما قالت سلطات مقاطعة سومي (المقابلة لمقاطعة كورسك الروسية) عن مقتل شخصين جراء هجمات جوية روسية .
وكانت روسيا كثفت هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد.
وفي خاركيف، قال رئيس الإدارة المحلية إن القوات الروسية هاجمت بلدة ديرهاتشي بصواريخ مزودة بذخائر عنقودية مما اسفر عن إصابة 10 أشخاص.
وفي المقابل، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية إن هجوما أوكرانيا بمسيرة استهدف مستودع وقود مما تسبب في اشتعال النيران فيه.
وسيطرت القوات الروسية على نحو خُمس مساحة أوكرانيا منذ بداية الحرب، وتتقدم في شرقها في محاولة لبسط سيطرتها الكاملة على منطقة دونباس.
في الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن روسيا استخدمت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 800 قنبلة موجهة، ونحو 300 طائرة مسيرة، وأكثر من 60 صاروخا استهدفت مناطق أوكرانية متفرقة.
ونشر زيلينسكي في صفحته على تطبيق تلبغرام فيديو لآثار الهجمات الروسية، ودعا لإيجاد حلول أقوى للدفاع عن أوكرانيا، خاصة ما يتعلق باستخدام الأسلحة بعيدة المدى.
وأكد الرئيس الأوكراني أنه ناقش مع شركاء بلاده في اجتماع رامشتاين بألمانيا السبل الأمثل لوقف الهجمات الروسية من خلال شن ضربات على المطارات العسكرية الروسية والقواعد اللوجستية للجيش الروسي.
وفي حين تريد كييف من حلفائها السماح لها باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، حذرت موسكو من أنها سترد على ذلك بقسوة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القوات الروسیة بعیدة المدى
إقرأ أيضاً:
هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟
قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي إس إم للأبحاث والدراسات في موسكو، إن العرض الأوكراني الأخير يهدف ظاهريًا إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة دونباس، من خلال تحويل المنطقة إلى منطقة فاصلة خالية من السلاح، مع انسحاب القوات الأوكرانية والاحتفاظ بالإشراف الأمريكي المباشر.
وأوضح خلال اتصال هاتفي على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الكرملين يرفض هذا المقترح، مشيرًا إلى أن روسيا لا ترغب بالاعتراف بسيطرتها على الأراضي المتبقية دون صبغة قانونية، وأن الأمر يتعلق بضرورة حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وعدم قبول أي صيغة قد تُضعف سيادتها الفعلية على هذه الأراضي.
وأضاف ملحم أن ما يميز هذا العرض هو تعديلات أوكرانيا على خطة ترامب الأصلية، حيث لا تتطلب الانسحاب الكامل من دونباس، بل الانسحاب الجزئي للقوات الأوكرانية من حوالي 30% من مقاطعة دونيتسك، على أن تُترك المنطقة منزوع السلاح تحت إشراف أمريكي.
وأشار إلى أن الخطة لا تقدم أي تنازلات لروسيا بشكل ملزم، وأن الجميع—الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا وروسيا—يسعى لتحقيق نوع من "الاستراحة" في الحرب دون تقديم حلول نهائية أو الاعتراف بالسيطرة بشكل قانوني، ما يجعل التسوية مرهونة بالاعتراف بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، وهو ما ترفضه أوكرانيا في الوقت الحالي.
وأكد الدكتور ملحم أن الشكل النهائي للتسوية الذي قد ترضى موسكو عنه يجب أن يتضمن انسحابًا كاملًا للقوات الأوكرانية من مقاطعة دونيتسك، مع اعتراف أوكرانيا بسيادة روسيا على القرم ولوغانسك ودونباس، مقابل وقف إطلاق النار عند خطوط الجبهتين في زابوروجيا وخيرسون، واعتبار خط الجبهة الحالي هو الخط النهائي.
وأوضح أن هذا الموقف يعكس رغبة روسيا في تثبيت مكتسباتها العسكرية والاستراتيجية، ومنح نفسها ضمانات واضحة قبل أي اتفاق سلام أو تسوية نهائية، مؤكدًا أن أي تسوية مستقبلية ستعتمد على مدى التزام الأطراف بتنفيذ هذه الشروط بشكل كامل.