محللون.. نتنياهو يتعمد قتل المدنيين الفلسطينيين لأنه يأمن العقاب الأميركي
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
اتفق محللان على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يتعمد قتل المدنيين في قطاع غزة دون أن يكترث بأي غضب دولي لأنه يدرك أن واشنطن ستوفر له الحماية وتزوده بالسلاح مهما ارتكب من جرائم بحق المدنيين في قطاع غزة.
وفي إطار مشاركته في برنامج "غزة ماذا بعد؟" أقر أستاذ الأمن الدولي بجامعة جورج واشنطن، بنجامين فريدمان بأن إسرائيل تستهدف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل متعمد وعشوائي، وواشنطن تدعمها لحسابات سياسية وانتخابية.
وفي سياق تعليقه على المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي -فجر اليوم الثلاثاء- في منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 40 وجرح 60، وفق ما كشف الدفاع المدني في غزة.
وقال إن إسرائيل مستعدة لقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين في سبيل قتل بضعة مقاتلين، وإن الإدارة الأميركية اتخذت قرارها بأن تتقبل كل ما تقوم به إسرائيل، فهي لم توقف عنها الأموال وشحنات السلاح، وأكد أن واشنطن أعطت أموالا إضافية لتل أبيب كي تشن الحرب على غزة.
ونوّه فريدمان إلى أن إسرائيل لا تعبأ بالانتقادات الأميركية -التي توجه لها في بعض الأحيان- لأنها تعلم أنها ستحصل رغم ذلك على القنابل والسلاح.
ومن جهته، لا يتوقع الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي سلوكا مختلفا من الإدارة الأميركية لأنها -حسبه- "منخرطة ومتورطة" في عملية الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تقدم لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي 50 ألف طن من الأسلحة والمتفجرات وتزودها بـ22 ونصف مليار دولار من المقدرات العسكرية، وتوفر لها الحماية السياسية في مجلس الأمن الدولي وتضغط على الدول الأخرى بما في ذلك جنوب أفريقيا لسحب الدعوى التي ترفعها ضد إسرائيل، وعلى محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية لنفس الغرض.
ويؤكد البرغوثي أن الولايات المتحدة متورطة في الإبادة الجماعية وفي التجويع والتطهير العرقي الذي يمارس ضد الفلسطينيين، فهناك نحو مليوني فلسطيني تم ترحيلهم من بيوتهم.
ولا يستغرب البرغوثي من سكوت الأميركيين على مجزرة مواصي خان يونس، "وهم سكتوا عن استشهاد 150 ألف فلسطيني، على فرض وجود عشرات الآلاف تحت الأنقاض، وأكثر من 94 ألف جريح ربعهم سيموت بسبب عدم توفر الخدمات الصحية، بالإضافة إلى سكوت واشنطن عن إلقاء الاحتلال لأكثر 80 ألف طن من المتفجرات على أهل غزة".
الازدواجية الأميركية
ولأنها منحازة لإسرائيل ومتورطة معها في المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين، يقول البرغوثي إن الولايات المتحدة ليست وسيطا ولم تكن ولن تكون يوما كذلك، وهي استسلمت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتساعده على الاستمرار في حربه على غزة.
وفي السياق، ينتقد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية موقف منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الذي اتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها العقبة الأساسية أمام التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وأشار إلى أن المفاوضين الإسرائيليين أنفسهم وأهالي الأسرى وحتى منظومة الجيش يتهمون نتنياهو بأنه هو من يعرقل التوصل إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية في غزة، لكن الإدارة الأميركية تتهم حماس، مما يؤكد الازدواجية الأميركية.
ومن جهته، يؤكد أستاذ الأمن الدولي بجامعة جورج واشنطن أن حكومة إسرائيل لا تريد صفقة، والإدارة الأميركية تريد هذه الصفقة لكنها مقيّدة بالحسابات السياسية والانتخابية، ولذلك تحجم عن الضغط على نتنياهو، وتوقع أن تكون الأمور أسوأ في حال وصل مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى. كما قال إن الصفقة يمكن التوصل إليها إذا كانت هناك حكومة جديدة في إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
كما تتبع الفيلم -الذي يحمل عنوان "غنائم الانسحاب"- مصير الجيش الأفغاني الذي أنفقت عليه واشنطن مليارات الدولارات، وجنوده الذين تلقوا تدريبا أميركيا ليصبح بعضهم مرتزقة لاحقا في حرب أخرى بين روسيا وأوكرانيا، وذلك من خلال مقابلات خاصة بمسؤولين عسكريين وسياسيين أفغان.
ففي 31 أغسطس/آب 2021، غادر آخر جندي أميركي الأراضي الأفغانية، وبعد ساعات قليلة اقتحمت وحدات النخبة من قوات "بدر 313" التابعة لحركة طالبان مطار العاصمة كابل متسلحة بعتاد أميركي. وجاء ذلك بعد أن سيطرت الحركة خلال شهر واحد على مراكز المدن الأفغانية.
ويظهر في الفيلم المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي وهو ينفي أن تكون القوات الأميركية قد تركت معدات وأسلحة عسكرية في أفغانستان، إلّا أن تقرير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، أكد أن الوزارة سلمت الكونغرس تقريرا -لم ينشر في وسائل الإعلام- تذكر فيه أن حجم ما تركته الولايات المتحدة خلفها من معدات يقدر بـ 7 مليارات و100 مليون دولار.
ويوضح جيسون ديمبسي، المساعد الخاص السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في أفغانستان، أن المعدات التي تركها الأميركيون وراءهم هي نفسها التي قدموها للجيش الأفغاني، ويشير إلى أن طلبان لم يكن لديها طائرات هيلوكوبتر حتى وصلت إلى كابل، وأنها أخذت -وفق قوله- المروحيات التي تركت للجيش الأفغاني، كما استولت على كافة الأسلحة بعد انهياره.
ويعتبر ديمبسي أنه من العار أن الأميركيين تركوا أسلحتهم خلفهم وعجزوا عن تشكيل جيش أفغاني قادر على القتال.
ويقر بلال كريمي نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا -في شهادته- بسيطرة طالبان على الأسلحة الأميركية، ويقول إن "الأسلحة والعتاد من الغزاة والقوات المساندة لهم قد وصلت إلى أيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية وهي آمنة الآن"، مشيرا إلى أن أفغانستان تمتلك حاليا قوة مكونة من وزارة الدفاع والمخابرات ووزارة الداخلية التي تملك قوات أمنية.
وعن مصير المعدات الأميركية التي وقعت في أيديهم، قال قائد الأركان الأفغاني قاري فصيح الدين فطرت إن "قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاولت إعطاب ما تركته خلفها من أسلحة ومعدات، لكن بعضها بقي سليما وصار في قبضة الإمارة الإسلامية، أما المركبات والمعدات التي دمرت جزئيا فنحاول إعادة تأهيلها وإصلاحها لاستخدامها".
وتمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من الوصول إلى قاعدة مطار كابل العسكري وتوثيق عدد من الطائرات العسكرية التي تستخدم في نقل الجنود والمعدات العسكرية، فضلا عن طائرات هيلوكوبتر قتالية أظهرت حالة معظمها أنها جاهزة للعمل.
وحسب بلال كريمي، فقد عمل الأميركيون قبل مغادرتهم على تدمير الطائرات وإتلافها، لكن الإمارة الإسلامية أصلحتها منذ توليها السلطة، وبعضها أصبحت جاهزة، ويجري العمل على إصلاح البقية، وفق تعبيره.
ويقول العقيد عباس دهوك، وهو مستشار عسكري سابق للخارجية الأميركية، إن الأميركيين تخوفوا بعد انهيار الحكومة الأفغانية أن تقوم طالبان باستخدام المعدات لخدمة مصالحها الخاصة، أو بيعها في السوق السوداء أو بيعها لدول مثل إيران أو روسيا أو الصين.
ويكشف -في شهادته- أن الطائرات والمعدات الحساسة قام الأميركيون بتعطيلها إلى حد ما، لكنه لا يستبعد أن تكون المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية من مروحيات أو عربات الهمفي أو أسلحة قد انتقلت إلى طالبان قصدا.
كما تمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من دخول قاعدة بغرام العسكرية، التي كانت تعد من أكبر القواعد الأميركية في شمال العاصمة كابل، لكن لم يسمح له بالتصوير.
وعن حجم المعدات التي سيطرت عليها طالبان، جاء في الفيلم الوثائقي الذي بثته الجزيرة أن تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان والتي استندت إلى تقارير وزارة الدفاع الأميركية، تؤكد أن طالبان سيطرت على أكثر من 900 مركبة قتالية مدرعة، و18 ألفا و414 مركبة ذات عجلات متعددة الأغراض عالية الحركة، و23 ألفا و825 مركبة تكتيكية خفيفة من نوع همفي.
كما استطاعت طالبان السيطرة على 131 طائرة من مختلف الأنواع منها 3 طائرات ضخمة تستخدم لنقل الجنود، وما يقرب من 33 طائرة هيلوكوبتر من نوع بلاك هوك، و56 ألف بندقية آلية و258 بندقية من طراز أم 4 وأم 16، إلى جانب 17 ألفا و400 جهاز رؤية ليلية، وأكثر من 150 ألف جهاز اتصال مختلف.
أين اختفى الجنود الأفغان؟
وعن مصير آلاف الجنود الأفغان الذين تركتهم الولايات المتحدة للمجهول، أظهرت المعلومات الواردة في تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان أن كثيرا من الجنود والضباط الأفغان فروا من أفغانستان إلى الدول المجاورة مثل طاجاكستان وباكستان وإيران.
ويضيف التقرير أن عددا غير معروف من عناصر القوات العسكرية والأمنية المنحلة الذين بقوا في أفغانستان قد انضموا، إما إلى صفوف قوات طالبان أو تحالفوا مع جماعات أخرى مناهضة لطالبان أو جماعات مسلحة إقليمية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان.
والتقى الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي بشمس الدين أمرخي، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة في الجيش الأفغاني المنحل والذي عاد إلى أفغانستان أخيرا بعد مغادرته جبهة القتال في روسيا. ويقول إنهم ذهبوا إلى إيران للعمل بعد سقوط الحكومة وهناك شجعهم بعضهم على الذهاب إلى روسيا للمشاركة في الحرب الأوكرانية، لأن هناك كثيرا من المال.
وكشف أمرخي أن نحو 300 أفغاني شاركوا في الحرب الأوكرانية.
غير أن بلال كريمي، نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا، أكد أن "الإمارة الإسلامية أعلنت العفو العام عن جميع أفراد الحكومة السابقة عسكريين ومدنيين، وحتى الآن يعيش عشرات الآلاف من أبناء النظام السابق في أفغانستان، وهناك ما يقارب 500 ألف مسؤول يعملون في الإمارة أو في الهيئات الحكومية".
Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ