كتائب القسام: قصفنا مقر اللواء الغربي 300 في الجليل الغربي بـ30 صاروخًا
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم ، أنها نفذت قصفًا صاروخيًا مكثفًا استهدف مقر اللواء الغربي 300 التابع للقوات الإسرائيلية في خربة ماعر بالجليل الغربي، مشيرةً إلى أنها أطلقت نحو 30 صاروخًا على الموقع.
ووفقًا لبيان صادر عن كتائب القسام، فقد استهدف القصف مرابض المدفعية التابعة للواء الغربي 300، بالإضافة إلى مركز صيانة اللواء وتجمعات قوات العدو في الموقع.
وقال البيان: "لقد قمنا بتوجيه ضربة قوية لمقر اللواء الغربي 300، ونحن مصممون على متابعة مقاومتنا ضد العدوان. هذا الهجوم يهدف إلى إضعاف قدرة العدو على تنفيذ أي اعتداءات إضافية."
من جهته، أفادت تقارير إسرائيلية أولية أن الهجوم أسفر عن أضرار مادية في الموقع المستهدف، لكن لم يتم تأكيد أي إصابات بشرية على الفور. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه بدأ تحقيقًا في الحادث، مشيرًا إلى أنه يتابع الوضع عن كثب ويعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن القصف يأتي في سياق تصعيد مستمر بين الجانبين، حيث تشهد الحدود بين لبنان وفلسطين توترات متزايدة. وأكدت كتائب القسام أنها ستواصل عملياتها العسكرية طالما استمر التصعيد الإسرائيلي ضد غزة.
وفي ردود فعل دولية، أعربت بعض الأطراف عن قلقها من تصاعد العنف على الحدود، داعيةً إلى ضرورة العودة إلى الحوار والتهدئة لتفادي المزيد من التصعيد. وشددت الجهات الدولية على أهمية حماية المدنيين والحد من التداعيات الإنسانية للنزاع.
وزارة الصحة اللبنانية: شهيدان في غارة من مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية في بلدة البياضة
أفادت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم ، بمقتل شخصين إثر غارة شنتها مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية في بلدة البياضة جنوبي لبنان.
ووفقًا للبيان الصادر عن الوزارة، فقد استهدفت الغارة الدراجة النارية في وقت متأخر من الليل، مما أسفر عن استشهاد راكبي الدراجة. وأوضح البيان أن فرق الإسعاف والصحة وصلت إلى موقع الهجوم، حيث تم نقل الجثتين إلى المستشفى، وبدأت التحقيقات لتحديد ملابسات الحادث.
وقالت الوزارة في تصريح صحفي إن الهجوم يشكل تصعيدًا خطيرًا في الوضع الأمني في جنوب لبنان، ويعكس التوتر المتزايد في المنطقة. وأضاف البيان أن الوزارة تدين هذا الهجوم وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف التصعيد وحماية المدنيين.
من جانبها، أكدت السلطات المحلية في بلدة البياضة أن الغارة أثارت حالة من الذعر بين السكان، ودفعت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة. وأشار المسؤولون المحليون إلى أن هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترات متزايدة.
كما دعت وزارة الصحة اللبنانية إلى تقديم الدعم اللازم للمتضررين وأسر الشهداء، وأكدت على أهمية التحقيق السريع والشامل في الحادث لضمان تقديم العدالة ومعالجة التداعيات الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كتائب القسام الجناح العسكري حركة حماس التابع للقوات الإسرائيلية بالجليل الغربي کتائب القسام إلى أن
إقرأ أيضاً:
أزمات المنطقة تستحق أكثرَ من هواةٍ وعابري سبيل
شاركتُ عام 1997 في مؤتمر دولي استضافته إحدى الدول العربية الشقيقة، ونظّمته مؤسسةٌ أميركيةٌ ذاتُ اهتماماتٍ سياسية عالمية.
يومذاكَ، أتيحت لي فرصة الالتقاء بنخبة من المفكّرين والمسؤولين والإعلاميين والخبراء الاستراتيجيين الأمريكيين والعرب. ولقد تطرّقت جلسات المؤتمر إلى العديد من المواضيع المتَّصلة بالحوكمة والديمقراطية والعولمة.
كانت هناك مداخلات لافتة، منها كما أتذكر، مداخلة لبول وولفويتز – أحد «مهندسي» غزو العراق عندما تولى منصب نائب وزير الدفاع الأمريكي- وأخرى للإعلامي والمؤلف الأمريكي اللامع توم فريدمان. وفي المقابل، طَرح المثقّفون والأكاديميون العرب أفكاراً مهمّةً أسهمت في إثراء المناقشات، من دون أن تَردم، بالضرورة، هوة «نقص الثقة» بين واشنطن والعالم العربي.
في أي حال، أعجبني جداً قول فريدمان، في مداخلته، إنَّه كثيراً ما كان يُفاجأ في أثناء حواراته مع الساسة والمثقفين العرب بِكَمْ كانوا «مسحورين» بألقابِ الدبلوماسيين والموفدين الأمريكيين الذين التقوهم.
وتابع فريدمان: كانوا يذكرون ويتذكّرون كل كلمة ينبس بها أولئك الدبلوماسيون والموفدون وكأنَّها كلام مُنزل (!)... واستراتيجية راسخة، بل، وإرادة عليا لا رادّ لها.
ثم علّق، أنَّ محدّثيه ما كانوا يدركون أنَّ معظم أولئك الذين «سحروهم» بمناصبهم شخصيات عابرة، تحتل مواقعها بصفة مؤقتة، وسيطوي معظمها النسيان بمجرد أدائها دورَها. واستطرد «ثم إنَّ الكثير من تصريحاتها يصدر إمَّا لتسجيل موقف، أو تفادي الإفصاح عن أهداف لم ينضج بعد وقتها، أو التمويه على شأن مطلوب إبعاده عن الضوء... ناهيك من أنَّها قد تكون نتيجة اجتهاد شخصي غير ملزم للإدارة الأمريكية المعنية».
اليوم، هذه النظرة موجودة في لبنان إلى توم برّاك السفير الأمريكي الحالي لدى تركيا والموفد المكلف التعاملَ مع الملف السوري. وبما أنَّ برّاك يتحدّر من أصول لبنانية، وبسبب العلاقات التاريخية التلازمية بين سوريا ولبنان، تابع اللبنانيون من جهة و«اللوبي اللبناني - الأمريكي» من جهة ثانية... كلَّ تحركاته وتصريحاته منذ توليه مهمته.
أمَّا أحدث المستجدّات بالنسبة للموفد برّاك، بالأمس، فكان نفي وزارة الخارجية الأمريكية «الشائعات» التي انتشرت خلال اليومين الأخيرين عن إنهاء «الشق اللبناني» من مهمته، وإعادة تسليم ملف لبنان إلى مورغان أورتاغوس، الدبلوماسية والمحلّلة الاستخباراتية سابقاً.
النَّفي الأمريكي قد يخفّض مؤقتاً حرارة الجدل المزمن والمتجدد حول سلاح «حزب الله». غير أن هذا لا يعني أبداً أنَّ لدى إدارة دونالد ترمب مقاربة استراتيجية متماسكة وتفصيلية، سواءً بالنسبة لملف لبنان، أو لعدد من الملفات الساخنة في المنطقة.
نعم... حتى الآن، يرى كثيرون أنَّه ليست لدى واشنطن رؤية واضحة لتفاصيل علاقاتها الدولية، سواءً إزاء الحلفاء أو الخصوم.
وبخلاف «حرب التعرفات» الجُمركية وعرض عضلات الأساطيل البحرية، تبدو حتى أقرب العواصم الصديقة لواشنطن مرتبكةً تجاه إدارة يغلب على ممارساتها التكتيك... لا الاستراتيجية.
هنا قد يقول قائل: هذا الوضع طبيعي في إدارة حرص «سيدها» الرئيس ترمب على جعل العلاقة الشخصية، والولاء المطلق، معيارَي الأهلية الأساسيين لتولي المناصب السياسية والدبلوماسية.
وفعلاً، لا وجود في الإدارة الحالية لشخصيات عملاقة متخصصة ومثقفة من مستويات دين آتشيسون وهنري كيسينجر وأنطوني ليك وكوندوليزا رايس ومادلين أولبرايت وسوزان رايس. وحتى الملفات «التخصّصية» في مضامينها الحضارية والتاريخية والجغرافية، نجدها قد أوكلت لأصدقاء ورجال أعمال أثرياء ومتبرّعي حملات انتخابية، مثل ستيف ويتكوف وتوم برّاك، المولجين اليوم في تعقيدات منطقة الشرق الأوسط!!
هذا «الغياب الفعلي» لواشنطن قد يفتح أبواب المنطقة على المجهول.
روسيا، مثلاً، لم «تتقاعد» نهائياً بعد، إذ لا تزال لها «مسامير جحا» في شمال غربي سوريا. وإيران التي مُنيت بنكسة كبرى ما زالت قادرة على التحدي وإرباك الحسابات. وتركيا التي سجلت انتصاراً مفهوماً عبر التغيير في دمشق، قد لا تكتفي بالمقاعد الخلفية، إذا ما تضخّم الدور الإسرائيلي إقليمياً على حساب «مصالحها الحيوية».
أمَّا فيما يخصّ إسرائيل، فإنَّها تجد اليوم الفرصة سانحة لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، لجملة من الأسباب، منها:
1– استغلال الغياب الأميكيي، أو المباركة الأمريكية – لا فرق – من أجل إلغاء فلسطين... شعباً وقضية.
2– واقع أنَّ المناخ الإقليمي، العربي تحديداً، ما عاد يسمح بمواجهة أطماع بنيامين نتنياهو عسكرياً.
3– هروب نتنياهو إلى الأمام من أزمة الحكم في إسرائيل، تجسّد بتستّره خلف جموح حلفائه المتطرفين الحالمين بـ«أرض ما بين النيل والفرات».
4– الحذر الإسرائيلي من التشقّقات التي أخذت تظهر في «قاعدة» تحالفَي التطرّفين التوراتي الصهيوني والإيفانجيلي المسيحي الأبيض في أميركا. وكانت هذه القاعدة ترسّخت منذ رئاسة رونالد ريغان، مروراً بحقبة جورج بوش الابن و«المحافظين الجدد». ولكن تنامي قوة الإيفانجيليين البيض في معسكر ترمب، وتزايد «عنصرية خطابهم»، بالتوازي مع هيمنة التطرّف التوراتي على سردية «العداء للسامية»، نبّهَا عقلاء اليهود الأمريكيين أخيراً إلى أنَّ الشطط في استغلال تلك السردية أنعش العنصرية... أعادَ إلى ذاكرتهم الجماعية «نازية» أوروبا الثلاثينات!
أزمات بهذا الحجم، لا شَّك، تتفاقم وتستفحل عندما تنعدم المقاربات الواعية والمنصفة والاستراتيجية، وتُترك المعالجات في أيدي هواة وعابري سبيل!
الشرق الأوسط