قدم السفير محمد نصر يوم ٩ سبتمبر ٢٠٢٤،  أوراق اعتماده إلى السيد "رافائيل جروسي" مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مندوباً دائماً لجمهورية مصر العربية لدى الوكالة، حيث استقبل المدير العام للوكالة مندوب مصر الدائم الجديد بمكتبه بمقر الوكالة في العاصمة النمساوية في فيينا.

وقد شهد اللقاء استعراض مختلف أوجه التعاون الثنائي بين مصر والوكالة، وأكد السفير محمد نصر تثمين مصر لجهود الوكالة في الاضطلاع بدورها الأساسي في تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء لتعظيم الاستفادة من التطبيقات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز دور العلوم والتكنولوجيا النووية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة تحت مظلة برنامج التعاون الفني التابع للوكالة، في مجالات تنموية أساسية لرفاه المجتمعات كالصحة ومكافحة مرض السرطان، والزراعة وأمن الغذاء وغيرها من القطاعات التي تدعم طموحات الدول النامية.

وفي هذا السياق، أكد مندوب مصر الدائم لدى الوكالة على تطلع مصر لتعظيم استفادتها من المبادرات التي أطلقتها الوكالة في هذا الصدد تحت رعاية المدير العام "جروسي".

من جانبه، رحب المدير العام بالسفير محمد نصر، مثمناً التعاون والتنسيق المستمرين بين الوكالة ومصر على مختلف الأصعدة، ومشيراً إلى أن مصر دولة عضو ذات ثقل كبير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أعرب المدير العام عن رضاه عن وتيرة تنفيذ برامج التعاون الفني والتدريب بين الوكالة والمؤسسات المصرية ذات الصلة، واشار الي حرصه على بذل كل الجهود من أجل ضمان استفادة الدول الأعضاء من المبادرات التي أطلقتها الوكالة لتوظيف تطبيقات الطاقة الذرية لتحقيق أهدافها التنموية.

وفي ذات السياق، أشار المدير العام إلى أنه يتابع باهتمام كبير التطورات والخطوات المهمة التي تتخذها مصر على صعيد تنفيذ مشروع الضبعة لإنشاء أول محطة مصرية لإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية، مما يعني قرب انضمام مصر إلى فئة الدول التي تعتمد على الطاقة النووية في جزء مهم من باقة الطاقة المستخدمة لتحقيق أهدافها التنموية، وهو توجه تدعمه الوكالة، خاصة وأن الطاقة النووية يمكن أن تسهم كذلك في تعزيز الجهود الدولية لمعالجة تغير المناخ.

كما شهد اللقاء تبادلاً لوجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية المتصلة بعمل الوكالة، أخذاً في الاعتبار انعقاد الدورة الحالية لمجلس محافظي الوكالة حالياً في فيينا، وقرب انعقاد المؤتمر العام للوكالة خلال الشهر الجاري، وعلى رأسها جهود مصر لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط، وتطبيق ضمانات الوكالة على كافة المنشآت النووية في المنطقة، حيث أشار السفير محمد نصر إلى أن مصر ستطرح مشروع قرار في هذا الصدد خلال المؤتمر العام للوكالة المقرر انعقاده في سبتمبر الجاري بمقر الأخيرة في فيينا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفير محمد نصر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية العاصمة النمساوية في فيينا

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن حجم الأضرار داخل البرنامج النووي الإيراني.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخبرنا؟

منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي العسكري الواسع على مواقع استراتيجية داخل إيران، استهدفت الاحتلال عدة منشآت نووية تُعد من الأعمدة الأساسية لبرنامج طهران النووي.

ففي الثلاثاء الماضي٬ أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية٬ عن تسجيل أضرار في القسم السفلي من منشأة نطنز النووية، وذلك في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على إيران لليوم السادس على التوالي.

وأوضحت الوكالة، في بيان نشرته عبر حسابها على منصة "إكس"، أنها رصدت مؤشرات إضافية تُظهر "أضراراً مباشرة" لحقت بقاعات التخصيب تحت الأرض في المنشأة النووية، دون أن تقدم تفاصيل إضافية بشأن طبيعة تلك الأضرار أو حجمها.

The IAEA has information that two centrifuge production facilities in Iran, the TESA Karaj workshop and the Tehran Research Center, were hit. Both sites were previously under IAEA monitoring and verification as part of the JCPOA. — IAEA - International Atomic Energy Agency ⚛️ (@iaeaorg) June 18, 2025
وبيّنت الوكالة أنها استندت في تقييمها إلى تحليلات متواصلة لصور أقمار اصطناعية عالية الدقة تم جمعها بعد الضربات التي استهدفت مواقع نووية داخل إيران.

وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم حتى مستوى 60%، وهي درجة قريبة جداً من مستوى 90% المستخدم في إنتاج الأسلحة النووية. 

وتُعرب الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلق بالغ إزاء هذا التخصيب المرتفع، مشيرة إلى أن أي دولة وصلت إلى هذا المستوى من التخصيب قد امتلكت لاحقاً أسلحة نووية. 

فيما ترفض القوى الغربية تبرير إيران للاستخدام المدني لمستويات التخصيب هذه، وتُصرّ على أن لا دوافع سلمية لها.

في المقابل، تؤكد إيران أنها لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، وتعتبر نشاطها التخصيبي جزءاً من حقوقها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، التي تُجيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية.


الملف النووي الإسرائيلي
أما الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعد القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط رغم عدم اعترافه الرسمي بذلك، فليس طرفاً في المعاهدة، وبقي برنامجها النووي طي الكتمان.

يصنف الاحتلال الإسرائيلي، وفقاً لمصادر رسمية وأخرى غير رسمية، في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث القوة النووية، وذلك بفضل امتلاكها رؤوساً نووية يُمكن إطلاقها لمسافات تصل إلى 1500 كيلومتر عبر صواريخها الباليستية المعروفة باسم "أريحا"، بالإضافة إلى القنابل النووية التي يمكن إسقاطها من الجو.

وتُقدر بعض التقارير أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك نحو 200 قنبلة نووية جاهزة للاستخدام، في حين تشير مصادر غربية إلى امتلاكها كميات كبيرة من مادتي اليورانيوم والبلوتونيوم تُتيح لها إنتاج ما يصل إلى 100 قنبلة نووية إضافية، ما يعزز مكانتها كقوة نووية راسخة في منطقة الشرق الأوسط.

وفيما يلي عرض تحليلي لأبرز الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، استناداً إلى المعطيات المتوفرة، وعلى رأسها التقرير الفصلي الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المواقع الرئيسية المستهدفة في إيران

1. منشأة نطنز لتخصيب الوقود (ضربات في البنية التحتية)

تُعد نطنز إحدى أهم المنشآت النووية الإيرانية وأكثرها تحصيناً، وتضم نحو 50 ألف جهاز طرد مركزي، منها حوالي 13 ألف و500 تعمل حالياً لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 5%. 

وتفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الضربات الإسرائيلية دمرت البنية التحتية الكهربائية للمنشأة، بما في ذلك المحطة الفرعية ومباني إمداد الطاقة والمولدات الاحتياطية. 

ووفقاً للمدير العام رافائيل غروسي، فإن الفقدان المفاجئ للطاقة قد يكون ألحق ضرراً بالغاً بأجهزة الطرد المركزي.

2. محطة التخصيب التجريبية في نطنز (دمار شبه كلي)

تقع هذه المنشأة فوق الأرض، ما جعلها هدفاً سهلاً للضربات الجوية. وعلى الرغم من كونها أصغر حجماً، فقد كانت مركزاً للبحث والتطوير وتضم أجهزة طرد مركزي متقدمة قادرة على التخصيب حتى 60%. وقد أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، أن المحطة دُمرت بالكامل.

3. منشأة فوردو (لم تتعرض لأضرار واضحة)

تقع فوردو في عمق جبل، ما يجعلها محصنة نسبياً ضد الهجمات. ويعمل فيها حوالي ألفي جهاز طرد مركزي، مسؤولة عن الجزء الأكبر من إنتاج إيران لليورانيوم المخصب بنسبة 60%. 

وقد أشارت الوكالة إلى أنه لم تُسجل حتى الآن أضرار ظاهرة في المنشأة.

4. منشآت أصفهان ومواقع أخرى

أعلنت الوكالة أن الضربات أصابت أربع منشآت في مجمع أصفهان النووي، بينها منشأة تحويل اليورانيوم، وهو مكون أساسي في سلسلة إنتاج الوقود النووي. 

كما جرى استهداف منشآت لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران، كانت تخضع سابقاً لمراقبة الوكالة. 

وعبرت الوكالة عن عجزها عن تحديد عدد الورش العاملة في إنتاج أجهزة الطرد، نظراً لتراجع مستوى التعاون الإيراني بعد الهجمات.


العلماء.. خسائر بشرية مؤلمة لطهران

أفادت مصادر بمقتل 14 عالماً نووياً إيرانياً في الضربات الأخيرة، بينهم من قضى في عمليات تفجير بسيارات ملغومة. ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي أسماء تسعة منهم، واصفاً إياهم بأنهم من أعمدة المشروع النووي الإيراني. 

ويرى خبراء أن فقدان هؤلاء يشكل ضربة معرفية موجعة، رغم ما يُعرف بـ"المكاسب غير القابلة للعكس" التي حققتها إيران في هذا المجال.

مخزون اليورانيوم: كميات تكفي لعدة قنابل

تشير تقديرات الوكالة الدولية إلى أن إيران كانت تملك بحلول 17 أيار/مايو الماضي ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لصنع ما يصل إلى تسع قنابل نووية، إضافة إلى كميات تكفي لإنتاج مزيد من القنابل بمستويات تخصيب أقل. 

ويتم تخزين معظم هذا المخزون في أصفهان، رغم أن الوكالة لم تؤكد ما إذا كانت الضربات قد أثّرت عليه.

سيناريوهات الرد الإيراني

أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي٬ أن بلاده ستعيد النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية، وقد تمتنع عن الإبلاغ المسبق عن مواقع المواد النووية والمعدات. 

ويجري الإعداد داخل البرلمان لمشروع قانون يقضي بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، على غرار ما فعلته كوريا الشمالية عام 2003. 

وقد يؤدي هذا إلى زيادة المخاوف من تطوير منشآت تخصيب سرية أو تفعيل أجهزة طرد موجودة خارج رقابة الوكالة.

تأثير الضربات على قدرة التخصيب

إذا ما تراجعت قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، فإن ما تملكه من مخزون سداسي فلوريد اليورانيوم يصبح ذا أهمية مضاعفة. وتشير تقارير إلى أن عملية إعادة ضبط أجهزة الطرد المركزي لرفع مستوى التخصيب يمكن أن تتم خلال أسبوع واحد.

وتزامنت الهجمات مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران إلى التوصل لاتفاق نووي جديد "قبل أن لا يتبقى شيء"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي طال البرنامج. 

وألغيت المحادثات التي كانت مقررة في 15 حزيران/يونيو الجاري، ما يعكس انسداد الأفق الدبلوماسي.

مقالات مشابهة

  • «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»: الهجمات على المواقع النووية الإيرانية تسببت في تدهور حاد للسلامة والأمن
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الهجمات الإسرائيلية تسببت في تدهور الأمن بالمنشآت النووية الإيرانية
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من كارثة نووية في إيران
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الهجوم على محطة بوشهر الإيرانية سيؤدي إلى كارثة نووية
  • عاجل| الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر: هجوم على مفاعل بوشهر يهدد بكارثة إشعاعية شاملة
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: تبعات الهجوم على موقع بوشهر خطيرة.. يحتوي على مواد نووية
  • عاجل | «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»: استهداف محطة بوشهر الإيرانية قد يؤدي لنشاط إشعاعي مرتفع
  • طهران تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها "شريك" في "حرب العدوان" الإسرائيلية
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لدينا معلومات بتعرض مفاعل خنداب البحثي الذي كان قيد الإنشاء للقصف
  • ماذا تعرف عن حجم الأضرار داخل البرنامج النووي الإيراني.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخبرنا؟