"ليزر" هاريس و"فزع" ترامب.. ماذا تقول لغة الجسد عن المناظرة؟
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
فسّر جو نافارو، المحلل الفيدرالي السابق، لغة الجسد في المناظرة الرئاسية التي جرت بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقال نافارو: "بدأت معركة لغة الجسد بسرعة في المناظرة الرئاسية مع تقدم نائب الرئيس إلى نصف المسرح، الذي كان يقف فيه الرئيس السابق، وإجباره على مصافحتها، ثم وضعته على الفور في موقف دفاعي".
وأوضح نافارو، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن ترامب قضى معظم الليل يحدق إلى الأمام بنظرة قاتمة، ونادراً ما كان ينظر إليها، أياً كان ما قالته. بينما كانت هاريس تراقبه، مبتسمة، وواضعة ذقنها على يدها، وبدت أكثر ارتياحاً مع كل لحظة.
وأضاف المحلل الفيدرالي السابق "إن هاريس "نظرت إليه بتركيز مثل "الليزر"، ولم تتردد على الإطلاق"، مشيراً إلى أن الأمر كان مختلفاً تماماً عن موقف ترامب المنتشي عندما يواجه معجبيه، وحدث سجال واضح، عندما هاجمت هاريس تجمعات ترامب الانتخابية، قائلة "بدأ الناس يغادرون تجمعاته مبكراً بسبب الإرهاق والملل".
أكثر مقاطع أثار بها ترامب تفاعلا في #المناظرة_الرئاسية مع هاريس على مواقع التواصل https://t.co/6qaGdAHnJM #Debate2024
— CNN بالعربية (@cnnarabic) September 12, 2024وعلّق نافارو على ذلك قائلا "عقب ذلك ضم ترامب شفتيه، واتسعت عيناه، وشعر بالفزع"، وقال "في أي وقت نشعر فيه بالدهشة أو الفزع، نميل إلى فتح أعيننا للسماح بدخول المزيد من الضوء. أعتقد أن هذا كان شيئًا لم يتوقعه أبداً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس ترامب كامالا هاريس ترامب
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: للعودة من ضَوء الشّاشة إلى دِفء المَجلس
في المَجلس أروقة تذكّر، وجُدران تُخفي في شُقوقها أصوات الماضي وعبقه، فهناك ما تزال أحاديث الجدّات عالقة في فضاء المكان ممزوجة بروائح القهوة وبقصص الذكريات غير المَنسية، في المجلس ذاك حِيكت بوقار أُسس الحوار والتخاطب وأدب الجلوس مع الأقارب والأصدقاء والغرباء، في المجلس الذي ما زلنا نتمتّع بدفء حكايا الكبار والجدّات فيه شكلٌ مُعتَبر للحوار؛ ففيه أصول تحفظ مكانة الكبير والصغير، ومن يَجوز له التعقيب والرّد، ومَتى يُسمح بالمقاطعة أثناء التحدث، وأيضاً تحدد من يجوز له الاستطوال في السّرد والقصّ لو شاء...، باختصار ثمة شكل هَرمي للتواصل في المجلس التقليدي الذي نعرفه، شكلٌ فرض قانوناً يحترم التّخاطب وأدب الحوار بين الجالسين هناك، وهو شكل هرمي يعتمد على مكانة كلِّ متحدثٍ تبعاً لعُمره وخبرتِه وسبب وجوده في المجلس؛ فقد يكون المتحدثُ ضيفاً أو جليساً صغير السّن أو مستمعاً لا يعنيه ما يقال، في المجلس تتخاطب العيون أيضاً وتقول لغة الجسد الكثير مما سكتنا عن قوله أو أرجأنا قولَه أو مُنعنا من البوح به، فلغة الجسد لا سيما العيون والمظهر العام والجسد... تقول ما يقوله اللّسان وأكثر.
لكن في الشاشة ثمة سياقٌ مختلف؛ فهناك مجلس افترض أشياءَ لم تكن في حسبان كل من المتحدث والمستمع والمعنيّ بالحديث وغير المعني به، فالشاشة لحظة تزامنية فرضت أشكالاً جديدة من الفهم وسوء الفهم في التواصل، فقد عملت على تغيير شكل التواصل من هرمي إلى أفقي يتساوى فيه الجميع، فصار لأعضاء المجموعة في الواتساب مثلاً الحقّ في قول ما يريدونه متحججين بالشاشة التي غيبت حضورهم الفسيولوجي عن لحظة الحوار، ما مكّنهم من قول ما يريدون ونكران ما لا يريدونه.
في الشّاشة لا تتواجه العيون، فهي لم تعد تقول لنا أشياءَ لا تُقال بالكلمات، لذا يلزم أن نُخمّن لغة القلوب حين نكتب رفقة ضوء الشاشة، وعلينا أيضاً أن نُرجّح خطاب العقل قبل أن نَفقد الاتصال مع أحدهم، فالشاشة تجمع الزّمن وتضغَطه لكنها لن تكون دائماً دافئة كالمجلس وجدرانه وفِراشه، فهناك تختلط رائحة القهوة بالنّار، وهناك كل شيء يذكّر بالجد والجدة وبُناة العائلة والوطن، فلا غنى عن المجلس رغم كل ما ترسله لنا الشاشة من فيديوهات وصور وروابط ومعلومات مسلية... والسبب أن المجلس ما زال يحتفظ بظلال ذكرياتنا وأجدادنا وليس صورهم فقط كما في الشاشة.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية