تُسهم بعض دول أوبك+ في أزمة انخفاض أسعار النفط بطريق غير مباشر، إذ إنه مع ازدياد الحر في فصل الصيف يستعمل كثير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مواد نفطية لتوليد مزيد من الكهرباء، لتشغيل مكيفات الجو.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هذه النقطة قد تكون مزعجة للبعض، ولكنها تشكّل مشكلة كبيرة، إذ إن هذه الزيادة الاستهلاكية تنتهي بنهاية الصيف.

وفي ظل التخفيضات الطوعية الحالية، سيستمر الإنتاج بالمعدلات نفسها، ولكن الاستهلاك الداخلي ينخفض، فيكون هناك فائض، والتجار في السوق ينظرون إلى هذا الفائض ويقولون إن دول الخليج والعراق والجزائر لديها فائض.

وأضاف: “نعم ستلتزم الدول بالإنتاج، ولكن صادراتها ستزيد، وما يهم العالم دومًا هو الصادرات وليس الإنتاج، ومن ثم ستُسهم هذه الصادرات في خفض أسعار النفط، لذلك أطالب منذ مدة بإعادة هيكلة أوبك أو أوبك+ بالكامل، لأن التركيز على الإنتاج لا يفيد، ويجب التركيز على الصادرات.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة“، الذي يقدّمه الدكتور أنس الحجي أسبوعيًا عبر مساحات منصة “إكس”، إذ جاءت حلقة الأسبوع الجاري بعنوان “انخفاض أسعار النفط لا علاقة له بالسيارات الكهربائية والطاقة المتجددة”.

إعادة هيكلة أوبك+

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إنه بالنظر إلى المنظمات الأخرى الشبيهة بتحالف أوبك+ أو أوبك، يتضح منذ اليوم الأول أنها عندما اجتمعت قبل 50 أو 70 عامًا، قررت التعاون في الصادرات، وأن تكون هناك شهادات منشأ، ومعرفة الصادرات في المواني.

وأضاف: “هناك مشكلة كبيرة في الموضوع الآن، ومن المحتمل أن تنتهي بانخفاض أكبر في أسعار النفط وربما حرب أسعار”، مشيرًا إلى أن احتمال انخفاض الأسعار إلى 30 دولارًا للبرميل أصبح كبيرًا الآن.

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذا ليس بسبب الزيادة في الصادرات حاليًا، فالإمارات ستعود حسب الاتفاق إلى زيادة الصادرات بحدود 300 ألف برميل يوميًا، ابتداء من أول العام المقبل 2025، ولكن هذه ليست المشكلة.

وتابع: “المشكلة أنه كانت هناك ضغوط شديدة على العراق لمنعه من الإنتاج فوق حصصه الإنتاجية، فبغداد تنتج فوق حصصها الإنتاجية ضمن اتفاق أوبك+ منذ بداية العام الجاري 2024، ووعدت حكومتها مرات عدة بتعويض هذه الزيادة، لكنها لم تفعل ذلك”.

زيادة تاريخية في صادرات العراق

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي إن الحكومة العراقية سبق أن تعهّدت أكثر من مرة أن تخفّض صادراتها، ولكنها لم تخفضها، ومن الواضح تمامًا أنه كانت هناك رسالة إلى حكومة بغداد بأنها يجب أن تتفادى وقوع حرب أسعار.

ولكن، بحسب الحجي، المفاجئ في الأمر أنه بعد إعلان العراق الرسمي أنه سيخفّض الإنتاج والصادرات، وسيجبر كردستان على التخفيض، زادت صادراته البحرية خلال الأسبوعين الماضيين بصورة كبيرة.

وأردف: “كيف يفسّر العراق هذه الزيادة عندما يجلس مع الدول الأخرى في تحالف أوبك+؟ وكيف يفسّر كذلك الاتفاق معهم على خطوات معينة، ثم الخروج ورمي كل ما اتُّفق عليه في عرض البحر”.

وأكد الدكتور أنس الحجي أن الزيادة في صادرات العراق خلال الأسبوعين الماضيين مخيفة بالفعل، ولكن من الممكن أن تنخفض خلال الأسبوعين المقبلين، ومن ثم يصبح معدل الشهر طبيعيًا، ولكن بالنظر إلى صادرات العراق تاريخيًا يتضح أنها زيادة غير مسبوقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.




Source link

مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

وزارة النفط تعلن عن إطلاق مشروع الأنبوب البحري الثالث لربط موانئ العراق بالخليج العربي

آخر تحديث: 12 أكتوبر 2025 - 9:36 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلنت وزارة النفط، السبت (11 تشرين الأول 2025)، إطلاق مشروع الأنبوب البحري الثالث، الذي يهدف إلى ربط موانئ العراق بالخليج وتعزيز الطاقة التصديرية للخام عبر الموانئ الجنوبية، في خطوة وُصفت بأنها الأكبر ضمن خطط تطوير البنية التحتية النفطية البحرية.وقال وزير النفط حيان عبد الغني في تصريح صحفي، إن “إعادة تشغيل ميناء العمية تعد من أبرز المنجزات المرتقبة، بعد توقفه لفترات طويلة”، مشيراً إلى أن “الحكومة العراقية تولت استكمال المشروع بعد أن تم تنفيذ جزء كبير منه سابقاً بتمويل من القرض الياباني”.وأضاف: “بعد انتهاء صلاحية القرض، تعاقدت الحكومة مع شركتي (إيستا) التركية و(مايكو ييري) الإيطالية، وتم توقيع عقد جديد، حيث وصلت باخرة مخصصة للمسح البحري إيذاناً بانطلاق الأعمال”.وأوضح الوزير أن “المشروع سينفذ على ثلاث مراحل، ويتوقع أن يُسهم بشكل كبير في رفع الطاقة التصديرية للعراق”، لافتا إلى أن “المدة التعاقدية للمشروع تبلغ 750 يوماً، وستنجز المرحلة الأولى خلال العامين المقبلين”.يمثل مشروع الأنبوب البحري الثالث جزءاً من استراتيجية وزارة النفط لتعزيز البنى التحتية الخاصة بعمليات التصدير وتوسيع الطاقة الاستيعابية لموانئ الجنوب، في إطار سعي العراق إلى الاستفادة من تعافي سوق النفط ورفع صادراته لتلبية متطلبات الموازنة الاتحادية وتحقيق الاستقرار المالي.

مقالات مشابهة

  • مصر تراهن على استقرار أسعار الطاقة وترفع إنتاج الأسمنت لإعادة إعمار غزة.. وخبراء يعلقون
  • وزارة النفط تعلن عن إطلاق مشروع الأنبوب البحري الثالث لربط موانئ العراق بالخليج العربي
  • إجتماع وزير الصناعة مع مسؤولي مجمع “فيروفيال”.. تقييم إعادة بعث المشاريع المدرجة ضمن الأملاك المصادرة
  • العراق يطلق استثمارات بـ6 مليارات دولار في الطاقة المتجددة
  • حافز استثنائي لعمال مصانع الأسمنت احتفالا بذكرى نصر أكتوبر
  • وزير الصناعة والنقل يبحث مع مصنعي الأسمنت استمرار تراجع الأسعار وزيادة القدرات الإنتاجية
  • أسعار الأسمنت محليًا.. وصعود ملحوظ في الصادرات والإنتاج
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم
  • العراق يدشن مشروعاً لزيادة الطاقة الإنتاجية من الغاز
  • إعادة افتتاح أم الكنائس السريانية في العراق بعد تأهيلها من الدمار الذي خلّفه داعش