قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الصاروخ اليمني الذي سقط في إسرائيل كشف ثغرات خطيرة في منظومة الدفاعات الإسرائيلية وأثار تساؤلات جوهرية عن فعاليتها وقدرتها على مواجهة تهديدات متعددة.

وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا من نوع "أرض-أرض" أطلق على وسط إسرائيل من اليمن وسقط في منطقة غير مأهولة قرب تل أبيب، في حين ذكر الإسعاف الإسرائيلي أن 9 إسرائيليين أصيبوا أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ بسبب الصاروخ.

من جهته، قال الناطق العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع إن قواتهم نفذت -اليوم الأحد- عملية نوعية استهدفت موقعا عسكريا في يافا بصاروخ فرط صوتي.

وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري- أن منظومات الدفاع الجوي تعتمد على 3 مكونات أساسية: الرادار، وتحليل البيانات، والتعامل مع الهدف، ورغم أن هذه المكونات تعمل بتناغم وتكامل، فإنه لا يمكن لها أن تتعقب كل جسم قادم، مؤكدا أن "درجة النجاح المطلقة غير موجودة".

وتطرق الدويري إلى كفاءة منظومة القبة الحديدية، التي تعتبر "فخر الصناعات" الإسرائيلية، مشيرا إلى أن كفاءتها تتراوح ما بين 60 إلى 65%، كما لفت إلى أن منظومات "حيتس 1 و2 و3" قد أخفقت في كثير من المرات السابقة.

وأوضح الخبير العسكري أن الخطأ قد يكون في عملية الكشف والرصد، أو في تحليل البيانات، أو في التعامل اللاحق مع التهديد.

حالة ارتباك

وأشار الدويري إلى أن هذا الاختراق يطرح حالة من الارتباك في إسرائيل، متسائلا إذا كانت المنظومات المكونة من 3 طبقات فشلت في التعامل مع صاروخ منفرد، فكيف ستتعامل إذا ما كان هناك وحدة ساحات رباعية الأبعاد من حزب الله ومقاومة العراق وإيران والحوثي؟

ولفت الدويري إلى أهمية التدقيق في مسار الصاروخ، مشيرا إلى احتمالية أن يكون قد أُطلق من العراق وليس من اليمن، استنادا إلى اتجاه قدومه من الشرق.

ويرى الدويري أن هناك توأمة وثنائية وازدواجية عمل ما بين الحوثي والمقاومة الإسلامية في العراق، مما يطرح تساؤلات جديدة عن مصدر الإطلاق الفعلي.

وفيما يتعلق بنوع الصاروخ، رجح الدويري أن يكون من طراز "طوفان" نظرا لمداه البالغ 1950 كيلومترا، مقارنة بصاروخ "بركان 2" الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر، وأشار في هذا السياق إلى تصريحات سابقة لمحمد عبد السلام -المتحدث باسم الحوثيين- وصف فيها الصاروخ بأنه "فرط صوتي".

ويرى الدويري أن إمكانية حدوث تصعيد في المنطقة واردة، متسائلا عما إذا كان "الوعد الصادق 2" قادما، وهل سيكون مكثفا ومدعوما من حزب الله والمقاومة الإسلامية والحوثي. كما تساءل عن الوضع العام في فلسطين المحتلة وداخل الكيان الإسرائيلي إذا حدثت مثل هذه العملية.

وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة "حيتس 3" الدفاعية الجوية اعترضت صاروخ "أرض-أرض" أطلق من اليمن نحو إيلات، قائلا إن الصاروخ لم يدخل أجواء إسرائيل.

وفي يوليو/تموز الماضي، قُتل إسرائيلي وأصيب 10 آخرون إثر سقوط مسيّرة وسط تل أبيب، على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة، وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن الهجوم.

و"تضامنا مع غزة" التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

"كونداليزا رايس توسلت عمر سليمان للتحرك".. "الدويري" يحكي واقعة حاسمة للمخابرات في غزة

قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق،  إن "الوساطة في قضية الأسرى بالنسبة لنا كان جديدا، ولكن كان لنا رصيد بعلاقاتنا بكل الفصائل الفلسطينية، ولا يوجد فصيل فلسطيني في غزة إلا ولنا علاقة معه سواء فصائل سياسية أو دينية أو المقاومة الفلسطينية". 

وأكد أن ذلك كان يعطي رصيدا من التحدث مع الجميع، وكانت علاقاتنا مع الجميع جيدة، وعلى مسافة واحدة من الجميع ولم يحسب على مصر أنها كانت تؤثر فصيل على آخر، لذلك كان مقر إقامة الوفد المصري هو مكان آمن للآخرين ويلجأون إليه وقت الأزمات.

وأضاف خلال استضافته ببرنامج "الجلسة سرية" الذي يقدمه الكاتب الصحفي الإعلامي سمير عمر، على شاشة "القاهرة الإخبارية": "علمنا أن هناك صحفيين اثنين أمريكي ونيوزيلندي تم خطفهم من جانب فصيل متطرف وهو فصيل جهادي سلفي.

وتابع: "بعد يومين فوجئنا باثنين من المسؤولين الكبار بشبكة فوكس نيوز يطرقان باب مقر الوفد الأمني المصري، وقالا نصا إنهما منذ يومين في غزة والتقيا بجميع القيادات الحمساوية والأمنية، ولم يصلا إلى أي حل وطلبنا منا التحرك للإفراج عن النيوزيلندي والأمريكي"، وقالا: "مقتنعين أنه لن يفرج عنهما سوى الوفد الأمني المصري"، وأخبرناهم أننا لن نستطيع التحرك إلا بتعليمات من مصر".

وأردف: “أخبرتهم نصا أنه على الوزيرة كوندليزا رايس التحدث مع الوزير عمر سليمان وطلب ذلك منه، وبالفعل وصلت لنا التعليمات من مصر  وبدأنا التحرك في نفس اليوم والتقينا بمن هم دون الفصائل كالتشكيلات التي يمكن أن تخطف أي شخص، ولم يكن خطفهم إلا لإثبات وجود وإظهار قوة، وتوتير الوضع الأمني وتحركنا طوال 4 أو 5 أيام، والتقينا معهم وطلبنا منهم إنهاء هذه الأزمة وكانت مساهمتنا رئيسية في الإفراج عن الأمريكي والنيوزيلندي”.

وواصل: "نقلا من غزة وطلبت منهم عدم ذكرنا على الإطلاق وفي طريقهم إلى القدس شكروني وقلت لهم كما بدأتم انتهوا وعلى كوندليزا رايس تقديم الشكر للوزير عمر سليمان وهو ما حدث، ولم يكن وجود الوفد الأمني المصري للإشراف عن الانسحاب أو المصالحة أو الوساطة لكن كل مشاكل غزة كانت أمامنا وتعاملنا معها بقوتنا وعلاقتنا والقيادة السياسية ودعم قيادة الجهاز ومصر ككل وكنا قادرين على اخترق كل القضايا والوصول إلى حلول".

الوساطة من حماس

ونوه في سياق آخر، إلى أن الفريق المصري كان يعمل في وضع صعب للغاية يتصل بجلعاد شاليط، وتحركاتنا كانت حذرة والوضع الأمني متوتر وإسرائيل تقصف يوميا بلا هوادة، وكانت هناك محاولات وساطة كثيرة عملت معنا للإفراج عن شاليط، وحاول الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، والتقى بقادة حماس، وكذلك وساطة نرويجية وسويسرية وفرنسية وقطرية وبريطانية وتركية، وكلها فشلت ولم تنجح على الإطلاق فيما عدا الوساطة الألمانية.

وأضاف: "أنه تم خطف شاليط بعد تحرك عناصر الساعة 5.15 فجر يوم 25 يونيو 2006 من الفصائل الفلسطينية الثلاث، هي حماس وجيش الإسلام ورجال المقاومة الشعبية، وتحركوا من أحد الأنفاق ووصلوا حتى كرم أبو سالم ودخلوا على موقع إسرائيلي وهاجموه وقتلوا جنديين إسرائيليين ودمروا دبابة وأصابوا 4 جنود آخرين وأسروا جلعاد شاليط الذي كان مصابا ثم أخفوه، وأعلنوا في البداية أنها عملية هجوم على موقع عسكري ثم تم الإعلان عن أن جلعاد شاليط في حوزة الفصائل الفلسطينية، وأسموا هذه العملية باسم الوهم المتبدد عليها".

وتابع: "بعد 4 أيام من الخطف اتصل بنا، أحد قيادات حماس السياسية المخضرمة وما زال على قيد الحياة وطلب مقابلتنا وكان الكلام صراحة أن شاليط لديهم في الجناح العسكري لحركة حماس، وطرحوا حينها أنهم مستعدين للإفراج عنه مقابل أسرى بضمانة مصرية، وأرسلت هذا الأمر إلى القاهرة، حيث أن طلب الوساطة جاء بمبادرة من حركة حماس، وأرسلنا الأمر إلى القاهرة لأننا لا نتحرك إلا بتعليمات، وقيادة الجهاز أبلغتنا أن نبدأ في المفاوضات لنرى مطالب حماس ونفكر في كيفية عمل اتصالات مع الجانب الإسرائيلي ومن خلال الطرفين نصل إلى حلول.

اقرأ المزيد..

"نطقنا الشهادتين".. "الدويري" يروي أصعب موقف تعرض له رجال المخابرات المصرية بغزة وكيل المخابرات السابق: مصر تعمل في القضية الفلسطينية باعتبارها شريكًا وليس وسيطا وكيل المخابرات السابق: علمنا بخطف جلعاد شاليط قبل إعلان حماس الرسمي "أين ملفه وماذا قال عمر سليمان عنه ومن اغتاله".. الأسرار تتكشف عن أشرف مروان اتفاق غزة.. واقعة غير مسبوقة تحدث 2 فجرا بقاعة المفاوضات تنهي حرب السنتين شوارع قطاع غزة تتزين بالعلم المصري وصور الرئيس السيسي.. شاهد إعلام عبري: جيش الاحتلال يفكك موقعين عسكريين داخل غزة كان ينوي البقاء فيهما ترامب يتوعد الصين برسوم جمركية هائلة: لن نسمح لها باحتجاز العالم رهينة السيسي يتلقى اتصالًا من المستشار الألماني لبحث إنهاء الحرب في غزة وإعادة الإعمار مؤسسة “أكشن إيد” بفلسطين: غزة فقدت كل مقومات الحياة وإدخال 1000 شاحنة يوميا ضرورة

مقالات مشابهة

  • وثائق سرية كشفت المستور .. إسرائيل وسعت تعاونها العسكري مع 6 دول عربية بحرب غزة
  • كيف يغري الذكاء الاصطناعي المستخدمين بالانتحار؟ دراسة تكشف ثغرات خطيرة
  • أكاديمي إسرائيلي: إسرائيل تراهن على خطة خطيرة في غزة
  • صاروخ باتريوت باك-3.. صفقة واحدة بـ10 مليارات دولار فما القصة؟
  • 6 دول عربية كثفت التعاون العسكري سريا مع إسرائيل خلال الحرب على غزة
  • الدويري يحذر العائدين لشمال غزة من مخلفات جيش الاحتلال
  • بشأن الصاروخ الذي لم ينفجر في غارة المصيلح... هذا ما أعلنه الجيش
  • عون: العدوان الإسرائيلي بعد هدنة غزة يطرح تحديات خطيرة على لبنان
  • "كونداليزا رايس توسلت عمر سليمان للتحرك".. "الدويري" يحكي واقعة حاسمة للمخابرات في غزة
  • خطّطت لتفجيرات واغتيالات لصالح إسرائيل.. تفكيك شبكة تجسس خطيرة في لبنان!