الخليج الجديد:
2025-05-20@13:04:50 GMT

روسيا تنقضّ على المصالح الفرنسية

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

روسيا تنقضّ على المصالح الفرنسية

روسيا تنقضّ على المصالح الفرنسية

القوى الجديدة في النيجر تريد تعويض الوجود الفرنسي المكثّف بآخر روسي.

التداخل الروسي قد يكون عاملا جديدا آخر في هذه التغيرات، وقد جرى تلمس وجود الروس بقوة عبر مجموعة فاغنر.

يبدو الأمر جائحةٌ تعصف بدول الساحل الأفريقي، فمالي وهي من المستعمرات الفرنسية السابقة، تخلت عن استخدام الفرنسية لغةً رسمية.

ترغب روسيا بنقل المواجهة لأفريقيا وهي تعلم أن الغرب لن يسلِّم بسهولة، فالمناخ السياسي بأفريقيا شديد التبدّل وتواتر الانقلابات يتيح لفرنسا استعادة مواقعها.

نتجت الحالة الراهنة عن تساقط جماعي وسريع لدول أفريقية غدت تديرها مجالس عسكرية وهو نظام ترغب روسيا به وتجيد التعامل معه حتى الانقلاب المقبل.

اضطرابات اجتماعية وسياسية واقتصادية بالغة بمنطقةٍ ينشط فيها التطرّف ويجد بيئة آمنة فيتمدّد ويتقلص حسب الظروف، دون أي أمل في التخلّص منه نهائيا.

مع انقلاب النيجر أخيرا، ظهرت مرحلة جديدة من مراحل التغلغل الروسي في أفريقيا، عندما مضى المجلس العسكري قابضًا على السلطة، وظهرت أعلام روسيا أوائل أيام الانقلاب.

* * *

بعد الانقلاب العسكري في 26 يوليو/ تموز الماضي في النيجر، جرت محاولة انقلابية بداية شهر أغسطس/ آب الجاري في سيراليون، وهي من دول الجنوب الغربي الأفريقي ...

تعتبر انقلابات أفريقيا مسلسلا متصلا تتوالى حلقاتُه بسرعة، حتى إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الحالة الانقلابية التي تعيشها القارّة باللعنة، في أعقاب انقلاب في بوركينا فاسو مطلع العام 2022.

تؤكّد الإحصاءات كثرة الحركات العسكرية التي تستهدف السلطة في أفريقيا، فقد جرى 14 انقلابا أو محاولة انقلاب منذ أغسطس/ آب 2020، أي بمعدّل انقلاب كل مائة يوم تقريبا.

يعكس الأمر اضطرابا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا شديدا في منطقةٍ ينشط فيها التطرّف، ويجد له بيئة آمنة، فيتمدّد ويتقلص بحسب الظروف، من دون أي أمل في التخلّص منه نهائيا.

ويلعب التمايز الإثني في المنطقة دورا رئيسيا في تحفيز القادة العسكريين لقيادة الانقلابات أو المشاركة فيها، وذلك كله وسط فوضى اقتصادية عارمة تفشل فيها السلطات، منتخبة كانت أم انقلابية، في تنشيط الاقتصاد، أو تحقيق مقدار من التنمية.

رغم أن هذه العوامل حاسمة في مسار الشكل السياسي لبعض دول أفريقيا في الساحل الغربي والوسط، إلا أن التداخل الروسي قد يكون عاملا جديدا آخر في هذه التغيرات، وقد جرى تلمس وجود الروس بقوة عبر مجموعة فاغنر.

دخلت "فاغنر" إلى أفريقيا عبر بوّابة تقديم الاستشارات الأمنية والدعم شبه العسكري، وحاولت أن تقوي علاقاتها في أوساط الجيش وجنرالاته، ومدّدت التعاون معهم بما يتجاوز الجانب العسكري.

وعرضت خدماتها على القادة في حماية أنظمتهم عبر لعب دورٍ في مواجهة المتمرّدين الذين يهدّدون بهجمات عسكرية، وساهمت، في حالات أخرى، بصد الجماعات المتشدّدة كتنظيم الدولة الإسلامية..

كانت "فاغنر" حاضرة في أفريقيا الوسطى عبر تدريب القوات المسلحة النظامية، وقدّمت مساعدات عسكرية لمالي متمثلة بطائرات عسكرية ومراقبة.

وقد جعل بوتين منظمة فاغنر تقوم بكل العمل، لتبدو موسكو بعيدة عن هذا النشاط، من دون أن تكون قادرة على التخفّي بشكل كامل، فقد بدأت قرائن كثيرة بالظهور، حتى قبل أن تبدأ الحرب الروسية في أوكرانيا.

وعرف الجميع بمن فيهم من يتلقّى المساعدة بأنّ "فاغنر" مجرّد هيئة تتبع مباشرة للرئيس الروسي، وما تقوم به هذه المنظمة في الساحة الأفريقية خالصا لدعم مكانة روسيا وتعزيز دورها.

مع انقلاب النيجر أخيرا، ظهرت مرحلة جديدة من مراحل التغلغل الروسي في أفريقيا، عندما أصرّ المجلس العسكري الذي أطاح رئيس النيجر محمد بازوم على المضي في القبض على السلطة، وظهرت أعلام روسية في أوائل أيام الانقلاب.

ثم كانت فرنسا أول دولة أوروبية تهرع إلى إجلاء رعاياها من النيجر، رغم أن لفرنسا علاقات مميزة مع هذه البلد الذي كان جزءا من خطط الرئيس الفرنسي، ماكرون، لدول الوسط والساحل الغربي الأفريقي.

وكان بازوم بالذات في زيارة لفرنسا قبل أسبوعين، وكان المجلس العسكري قد سارع بتوجيه النقد إلى فرنسا، وقبل أيام، ألغى مجموعة من الاتفاقيات العسكرية المعقودة معها، وسحب سفيره من باريس...

يبدو الأمر وكأن القوى الجديدة في النيجر تريد أن تستعيض عن الوجود الفرنسي المكثّف بآخر روسي. وما يوحي بأن الأمر جائحةٌ تعصف بدول الساحل والوسط الأفريقي أن مالي، وهي من المستعمرات الفرنسية السابقة، قد تخلت عن استخدام الفرنسية لغةً رسمية.

ترغب روسيا بتوسيع المواجهة أو نقلها إلى أفريقيا، وهي تعرف أن الغرب لن يسلِّم بسهولة، خصوصا أن المناخ السياسي في أفريقيا شديد التبدّل، وتواتر الانقلابات سريع، ما يتيح لفرنسا الفرصة لاستعادة موقعها مرّة جديدة، رغم أنّ الحالة الراهنة نتجت عن تساقط جماعي وسريع لمجموعة من الدول الأفريقية أصبحت تديرها مجالس عسكرية، وهو النظام الذي ترغب روسيا برؤيته وتجيد التعامل معه حتى الانقلاب المقبل.

*فاطمة ياسين كاتبة صحفية وإعلامية سورية

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب روسيا فرنسا أفريقيا فاغنر انقلابات النيجر محمد بازوم أنطونيو غوتيريش فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

غدًا.. المنتخب الوطني يلاقي النيجر وديا استعدادا لتصفيات المونديال

يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، غدًا الثلاثاء، مواجهة ودية أمام منتخب محليّي النيجر، في إطار تحضيراته لمواجهتي الأردن وفلسطين الحاسمتين يومي 5 و10 يونيو القادم، في الجولتين التاسعة والعاشرة من المرحلة الثالثة للتصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم صيف العام القادم في المكسيك والولايات المتحدة وكندا.

المباراة ستنطلق عند الساعة الثامنة مساء في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر خلف أبواب مغلقة، بعد قرار الجهاز الفني إقامتها بعيدًا عن أعين الإعلام والجمهور.

ومواجهة الغد ستكون فرصة سانحة أمام اللاعبين من الوجوه الشابة من أجل تثبيت أقدامهم وإقناع الجهاز الفني بإمكانياتهم، تمهيدًا للاعتماد عليهم في الفترة القادمة، ومن أبرز الوجوه الشابة المنتظر ظهورها في لقاء الغد حارس نادي الشباب عبدالملك البادري، الذي تألق بشكل لافت مع ناديه وقاده للفوز بمسابقة كأس جلالة السلطان لكرة القدم للموسم 2024-2025، وأيضًا لاعب وسط نادي ظفار سلطان بن بدر المرزوق، الذي أسهم بشكل كبير في فوز منتخبنا الأولمبي ببطولة غرب آسيا شهر مارس الماضي لأول مرة في تاريخه، بعد أن قدّم عطاءات لافتة، خاصة وأن المدرب بدر اليمني أشركه في خانة الوسط الهجومي، وأيضًا تحوم الأنظار حول محترف نادي سانت أندرو الإسباني طارق السعدي، الذي حظي بزيارة الجهاز الفني بداية الشهر الماضي في إسبانيا قبل ضمه للمنتخب، وأيضًا الظهيران الأيمن والأيسر ملهم السنيدي ويوسف المالكي من المنتظر مشاركتهما غدًا، بجانب لاعبي وسط نادي الرستاق محمد بن عبدالحكيم السبيعي ومصعب الشقصي، في ظل الغيابات المتوقعة للاعبي السيب وبهلا، بسبب مشاركتهما مساء الأحد في نهائي كأس الاتحاد.

وكان المدرب رشيد جابر قد استدعى 34 لاعبًا للمعسكر الحالي الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي، مع غياب للمحترفين في البحرين والعراق ولاعبي السيب وبهلا، ومن المنتظر انتظامهم في الحصص التدريبية بدءًا من يوم الأربعاء، تأهبًا للمباراة القادمة أمام المنتخب اللبناني الشقيق، التي سيحتضنها مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في 28 مايو الجاري، حيث يستعد منتخب لبنان للقاء اليمن في الكويت بالجولة الثانية من تصفيات أمم آسيا 2027 في الخامس من يونيو المقبل.

وتضم القائمة في حراسة المرمى: إبراهيم بن صالح المخيني (النهضة)، وفايز بن عيسى الرشيدي (صحار)، وعبدالملك بن ناصر البادري (الشباب)، وتضم بقية القائمة كلًا من: خالد بن ناصر البريكي، ويوسف بن ناشر المالكي، وحاتم بن سلطان الروشدي، وماجد بن سليم السعدي، ومحمد بن حميد المالكي (الشباب)، وعلي بن سليمان البوسعيدي، وجميل بن سليم اليحمدي، وأحمد بن محمد الخميسي، وعبدالرحمن بن عيد المشيفري، وزاهر بن سليمان الأغبري، وأمجد بن عبدالله الحارثي، وأرشد بن سعيد العلوي (السيب)، وحارب بن جميل السعدي، وعبدالله بن فواز بيت عبدالغفور، وحسين بن سعيد الشحري، وغانم بن رمضان الحبشي، وأحمد بن خليفة الكعبي، وعاهد بن الحبشي المشايخي، وثاني بن غريب الرشيدي (النهضة)، ومصعب بن محفوظ الشقصي، ومحمد بن عبدالحكيم السبيعي (الرستاق)، وسلطان بن بدر المرزوق، وحمد بن سعيد الحبسي (ظفار)، وملهم بن يوسف السنيدي (النصر)، وعبدالسلام بن مسلم الشكيلي (بهلا)، عيسى بن خلفان الناعبي (مسقط)، كما تضم قائمة المحترفين: محسن بن صالح الغساني (بانكوك يونايتد التايلاندي)، وصلاح بن سعيد اليحيائي (الخالدية البحريني)، وطارق بن خليفة السعدي (سانت أندرو الإسباني)، وعصام بن عبدالله الصبحي (القوة الجوية العراقي)، والمنذر بن ربيع العلوي (الزوراء العراقي).

ثلاث حصص تدريبية

على الجانب الآخر، أجرى منتخب النيجر ثلاث حصص تدريبية بعد وصوله إلى مسقط في وقت مبكر من صباح السبت الماضي، في غياب المدرب هارونا دولا، الذي يوجد في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وفق بيان اتحاد النيجر لكرة القدم، ويتولى قيادة المنتخب في هذه المواجهة مساعد المدرب حسن إيدي باركير.

التدريبات احتضنها ملعب طيران الشرطة، ويستعد منتخب النيجر للمحليين للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا للمحليين، التي تُقام في كينيا وتنزانيا وأوغندا خلال الفترة من 2 إلى 30 أغسطس المقبل، وهي النسخة السابعة عشرة من البطولة، بمشاركة 19 منتخبًا مختلفًا.

وتأهل النيجر للبطولة بعد أن خاض مواجهتين يومي 22 و28 ديسمبر الماضي، ذهابًا وإيابًا أمام توجو، وتأهل لهذه البطولة بعد تعادله خارج أرضه بهدف، قبل أن يتعادل سلبيًا في أرضه، ليتأهل بأفضلية الهدف خارج الأرض، ويلعب في أمم إفريقيا بجانب أوغندا وغينيا والجزائر وجنوب إفريقيا، وبعد مواجهة منتخبنا، سيسافر النيجر للقاء منتخب إريتريا في مدينة أسمرة.

وتضم قائمة المنتخب الضيف في مباراة الغد لحراسة المرمى: حبيب الله هانيكوي (يونيون سبورتيس)، وزاكو المصطفى (الشرطة)، وبكاري إيساكا (نيجليك)، ولخط الدفاع: مختار بابا بايي (القوات المسلحة)، وماماني عبدالجليل، ومحمد أدراماني (دوانس)، ورافيو عبدالقادر، وثيودوري كوبينو (الحرس الوطني)، وبلال حمادو، وبراهام أدامو، وأدامو زاتوو (يونيون سبورتيف)، وهارونا موتاري (الشرطة)، وفي خط المنتصف: عبدالجليل أحمد (يونيون سبورتيف)، وعبدالماجد ماماني، وهارونا حساني (القوات المسلحة)، وجيبو عبدالرحماني (الساحل)، وحسيني ماني بالا (نيجليك)، وساما عبدالراشد (الحرس الوطني)، وللهجوم: يعقوبا علي نوحو (أوليمبيك)، وجبريل جومي عبداللطيف (دوانس)، وصاميلا صوميالا دانجا (يونيوس سبورتيف)، وهارونا عبدالرزاق (القوات المسلحة)، وموسانا أحمد يحيى (الحرس الوطني).

مقالات مشابهة

  • كتلة نيابية: لاسيادة للعراق في ظل حكومة السوداني
  • من الرباط إلى واشنطن.. الصحافيون بين مطرقة السلطة وسندان المصالح الاقتصادية
  • مآخذ على المبعوث الأممي «العمامرة»..!
  • غدًا.. المنتخب الوطني يلاقي النيجر وديا استعدادا لتصفيات المونديال
  • إصابة 3 أشخاص بجروح خطيرة واحتراق منزل في حادث انفجار قنينة غاز
  • الأمن يلقي القبض على مختلسي 500 مليون و شيكات من مقر شركة بتطوان
  • جامعة حلوان تشارك في بحث عسكري حول حماية المصالح المصرية بإفريقيا
  • شركة “أورانو” الفرنسية تدرس بيع أصولها من اليورانيوم في النيجر
  • المدينة المنورة.. استقبال أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من النيجر
  • أورانو الفرنسية تبحث بيع أصولها بعد خلافات مع النيجر