حمى الجامعات الصيفية تنتقل إلى الأصالة و المعاصرة
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
أعلن حزب الأصالة والمعاصرة عن تنظيم النسخة الأولى من جامعته الصيفية تحت شعار “تعاقد متجدد من أجل الكرامة والأمل”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 21 شتنبر الجاري، بفضاء مجمع مولاي رشيد ببوزنيقة.
وأوضح الحزب في بلاغ له، أن هذه التظاهرة الفكرية الوطنية ستعرف تأطير مفكرين وسياسيين وأكاديميين وفاعلين اقتصاديين من مشارب مختلفة، ومشاركة مئات الشباب ومنتخبي الحزب من مختلف أقاليم المملكة، الذين سيلتئمون في فضاء ندوات فكرية وورشات عمل موضوعاتية ولقاءات تواصلية”.
وأضاف الحزب أن “هذا اللقاء يأتي تنفيذا للأجندة التنظيمية والالتزامات السياسية التي وضعها حزب الأصالة والمعاصرة خلال مؤتمره الوطني الخامس، وإسهاما منه في النقاش العمومي الذي تعيشه الساحة الوطنية حول العديد من التحديات والقضايا الإستراتيجية التي تواجهها بلادنا، وتفعيلا لدور الحزب الدستوري في تأطير المواطنات والمواطنين وخلق مساحات حرة لاحتضان انشغالات وتفكير شباب وأطر الحزب وتقوية للقدرات التدبيرية لمنتخبات ومنتخبي الحزب”.
وأكد البلاغ أن “تنظيم هذه التظاهرة يأتي إسهاما من الحزب في خلق فضاءات لاحتضان الاختلافات الفكرية والثقافية، وإجراء الحوارات الشفافة والبناءة حول القضايا الوطنية الإستراتيجية كندرة المياه، وسؤال تعزيز الشعور بالانتماء والهوية والقيم الأصيلة، وتحديات خلق الكرامة وفرص الشغل للشباب وتعزيز حضورهم في الحركية السياسية والفعل الديمقراطي، ورهان مواكبة بلادنا لعالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي.. وغيرها من القضايا الوطنية التي تتطلب نقاشا مشتركا، صريحا ومسؤولا، يسهم في بلورة أجوبة وسياسات عمومية ممكنة”.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته
تمر بلادنا ومنطقتنا والعالم من حولنا بمرحلة مليئة بالأحداث والمتغيرات المتسارعة التي تفرض علينا التعاطي معها بحذرٍ ووعيٍ عميق، حتى لا نُستدرج إلى مواقف وقرارات لا تخدم مصلحة وطننا وشعبنا، فنغدو أدوات في مشاريع الآخرين وأرقامًا في أجنداتهم. وقد شاءت الأقدار أن تكون بلادنا – وفي القلب منها حضرموت – في صميم هذا الصراع المحتدم بين القوى الإقليمية والدولية الساعية لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة.
إن ما تشهده محافظة حضرموت اليوم ليس حدثًا محليًا منعزلًا، بل هو امتدادٌ لصراعٍ أكبر بين أدوات قوى العدوان على بلادنا، حيث تتنافس الأطراف الممولة خارجيًا على بسط نفوذها في هذه المحافظة الغنية بثرواتها وموقعها الاستراتيجي. وللأسف، يجري توظيف أبنائنا وأرضنا في معارك لا علاقة لها بالمصالح الوطنية، بل تصب في خدمة أجندات خارجية لا ترى في حضرموت سوى موردٍ للثروة وممرٍ للهيمنة.
ومن المفارقات أن تتزامن هذه الأحداث مع ذكرى الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني عن بلادنا، في وقتٍ نعيش فيه شكلاً جديدًا من الاحتلال المقنّع، تمارسه قوى لا يتجاوز عمرها السياسي عمرَ البنايات السكنية في شارع المعلا ناهيك عن ناطحات السحاب في شبام أو قصور سيئون أو تريم، لكنها استطاعت – بمساعدة ضعاف النفوس – أن تبسط سيطرتها على أجزاء واسعة من بلادنا.
إن قوى العدوان والاحتلال تسعى اليوم إلى الضغط على المكونات السياسية والقبلية والعلمية وإرغامها على الاصطفاف من خلال تأزيم الأوضاع في حضرموت بعدة أساليب منها إذكاء النعرات المناطقية والقبلية، وإثارة الفتن والانقسامات، بغرض إبقاء المحافظة ساحة صراعٍ دائم، وجعل أبنائها في حالة اصطفاف دائم متوزعين بين القوى والأجندات الخارجية، بما يخدم مصالح الإمارات والسعودية الاقتصادية والعسكرية. وهي في سبيل ذلك تستغل المطالب المحقة والمشروعة لأبناء حضرموت – تلك المطالب التي نقر بعدالتها ووجاهتها – من تحسين الخدمات، وضمان العدالة، وتمكين أبناء المحافظة من ثرواتهم ومواردهم، لتجعل منها غطاءً لتحركاتها ومطامعها.
إننا نؤكد أن هذه المطالب ليست جريمة ولا خطأ، بل هي حقوقٌ طبيعية لكل أبناء اليمن، غير أن الخطر يكمن في تحويل هذه الحقوق إلى أدوات ضغطٍ سياسي تُستخدم لتنفيذ مشاريع خارجية، لا تمت لمصالح الوطن بصلة.
ولأن حضرموت أرضٌ ذات تاريخٍ عريقٍ وثقافةٍ راسخةٍ، فقد كان أبناؤها عبر العصور سفراء حضارة وسلام، حملوا راية العلم والتجارة إلى أصقاع الأرض، وأسهموا في نهضات الشعوب التي عاشوا بينها. لذا فإن اختزال هذا التاريخ المشرق في صراعات آنية بين وكلاء الخارج هو إهانة لتلك المسيرة الحضارية الطويلة وخيانة لتضحيات الرواد الأوائل الذين بذلوا أرواحهم رخيصة لإخراج المستعمرين من بريطانيين وبرتغاليين وعثمانيين في جنوب الوطن وشماله.
ان الصراع في البلد الواحد ليس فيه منتصر والكل فيه مهزوم والوطن هو الخاسر والرابح الأوحد فيه هو المحتل الخارجي فكفانا تدليس وتغييب لوعي الناس.
نسأل الله أن يمن على بلادنا بنعمة الأمن والايمان وأن يرد عنها كيد المعتدين.
عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد
رئيس لجنة تقييم وتطوير القوانين والتشريعات