استهل تحالف مدني سوداني جديد، نشاطه السياسي بالدعوة «لتضافر الجهود المدنية كافة لإنهاء الحرب وبناء السلام، وإلى تأسيس جيش مهني وقومي واحد، وإرساء قواعد عدالة انتقالية ومحاسبة على الجرائم التي ارتكبت بحق البلاد، بما في ذلك تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رأس النظام السابق ومساعديه المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».



وقال الأمين العام لـ«تحالف القوى المدنية المتحدة» (قمم) إبراهيم موسى زريبة، في مؤتمر صحافي عقد في كمبالا الأوغندية الاثنين، إن «تحالف (قمم) الذي تكون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الشهر الماضي، يضم 68 تنظيماً سياسياً وحركات مقاومة شبابية ورموزاً في المجتمع المدني، إضافة لحركات مسلحة موقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة السودانية».



واتهم زريبة مباشرة حزب «المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، بإشعال شرارة الحرب بمهاجمة قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية»، وقال: «هذا ما حدث وكلنا شهود عليه».

وراج في وسائط التواصل الاجتماعي الموالية للإسلاميين وأنصار استمرار الحرب، أن التحالف الجديد «قمم»، يمثل الواجهة السياسية لقوات «الدعم السريع»، وهو الأمر الذي نفاه زريبة بشدة بقوله: «هذا ليس سوى تنميط جهوي، بحسبان أن كل من ينتمي لجهة سياسية معينة يتهم بأنه (دعم سريع)»، وتابع: «(الدعم السريع) جهة عسكرية فرضت عليها الحرب، ونحن شهود، أما (قمم) فهو تحالف مدني بأجندة وبرامج معلنة».

وتستند تلك الاتهامات إلى أن رئيس التحالف هارون مديخير، كان يشغل منصب رئيس اللجنة الاجتماعية بالمجلس الاستشاري لقائد قوات «الدعم السريع»، وأمينه العام إبراهيم موسى زريبة كان يشغل منصب كبير المفاوضين في مفاوضات السلام بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، التي أفضت لتوقيع «اتفاق جوبا لسلام السودان»، بيد أن زريبة قطع بأن التحالف «لا يمثل جهة؛ بل هو تحالف مدني قومي تشارك فيه تنظيمات وقوى سياسية من كل ولايات البلاد».

ووفقاً لزريبة، فإن التحالف «يدعو لوقف الحرب ووضع مرتكزات بناء الدولة، وتحديد فترة انتقالية تفضي لتحول مدني ديمقراطي، وتأسيس الدولة على أسس جديدة، وتأسيس جيش واحد مهني قومي ينأى عن السياسة والانحيازات الجهوية والعرقية، ويعكس تنوع أهل السودان وثقافاتهم».

ووجه زريبة مناشدة لطرفي الحرب؛ الجيش وقوات «الدعم السريع» للتجاوب مع دعوات الأسرة الدولية للتفاوض ووقف نزيف الدم والوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار يحمي المدنيين ويسهل وصول العون الإنساني إليهم، بما يفضي لمباحثات سياسية لا تستثني سوى «حزب المؤتمر الوطني» وواجهاته.

ودعا لتخفيف معاناة المواطنين في أماكن سيطرة كل طرف، وعدم استخدام الغذاء سلاحاً، ومعاملة الأسرى وفقاً للمواثيق والعهود الدولية المعنية، وقال: «نناشد الطرفين إطلاق سراح جميع الأسرى».

وأشاد زريبة بـ«الاستجابة المتكررة» لقيادة قوات «الدعم السريع» لكل الدعوات المقدمة من الأسرة الدولية من أجل السلام، وفي الوقت ذاته، أدان «الاستهداف الانتقائي للمجتمعات الآمنة من قبل الطيران العسكري»، بقوله: «يقتل الأبرياء والأنعام وتدمر المستشفيات ومحطات الكهرباء وموارد المياه ومساكن المواطنين بشكل انتقائي، ينم عن استهداف عنصري جهوي، غير مسبوق في تاريخ السودان». وتابع: «ندين بشدة كل الانتهاكات ضد المدنيين العزل، وندعو لمعالجة أمراض العنصرية وخطاب الكراهية».

الشرق الأوسط:  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام

نددت الصين بتصريحات هيغسيث واتهمته بـ"عقلية الحرب الباردة"، وردت على ماكرون دون تسميه، مشددة على أن واشنطن تُصعّد التوترات في آسيا، بينما تسعى الدول لحل النزاعات بعيدًا عن الكيل بمكيالين والتدخلات الخارجية. اعلان

في رد فعل سريع، أدانت وزارة الخارجية الصينية ما وصفته بـ"خطاب استفزازي" من قبل وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث خلال مشاركته في مؤتمر شانغريلا الأمني الدولي المنعقد في سنغافورة، مشيرة إلى أن تصريحاته تعكس عقلية الحرب الباردة وتُغذّي التوترات الإقليمية.

وجاء في البيان الذي نشرته الوزارة صباح الأحد أن الوزير الأمريكي "استخدم منصة المؤتمر لاتهامات غير مبنية على واقع"، واتهمته بتجاهل دعوات السلام التي تطلقها دول آسيا، واعتبرت أن خطابه يعكس سياسة أمريكية تسعى لإشعال التنافس بين الكتل، في إشارة إلى التجربة التاريخية للتنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

ووصفت بكين موقف واشنطن بأنه "مصدر للتوتر"، وقالت إن الولايات المتحدة "تعمد إلى نشر الأسلحة الهجومية وإجراء المناورات العسكرية المتكررة مع حلفائها"، وهو ما وصفته بأنه "يحول منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى بؤرة ساخنة".

من جانبه، أكد هيغسيث، في كلمة ألقاها السبت أمام الحضور في المنتدى، أن البنتاغون سيتخذ خطوات لتعزيز الدفاعات الأمريكية في الخارج، لمواجهة ما وصفه بـ"التهديدات السريعة التطور" القادمة من الجانب الصيني، خاصة فيما يتعلق بموقفها من تايوان.

وقال: "الجيش الصيني يتدرب كما لو أن المواجهة قد بدأت بالفعل. لن نخفف من حدة الخطورة – فهذا التهديد حقيقي، ويمكن أن يكون وشيكًا".

Relatedماكرون يحذَر الصين: أبعدوا كوريا الشمالية عن أوكرانيا وإلا ستجدون الناتو في آسياالصين: أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة مسؤولية واشنطن وحدهاكبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين تحذر من التحالف المتنامي بين روسيا والصينالصين: الولايات المتحدة "تلعب بالنار"

وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تشانغ شياو غانغ على أن مسألة تايوان "مسألة داخلية بحتة"، وطالب الولايات المتحدة بعدم التدخل فيها، مشيرًا إلى أن أي محاولة للضغط العسكري أو الدبلوماسي من جانب واشنطن ستكون لها عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي.

وحملت الوزارة أيضًا الولايات المتحدة مسؤولية التصعيد في بحر الصين الجنوبي، وأشارت إلى وجود "نشر غير مبرر للأسلحة الهجومية" من قبل القوات الأمريكية في المنطقة، واعتبرت أن هذا التحرك يساهم في "تأجيج التوترات".

وعلى هامش المؤتمر، أعرب وزير الدفاع الفلبيني جيلبرتو تيودورو عن رأيه بأن الولايات المتحدة ليست العامل الأساسي في التوترات الجارية في بحر الصين الجنوبي، وأضاف أن بعض المواقف الصينية "قد تتعارض مع القانون الدولي".

لكن السفارة الصينية في سنغافورة ردّت عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، واصفةً تصريحات تيودورو بأنها "غير دقيقة"، واتهمت الفلبين بتنفيذ عمليات اقتحام غير قانونية في مناطق متنازع عليها.

وأكدت السفارة أن هناك "قوى خارجية" تتحمل المسؤولية الكبرى عن التصعيد، دون أن تسميها، لكنها أشارت إلى أنها تقوم بنشر السلاح وتنظيم التدريبات المشتركة.

ماكرون تحت نيران بكين

لم ينجُ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الانتقاد الصيني، رغم عدم ذكر اسمه مباشرة. فقد نشرت السفارة الصينية في سنغافورة منشورًا على فيسبوك يتضمن صورة لماكرون، وعلقت فيه على محاولات ربط قضية تايوان بأزمة أوكرانيا، مضيفة بسخرية: "إذا حاول أحد التنديد بالكيل بمكيالين باستخدام العدسة ذاتها، فإن النتيجة ستكون هي نفسها".

وللمرة الأولى منذ سنوات، لم يشارك وزير الدفاع الصيني شخصيًا في مؤتمر شانغريلا، بل أوفدت بكين وفدًا من المستوى الثاني برئاسة اللواء هو جانج فنغ، نائب رئيس جامعة الدفاع الوطني لجيش التحرير الشعبي، في خطوة قد تشير إلى توتر العلاقات بين الصين والدول الأخرى المشاركة.

ورغم التوصل إلى اتفاق مؤقت الشهر الماضي لتخفيف الرسوم الجمركية بين البلدين، إلا أن مستقبل هذه الهدنة ما زال غامضًا.

فقد حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة نشرها الجمعة، من أنه لن يكون "لطيفًا" مع الصين إذا استمرت في "خرق الاتفاق"، مما يطرح تساؤلات حول مدى استمرارية هذا التهدئة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • محمد أنور السادات: التحالف الانتخابي الجديد ليس انشقاقًا عن أحزاب الحركة المدنية
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام
  • تحالف العزم يعلن عن انضمام النائب السابق (الزوبعي) لتحالفه
  • صدمة أممية إزاء قصف الدعم السريع لمنشآت «الأغذية العالمي» بالفاشر
  • ماكرون يدعو إلى تحالف آسيوي أوروبي جديد في ظل التنافس الأمريكي الصيني
  • قوات الدعم السريع ترتكب جريمة ضد الأمم المتحدة في السودان
  • إيمانويل ماكرون يدعو إلى “تحالف” أوروبي وآسيوي في ظل التوتر بين الولايات المتحدة والصين
  • مصدر عسكري سوداني: قوات الدعم السريع تقصف مستشفيين في ولاية شمال كردفان
  • عاجل | مصدر عسكري سوداني: الدعم السريع تقصف بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان
  • أين اختفت المحكمة الجنائية الدولية؟