عربي21:
2025-07-02@06:00:45 GMT

الإعلام والدور المفقود

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

يخرج إلينا مذيع من المفترض أنه أخذ قسطا وافرا من التعليم والتأهيل لممارسة مهنة الإعلام، وكان والده أحد أساطين إدارة الإعلام في مرحلة مبارك، وأحد رجال صفوت الشريف الأقوياء، وزير إعلام مصر في عصر مبارك.

ومع كل ملاحظاتنا النقدية على مراحل إعلامنا المصري من مرحلة ناصر ثم السادات ونهاية بمبارك، لم تتخل المنظومة الإعلامية عن ميثاقها المهني الذي كان نبراسا لأهل الإعلام في المراحل المختلفة، لكننا لم نر تفسخا واختلاط مفاهيم، تصل لحد اللامبالاة وعدم المحاسبة، كما نرى الآن.



فالمسألة ليست أن مذيعا خرج بكل ثقة ولوذعية ليدعو المواطنين إلى نبذ التعليم، ويتساءل بكل ثقة وجديّة شديدة؛ عن الجدوى من دراسة الجغرافيا والتاريخ وغيرها من العلوم الإنسانية، فهذا "لا يؤكل عيش" على حد كلامه، بل وتجاوز هذا إلى دعوة الناس إلى البحث عن لقمة العيش بمعزل عن التعليم وتحصيله.

المذيع يدلي بتصريحات معلوم سلفا أنها مجافية لكل أصول العلم والمنطق، كما هو معلوم ما ستحدثه من حالة غضب واستهجان لدى الجماهير الغفيرة من المشاهدين، وما سيصب من لعنات على رأس ذاك المذيع، فيأتي قرار فوقي بوقف برنامج المذيع ومنعه من الظهور استجابة لغضب الجماهير، فتهدأ الأمور نسبيا حتى تتم صناعة زوبعة جديدة وضحية جديدة يتم ذبحها ولو صوريا إرضاء لغضب الجمهور
هكذا قال، واستُقبل كلامه بموجة غضب شديدة من قبل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المقروء، بل تجاوز هذا إلى السخرية من وصية هذا المذيع. وبعد أيام من موجة غضب مشتعلة على مواقع التواصل الاجتماعي صدر قرار بوقف هذا المذيع عن الظهور ووقف برنامجه. وهذه ليست المرة الأولى بحقه، بل المرة الثانية، ثم بعد مدة ليست بالقليلة ولا الطويلة، يعود ليطل علينا من جديد لإجبار جموع المشاهدين على تلقي وصاياه العشر.

وإزاء ذلك نجد أنفسنا أمام أحد تفسيرين لا ثالث لهما:

الأول: إما أن هذا المذيع لا يصلح لمهنته، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: من الذي سمح له بالظهور..؟! بل وكيف تم السماح له بالاستمرار..؟!

أما التفسير الثاني: وهو أن يكون كل هذا متفقا عليه لإلهاء الرأي العام عن قضاياه المصيرية، استخداما لمبدأ نفي النفي إثبات.

فالمذيع يدلي بتصريحات معلوم سلفا أنها مجافية لكل أصول العلم والمنطق، كما هو معلوم ما ستحدثه من حالة غضب واستهجان لدى الجماهير الغفيرة من المشاهدين، وما سيصب من لعنات على رأس ذاك المذيع، فيأتي قرار فوقي بوقف برنامج المذيع ومنعه من الظهور استجابة لغضب الجماهير، فتهدأ الأمور نسبيا حتى تتم صناعة زوبعة جديدة وضحية جديدة يتم ذبحها ولو صوريا إرضاء لغضب الجمهور، وهكذا يصبح الإعلام في دائرة مفرغة لا نهاية لها.

الإعلام المصري هو أحد أهم أسلحة الدولة في القوى الناعمة، وأرجو ألا ينجر لأساليب الإثارة من أجل الإثارة أو الإلهاء
وهذا بدوره يذكرنا بالأيام الخوالي لإعلامنا الجميل، أيام أن كانت الجودة والمهنية هي شغله الشاغل، هذا الزمن الذي تذكره أجيالنا بمزيد من الفخر والاعتزاز لمصرنا الحبيبة، أيام سلوى حجازي، وليلى رستم، وأحمد سمير وبرنامجه الشهير السينما والحرب، وبابا ماجد وبرنامجه الموجه للأطفال.

ثم يأتي الجيل الذي يليهم، سمير صبري وبرنامجه النادي الدولي، وطارق حبيب وبرنامجه أوتوجراف، وتأتي نجوى إبراهيم وفريال صالح وبرنامج اخترنا لك، وأماني ناشد وبرنامجها كاميرا ٩، ودرية شرف الدين وبرنامجها نادي السينما، وعبد المنعم كامل ومنى جبر وبرنامجهما فن الباليه، ومع كل هذا البرنامج الديني الرصين نور على نور لأحمد فراج.

نعم الإعلام المصري هو أحد أهم أسلحة الدولة في القوى الناعمة، وأرجو ألا ينجر لأساليب الإثارة من أجل الإثارة أو الإلهاء، فإعلامنا المصري ولد كبيرا، وكان له دور تثقيفي وتوعوي وترفيهي كبير، فلا بد أن يظل كذلك، وأن يعود له هذا الدور المفقود، لأنه ببساطة هو الأصل في شرقنا الأوسطي، وسيظل كذلك مهما حدث.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإعلام مصر مصر الإعلام مهنية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات من هنا وهناك صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية

في مثل هذا التوقيت من كل عام، يستحضر الوسط الفني والجمهور العربي ذكرى رحيل أحد أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، الموسيقار محمد الموجي، الذي رحل عن عالمنا في 1 يوليو عام 1995. ورغم مرور 29 عامًا على وفاته، لا تزال ألحانه حيّة، تملأ الفضاءات بالمشاعر وتُرددها الأجيال، فقد كان بحق "مهندس الألحان" وصاحب البصمة الذهبية في مسيرة عمالقة الطرب.

 

 

 

نشأة موسيقار من طراز خاص

وُلد محمد أمين محمد الموجي في 4 مارس عام 1923 بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ. نشأ في أسرة متذوقة للفن، وكان والده يعزف على العود والكمان، مما جعله يكتشف شغفه بالموسيقى منذ الصغر، ليبدأ تعلم العزف على العود في سن مبكرة.

 

 

 

ورغم أنه التحق بكلية الزراعة وحصل على الدبلوم عام 1944، إلا أن شغفه بالموسيقى كان أقوى، فعمل في البداية في وظائف زراعية، قبل أن يلتحق بفرق موسيقية صغيرة ويبدأ رحلته الفنية من بوابة الغناء، التي لم تحقق له ما أراد، فتحول إلى التلحين، وهو القرار الذي غيّر مسيرة الموسيقى العربية.

 

 

 

البدايات الفنية والانطلاقة الحقيقية

في عام 1951، قُبل محمد الموجي كملحن في الإذاعة المصرية، بعد أن رُفض كمطرب، وكانت تلك نقطة تحول حقيقية، كانت انطلاقته القوية من خلال التعاون مع عبد الحليم حافظ في أولى أغنياته "صافيني مرة"، التي شكلت بداية صعود "العندليب" وصعود الموجي كأحد أبرز ملحني الجيل.

 

 

 

 

محمد الموجي وعبد الحليم حافظ.. ثنائي غيّر الطرب

شكّل محمد الموجي مع عبد الحليم حافظ ثنائيًا فنيًا استثنائيًا، حيث لحّن له ما يزيد عن 88 أغنية، أبرزها: "حُبك نار"، "قارئة الفنجان"، "أنا من تراب"، و"اسبقني يا قلبي"، وكان لحن "قارئة الفنجان" الذي غناه عبد الحليم عام 1976 آخر تعاون بينهما قبل وفاة العندليب، واعتُبر تتويجًا لمسيرة طويلة من النجاح المشترك.

 

 

 

تعاون مع الكبار من أم كلثوم لفايزة أحمد

لم يقتصر إبداع محمد الموجي على عبد الحليم، بل امتد ليشمل عمالقة الطرب، على رأسهم أم كلثوم، التي لحن لها أعمالًا خالدة مثل "للصبر حدود"، و"اسأل روحك"، و"حانة الأقدار".

كما قدّم ألحانًا خالدة للمطربة فايزة أحمد مثل "أنا قلبي إليك ميال"، و"تمر حنة"، إلى جانب ألحانه لنجوم آخرين مثل شادية، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، سميرة سعيد، وغيرهم من رموز الغناء في مصر والعالم العربي.

بصمة لا تُنسى في الأغنية الوطنية

كان لمحمد الموجي دور كبير في الأغنية الوطنية، إذ لحن عددًا من الأعمال الخالدة التي عبّرت عن روح مصر وقضاياها، مثل "يا صوت بلدنا" و"أنشودة الجلاء". وكانت ألحانه الوطنية تحمل دومًا مزيجًا من الحماس والشجن، بتوقيع موسيقي خاص لا يُخطئه المستمع.

أسلوبه الفني.. هندسة اللحن وروح الشرق

تميّز أسلوب محمد الموجي بالمزج بين المقامات الشرقية الأصيلة والتقنيات الغربية الحديثة، وابتكار فواصل موسيقية غير مسبوقة، لم يكن الموجي مجرد ملحن تقليدي، بل كان يجيد التعبير عن الكلمات بألحان نابضة بالحياة، تبكي، وتفرح، وتُشعل الحنين في آنٍ واحد، مما جعله يُلقب عن جدارة بـ "مهندس الألحان".

رحيله واحتفاء لا ينتهي

في الأول من يوليو عام 1995، رحل الموسيقار محمد الموجي عن عالمنا عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد أن قدّم للموسيقى العربية أكثر من 1800 لحن، ورغم رحيله الجسدي، لا يزال صوته حاضرًا في كل نغمة، وأثره باقيًا في ذاكرة كل من عشقوا الطرب العربي الأصيل.

وتُحيي وسائل الإعلام ووزارة الثقافة المصرية ذكراه سنويًا، من خلال التقارير والبرامج، وتُعرض أعماله في المناسبات الفنية، لتُذكر الأجيال الجديدة بإرث موسيقي لا يُقدّر بثمن.
 

مقالات مشابهة

  • هكذا يبدو منزل المغنية التركية غوكتشه كيرغيز في أوسكودار الذي تصدّر الترند! (صور)
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
  • تألق المونديال.. هذا المبلغ الذي حصل عليه الهلال حتى الآن
  • ما الذي يحدث في اتحاد كتاب مصر؟
  • الجماهير الهلالية تشتعل فرحًا بعد الإطاحة ببطل أوروبا: السيتي وينه؟ .. فيديو
  • أوقفوا صناعة الوهم: من الذي انتصر حقاً؟
  • متحدث الاتحاد: ندعو الجماهير لعدم الانجراف وراء الشائعات
  • قرارات هامة للمكتب الفدرالي لضمان سلامة الجماهير
  • "رفيعة هانم".. ليلى حمدي التي أضحكت الجماهير ورحلت في صمت
  • خالد تاجا.. الثائر الذي فاتته ساعة التحرير