عربي21:
2025-05-16@17:57:42 GMT

الإعلام والدور المفقود

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

يخرج إلينا مذيع من المفترض أنه أخذ قسطا وافرا من التعليم والتأهيل لممارسة مهنة الإعلام، وكان والده أحد أساطين إدارة الإعلام في مرحلة مبارك، وأحد رجال صفوت الشريف الأقوياء، وزير إعلام مصر في عصر مبارك.

ومع كل ملاحظاتنا النقدية على مراحل إعلامنا المصري من مرحلة ناصر ثم السادات ونهاية بمبارك، لم تتخل المنظومة الإعلامية عن ميثاقها المهني الذي كان نبراسا لأهل الإعلام في المراحل المختلفة، لكننا لم نر تفسخا واختلاط مفاهيم، تصل لحد اللامبالاة وعدم المحاسبة، كما نرى الآن.



فالمسألة ليست أن مذيعا خرج بكل ثقة ولوذعية ليدعو المواطنين إلى نبذ التعليم، ويتساءل بكل ثقة وجديّة شديدة؛ عن الجدوى من دراسة الجغرافيا والتاريخ وغيرها من العلوم الإنسانية، فهذا "لا يؤكل عيش" على حد كلامه، بل وتجاوز هذا إلى دعوة الناس إلى البحث عن لقمة العيش بمعزل عن التعليم وتحصيله.

المذيع يدلي بتصريحات معلوم سلفا أنها مجافية لكل أصول العلم والمنطق، كما هو معلوم ما ستحدثه من حالة غضب واستهجان لدى الجماهير الغفيرة من المشاهدين، وما سيصب من لعنات على رأس ذاك المذيع، فيأتي قرار فوقي بوقف برنامج المذيع ومنعه من الظهور استجابة لغضب الجماهير، فتهدأ الأمور نسبيا حتى تتم صناعة زوبعة جديدة وضحية جديدة يتم ذبحها ولو صوريا إرضاء لغضب الجمهور
هكذا قال، واستُقبل كلامه بموجة غضب شديدة من قبل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المقروء، بل تجاوز هذا إلى السخرية من وصية هذا المذيع. وبعد أيام من موجة غضب مشتعلة على مواقع التواصل الاجتماعي صدر قرار بوقف هذا المذيع عن الظهور ووقف برنامجه. وهذه ليست المرة الأولى بحقه، بل المرة الثانية، ثم بعد مدة ليست بالقليلة ولا الطويلة، يعود ليطل علينا من جديد لإجبار جموع المشاهدين على تلقي وصاياه العشر.

وإزاء ذلك نجد أنفسنا أمام أحد تفسيرين لا ثالث لهما:

الأول: إما أن هذا المذيع لا يصلح لمهنته، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: من الذي سمح له بالظهور..؟! بل وكيف تم السماح له بالاستمرار..؟!

أما التفسير الثاني: وهو أن يكون كل هذا متفقا عليه لإلهاء الرأي العام عن قضاياه المصيرية، استخداما لمبدأ نفي النفي إثبات.

فالمذيع يدلي بتصريحات معلوم سلفا أنها مجافية لكل أصول العلم والمنطق، كما هو معلوم ما ستحدثه من حالة غضب واستهجان لدى الجماهير الغفيرة من المشاهدين، وما سيصب من لعنات على رأس ذاك المذيع، فيأتي قرار فوقي بوقف برنامج المذيع ومنعه من الظهور استجابة لغضب الجماهير، فتهدأ الأمور نسبيا حتى تتم صناعة زوبعة جديدة وضحية جديدة يتم ذبحها ولو صوريا إرضاء لغضب الجمهور، وهكذا يصبح الإعلام في دائرة مفرغة لا نهاية لها.

الإعلام المصري هو أحد أهم أسلحة الدولة في القوى الناعمة، وأرجو ألا ينجر لأساليب الإثارة من أجل الإثارة أو الإلهاء
وهذا بدوره يذكرنا بالأيام الخوالي لإعلامنا الجميل، أيام أن كانت الجودة والمهنية هي شغله الشاغل، هذا الزمن الذي تذكره أجيالنا بمزيد من الفخر والاعتزاز لمصرنا الحبيبة، أيام سلوى حجازي، وليلى رستم، وأحمد سمير وبرنامجه الشهير السينما والحرب، وبابا ماجد وبرنامجه الموجه للأطفال.

ثم يأتي الجيل الذي يليهم، سمير صبري وبرنامجه النادي الدولي، وطارق حبيب وبرنامجه أوتوجراف، وتأتي نجوى إبراهيم وفريال صالح وبرنامج اخترنا لك، وأماني ناشد وبرنامجها كاميرا ٩، ودرية شرف الدين وبرنامجها نادي السينما، وعبد المنعم كامل ومنى جبر وبرنامجهما فن الباليه، ومع كل هذا البرنامج الديني الرصين نور على نور لأحمد فراج.

نعم الإعلام المصري هو أحد أهم أسلحة الدولة في القوى الناعمة، وأرجو ألا ينجر لأساليب الإثارة من أجل الإثارة أو الإلهاء، فإعلامنا المصري ولد كبيرا، وكان له دور تثقيفي وتوعوي وترفيهي كبير، فلا بد أن يظل كذلك، وأن يعود له هذا الدور المفقود، لأنه ببساطة هو الأصل في شرقنا الأوسطي، وسيظل كذلك مهما حدث.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإعلام مصر مصر الإعلام مهنية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات من هنا وهناك صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما الذي تغير في فكر الجماعات الجهادية في سوريا؟

ومع نهاية 2024 بدأت الجماعات الجهادية في سوريا تخوض تجربة جديدة، فمن حركة مقاومة مسلحة إلى سلطة حاكمة مسؤولة عن دولة ومؤسسات. فكيف أعادت هذه الجماعات صياغة مفاهيمها تجاه الدولة والسلطة والمجتمع؟ وهل هذه الجماعات أمام تحول فكري عميق أم أمام مراجعات ظرفية أملتها ضرورات الحكم؟

وعن جذور الفكر الجهادي في سوريا، يوضح عضو اللجنة الرئاسية للسلم الأهلي في سوريا، حسن صوفان، أن هذا الفكر مرتبط بالاحتلال، ولكنه كان كامنا في نفوس السوريين منذ انقلاب حزب البعث، وأن مجزرة حماة كانت مفترق طرق أمام عودة الفكر الجهادي إلى الشعب السوري من أجل الدفاع عن النفس.

ويقول إن الدور الجهادي لم يكن متاحا له التجلي في سوريا بسبب القبضة الأمنية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ولذلك أخذ منحى الاستفادة من التجارب ومواجهة المحتل في أماكن أخرى من أجل اكتساب الخبرة لتوظيفها في المعركة الأساسية في سوريا، مشيرا إلى أن التوجهات الإسلامية كانت مجمعة على أن النظام المخلوع كان جديرا بالتصدي له.

ويلفت إلى أن جميع الاتجاهات والمناهج داخل المجتمع السوري هي أصيلة الوجود وليست دخيلة، فلا يوجد أي فكر إسلامي دخيل سواء فكر جماعة الإخوان المسلمين أو الفكر السلفي أو الفكر السلفي الجهادي، أي أن هذه الاتجاهات والتيارات لها جذورها على مدار مئات السنين في سوريا.

إعلان

وحول مسألة حدوث تحول داخل الفكر الجهادي عندما تولى أصحابه السلطة في سوريا، يرى صوفان -في حديثه لحلقة (2025/5/14) من برنامج "موازين" أن الأمر يتعلق بطبيعة وضرورات الحكم الذي لم يمارسه الإسلاميون والجهاديون خصوصا، مشيرا إلى أن التجربة الحالية هي المعيار في الحكم على الجماعات الجهادية.

مراجعات

بيد أن صوفان يكشف عن وجود مراجعات وتحولات حتى قبل وصول الجهاديين إلى الحكم، ويقول إنه في سجن صيدنايا مثلا عمل الكثير من الجهاديين مراجعات جريئة ومتميزة يغلب عليها الإثراء العلمي والاستدلال بالنصوص أكثر منها ضغط واقع، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بدخول في واقع جديد اقتضى المراجعة.

وفي حديثه عن مرحلة ما بعد تحرير سوريا من نظام الأسد، يقول صوفان- وهو أيضا قائد حركة تحرير الشام سابقا- إن السياسة هي عبارة عن لعبة لها قواعدها، وكل جهة لها مصالحها الخاصة، والرئيس أحمد الشرع يتقن هذه اللعبة السياسية، بحيث يمكنه أن يعطي كل صاحب حاجة حاجته بما لا يتعارض مع الخطوط الحمراء ومع أهداف الثورة السورية".

ويرى أن العالم لم تعد تحكمه جهة واحدة تفرض كل ما تريد على المجتمع الدولي، بل هناك تعارض مصالح بين الدول، مما يجعل الدول تلج منها لتحقيق مصالحها القطرية الخاصة، ويضيف في هذا السياق أن من حق الرئيس الشرع أن يبحث عن فرصة لنهضة سوريا وإعادة المهجرين وإيقاف الآلام عن الناس، ودعا إلى التفاف حول القيادة السورية مادام لديها الخطة والإجراءات الإصلاحية.

وعن مسألة الديمقراطية بالنظر إلى فكر الجماعات الجهادية، يوضح ضيف برنامج "موازين" أن جميع التيارات الإسلامية تجمع على أن فكرة الديمقراطية من حيث التشريع وإعطاء حق التشريع المطلق تكون للشعب وليس بما يخالف شرع الله سبحانه وتعالى، معربا عن اعتقاده أن الشرع أو أي جهة تكون على كرسي الحكم ستكون مرنة في موضوع الوسائل والآليات.

إعلان

وبشأن تعامل القيادة السورية الجديدة مع التدخل الإسرائيلي في الأراضي السورية، يقول صوفان إنه "من الإجحاف تحميل الدولة الوليدة الجديدة إرث الصراع الطويل مع العدو الإسرائيلي في هذه اللحظة"، مشيرا إلى أن القيادة السورية سوف تبذل كل جهد متاح لتجنب إدخال الشعب السوري في معركة طويلة جديدة.

14/5/2025

مقالات مشابهة

  • بالصور.. جانب من العمليات الميدانية خلال البحث عن المفقود الذي جرفته السيول بالجلفة
  • الجلفة.. بالصور.. جانب من العمليات الميدانية خلال البحث عن المفقود الذي جرفته السيول
  • الجماهير تكتسح مقر الاتحاد احتفالًا بلقب الدوري .. فيديو
  • خالد الجندي: هذا هو الحد الأدنى للوضوء الذي تصح به الصلاة
  • ما الذي تغير في فكر الجماعات الجهادية في سوريا؟
  • الصيدلاني الذي لوّن الأنبار.. نايف الآلوسي يحوّل فنه إلى مشروع وهوية (صور)
  • الخليج الذي نُريد
  • القاهرة الإخبارية تكشف مستقبل الناتو في ظل الخلافات والدور الأمريكي فيه
  • ابتزاز جديد.. ماذا الذي يريده ترامب من السيسي ..!
  • ما الذي على ترامب أن يسمعه في الرياض غدًا؟!!