#سواليف

‏وجّه خبير الاقتصاد والطاقة عامر الشوبكي انتقادات لاذعة للحكومة المستقيلة التي ترأسها الدكتور بشر الخصاونة، محملًا إياها مسؤولية ما أسماه بـ”سوء الإدارة الكارثي”، داعيًا الجهات المعنية إلى محاسبتها.

‏وأضاف أنها أدخلت الأردن في أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة، مبينًا أن قرارات الحكومة المتهورة ساهمت بشكل كبير في تضخم الدين العام، الذي شهد ارتفاعًا غير مسبوق بنسبة 25% خلال فترة ولايتها، مضيفًا حوالي 12 مليار دولار، ليرتفع إجمالي الدين العام إلى حوالي 60 مليار دولار، ليشكل 118% من الناتج المحلي الإجمالي للأردن.

‏وأعرب الشوبكي عن خيبة أمله من نتائج هذا الدين المتصاعد، وخاصة الجرأة على صندوق اموال الضمان الاجتماعي الذي تخطى 60% لاول مرة، وعلى الرغم من الاقتراض الضخم، لم يكن هناك تحسن ملموس في الصحة والتعليم او الخدمات العامة أو البنية التحتية، بل العكس هو الصحيح، حيث ازدادت معدلات الفقر والبطالة، وهذا يتناقض مع رواية الحكومة السابقة، التي كانت تطمئن المواطنين باستمرار بأنها تعالج هذه القضايا ذاتها.

مقالات ذات صلة عزوف عن التخليص على المركبات الكهربائية بعد رفع الضريبة 2024/09/19

‏ ممارسات التضليل والتذاكي على الشعب

‏وقال إن حكومة الخصاونة فشلت في تحفيز النمو الاقتصادي، ففي ظل إدارتها، سجل الأردن أدنى معدلات نمو له في تاريخه، مشيرًا إلى أنها مارست التضليل بحق الجمهور من خلال رسم صورة أكثر وردية لآفاق البلاد مقارنة بالحقائق الظاهرة.

‏وأوضح الشوبكي أن الحكومة “قللت من شأن ذكاء الشعب الأردني”، وصاغت وعودًا كبيرة دون نتائج ملموسة. فعلى سبيل المثال، تعهدت الحكومة منذ البداية بتطويرات كبيرة في قطاع الطاقة في الأردن، بما في ذلك اكتشاف احتياطيات كبيرة من النفط والغاز. ومع ذلك، بقيت هذه الوعود دون تحقيق، فالأردن يستمر حتى الآن في استيراد جميع احتياجاته من النفط والغاز، كما ان المواطن في عهد حكومة الخصاونة دفع القيمة الاعلى لفاتورة الكهرباء والمحروقات والمياه في تاريخ المملكة .

‏كما لفت الشوبكي الانتباه إلى أزمة المياه المستمرة في الأردن، والتي وصفها بأنها الفشل الأكبر من جانب حكومة الخصاونة. ففي بلد يصنّف من بين أكثر الدول ندرة في المياه على مستوى العالم، كان ينبغي أن يكون معالجة الأمن المائي على رأس أولوياتها، إلا أنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم ذي مغزى في حل هذه القضية.

‏ووفقًا له، فقد ارتفع عجز الموازنة إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ المملكة، مضيفًا أن تركيز الحكومة كان في غير محله، مستشهدًا بمشروع السكك الحديدية الذي بدا وكأنه يعطي الأولوية لمصالح شركات الفوسفات والبوتاس – والتي تمتلك الأردن حصة 42% و36% على التوالي – على احتياجات المواطنين.

‏حكومة جبائية من الطراز الأول

‏وأعرب عن قلقه بشأن تشكيل الحكومة الجديدة للدكتور جعفر حسّان، وبشكل خاص مع عودة نصف وزراء الحكومة السابقة إليها، وأن إعادة تدوير نفس الشخصيات السياسية يشير إلى عدم حدوث أي تغيير جوهري، واصفًا الحكومة الجديدة بأنها نسخة عن حكومة الخصاونة، وأنها ليست أكثر من “تعديل وزاري” وليس تشكيلًا جديدًا، خاصة اعادة تدوير وزراء التأزيم كما اسماهم.

‏وفيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية، انتقد طريقة تعامل الحكومة مع الشركاء من دول الجوار، وخاصة مع الشركاء الإقليميين الرئيسيين مثل العراق والمملكة العربية السعودية. فعلى سبيل المثال، لم تكن العلاقات مع العراق في افضل احوالها إلى الحد الذي قطع فيه العراق إمدادات النفط عن الأردن مراتٍ متعددة، ولم يتطور اي تعاون مشترك. وبشكلٍ مماثل، توقفت إلى حد كبير المشاريع المشتركة مع المملكة العربية السعودية، وبخاصة محفظة الاستثمار السعودية البالغة 3 مليارات دولار، كما فرضت السعودية عمر اقل من 20 سنة لمركبات لشحن البري الاردنية الامر الذي فاقم الضغوط على قطاع النقل، دون تدخل منتج من الحكومة .

‏وبالنسبة له، وصلت أسعار الكهرباء، وتكاليف الوقود، وأرقام التضخم، ومعدلات الفقر، والمؤشرات السلبية إلى ما أسماه الشوبكي “مستويات قياسية”، حيث تشير جميع المؤشرات إلى أعلى المعدلات في تاريخ المملكة.

‏وربط الشوبكي، خلال حديثه، عجز الحكومة عن إدارة هذه الضغوط الاقتصادية بشكل مباشر باضرابات عام 2021، عندما تحول الاستياء واسع النطاق إلى اضراب قطاع النقل. وبحسب الشوبكي، فإن هذه الاحتجاجات كانت ردًا على حكومة “استفزت” مواطنيها مرارًا وتكرارًا بوعود منفصلة عن الوقائع وادعاء عدم امتلاك رفاهية الدعم ، رغم الواضح في الموازنة وتقرير ديوان المحاسبة من رفاهية في نفقات شراء المركبات الحكومية وغيرها من النفقات على الهيئات المستقلة .

‏ورفض الشوبكي ادّعاء الحكومة بأنها حققت نجاحًا طال انتظاره في تحسين التصنيف الائتماني للأردن لدى موديز. فالتحسينات التي تتحدث عنها لم تكن نتيجة إدارة اقتصادية سليمة، أو انضباط مالي مستدام، بل كانت نتيجة العبئ الضريبي المفرط المفروض على المواطنين كان اخرها نظام الطاقة المتجددة وارتفاع ضريبة السيارات الكهربائية الى نسب وصلت 450%.

‏وفي رأيه، فإن التصنيف الائتماني إنجاز أجوف، ويشير إلى حكومة أكثر اهتمامًا بتزيين الصورة عوضًا عن سن إصلاحات ذات مغزى.

‏وفي الختام، لخص الشوبكي حكومة الخصاونة في عبارة واحدة صريحة: “جابية ضرائب من الدرجة الأولى”، ويجسد هذا الوصف وجهة نظره بأن إرث حكومة الخصاونة لن يكون مرتبطًا بالتقدم أو التنمية او الاستدامة، بل بالفشل في معالجة القضايا البنيوية التي تشكل جوهر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في الأردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف حکومة الخصاونة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يتوجه إلى نيويورك للمشاركة في المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين

 توجّه الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، صباح اليوم الأحد  إلى مدينة نيويورك، للمشاركة في المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، والذي تنعقد فعالياته بمقر الأمم المتحدة يومي 28 و29 يوليو الجاري.

وتأتي مشاركة مصر في هذا المؤتمر في سياق مساعيها الدؤوبة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الإقليمي وإنهاء حالة الصراع الممتدة منذ عقود.

ومن المنتظر أن يُجري الوزير عبد العاطي سلسلة من اللقاءات الثنائية والمشاورات رفيعة المستوى مع نظرائه من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين الدوليين، بهدف الدفع نحو توحيد المواقف الدولية، وتفعيل إرادة المجتمع الدولي تجاه تنفيذ حل الدولتين وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مع التأكيد على ضرورة وضع حد فوري للانتهاكات المستمرة، ووقف إطلاق النار، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.

كما سيعرض الوزير خلال المؤتمر ملامح الرؤية المصرية المتكاملة للمرحلة المقبلة، والتي ترتكز على مجموعة من الأولويات، أبرزها:

وقف العمليات العسكرية بشكل شامل؛ وإطلاق عملية سياسية جادة تقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية؛
وتثبيت الهدنة الإنسانية وإعادة الإعمار وفق خطة تتفق عليها الأطراف المعنية، وتضمن عدم تهجير السكان أو المساس بحقوقهم السيادية؛ وتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني بما يكفل تمثيلاً فعالاً وعادلاً في أي تسوية قادمة.

وتُجدد مصر في هذا السياق دوما رفضها القاطع لأي محاولات تستهدف إحداث تغيير ديمغرافي أو فرض واقع جديد عبر التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدة أن هذا الأمر يُعدّ خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، وينتهك بوضوح قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وإذ تُشدد مصر على أهمية استعادة الزخم الدولي تجاه القضية الفلسطينية، فإنها تؤكد أن نجاح هذا المؤتمر مرهون بوجود إرادة سياسية حقيقية لدى جميع الأطراف، والتزام واضح بتنفيذ ما يصدر عنه من مقررات، بعيداً عن أي مماطلات أو شروط تعجيزية.

وتحافظ مصر، وهي تسير على نهجها المتزن والمسؤول، علي أن تظل متمسكة بثوابتها ومواقفها التاريخية، وتُواصل التنسيق الكامل مع الأشقاء العرب والشركاء الدوليين، لضمان التوصل إلى تسوية عادلة تضع حداً لهذا الصراع، وتُعيد للشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة، في إطار سلام شامل يضمن الأمن، والاستقرار، والتنمية المستدامة لشعوب المنطقة كافة.

طباعة شارك وزير الخارجية نيويورك فلسطين حل الدولتين

مقالات مشابهة

  • بينهم عمرو الشوبكي.. عبدالمنعم إمام: أتمنى تعيين هؤلاء في البرلمان المقبل -(فيديو)
  • التعليم ترشح قائمة كتب جديدة لـانجليزي المستوى الرفيع بمدارس اللغات
  • عرقاب يستقبل المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي لإفريقيا
  • رئيس الجمهورية يستقبل المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي مسعد بولوس
  • عطاف يستقبل المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا
  • انطلاق ندوة بالجامعة العربية حول دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسؤولين عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • وزير الخارجية يتوجه إلى نيويورك للمشاركة في المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين
  • القوات المسلحة: تطبيقات لمتابعة حالات المرضى وتنظيم مواعيدهم
  • القوات المسلحة: التحول الرقمي يسهم في تحسين تجربة المريض وتسهيل خدمات الرعاية الصحية
  • الأمير خالد بن الوليد: شركة “كي بي دبليو” تستثمر في الأردن منذ أكثر من 10 سنوات