عبادة بسيطة تعوضك ما فاتك من حسنات.. اغتنمها الأن
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
قال مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أن أعظم ما يعوض به المسلم ما فاته من الحسنات أن يكثر من ذكر الله عز وجل ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
علي جمعة يوضح علاقة القلب الرحيم بأنواع ذكر الله سُبحة الحديث وحكم ذكر الله أثناء تصفح الموبيل كيف تعوض ما فاتك من الحسنات
وأضاف عبد الرحيم مستشهدًا بقول العلامة ابن القيم في ذلك الموضوع، حيث قال: ﺃﻥ ﺇﺩاﻣﺘﻪ - أي إدامة ذكر الله عز وجل - ﺗﻨﻮﺏ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻮﻋﺎﺕ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﻧﻴﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺤﺞ اﻟﺘﻄﻮﻉ،
وتابع: ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﺫﻟﻚ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ: «ﺃﻥ ﻓﻘﺮاء اﻟﻤﻬﺠﺮﻳﻦ ﺃﺗﻮا ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺫﻫﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﺪﺛﻮﺭ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺎﺕ اﻟﻌﻠﻰ ﻭاﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭاﻟﻤﻘﻴﻢ، ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﻠﻲ، ﻭﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﻮﻡ، ﻭﻟﻬﻢ ﻓﻀﻞ ﺃﻣﻮاﻟﻬﻢ ﻳﺤﺠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﻤﺮﻭﻥ ﻭﻳﺠﺎﻫﺪﻭﻥ.
ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻻ ﺃﻋﻠﻤﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺗﺪﺭﻛﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻜﻢ، ﻭﺗﺴﺒﻘﻮﻥ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻛﻢ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺘﻢ؟
ﻗﺎﻟﻮا: ﺑﻠﻰ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ،
ﻗﺎﻝ: ﺗﺴﺒﺤﻮﻥ ﻭﺗﺤﻤﺪﻭﻥ ﻭﺗﻜﺒﺮﻭﻥ ﺧﻠﻒ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
ذكر اللهوأكد عبد الرحيم أن رسول الله بذلك قد ﺠﻌﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﻋﻮﺿﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﻤﺎ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺞ ﻭاﻟﻌﻤﺮﺓ ﻭاﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﺒﻘﻮﻧﻬﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺬﻛﺮ، ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺃﻫﻞ اﻟﺪﺛﻮﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻤﻠﻮا ﺑﻪ، ﻓﺎﺯﺩاﺩﻭا ــ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎﻟﻬﻢ ــ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﺑﻬﺬا اﻟﺬﻛﺮ، ﻓﺤﺎﺯﻭا اﻟﻔﻀﻴﻠﺘﻴﻦ، ﻓﻨﻔﺴﻬﻢ اﻟﻔﻘﺮاء، ﻭﺃﺧﺒﺮﻭا ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭاﻧﻔﺮﺩﻭا ﻟﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻗﺪﺭﺓ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء» .
واستطرد: ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﺴﺮ ﻗﺎﻝ: «ﺟﺎء ﺃﻋﺮاﺑﻲ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻛﺜﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﺧﻼﻝ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﺷﺮاﺋﻌﻪ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﺟﺎﻣﻊ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ. ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻗﺎﻝ: ﻭﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻭﻳﻔﻀﻞ ﻋﻨﻚ»
ﻓﺪﻟﻪ اﻟﻨﺎﺻﺢ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻳﺒﻌﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺮاﺋﻊ اﻹﺳﻼﻡ ﻭاﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭاﻻﺳﺘﻜﺜﺎﺭ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺫا اﺗﺨﺬ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﺷﻌﺎﺭﻩ ﺃﺣﺒﻪ ﻭﺃﺣﺐ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ، ﻓﻼ ﺷﻲء ﺃﺣﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺮﺏ ﺑﺸﺮاﺋﻊ اﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺪﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺮاﺋﻊ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﺴﻬﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺫﻛﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ذكر الله كيف تعوض ما فاتك من الحسنات عبدالرحيم ذکر الله
إقرأ أيضاً:
نور على نور
#نور_على_نور
د. #هاشم_غرايبه
في حديقة عامة، جذب انتباهي رجل كان جالسا على مقعد قريب من أرجوحات يلعب عليها الأطفال، كان نظره معلقا بنقطة محددة لا ينزاح عنها، حيث كان ابنه يلعب، بالطبع لم يكن تركيزه ذاك لأجل الفرجة على مهارات ابنه، بل للرقابة لأجل التدخل الفوري في حال لزم الأمر.
من يؤمن بالله وبدينه الذي أنزله، يوقن أنه ما خلق خلقه بهذا الكمال خلقة وخلقا، إلا لهدف عظيم ومهمة جليلة، فالمنطق يفترض أنه لا يمكن أن يتركهم هملا بلا رقابة منه ولا عناية بهم، لذا فهم تحت رقابته الدائمة، لا يغفل عنهم لحظة.
هذه الرقابة اللصيقة ليست للتفرج، وإنما للتدخل عندما تقتضي الحاجة، ولأن الله أرأف بعبده من الوالد بولده ومن الأم بوليدها، لذلك فهو أحرص منهما على رعاية عباده.
وبما أنه تعالى حرم على نفسه الظلم، فالأولى أن لا يسمح لعباده بممارسته، لذلك نلاحظ أنه تاريخيا لا يمكن لظلم البشر لبعضهم أن يدوم طويلا، وسواء طال أمده أم قصر فهو زائل لا محالة، ولكن الله يجري سننه الكونية على البشر، ويبدل الأحوال لتستقيم سننه في الأرض، والتي لا يبدلها استجابة لرغبات الناس، ولا يغير فيها بناء على سوء أفعالهم او صلاحها.
ولو تأملنا فيما يحدث في القطاع منذ سنتين، من تقتيل وتدمير وتهجير، وفوق ذلك حصار وتجويع للسكان المدنيين، بلا ذنب اقترفوه ولا جرم ارتكبوه، بل لأنهم قالوا ربنا الله، ونحن متمسكون بمنهجه، ورافضون لترك أرضنا.
ربما يتساءل المرء: متى يتدخل الخالق الرحيم لوضع حد لكل هذا الظلم الفادح، ويكبح جماح المعتدين!؟.
الإجابة على هذا السؤال: انه مع اليقين الكامل بحتمية تحقق وعد الله، إلا أنه وفقا لفهمنا لسننه، فهو قريب جدا لكن لم يحن بعد.
1 – القاعدة الأولى في هذه السنن: “بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ” [الأنبياء:18]، فالله تعالى هو من يوجه أهل الحق لمقارعة أهل الباطل، ونتيجة هذا الصراع محسومة سلفا وهي زوال الباطل، والذي لا يتحقق إلا بانتصار أهل الحق، وإذا فالنتيجة حتما دائما هزيمة أهل الباطل.
2- الثانية: أنه في كل العصور سيبقى تصارع الحق والباطل قائما: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ” [البقرة:251]، فالله تعالى هو من يزين لأهل الباطل أفعال السوء بظلم الآخرين، ويحرضهم على البغي على أهل الحق بإغرائهم بأن لهم فرصة عالية للنيل منهم، وهذا العدوان يستفز أهل الحق، فيستخرجون كوامن قوتهم ويقارعون أهل الباطل، وبذلك تنكشف المعادن الطيبة فيهم من المنافقين الذين كانوا مندسين بينهم غير مكشوفين، كما يتخذ الله من المؤمنين الأخيار شهداء، فيبدلهم نعيما دائما بدل متاع الدنيا الزائل.
3 – الثالثة أنه لم يكن هلاك أهل الباطل إلا حينما كانوا في عز استعلائهم وغطرستهم.
فلم ينهدم ملك فرعون إلا عندما كان يقول أنا ربكم الأعلى.
ولم تهلك عاد بحرب بل عندما كانت تظن أنه ليس هنالك من هو أشد منهم قوة.
واندثرت حضارة ثمود في ذروة تقدمهم عندما جابوا الصخر بالواد.
4 – أما الرابعة فهي أن أمد هذا الصراع قد يطول أو يقصر، وفقا لمرادات الله من مدى تحقق مناطات السنن الثلاث الأولى، لكن التدخل الإلهي المباشر، والذي ينهي الصراع بنتيجة محسومة دائما وهي نصر المؤمنين، يقدره الله بحكمته وتقديره: “حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ”.
وتطبيقا على فهم السنن الأربع نتوصل الى ما يلي:
تحققت السُنّة الأولى حينما ألهم الله المجاهدين بالقيام بعملية السابع من اوكتوبر، فوفقهم وحماهم حتى حققت المراد، واستفز العدو ليهاجم بكل غطرسة وتبجح، وليكشف أعداء الأمة الأوروبيين الذين هبوا لدعمه وتمويله.
وتحققت الثانية: ودلالتها صمود المجاهدين وفشل العدو في النيل من عزيمتهم، لا شك أن ذلك من فضل الله ليثبت أقدامهم لحين تحقق نصرهم، كما كشف المنافقين وكذب مدعي الوطنية والدين.
كما تحققت الثالثة فعليا.
وتبقى الرابعة وهي حتمية نصر المجاهدين وزوال الكيان اللقيط.
وهي موقوتة بأن تهب الأمة لنصرة المجاهدين عمليا وليس بمجرد الدعاء.